الأربعاء، 14 أكتوبر 2009

نحو الهاوية...

بقلم أحمد عرار

كاتب وباحث فلسطيني

أن تراجع إمكانيات المصالحة والوحدة الوطنية وانتفاء القدرة على التعايش ووضع برامج ومشار يع اتحادية، ومشاريع وطنية للتشارك والتوافق للعيش معًا، في ظل نظم مدنية ديمقراطية اتحادية ستسير بنا نحو الهاوية، الهاوية التي تنتظر شعبنا الفلسطيني نخبًا وجماهير. لأن فشل مشروع المصالحة والوحدة الوطنية هو مؤشر ودليل على إننا ما زلنا نعيش في عصور ما قبل الدولة، عصور ما قبل المجتمعات المدنية، عصور التصارع والبدائية القبلية. وبالتالي فإن أية جهة أو مجموعة لن تفلح في مشاريعها الوطنية الخاصة، فإذا حدث و لم تتمكن الفعاليات السياسية والاجتماعية من تحقيق ذلك المناخ الاتحادي، سيكون الفشل الناتج عن عدم تحققه مؤشرًا خطيرًا. ومهما كانت المشاريع الفردية متجانسة ظاهريًا، إلا إنها ستعاني المزيد من

التصارع والتآكل . ولن تنجز هذه المشاريع الخاصة موضوع الصراع الحقيقي مع الاحتلال، سواء منها المنغلقة الدينية المتشنجة، أو رؤى التسوية المنفتحة. ستفشل كل هذه الطروحات لأنها أساسًا لا تؤمن بمبدأ التشارك والتوافق وتفتقر إلى ثقافة التعايش المدني التي هي أس كل تطور مجتمعي ودولتي معاصر. إضافة إلى إضعاف الموقف الفلسطيني أمام العالم بل حتى وأمام نفسه، مما سيعني فقد وتدني مستوى الانتماء الوطني كما نشاهد اليوم.

فعدم القدرة على التعايش في ظل قانون مدني هو بكل بساطة الفشل السياسي والحضاري، واستمرارية الانتظار على هامش العصر، والعيش في غياهب التخلف. لذلك يجب العمل من أجل إعادة بناء مجتمع أكثر وعيًا بقيم التعايش.

علينا جميعا العمل من أجل بناء مجتمع يبجل الإنسان ويحترمه ويعمل لسموه وضمان حقوقه وتحقيق سعادته. هذا المجتمع الذي ينتعش ويترسخ بنيانه في فضاء التعايش ومناخاته التي أسس لها الإنسان الواعي عبر تراكم تاريخي طويل، وسيظل يدافع عن منجزاته ويطورها لصالح الإنسان ولإعلاء قيم البشرية العليا. فلا يمكن لأي رؤى أحادية أن تحقق أي انجاز على صعيد معركة التحرير أو حتى على صعيد تطور المجتمع وتنميته، هذا المجتمع الذي يعاني اليوم من البطالة والفقر والحاجة الماسة إلى النظام والقانون الذي فقدناه ، والذي أصبح قتيلا على مذبح الخلاف السياسي، هذا الخلاف الذي أوصلنا لان يقتل الأخ أخاه، بل وأصبح هذا الخلاف يدخل في كل تفاصيل حياتنا اليومية من الزواج حتى رغيف الخبز الذي غدا ألوانا شتى، بعد أن فقد العلم الفلسطيني ألوانه الحقيقية، وأصبح لكل طرف لونه الخاص.

وقد أسمعت لو ناديت حياً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق