الثلاثاء، 2 مارس 2010

الاِرتباك الإعلامي الفارسي (الإيراني) يكشف عن سذاجة الدعاية الفارسية وتخريفها


تصريح صحفي

المناضل عبد المالك ريغي رمز للمقاومة ،
ونهج المقاومة نهج شعبي مستمر والصراع سيتواصل

الاِرتباك الإعلامي الفارسي (الإيراني)
يكشف عن سذاجة الدعاية الفارسية وتخريفها

        أعلنت السلطات الفارسية الرسمية عن فيلم جيمسبوندي رديء من إخراج دوائر الدعاية السياسية قوام هذا الفيلم قيام مجموعة إرهابية فعلاً وترتبط بدولة تزعم اِحترامها للقوانين الدولية بتنفيذ عملية (قرصنة جوية) فوق الخليج العربي "الطائرة تلقت فوق مياه الخليج أمراً بالهبوط في إيران، وتم توقيف ريغي بعد تفتيش الطائرة" ، هكذا صرح عضو مجلس الشورى الإيراني محمد دهقان لوكالة الأنباء الرسمية،أما وزير ما يسمى بالاِستخبارات الفارسية فقد أوضح التالي :"إن الرجل الأول الذي تطارده طهران منذ 5 سنوات اعتقل بعد اعتراض طائرة كانت تقله إلى قرغيزستان" فيما عدَّ وزير داخلية سلطات الإحتلال الفارسي المدعو مصطفى محمد نجار، قال :"ان ريجي اعتقل خارج البلاد ومن ثم نقل إلى إيران"، مؤكداً على أنَّ العملية تعد "مؤشر على هيمنة مخابرات إيران على المنطقة"، أما دائرة العلاقات العامة بوزارة الأمن والاستخبارات التابعة لسلطات الإحتلال الفارسي فقد صرّحت بأن "جنود الإمام المهدي السريين!!!" نفذوا عمليات مهمة، ألقوا من خلالها القبض على ريجي". وأوضحت مصادر وزارة الأمن أن ريجي اعتقل في بلوشستان بعد تعرضه لجروح بالغة، خلال اشتباكات مسلحة مع قوات حرس الحدود الإيرانية".،من جانبها قالت قناة "العالم" الفضائية الفارسية التي تبث بالعربية من طهران:"أن المطلوب اعتقل في كمين بإقليم سيستان وبلوخستان جنوب شرق البلاد"، في حين ذكرت وكالة "فارس" المقربة من الحرس الثوري الفارسي "أن زعيم جند الله اعتقل مع اثنين من أعضاء المجموعة".

ولتوثيق عملية إخراج الفلم الجيمسبوندي الرديء أظهرت صور بثها التلفزيون الرسمي الفارسي ، المناضل عبد المالك ريغي إلى جانب أربعة من رجال الأمن اقتادوه من طائرة مدنية إلى خارجها، في محاولة لتقليد العملية الشهيرة التي جرت لزعيم الشعب الكردي في تركيا التي كانت المثال الصارخ على عقلية النفاق الغربي ضد حريات الشعوب وكفاحها العادل ، لكن دولة الإحتلال الفارسي لم تكشف هوية الشخص الآخر الذي كان يرافق زعيم جماعة جند الله، إلا أن بيان وزارة المخابرات الفارسية وصف مرافق ريغي بأنه "الرجل الثاني" في التنظيم ، أما "جند الله" فقالت في بيان بعد اعتقال ريغي :"إن الأجهزة الأمنية الأمريكية الباكستانية ساعدت إيران في اعتقال زعيمه".

ورفضت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا الاتهامات بدعم "جند الله"، وعبرا عن سرورهما لاعتقال ريغي.  وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية إن بلاده "ترفض أي نوع من الإرهاب ولن تدعم المجموعات الإرهابية".وقال آرين بيلن" إن واشنطن لن تدعم أي نوع من الإرهاب في إيران، وإنها تمضي في تعاونها مع الأسرة الدولية من أجل القضاء على الإرهاب". أما الخارجية البريطانية فقالت في بيان "إن عبد المالك ريغي يعد شخصاً إرهابياً وإنه المسؤول عن مقتل العديد من المواطنين الإيرانيين الأبرياء". وأكدت أن "بريطانيا تعتبر اعتقاله ضربة قوية ضد الإرهاب، وتدعم هذا الأداء".. .

    إذاً علينا ملاحظة ثلاثة أنماط من التعامل مع قضية الرمز الوطني البلوشي المعبر عن نهج التصادم الكلي مع المحتلين للأرض والمدنسين لتربتها البلوشية، وقدم أثمان باهظة من حياته وحياة أسرته ... أبرزها :

أولا :
إقدام سلطات الملالي على اِعتقال شقيقه وتنفيذ حكم الإعدام عليه يوم أمس الخميس المؤرخ 25/2/2010،بتهمة انتسابه لهذه العائلة المقاومة،وكونه أخ للقائد البلوشي المناضل عبدالمالك ريغي،وهم من خالف بصراحة واضحة ما جاء في الآية الكريمة التي تقول :"ولا تزر وازرة وزرَ أخرى"،وذلك تناقض جلي يفضح مدى [إسلامية] النظام الفارسي الصفوي .

ثانياً :
وإنّ تعدد المخرجين الفرس لهذا الفلم قد أوقعهم في شر تناقضاتهم المنطقية، فلا نعرف بالضبط أيهم يتحدث بالحقيقة العينية،وهي دلالة مضافة على العقلية "الإعلامية" والدبلوماسية الإيرانية الفارسية التي تتعامل مع الآخرين بثلاثة أنواع من الألسنة واللغات في كل ما يتعلق بالمصلحة السياسية الفارسية .

ثالثاً:
إذ أننا ـ وعموم المتابعين ـ لا نعرف أين الحقيقة في الدعاية السياسية هذه، ولمن توجه سهامها الكاذبة المخاتلة؟ أجرت عملية الاِختطاف للمجاهد "ريغي" في عملية من القرصنة الجوية التي دُعـِّمت بفلم تلفزيوني أم فوق الأرض الباكستانية ؟ .

رابعاً:
وهل يشكل ذلك خرقاً للقوانين الدولية كما تبرزه الدول الكبرى ضد كل مَنْ يخالف سياستها فعلياً ؟ .

خامساً :
وعلامَ يدل الصمت الدولي العالمي، وسكوت المنظمات المعنية والدول المجاورة تجاه السلوك الفارسي ؟ ، أم أنَّ السلطات الفارسية الصفوية كانت تقوم بتنفيذ خطوات محسوبة في إطار صفقة سياسية إيرانية ـ أمريكية ـ باكستانية ! .

سادساً :
وإذا كانت عملية الإخراج للفلم الرديء،وتناقضاته المنطقية وترتيبات المخاتلة التي اِنتظمته،فما هو الثمن المدفوع إيرانياً لباكستان وأمريكا وربما غيرهما ؟ أيتعلق ذلك بمعلومات إستراتيجية حول القضية الأفغانية الملتهب أوارها في هذه الأيام تهم الدولتين وقوات حلف الناتو ؟ .

سابعاً :
إنَّ المواقف السياسية لأمريكا وباكستان حول "إرهابية" منظمة جند الله البلوشية يمزق حجب التضليل الإيراني حول ما يسمى بتعاطف تلك الدولتين مع قضايا الشعب البلوشي عبر التنسيق مع المجاهد عبدالمالك الريغي وعموم منظمة "جند الله" ويبين ما هو مشترك عند الدول الثلاث على صعيد الأرض،وهو ما يرجـِّح الوجود السياسي الموضوعي لعناصر الصفقة السياسية .

ثامناً :
أليس التنسيق السياسي والأمني بين طهران وأمريكا حول العراق وأفغانستان يعد دليلاً حظيَ بالاِعتراف الرسمي الإيراني : بدءاً بمحمد علي أبطحي واِنتهاءً بأحمدي نجاد؟، فما المانع أنْ تكون الصفقة الجديدة قائمة وإنْ كانت خطواتها السياسية والأمنية والدبلوماسية طي الكتمان ؟ .

تاسعاً :
لقد نسب الفرس الصفويون دوراً للإمام المهدي في تنفيذ عملية القرصنة المجرمة التي ذهب ضحيتها المناضل الريغي،وهو ما يعني أن جند الإمام الغائب قد تفوقوا على مناضلي جند الله ،وذلك من أجل حشو رؤوس العناصر الأمنية الفارسية القمعية بالخرافات والشعوذات والترّهات .

    لاشك أنَّ منظمة "جند الله" المكافحة قد تلقت ضربة قوية جداً، بفقد زعيمها الباسل الذي عمدّته التجارب بدروس معرفية هائلة عززت من إيمانه بقضية شعبه وعدالته، ومضائه العملي في الكفاح اليومي ضد السيطرة الفارسية الصفوية،وصقلت الممارسات الثورية خبرته السياسية والعملية في كافة الميادين الجهادية ، وصيّره كل ذلك رمزاً وطنياً جسوراً لنهج المقاومة المستمرة التي لا تعرف أنصاف الحلول مع عدو قائم على أساس سياسة عنصرية بغيضة وإيمان طائفي أبغض، يرتبط بالنزوع لممارسة الشر المستطير ضد كل مَنْ لايرى رؤيته السياسية تجاه مشكلات الداخل،ولا يوافقه الرأي بصدد الأوضاع الإقليمية والعالمية في كل صغيرة أو كبيرة، ولكن مَنْ قال أنَّ قضايا الشعوب العادلة ستنتهي او تتوقف فيما إذا اِنتهت الحياة الفيزيقية لقادتها المؤمنين البواسل ؟ ألم يـُختطف المناضل عبد الله أوجلان ولكن قضية ثورة شعبه ما تزال تتصاعد في كل يوم وتحقق المزيد من الخطوات السياسية الإيجابية الملموسة ؟ ألم تشكل الملحمة المضيئة لكفاح شعبنا العربي الأحوازي مثالاً ملموساً على هذا الصعيد، فبالرغم من اِعتلاء الشهداء الأماجد : الشهيد محي الدين آل ناصر والشهيد عيسى المذخور والشهيد دهراب آل ناصر ذرا المجد في يوم 13/06/1964م وأرجلهم ترفرف على رؤوس الجلادين المجرمين، فقد شكلوا النبراس الهادي لأبناء شعبنا لكي يجددوا مسيرتهم الكفاحية ويرووا قضايا شعبنا بالدم الزكي ومعاناة ألوف المناضلين من أبناء شعبنا،من أجل أنْ تستمر حركة شعبنا في ميدان الصراع ضد الغزاة الفرس المحتلين لأرضنا ووطننا؟ .
إذاً فنحن نتعاطف كلياً وجماعياً مع أبناء الشعب البلوشي وقائده النبيل والمكافح والوطني الجسور، والمهم أنْ لا يترك رفاقه البواسل الرايات الكفاحية تنتكس أو مسار المناضلين تحكم حركتهم عمليات اليأس والتيئيس التي ستذر قرونها الأصوات المعادية للقضايا التحررية والإنسانية .

    ويجب أنْ لا يستغرب المناضلون في أي مكان من العالم من بشاعة الدور المخابراتي الغربي ـ والأمريكي خصوصاً ـ الإيراني،فهو دور إجرامي متواصل ولكن ما أكثر العبر وما أقل الاِعتبار عند البعض الموالي لإيران الفارسية ،إنَّ المكافح الجسور والمقدام الباسل : عبد المالك ريغي ليس مناضلا بلوشيا فقط،بل أنَّ جميع المقاومين والمناضلين العرب ، وبشكل أخص الأحوازيين منهم ، سيتذكرون هذا المناضل الحازم في كافة مفاصل حياتهم النضالية ومحطاتهم التحريضية، ولا ترهبهم أو تخيفهم أو تخوفهم تلك الصفات الوقحة التي تطلقها واشنطن ولندن وطهران التي قوامها "الإرهاب" ضد المناضلين والمكافحين والمقاومين الأشداء، فهذه"الصفة الذميمة"من وجهة نظرهم هي المعيار الوطني والقومي والحضاري لكل الأمم والشعوب التي استبيحت أرضها وأوغل المحتلون في دماء شعوبها.

أما المضمون الإرهابي الفعلي المقترن بالدول المحتلة : كإسرائيل وإيران وأمريكا ومن تبعهم فهم كانوا ومايزالون يلصقون ذات النعوت السياسية القبيحة التي تقذف به سلطات الاحتلال الفارسي الإرهابية والإدارة الأمريكية والصهيونية وأذيالهم بحركة شعبنا وعموم الشعوب المكافحة،فقد اِستمرأت الأجهزة المخابراتية المجرمة ذات الأساليب في اِزدواجية فعلها المقيت.

    أما عملاء النظام الفارسي الصفوي من أبناء الوطن العربي ممن يرقصون على أنغام الطنبور الفارسي،وكذلك ممن ينطقون الكلام العربي ويفكرون بذهنية فارسية صفوية، فنقول لهم ما جاء بالحديث النبوي الشريف، لرسول البشرية محمد بن عبد الله (ص)، الذي حث فيه عليه الصلاة والسلام : المسلمين كافة على نصرة الظالمين بردعهم عن ظلمهم، وذلك يتطلب منهم،وفي الأساس،إدانة عملية التنسيق الأمني الخبيث مع الأعداء الغزاة وعملائهم ، فتلك أقل المعايير التي تجعل منهم مناضلين في سبيل الديمقراطية والاِستقلال والتقدم والحرية .

المكتب الإعلامي للمنظمة الوطنية لتحرير الأحواز (حزم)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق