الثلاثاء، 13 أبريل 2010

بشائر دولة فياض!


ا.د. محمد اسحق الريفي
 ها هي أولى بشائر الدولة الفلسطينية التي قال رئيس حكومة إمبراطورية رام الله، سلام فياض، إنه سيقيمها في آب 2011 قد بدأت تلوح في الأفق، وهي تهجير عشرات آلاف الفلسطينيين من الضفة المحتلة إلى غزة والبلاد العربية، فعن أي دولة يتكلم فياض وأمثاله، وكيف يتوقع فياض أن يفرض الواقع نفسه على العملية السياسية لصالح الفلسطينيين كما يزعم؟!
 تؤكد الأحداث التي تعيشها القدس والضفة المحتلة أن خطة إقامة دولة فلسطينية هي مجرد كذبة كبرى يقصد بها تبرير تورط أجهزة سلطة رام الله في الحرب على المقاومة في الضفة، والتنكيل بغزة، وتعميق الانفصال والانقسام بينهما، ومنح الوقت لعمليات التهويد وتهجير الفلسطينيين ونهب الأراضي الفلسطينية وبناء المغتصبات عليها، وتقسيم الضفة وفق خطة "ليبرمان" بكتل "استيطانية" اغتصابية ضخمة، وإحاطتها بحزام "استيطاني" اغتصابي من جميع الجهات، وعزلها عن محيطها الفلسطيني والعربيوالمصيبة أن فياض يتحدث عن دولة فلسطينية في غضون أقل من سنتين ويزعم أن المؤسسات التي سيقيمها في رام الله تضمن له قيام هذه الدولة، قائلاً: "في حال لم تقم الدولة لسبب ما في الموعد المخطط، فإن الحقائق على الأرض ستكون في صالح الفلسطينيين بحيث يفرض الواقع نفسه على العملية السياسية".  فعن أي حقائق يتحدث فياض والعدو الصهيوني يقوم بعملية تهجير واسعة للفلسطينيين في القدس والضفة أيضاً، وعن أي حقائق يتحدث ومستوطنة "معاليه أدوميم" تشق الضفة إلى جزأين منفصلين، وعملية طمس الهوية العربية والإسلامية للقدس مستمرة؟
 وإذا كانت دولة فياض لا سيادة لها على شيء ولا على السكان، ولا ترقى حتى إلى حكم ذاتي على السكان الفلسطينيين في الضفة وغزة، ولا تملك توطين اللاجئين الفلسطينيين في الضفة وغزة، رغم أننا نرفض هذا التوطين ونعده تفريطاً في حقوقنا وثوابتنا الفلسطينية، فما قيمة هذه الدولة التي يستعد سلام فياض ومحمود عباس وفريق التسوية الاستسلامية إقامتها على شبر من أرض فلسطين المغتصبة؟ الدولة التي يتحدث عنها فياض ليست دولة، وإنما هي ملهاة لإلهاء الشعب الفلسطيني وتعميق انقسامه واجتثاث المقاومة، ألم يتعهد فياض، كما تعهد من قبله عباس، بتفكيك فصائل المقاومة ونزع سلاحها وملاحقة المقاومين والزج بهم في السجون، ثمناً لهذه الدولة المسخ عديمة السيادة؟
 يحق لليهودي، لمجرد أنه يهودي، الإقامة في أي منطقة من فلسطين المحتلة، حتى لو اقتضى ذلك طرد الفلسطينيين من بيوتهم في القدس أو نهب مزيد من أرض الضفة وإقامة مغتصبات صهيونية عليها؛ بذريعة الحاجة لاستيعاب المهاجرين اليهود الجدد، أو بذريعة ما يسميه العدو الصهيوني "النمو الطبيعي للمغتصبات" الصهيونية! أما الفلسطيني فلا يحق له إلا البقاء تحت الإقامة الجبرية في مدينته وقريته، أو سجيناً فيها، بانتظار وجود فرصة مواتية للعدو الصهيوني لتهجيره إلى مناطق أخرى خارج فلسطين، لضمان نقاء الدولة اليهودية العنصرية!
 إن تحرير الضفة المحتلة من أجهزة "دايتون" وأمثال فياض وعباس هي الخطوة الأولى لحماية حقوقنا وثوابتنا ومواجهة التهويد والتهجير ونهب الأرض الفلسطينية، فانتفاضة الضفة هو واجب هذه المرحلة، ولا يستطيع الفلسطينيون في الضفة الانتفاض لمواجهة التهجير والعدوان الصهيوني وتصعيد المقاومة في الضفة مع مواصلة أجهزة "دايتون" قمع المواطنين وتكبيلهم وملاحقة المقاومين ومنعهم من التصدي للعدو الصهيونيولا بد للشعوب العربية والإسلامية من القيام بمسؤوليتها تجاه فلسطين وشعبها العربي الأبي، ولا بد من الحركات الإسلامية وغيرها من قيادة التحركات الشعبية الضاغطة على الحكومات العربية الصامتة إزاء العدوان الصهيوني المتواصل بشتى الأشكال على الشعب الفلسطيني، فالصمت مباركة لتهجير الفلسطينيين من الضفة، والانتظار خذلان للفلسطينيين وللأمة، بل تواطؤ مع العدو الصهيوني.
 هل بقي أحد من أبناء أمتنا العربية غير مدرك الآن لحقيقة الصهيونية والمشروع الصهيوني–الغربي الذي تدعمه الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الغربيون أم ما زال هناك من يراهن على طيبة الرئيس الأمريكي "أوباما" والتسوية السلمية! والله المستعان!
 13/4/2010


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق