الخميس، 12 نوفمبر 2009

لنكن جميعاً.. محضر خير في اليمن

عبد الحميد عباس دشتي

نحن وكل كويتي شريف نستنكر اشد الاستنكار العدوان على الأراضي السعودية تحت أي ظرف وفي أي حال ولأي سبب، ولكن ذلك لا يعني أن نقبل بأي تدخل في الحرب الدائرة بين الحوثيين وبين السلطة اليمنية التي تعاني عدم وضوح في الرؤية نتيجة الضغوط الخارجية لحسم الإشكالات الداخلية في اليمن عبر الحلول العسكرية، وهذا أمر غير ممكن على الإطلاق، والراغبون في تدمير اليمن هم فقط من يقولون العكس.

ونحن قلقون من الأنباء التي تحدثت عن دخول الحوثيين إلى الأراضي السعودية بحجة أنها أراض يمنية محتلة في جيزان وعسير وهذا الدخول غير مقبول ومدان، بمثل ما هو غير مقبول أن تعلن مصادر عن قصف صعده على مسافة عشرات الكيلومترات من الحدود داخل العمق اليمني، فهذا تورط يضر جميع الأطراف ويؤدي لتأجيج الصراع.

وان صح أمر التدخل فالويل للعرب، لأننا نخاف على السعودية نفسها من هكذا تورط وهي الشقيقة الكبرى في الخليج التي ننظر إلى استقرارها وازدهارها بوصفها القائد والمعين لاستقرار الخليج وازدهاره وأي سوء تتعرض له المملكة من أي جهة أتى هو شر مستطير يصيب الخليج كله وأوله الكويت.

ومصدر قلقنا الأعظم هو أن تنجر المملكة إلى حرب اليمن فتقع فيما وقعت فيه قوات مصر في الزمن الغابر، وان تقع فيه القوات السعودية بما وقعت فيه قوات السوفيات في أفغانستان، والسعودية أدرى بما حصل للسوفيات في بلاد الأفغان لذا ننصح إخواننا السعوديين بان يترووا وان يصبروا على الأذى وان يدخلوا إلى اليمن كجهة وسيطة لتفرض بالمونة الأخوية صلحا على الطرفين يحفظ للحكومة وللرئيس الأمني هيبتهما ويحفظ لشعب اليمن ومنه الحوثيون كرامتهم وحريتهم وأحلامهم.

ولا يمكننا تخيل ضريبة الدم التي قد تدفعها إي قوات عربية في اليمن ذي الجبال الشاهقة والقبائل المتعصبة لنفسها

والو لاءات التي لا تفك عراها لا الأموال ولا المخاوف.

فضلا عن أي تدخل قد يستدعي تدخلات أخرى ويؤجج المشاعر الفئوية داخل اليمن وفي محيطه أيضا، وهذا الأمر ليس لمصلحة أي عربي ومسلم ولا نحتاج لبلد عربي أخر تشتعل فيه الفتن والصراعات العرقية ويتحول إلى ورقة جديدة تستغلها إسرائيل لزيادة الانقسامات - العربية - العربية.

لذا، نرجو أن يتحرك الحكماء، ونخص بالذكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، لإبعاد أرض اليمن عن الرؤوس الحامية وسماسرة السلاح والحروب فالسعودية كما نعرفها ونعرف صورتها، إنها المصلح الشريف وليس الشريك العسكري في حروب بين أبناء البلد الواحد والدين الواحد بعيدا عن اعتداءات الصهاينة على أراضي المسلمين والعرب وعلى أحد أقدس مقدساتهم المسجد الأقصى الشريف.

رئيس تحرير جريدة الديوان ... الإلكترونية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق