الثلاثاء، 2 مارس 2010

شبكات الموساد النائمة


طاهر العدوان
الوجه الآخر في اغتيال المناضل الفلسطيني محمود المبحوح في دبي, هو حجم شبكات الموساد المنتشرة في العالم ومنه الدول العربية, وطبيعة الاعمال الارهابية, المرئية وغير المرئية التي تقوم بها.
كان الهدف في دبي, اغتيال شخص واحد, لكن لسوء حظ اسرائيل وجهازها الارهابي ان شرطة دبي وتكنولوجية كشف الجرائم المتطورة لديها جعلت الجريمة وكأنها وقعت تحت ضوء الشمس وفي منتصف النهار كما كشفت العدد الكبير من عملاء الموساد الذين وصلوا الى الامارة. والسؤال هو: هل يحتاج اغتيال شخص واحد الى 25 شخصا على الاقل لتنفيذ العملية?. ام ان هذا العدد يكشف عن وجود قواعد تنظيمية ارهابية تابعة للموساد وتقيم في العواصم العربية مستغلة الانفتاح والتسهيلات في الزيارة والاقامة التي تمنحها الدول للرعايا الاوروبيين والامريكيين والاستراليين والكنديين.. الخ?.
بعد قصة دبي المذهلة, التي أظهرت فيها اسرائيل استهتارها التام بخصوصيات الدول, الى درجة استغلال مواطنيها وسرقة وتزوير اسمائهم وارقام جوازاتهم وهوياتهم من اجل ارتكاب الجرائم. فان التساؤل المشروع: كم للموساد من خلايا ارهابية, مماثلة لتلك التي ظهرت في دبي, وهل هي خلايا نائمة او طيارة جاهزة للتخريب وارتكاب العمليات الارهابية من نسف وقتل وتدمير?
من الذي يستطيع ان يجزم بان هذه الخلايا ليست موجودة في كل عاصمة عربية. ما دامت هذه العواصم تستقبل سنويا ملايين الاوروبيين والامريكيين والاستراليين كسياح ورجال اعمال وخبراء وباحثين وطلاب علم.. الخ?.
لم تعد المشكلة تخص امارة دبي وشرطتها فقط, وباعتقادي انها تثير مشكلة امنية وسياسية داخل كل قطر عربي, مما يستدعي اجتماعات عاجلة لمسؤولي الامن في الدول العربية بما في ذلك وزراء الداخلية لبحث خطر خلايا الموساد, واعمالها الارهابية. ولجوء اسرائيل الى تزوير جنسيات رعايا دول غربية واستغلالها في المس بسيادة وامن الدول العربية.
كما ان الدول الاوروبية, واستراليا المعنية بالجوازات المزيفة باسماء رعاياها, التي استخدمت في جريمة دبي, مطالبة بتقديم اجراءات وضمانات تؤكد فيها ملاحقة هذا النهج الاسرائيلي الذي يهدد علاقاتها بالدول العربية, ويشوه صورة رعاياها الذين يزورون منطقة الشرق الاوسط. فاسرائيل انتحلت شخصيات عشرات المواطنين واثارت بذلك الشكوك في الرأي العام العربي حول الشخصية الحقيقية لكل من يحمل جنسية اوروبية او استرالية وكندية وعن (حصة الموساد) من هذه الجنسيات.
الواضح ان اسرائيل تعمل على استغلال العلاقات الطيبة بين العرب والاوروبيين لتتسلل عبر التسهيلات المتعلقة بالدخول والاقامة الحرة من اجل تنفيذ ما تشاء من اعمال التجسس وصولا الى القتل. هذا اضافة الى وجود عدد كبير من الاسرائيليين يحتفظون بجنسيتين - اسرائيلية واخرى, في الغالب اما اوروبية او امريكية - تسهلان على الموساد القيام بانشطته الارهابية في الدول العربية. وهي مسألة يفترض ان تنظر اليها العواصم الغربية بالجديّة القصوى والعمل على وضع حد لها ذلك ان (صديقهم) الاسرائيلي لا يعرف خطوطا حمرا, في السياسة ولا في الاخلاق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق