الثلاثاء، 13 أبريل 2010

جلاء الجيوش الأجنبية عن "سورية" وقضية الحرية في الوطن العربي ... !




على بساط الثلاثاء
70
يكتبها : حبيب عيسى

17 نيسان"أبريل" 1946 :
جلاء الجيوش الأجنبية عن "سورية"
وقضية الحرية في الوطن العربي ... !

(1)
           ■ عندما تحتفل الشعوب بذكريات تحررها من المحتلين ، فإنها لا تحتفل بذلك ، لمجرد الفخر .. ، ولا تحتفل بذلك ، لمجرد إحياء ذكرياتها .. ، ولا تحتفل بذلك لمجرد تطويق شهدائها الأبرار بالزهور ، والرياحين ، وحسب ، ولا تحتفل بذلك ، لمجرد الحصول على يوم إجازة من العمل ، ولا تحتفل بذلك ، لتستعيد الأيام الغابرة كي تعيش فيها ، أو تعيد صياغتها من جديد ، فالماضي ، بإيجابياته كلها ، وسلبياته ، أصبح ملكاً للتاريخ ، وأكبر من القدرة الإنسانية ، للعبث فيه .
           ■■ إن الشعوب تحتفل بأيام تحررها ، وانتصاراتها .. لتستخلص منها العبّر ، والدروس – بالدرجة الأولى – لصنع مستقبل أكثر حرية ، وتقدماً ، لبناء مجتمع قادر على الدفاع عن نفسه ضد أية محاولة جديدة ، لتدنيس أرضه ، واحتلالها .
           ■■■ إن "اليوم الوطني" في حياة الأمم – بهذا المعنى – هو ذلك اليوم الذي يقف فيه .. المنتمون إلى الأمة مع التاريخ ، يقدمّون إليه أسئلتهم ، ويقدمّ لهم بأمانة ، أجوبة علمية عليها .. ثم – وبعد ذلك مباشرة – يمدوّن نظرهم إلى المستقبل ، لصياغة حياتهم فيه ، حسب إمكانياتهم ، وقدراتهم ، والظروف الموضوعية المستجدة . وبذلك يمكن القول أن اليوم الوطني في حياة الأمة ، أو هذه الالتفاتة إلى التاريخ تصبح دون معنى ، وبلا فائدة ، إذا لم تكن مقدمة موضوعية ، لرؤيا علمية ، وشاملة لصياغة مستقبل للأمة أكثر تقدماً ، وحرية ، وعدلاً ، وأكثر مقدرة لإشباع حاجات أبناء هذه الأمة : علماً ، واقتصاداً ، وثقافة ، وحرية .
(2)
             ■ وبمناسبة ذكرى السابع عشر من نيسان "أبريل" 1946 تخفق القلوب العربية في سورية ، والوطن العربي ، إجلالاً وتقديراً للشهداء ، والأبطال العرب الذين صنعوا هذا اليوم الأغرّ ، بالدم ، والفداء ، والتضحية .. كما تخفق هذه القلوب ، في الوقت نفسه ، وبالمقدار نفسه من الحب والوفاء لهؤلاء الأبطال الذين يمتزجون بثلوج جبل الشيخ هذه الأيام (1974 كانت المعارك مستمرة مع العدو الصهيوني في الجولان عند كتابة هذا المقال) ، ويحتضنون الأرض العربية على امتداد خطوط القتال مع البرابرة الجدد ، يزرعون الأرض حباً ، ويسقونها دماء ، ويطردون من بين شعابها أعداء الزرع ، والحياة ، والتقدم .. ليضيفوا بذلك إلى التاريخ العربي ، أياماً أخرى خالدة ، وغراء .. إنهم أحفاد أولئك الذين صنعوا السابع عشر من نيسان ، في الأربعينات ، وهم الامتداد الطبيعي لبطولاتهم ، وتضحياتهم .
               ■■ وفي ذكرى الجلاء عن سورية تتزاحم الأفكار عن ملاحم البطولة التي امتدت على طول هذا الجزء من الأرض العربية ، وعرضها .. في دمشق ، وغوطتها .. في جبل العرب ، ووديانه ، ودرعا .. في وادي العاصي ، وشوارع حماه .. في قمم الجبال الساحلية ، وعلى رباها ، ووديانها ، وساحلها .. في حلب ، وفي المناطق المحيطة بها ، في جزيرة الفرات ، وامتدادها.. حتى يمكن القول انه لم يبق شبر من هذه الأرض العربية في سورية .. لم تسقه دماء الشهداء .
               وتلك البطولات تحفر أخاديدها بعمق في الوجدان العربي ، فقد تلقيناها أطفالاً ، على لسان الجدات ، و قرأناها ، كباراً ، في كتب التاريخ .
              ■■■ لكن السؤال الذي ما زال يحتاج إلى المزيد من التوضيح هو :  أين يقع الجلاء عن سورية من معارك الحرية في الوطن العربي .. ؟، وهذا بدوره سيقودنا إلى الكيفية التي عالج فيها المستعمرون ، الثورات العربية في الوطن العربي عموماً ، ضد احتلالهم ، وكيف تمكنّوا في النهاية من عزل هذه الثورات العربية عن بعضها البعض ، ضمن مناطق معينة رسموا لها الحدود ، لتأكيد تشتت قوى الثورة العربية .
(3)
               ■ لقد كانت اتفاقية "سايكس- بيكو" الشهيرة ، بداية لمرحلة جديدة ، واجه خلالها شعبنا العربي .. في مشرق الوطن ، ومغربه استعمارا أوروبيا جديداً ، وذكياً .
               ■■ فبعد أربعة قرون من احتلال عثماني مرير لأرضنا العربية تنفس شعبنا الصعداء .. عندما لاحت بوادر الحرية في الأفق ، وطاردت القوات العربية عساكر العثمانيين حتى جبال طوروس .
               ■■■ لكن فسحة الحرية كانت متواضعة جدا ... فبينما كان المواطنون العرب ... ينفضون عن كواهلهم غبار القتال ضد الاحتلال العثماني ، كان المنتصرون الجدد في الحرب العالمية الأولى يدفعون بجيوشهم إلى الموانيء العربية في البصرة ، وبيروت ، واللاذقية ، وطرابلس الغرب ، ويعززّون قواتهم في مغرب الوطن ، وفي الاسكندرية ، وامتداداً إلى الخليج العربي .
وكانت هذه القوات الغازية تتدفق على وطننا وفق مخطط واحد رسمت أبعاده ، وحددت منطلقاته ، وأهدافه في مكاتب الدول الغازية .
(4)
            ■ في مواجهة الاحتلال الجديد للأرض العربية تداعى المناضلون العرب إلى القتال ضد الغزاة ، ورغم تواضع الإمكانيات العسكرية ، والمادية التي كانت في حوزتهم سجلوا صفحات خالدة من صفحات البطولة ، وفداء الوطن .
          - فعلى عتبات دمشق ، وقف المناضلون العرب بقيادة يوسف العظمة وتصدوا للدبابة ، ببارودة ( الدك ) ، وأبوا أن تمر قوات الغزاة إلا على أجسادهم الطاهرة .
          - وفي البصرة ، وبيروت ، وطرابلس الغرب ، والخليج العربي ، والمغرب العربي ، ومصر ، والسودان تكررت الصورة نفسها ، لمواجهة الغزاة المقيمين ، والقادمين ، وليسجل الثوار العرب ملاحم خالدة من البطولات ، والتضحيات .
          ■■ في مواجهة تلك الثورات العربية ، استجمع المستعمرون كل خبراتهم في استعباد الشعوب ، واستعمارها ، لضرب فصائل الثورة العربية بعد أن تعاظمت قدرات هذه الثورة ، وأصبحت مواجهتها وجهاً ، لوجه ، غير ممكنة ، وغير مضمونة النتائج ، واعتمدوا في ذلك على عدة مرتكزات أساسية ، وثابتة كان أهمها :
-         تجزئة حركة الثورة الشعبية في الوطن العربي ، والعمل على قطع سبل الاتصال فيما بينها ، وذلك لتسهيل مهمة القوات الغازية في ضرب هذه الثورة ، قطعة ، قطعة ، وتصفيتها ، ومحاصرة كل فصيل منها ، ومحاربته على حدة .
-         إضفاء صفة الشرعية على هذه الأجزاء باعتبارها كيانات سياسية قائمة ، بحد ذاتها ، حتى داخل الإقليم الواحد ، وضمن هذا المفهوم ، نفهم مثلاً إقامة دولة في اللاذقية ، ودولة أخرى في حلب ، ودولة ثالثة في دمشق ، ودولة رابعة في جبل العرب ، ودولة خامسة في جزيرة الفرات ... وسادسة في جبل لبنان ، وسابعة شرق الأردن ، وثامنة في الغرب منه ، وتاسعة في بغداد ، وعاشرة في الكويت ، وهكذا ...، إضافة إلى آخر التقسيمات الصورية التي شملت أرجاء وطننا العربي كله .
             ■■■ ثم ، ولحماية هذه الكيانات من الالتحام في دولة واحدة ، قامت بريطانيا بالعمل جدياً على تنفيذ وعدها للصهاينة ، بإقامة كيان لهم في فلسطين يكون حاجزاً بين مغرب الوطن العربي ، ومشرقه ، ولم يخف المستعمرون أن هدفهم من إقامة كيان صهيوني في القلب العربي لم يكن عطفاً على اليهود ، وإنما كان جزءاً من مخطط استعماري شامل يهدف إلى تأكيد تجزئة الوطن العربي ، لضمان استمرار تخلفه ، واستمرار قدرة المستعمرين على استغلال ثرواته خاصة ، وأن الإمكانيات الاقتصادية ، والمواد الأولية الدفينة في أرض هذا الوطن تستحق أن يفعل المستعمرون من أجلها الكثير ، لاستمرار تدفقها على مصانعه ، ومرافقه الحيوية .
ولتضليل الجماهير العربية حاول المستعمرون اختلاق بعض العملاء ، وتنصيبهم حكاماً متنفذيّن في مواجهة الثورات العربية .
(5)
                  ■ لكن المناضلين العرب ، اكتشفوا اللعبة الاستعمارية ، فصعّدوا من عملياتهم القتالية ضد الغزاة ، ورفضوا أشكال التجزئة . ففي بلاد الشام ، مثلاً ، امتدت الثورات الشعبية منذ دخول المستعمرين إلى دمشق ، لتشمل كل الأرض العربية في بلاد الشام ، والعراق ، فتفجرت ثورة جبل العرب ، ثم ثورة حماه ، فحلب ، فثورة الجبال الساحلية ، فثورة الغوطة ، ودمشق ، وثورة فلسطين ، وشرق الأردن ، وقد تمكنت تلك الثورات من تحويل حياة القوات الغازية على أرضنا إلى جحيم مما اضطر قوات الاحتلال إلى الموافقة على إلغاء التجزئة بين دمشق ، وحلب ، وجبل العرب ، واللاذقية ، والجزيرة ، وقامت فصائل الثورة هناك ، بالاتصال مع ثورة رشيد كيلاني في العراق عام 1941 وتحركت الجماهير العربية في مغرب الوطن العربي ، ومشرقه ، لتشكل ثورات عربية قادرة فرضت على المستعمر الخضوع لمطالبها ، في الحرية ، والاستقلال .
              ■■ وخلال الحرب العالمية الثانية أعلن المستعمر عن استعداده الكامل للخضوع ، لمطالب الحركات الشعبية العربية ، وبالفعل تشّكلت عدة حكومات عربية ، وأقرّت دساتير لها ، ودعي إلى انتخابات في بعضها .
لكن ، وبعد أن انتهت الحرب العالمية الثانية ، تبيّن أن المستعمرين كانوا يهدفون إلى تجميد الحركات الثورية في الوطن العربي ، إلى ما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، ليتثنى لهم  بعد ذلك إجهاض تلك الثورات من جديد .
               ■■■ إلا أن الحركات الثورية في معظم أرجاء الوطن العربي كانت قد وصلت إلى حد كبير من القوة ، يصعب معه على المعتدين مجابهتها ، وبالفعل تمكنت تلك الحركات الثورية العربية من طرد المحتلين ، من معظم الأرض العربية في أربعينات القرن العشرين ، وتحقق الجلاء عن سورية ، ولبنان ، والعراق ، والأردن ، وليبيا ، وغيرها من الأراضي العربية .
وهكذا صنع الأبطال العرب في سورية يوم 17 نيسان 1946  بالدم ، والتضحية ، والفداء ، كما تمكن أبطال عرب في مشرق وطننا العربي ، ومغربه من صنع أيام أخرى خالدة أزاحت كابوس الاحتلال ، عن الأرض العربية .
(6)
            ■ لكن المستعمرين لم يرحلوا عن الأرض العربية إلا بعد أن حاولوا تشويه معالمها ، فكما استغلوا التجزئة العربية إلى أقصى حد ، لمحاربة الثورات العربية الشعبية ضد الاحتلال ، وتسهيل مهمة القوات الغازية ، كذلك حاول هؤلاء المستعمرون أن يرسخّوا التجزئة ، ويعملوا كل ما أمكن لاستمرارها على أرضنا العربية بعد رحيلهم عنها بقوة الثوار العرب ، ومقدرتهم ، وتضحياتهم .
(7)
              ■ إن الجماهير العربية في سورية ، التي حققت الجلاء في 17 نيسان ، وطردت المحتل ، لم تقف عند حّد الحصول على الجلاء ، بل شاركت هذه الجماهير الثورية في محاربة المستعمر أينما وجد على الأرض العربية ، وبذلك تشكلت فرق المتطوعين لقتال الصهاينة في فلسطين ، إلى جانب الثوار العرب الآخرين ، من فلسطين ، والعراق ، ومصر .
                ■■ وعندما وقعت مأساة 1948المتمثلة بنكبة فلسطين ، وأثبتت عجز الدول الإقليمية عن حماية الأرض العربية ، تداعت الجماهير العربية إلى النضال من اجل الوحدة العربية ، وخلال الخمسينات حققت هذه الجماهير انتصارات بارزة ، وتعاظم التيار القومي العربي ، إلى الحد الذي تمكن معه هذا التيار من فتح ثغرة في خريطة التجزئة العربية ، بإقامة الجمهورية العربية المتحدة عام 1958 .
                ■■■ إن نظرة سريعة على التاريخ العربي ، منذ طرد جيش الاستعمار الفرنسي المباشر من سورية في 17 نيسان عام 1946 ، وحتى الآن توضح أن المناضلين العرب ما زالوا في ثياب الميدان حتى الآن ، وقد كانت نكسة 1967 بالنسبة لفصائل الثورة العربية دليلاً على أن حرية الأجزاء في الوطن العربي ، لا يمكن أن تكون فعّالة ، وقادرة ، إلا في ظل حرية الأرض العربية كلها ، فعندما تعاظم مد الثورة العربية ، تحركت الصهيونية من فلسطين ، لتحتل الأرض المحررة ، من دولتين عربيتين ، بالإضافة إلى بقية أرض فلسطين ، دون أن تتحرك ما يسمى الشرعية الدولية للدفاع عن استقلال دول نشأت بقرارات من هيئة الأمم المتحدة .
(8)
                 وهكذا خاض المقاتلون العرب معارك بطولية أخرى ضد الوافد الصهيوني الذي تركه الاستعمار الأوروبي على أرضنا ، حتى تكللت بمعارك تشرين العربية ، حيث خاض المقاتلون العرب ، وما زالوا يخوضون ، معارك مشرفة ضد عدو لا يفهم إلا لغة القوة ، وفي سبيل استعادة حقوق مشروعة لأمتنا العربية كلها ، لا يمكن أن تستعاد ، إلا بالقوة ، والتضحية ، والفداء .
                  ■ لقد أردنا من كل ما تقدم ، القول : أن معركة الحرية في الوطن العربي واحدة ، وأن هذه المعركة لم تنقطع طوال الحقبة الزمنية المعاصرة ، وأن هذه المعركة ستستمر بشكل ، أو بآخر إلى أن تحققّ الجماهير العربية أهدافها في الحرية الشاملة ، لوطننا العربي ، لا خيار في ذلك لأحد ، ولا يستطيع أي عربي ، ذلك ، بمعزل عن باقي أبناء الأمة العربية ، وأردنا أن نقول ، أيضاً : أن بصمات المستعمرين على أرضنا العربية غير مشروعة ، وان القتال ضدها أمر مشروع قانونياً ، وعملياً ، بالإضافة إلى أنه أمر واجب وطنياً ، وقومياً .   فالنضال العربي لإلغاء التجزئة يستهدف – ضمن ما يستهدف – القضاء على كبريات مشكلات التخلف في الواقع العربي التي تجد جذورها ، واستمرارها في ظل هذه التجزئة .
                 ■■ إن القتال لتحرير الأرض العربية من الغزاة ، أمر مشروع ، وواجب على كل المنتمين إلى الأمة العربية .
                  والجماهير العربية ، لم تكتسب صفتها " العربية " اعتباطاً ، وإنما اكتسبتها عبر نضال طويل ، وأصبحت صفة ملزمة تاريخياً ، وعلميا ، لكل من يحملها بالعمل ، والتضحية ، والموت – إذا اقتضى الأمر في سبيل تحرير الأمة ، والحفاظ على شخصيتها وكرامتها .
                 ■■■ بذلك ، وبذلك فقط ، نفهم التضحيات ، وأعمال الفداء التي يقدمها المقاتلون العرب في جبل الشيخ الآن ، وعلى امتداد الجبهة (1974) ، لا دفاعاً عن دمشق فقط ، وإنما دفاعاً عن القدس ، والأرض العربية المحتلة كلها ، وبهذا أيضا يمكن أن نفهم التضحيات الجليلة التي صنعت 17 نيسان 1946 ، منذ 28 عاماً .
( 9 )
إن الوجود القومي للأمة العربية صنع عبر تطور تاريخي ، لا يملك أحد حق
 إلغائه ، وقد قدمت الأجيال العربية المتعاقبة ، وتقدم الآن ، ملايين الشهداء لصيانة هذا الوجود ، وتوضيح ملامحه .
                    لقد قدمّت الأمة العربية ملايين الشهداء لتصنع الجلاء عن دمشق ، وحلب ، والموصل ، وبغداد ، وبور سعيد ، وطرابلس ، والجزائر ، والدار البيضاء .
                    وهي ستقدّم في المستقبل ، وعلى المدى البعيد ملايين أخرى من الشهداء حتى تنتصر الثورة العربية ، وتبني دولة للأمة منسجمة مع الوجود الاجتماعي ، والقومي لهذه الأمة مروراً ، بتحرير كل الأرض ، وكل الشعب ، وكل الموارد .
                    إنها مسؤولية كبيرة ، حقق جزءاً هاماً منها ، الجيل الذي صنع الجلاء 1946، ويحقق جزءاً آخر منها الجيل الذي يستمر في المعارك  العربية .
                    فتحية للأبطال ، وللشهداء الخالدين الذين صنعوا لنا 17 نيسان الأغرّ 1946 ، وتحية لأبنائهم ، وأحفادهم الذين يكملون المسيرة ، وينطلقون بها ، نسوراً ، وأبطالا ، وفدائيين ، لتحقيق غايتها في الحرية الشاملة ،لأمتنا العربية .
    نشر هذا المقال في صحيفة "الثورة" السورية بتاريخ 19/4/1974
( 10 )
                     هكذا كانت أحلامنا في ذكرى الجلاء عام :1974 منذ 36 عاماً ، ومازالت ، فالجلاء عن جزء من الأرض العربية خطوة على الطريق إلى الحرية ، التي لن تتحقق إلا بوحدة الأمة العربية من المحيط إلى الخليج ...فالجلاء لن يكتمل ناجزاً إلا بدولة الوحدة العربية ، لهذا أيها الشباب العربي ، فإن ذكرى 17 نيسان "أبريل" تؤكد التلاحم بين الجلاء عن سورية ، وبين مشروع الوحدة العربية ، ففي 17 نيسان "أبريل" 1963 ولد ميثاق تأسيس جمهورية عربية متحدة أخرى ، تم ارتكاب جريمة انفصالية أخرى ، لوأدها في المهد ، سنترك الحديث عنها إلى الثلاثاء القادم   .....................
            حبيب عيسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق