الثلاثاء، 13 أبريل 2010

الولايات المتحدة تدفع باتجاه تصعيد العدوان في الصومال، لكنها تستقر على نشر المجاعة بين المدنيين الصوماليين


ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد

"لدى دُمى واشنطن في الصومال، وإلى حد بعيد، قوات ضحلة
لشن هجوم عدواني ضد أية جهة"
     الهجوم الصومالي الحكومي المدعم أمريكياً ضد القوات المعارضة كان يُفترض أن يكون جارياً الآن، وذلك بعد مضي شهور عديدة على القصص المستمرة المفبركة الصادرة عن البنتاغون لمؤسسة الصحافة.. ولكن، لحد الآن، لا وجود للهجوم على أرض الواقع، لأن نظام الدُميّة ليس عنده عدد كاف من الجنود حتى للحفاظ على زاويته الصغيرة في مدينة الصومال الكبيرة- مقديشو.. هذه الحالة تجسّد مشكلة كبيرة لإدارة اوباما المتلهفة على توسيع هجومها الإمبراطوري الإمبريالي من اليمن عبر البحر الأحمر لغاية القرن الأفريقي.. لسوء طالع واشنطن، المشكلة تتعلق بدمى الصومال التي لا تمتلك سوى بضعة جنود تجعلها عاجزة عن شن أي عدوان ضد أية جهة..
        نظام الدمى الصومالي غير قادر على شق طريقه والتقدم ضد فدائيي الشباب الإسلامي الذين يسيطرون على 95% من جنوب ووسط الصومال. من هنا تقوم الولايات المتحدة بتصعيد حربها ضد السكان المدنيين بحجب الغذاء عن ملايين الصوماليين ممن يعتمدون على المساعدة الخارجية، بغية لاستمرار في تجويع المدنيين..     
     إن إخضاع الصومال هدف أمريكي أوربي مشترك. فالاتحاد الأوربي يدفع ثمن تدريب 2000 مجند صومالي في اوغندا- المرتزقة المتلهفون هم أفضل الأصدقاء في القارة السوداء. توفر  اوغندا كذلك آلاف الجنود من قواتها لحراسة مطار مقديشو، حيث بدون هذه الإمدادات سيتم عزل نظام الدمية الصومالي عن العالم الخارجي..
     عدد آخر من المجندين الصوماليين (2500) موجودون في الجارة كينيا، لكن هناك مشكلة لتفعيلهم في حماية النظام الدمية. العديد من الإثنية الصومالية المجندين هم مواطنون كينيون. يتضمن الوطن الصومالي التقليدي أجزاء كبيرة في كينيا واثيوبيا، بالإضافة إلى المخفر الأمامي الفرنسي- الأمريكي في جيبوتي.. الكينيون خائفون من فقدان السيطرة على هؤلاء المجندين الصوماليين في حالة انقلابهم على النظام الصومالي في مقديشو. تُريد كينيا من إثنيتهم الصومالية حراسة الحدود الكينية ضد الصوماليين الآخرين، ورفضت إطلاقهم لخدمة الولايات المتحدة بحراسة الحكومة الصومالية الدمية. "الأمريكان استخدموا أحد أقسام الأمم المتحدة لمهاجمة مهمة المساعدة الغذائية التابعة للمنظمة الأممية في الصومال."
     اثيوبيا التي غزت الصومال في وقت متأخر من العام 2006 بتحريض من الولايات المتحدة، حَذِرة أيضاً من الصوماليين مواطنيها الحصول على أسلحة وتدريب وأماكن نشرهم.. اعترضت اثيوبيا على انتشار بعض المليشيات الصومالية، خائفة من انقلابهم عليها، لكنهم (الاثيوبيين) قاموا كذلك بتسليح مليشيات صومالية أخرى لمحاربة الشباب الإسلامي في مقديشو.
     المسألة المحبطة للأمريكان هي أن الأموال اللا محدودة والموارد العسكرية ما زالت غير قادرة على إعداد هجوم ضد الشباب الإسلامي الضعيف. عليه قررت واشنطن في وقت سابق من هذه السنة تجويع السكان المدنيين الصوماليين لإجبار الشباب على الاستسلام. لكن الأمم المتحدة ووكالات الغذاء الدولية احتجت بصوت عال، مما أجبر السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة على التراجع بشكل مؤقت من التهم المزعومة بأن المساعدة الغذائية الأممية يتم تحويلها إلى الشباب الإسلامي.. إذ التف الأمريكان في محاولتهم تلك حول الهيكل المؤسسي للأمم المتحدة باستخدام مجلس الأمن الأكثر خضوعاً لهيمنتهم بإصداره تقريراً يدعم موقف الأمريكان. وهكذا استخدم الأمريكان أحد أقسام الأمم المتحدة (مجلس الأمن) لمهاجمة مهمة المساعدة الغذائية الأممية في الصومال. عليه، فالضربة النهائية أصابت بالطبع ملايين الصوماليين المدنيين- الجياع المرحلين، لتصل إلى أزمة إنسانية بسبب الولايات المتحدة والاحتلال الاثيوبي منذ ثلاث سنوات..
مممممممممممممممممممممـ
U.S. Pushes for Somalia Offensive, But Settles for Starving Somali Civilians, A Black Agenda Radio commentary by Glen Ford,uruknet.com, April 9, 2010.
For Black Agenda Radio, I'm Glen Ford. On the web, go to www.BlackAgendaReport.com.
BAR executive editor Glen Ford can be contacted at Glen.Ford@BlackAgendaReport.com. 
 "دمى واشنطن الصومالية لَها إلى حدٍ بعيد بِضْعَة جنود لإطْلاق هجومَ ضدّ أي واحد."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق