الثلاثاء، 13 أبريل 2010

أفلام هوليودية لا تحدث الا في تونس


صبرين خميري
عضوة مكتب فيدرالي بالاتحاد العام لطلبة تونس بكلية الحقوق (المؤتمر الموحد)
منخرطة في جمعية النساء الديمقراطيات
منخرطة في منظمة العفو الدولية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في يوم خطبتها يوم السبت 27/03/2010 استأذن خطيبها من عائلتها للخروج معها للاحتفال بهذه المناسبة مع صديقه وخطيبة صديقه (غ. و ر.) وتم ذلك بالفعل، وفي حدود الساعة العاشرة والنصف ليلا غادروا جميعا عائدين إلى منازلهم. في الأثناء تأخر عنهم خطيبها لاقتناء علبة سجائر مما جعل ثلاثتهم يسبقونه بضعة دقائق.
في تلك الأثناء وعلى مستوى تقاطع شارع باريس وشارع الحبيب بورقيبة تقدم منهم عون امن بزي مدني يدعى "ث.ع." وبلغة فجة وكأنه يتعامل مع منحرفين استوقفهم وطالب "غ" في هويته خاتما كلامه بكلمات نابية، فاحتج الفتى على طريقة مخاطبته لهم، فما كان من العون إلا أن صفعه واخذ في شتمه ودفعه وهو ما أثار "صبرين" واحتجت معه على هذه المعاملة وهو ما لم يستسغه هذا العون وعونين آخرين التحقا به وكانا بالزي الرسمي لوحدات التدخل إذ مباشرة وضعوا قيودا حديدية في يد "غ" مواصلين شتمهم وكلامهم النابي وهو ما زاد من إصرار "صبرين" على الاحتجاج والصراخ لأنهم اخذوا يعنفونه. ولأنها لم ترد الصمت امسك بها احدهم ووضع لها هي أيضا السلاسل الحديدية في يدها وحاولوا اقتيادهما إلى مركز شرطة نهج "يوغسلافيا" وفي محاولة الاستنجاد بالمواطنين "يا ناس شوفوا بوليس تونس اش يعمل مع التونسي..." المارين والمصدومين مما يرونه، سحبوا هراواتهم وانهالوا عليها ضربا، في الطريق العام وهي مكبلة، في كامل جسدها وخاصة على فمها علها تصمت
عندها اتصلت خطيبة غانم بخطيب صبرين الذي تخلف عنهم وأعلمته بما حصل فتوجه خطيبها إلى مركز الأمن بنهج "يوغسلافيا" ليجد خطيبته وصديقه مكبلين لبعضهما بالسلاسل وهي تصرخ ألما واحتجاجا وفمها وانفها ينزفان دما
اتجه خطيبها إلى رئيس مركز الاستمرار سائلا عن سبب هذا الاعتداء الحاصل على خطيبته وصديقه وطالبا منه فك قيودهما فأجابه رئيس مركز الاستمرار أنها تعرضت للعنف من طرف صديقها الموقوف معها. فلما قدم نفسه انه خطيبها وانه كان قبل إيقافهم بدقائق معهما وأصر على فهم ما حصل وطالب بنقلها للمستشفى وفك قيودهما، تبرر رئيس مركز الاستمرار بأنه ليس لهم مفاتيح القيد وانسحب مسرعا للقيام باتصالات هاتفية. وهو ما جعل خطيبها يثور غضبا وصراخا إلى أن قدم رئيس المركز "ث.ع." الذي يبدو انه وقع الاتصال به والذي رفض بدوره فك قيودهما بل وقام بحجز خطيبها ومنعه من مغادرة المركز بحجة إثارته للفوضى وبدوره اختفى وهو يتحدث عبر هاتفه ليدخل رئيس منطقة الأمن "م.ع." التابع له بالنظر مركز شرطة نهج يوغسلافيا، وكان واضحا أنهم في حيرة كيف يتصرفون خاصة وأنها مصابة إصابات بليغة وبارزة للعيان.
وبوصول رئيس منطقة الأمن "م.ع." تعقد الموضوع أكثر. حيث أن خطيب "صبرين" ومن منطلق موقعه كمسؤول نقابي طلابي سابق بالاتحاد العام لطلبة تونس سبق أن حصلت، اثر تحركات نقابية، عديد المناوشات والمشاحنات التي اتخذت طابعا ذاتيا مع رئيس منطقة الأمن "م.ع." إذ بمجرد حلوله بالمكان توجه له قائلا:"هاك جيت بساقيك وحصلت..." وبعد انفراده بأعوانه واستماعه لتقريرهم استدعاه في مكتب مغلق صحبة رئيس المركز وأحد الأعوان وبعد حديث مطول قال له:"الكرة عندك تو، تحب تفظ المشكل وإلا راهو مش تتعدى أنت وهي..." فأجابه أن أسلوب التهديد هذا لن ينفع معه وله أن يفعل ما يشاء لكنه لن يصمت عما فعلوه بخطيبته. فأمره بالخروج إلى غرفة أخرى.
بعد قليل خرج رئيس منطقة الأمن "م.ع." وتوجه إلى "صبرين" وأمرها بالنهوض لنقلها للطبيب، فرفضت ذلك قبل تمكينها من شكوى ضد الأعوان الذين اعتدوا عليها. فما كان منه إلا أن ابتسم استهزاءا وقال لها:"صار انت هكا مخك شنوا قالك... اقعد غادي هاو تو نرجعلك...". ثم أمر خطيبها بمغادرة مركز الأمن بتعلة انه لا يملك ما يثبت علاقته بها، ولما أصر على البقاء أمر أعوانه بإخراجه عنوة وهو ما تم مما اضطره إلى الانتظار أمام مركز الأمن إلى أن نقلوها من ذلك المركز.
في الأثناء، قاموا باستجواب الفتى "غ" الذي كان هو أيضا معتدى عليه، وبسذاجة منه كان يسرد ما حدث لهما من اعتداء في الشارع من طرف أعوان الأمن وقد أوهمه من قام باستنطاقه انه بصدد تدوين كل ما قاله بأمانة في المحضر وعند الانتهاء من ذلك طلب منه الإمضاء على أقواله، وقد فعل دون تثبت مما دونه عون الأمن. وقد تبين فيما بعد أنهم دونوا له أنهم كانوا في حالة سكر وانه تشاجر مع "صبرين"في الشارع إلى أن تدخل أعوان الأمن واقتادوهما إلى مركز الشرطة.
أما "صبرين" فقد طلبوا منها الإمضاء على محضر معد دون سماعها فأصرت على قراءته وهو ما رفضوه فامتنعت عن إمضائه رغم كل محاولاتهم.
بعد ذلك قدمت سيارة شرطة لتحمل "صبرين" إلى مركز الإيقاف بـ "بوشوشة"
ومن المضحكات المبكيات والتي تثبت الطابع الكيدي للقضية أن الذي دونوا له في محضر استنطاقه أنهم كانوا في حالة سكر بما فيهم خطيبها قد تم إطلاق سراحهم ووحدها هي من تم إيقافها بتهم "السكر والتشويش والاعتداء على عون امن" دون حتى وجود اختبار لنسبة الكحول لديها.
ورغم أن عائلة "صبرين"، وبعد ما حدث قامت بتقديم عريضة في الغرض إلى مكتب العلاقات مع المواطن بوزارة الداخلية ووزارة العدل مطالبة بتتبع أعوان الأمن الذين اعتدوا على ابنتهم وعرضها على الفحص الطبي وإنصافها بإيقاف التتبع ضدها فقد تم محاكمتها ابتدائيا بالسجن يوم الخميس 08أفريل2010 بأربعة أشهر سجنا. وهي ألان تقضي عقوبتها بالسجن المدني للنساء تحت رقم 3671

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق