الأربعاء، 14 أكتوبر 2009

اوباما والمستنقع الأفغاني

ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد

يبدو أن باراك اوباما يتمتع بمواهب أفضل better instincts من سلفه بوش في الشئون الخارجية.. وتحاشياً لقراءة هذاالثناء الخافت faint praise كإدانة له، دعونا نقول فقط بأن اوباما يشبه فريق واشنطن لكرة القدم الخجول Redskins.. إنه يُحرّك الكرة داخل الملعب لكنه بحاجة، في أكثر الأحيان، إلى السيطرة عليها وتوجيهها نحو خط الهدف.

سحب اوباما القوات الأمريكية من داخل المدن العراقية، وتعهد بالخروج من هذا المستنقع نهاية العام 2011. ولأن الولايات المتحدة معروفة بترددها ترك البلدان التي لها حضور عسكري فيها- على سبيل المثال: أوربا، اليابان، وكوريا الجنوبية- وسواء تحولت الانتكاسات إلى احتمالات العودة للعنف وانحرفت الأوضاع العراقية عن مسارها أو استُخدمت كذريعة للتأجيل، فسوف تبقى وعود انسحاب القوات الأمريكية من العراق محل نظر..

وستبقى مسألة الإسراع بانسحاب الولايات المتحدة أمراً مرغوباً لأنه سيؤدي إلى تضييق الوقت للتراجع reversal، كما ويبدو أن الموقف الأصلي المعارض لـ اوباما من حرب العراق، مؤشر للاتجاه في الطريق الصحيح.

وبالمثل، ففي مجال الدفاع الصاروخي الذي سيتم نشره في أوربا، فقد تخلص اوباما، وعلى نحو جدير بالثناء laudably، من تكاليف باهضة لنظام تم تصميمه لمواجهة تهديد غير قائم، وزاد في توتر العلاقات مع روسيا- الدولة الوحيدة في العالم التي لديها القوة لإزالة الولايات المتحدة من الوجود.

على الرغم من أن هذا النظام بدا ظاهرياً ostensibly موجهاً ضد صواريخ طويلة المدى والصواريخ الإيرانية غير الموجودة أصلاً، فقد أثار عصبية الروس، خوفاً من أن العشرة صورايخ الاعتراضية العالية السرعة في بولندا قد تنمو عددياً وتهدد الترسانة الستراتيجية النووية الروسية..

بدلاً من إلغاء النظام هذا، سيعمد اوباما إلى نشر أكثر وبدرجة معقولة لصواريخ دفاعية من شأنها، في نهاية المطاف، حماية القوات الأمريكية وأوربا ضد صواريخ إيران القصيرة والمتوسطة المدى والتي لا تمتلكها..

إنها لخطوة مقبولة بناء دفاعات صاروخية لحماية القوات الأمريكية، ولكن لماذا تستمر الولايات المتحدة حماية بلدان تمتلك اقتصادات متقدمة منافسة- بلدان غنية بما يكفي لبناء دفاعاتها الذاتية؟ الجواب: إن الولايات المتحدة تُراعي بثبات هذه الخيول الهرمة المزعجة nags (أوربا العجوز) البخيلة stingy بغرض "ركوبها مجاناً “free ride، بدرجة أقل، ودفعها للإسهام في حلف شمال الأطلسي- الناتو- بدرجة أكبر. من هنا عملت الولايات المتحدة إتفاقاً ضمنياً للدفاع عن أوربا، وتحملت الجزء الأكبر من الفاتورة لفعل ذلك، مقابل أن تبقى (الولايات المتحدة) الكلب الأكبر the big dog (القوة الأكبر) في التحالف.

في ظروف العجز الهائل في الميزانية yawning budget الذي يسحب تنازلياً الاقتصاد الأمريكي، لم تعد هذه الممارسة تجارة جيدة. وكما في العراق، يتعين على اوباما أن يكون أكثر راديكالية.. عليه أن يقول للأوربيين أن يبنوا بأنفسهم دفاعاتهم الصاروخية.

مثال آخر على أن اوباما لا يذهب بعيداً (نحو الهدف) بما فيه الكفاية، هو (أفغانستان). فلكونه يُريد الخروج من العراق، ولأن الجمهوريين يُسجلون نقاطاً عليه بادعائهم أن الديمقراطيين يتصفون بالليونة soft تجاه الأمن الوطني، من الواضح أن اوباما شعر بأن عليه أن يفضل حرباً ما.. وهكذا خضع على مضض reluctantly للضغط باتجاه زيادة القوات الأمريكية في أفغانستان.. لو كان ذكياً/ حاذقاً smart، لعمد في اليوم الثاني من تولي منصبه إلى الإعلان عن الانسحاب السريع للقوات الأمريكية..

من المؤكد أن اوباما يفهم ما ازدراه pooh-poohed بوش- تشيني.. ذلك أن الرأي العام في الدول الإسلامية يؤثر في أمن الولايات المتحدة. ولكن، ومرة أخرى، من أجل أن يكسب سياسته، فهذا لا يتطلب الذهاب إلى أبعد من تلك النقطة التي تتطلبها الوقائع القائمة.

إذا كان اوباما يقرأ فعلاً كتابات أُسامة بن لادن، عندئذ لما قام بتصعيد الحرب أبداً في أفغانستان. أُسامة بن لادن وغيره من الإرهابيين يُهاجمون الولايات المتحدة بسبب تدخلاتها في/ و احتلالها البلدان الإسلامية. الاستمرار في الاحتلال الأمريكي لأفغانستان أدى إلى عودة الطالبان على نحو أقوى، علاوة على تعزيز الحركة الإسلامية في باكستان، وهذه التطورات تهدد القوة النووية للحكومة هناك.

ويُحسب له (اوباما) مقاومته حالياً الدعوة العامة الصادرة عن القوات المسلحة لإرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان. ولكن، رغم أن اوباما هو سيناتور، ولم يخدم في الجيش، فليس حساساً تجاه هذه المسألة كما كان كلنتون، ليقول فقط "لا" لمزيد من الغوص وحتى على نحو أعمق في الرمال الأفغانية المتحركة.

بعد عقود من الشعور العام بالإثم من سوء معاملة المجندين العائدين من فيتنام، وهذا يوضح نفسه manifesting itself في الإفراط بالشعب الأمريكي (على خلاف ما رسمه الآباء المؤسسون ضد عسكرة البلاد)، فإن اوباما والديمقراطيين في الكونغرس، يدفعون، على الأقل، هذا التوجه نحو الوراء ولو قليلاً.

دعونا نأمل أن يتمكنوا من مواصلة مقاومتهم للهجمة العسكرية هنا داخل البلاد، بُغية وضع حد للتصعيد العسكري هناك في أفغانستان، بل وتغيير اتجاهه عكسياً في نهاية المطاف.. لدى اوباما وقادة الديمقراطيين في الكونغرس خيار ضئيل لمتابعة غرائزهم instincts بطريقة ديمقراطية، والاسراع في الحرب التي لا تحظى بشعبية في الداخل، إذ أن هذا هو بمثابة انتحار سياسي.

أظهر اوباما بعض الطبائع الجيدة في مجال السياسة الخارجية، ولكن يتوجب عليه أن يُقاوم الضغوط السياسية والمؤسسية ضد المزيد من التغييرات الجذرية والاختلالات dysfunctional.

ممممممممممممممممممممممممـ

Obama and the Afghan quagmire, By Ivan Eland,Aljazeera.com, 13/10/2009.

-- Ivan Eland is Director of the Center on Peace & Liberty at The Independent Institute. Dr. Eland has spent 15 years working for Congress on national security issues, including stints as an investigator for the House Foreign Affairs Committee and Principal Defense Analyst at the Congressional Budget Office. His books include The Empire Has No Clothes: US Foreign Policy Exposed, and Putting “Defense” Back into US Defense Policy.

ConsortiumNews

Source: Middle East Online

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق