الأحد، 11 أكتوبر 2009

سلطة اوسلو وتقرير جولدستون

الدكتور غالب الفريجات

لا احد يتصور ان الضحية تتلذ بتعذيب المجرم الذي يقوم على تعذيبها، و لا احد يتخيل ان صاحب الحق يتنازل عن ادانة من يسرق حقه واغلى ما يملك، باعتبار ان الاوطان اغلى ما تملكه الشعوب، شيئ غريب جدا ان تمارس القيادة السياسية في السلطة الفلسطينية دور الحامي والمدافع عن سمعة الكيان الصهيوني المجرم، الذي يمارس ابشع صنوف الاجرام، ليس في حق الفلسطينين او العرب و المسلمين فحسب، بل و في حق الانسانية عموما، وعلى وجه الخصوص في وجه اولئك الذين يدعون بانهم سدنة الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان، ويقومون على حماية ممارساته الاجرامية.

سلطة اوسلو تؤكد باستمرار انها غير جديرة بتمثيل شعب فلسطين، ولا تعبأ بما يجري للناس، من قمع وظلم واضطهاد في حق المواطنين، الذين وقعوا بين اجرام الصهاينة وممارسة الفساد الاداري والمالي من قبل سلطة اوسلو، التي تتقمص دور السيادة المفقودة، على غرار ما يمارسه النظام العربي الرسمي في حق المواطنين.

يفاجأ العالم كله بان الجانب الفلسطيني الرسمي كان شريكا في تأجيل بحث تقرير جولدستون في مجلس الامن، والذي يحتوي على ادانة صارخة لممارسة العدوان الصهيوني الاجرامي على غزة، التي عانت من تدمير استهدف الحجر و البشر، واصاب العالم كله بالذهول، لحجم الحقد الصهيوني على اناس عزل، لا يملكون من وسائل المقاومة الا ما يوصف بالوسائل البدائية، في مقابل آخر ما توصلت اليه مصانع اسلحة زعيمة الشر الامبريالي في هذا العالم، وحجم الدعم والمساندة، التي تلقاها هذا الكيان من الادارة الامريكية، المعادية لكل ما يمت الى الانسانية بصلة.

ان على كل احرار العالم ان يحذروا من عدوانية اميركا والصهيونية، وان يسعوا جاهدين لاستخدام كل ما يتوفر لديهم من وسائل مقاومة، لمواجهة هذه العدوانية، لان المقاومة هي الوسيلة الوحيدة التي يعرفها اعداء الشعوب، وفي مقدمتهم الصهيونية العالمية، وربيبتها الامبريالية الغربية، تارة بزعامة اوروبية، وتارة اخرى بقيادة امريكية، واخرى بتحالف قوى العدوان الامبريالي الاوروبي الامريكي، في مواجهة شعوب الارض ودول العالم الثالث، وقد اثبتت المقاومة انها قادرة على تحطيم رؤوس الامبريالية العفنة، التي لا يهمها الا نهب خيرات الشعوب والسيطرة على مقدراتها، وليس هناك من وسيلة امام العرب عموما و الفلسطينيين على وجه الخصوص الا المواجهة بكل السبل والطرق، وليس هناك من طريق لتحقيق التحرير والنصر الا اذا كانت المواجهة شاملة، تشمل الامة العربية بحشد كل طاقاتها في مواجهة العدوان الامبريالي الصهيوني، فالقطرية الفلسطينية اثبتت انها غير جديرة كغيرها من قطريات النظام العربي الرسمي، والمواجهة بين مشروعيين قومي عربي تقدمي انساني، واخر امبريالي صهيوني رجعي عدواني، ودائما وابدا في معركة الحق و الباطل يكون النصر حليف الحق في مواجهة الباطل، وقد اثبتت تجارب كل الشعوب العالم، التي استندت الى المقاومة ان الصابرين على الوجع القومي قادرون على تحقيق آمالهم في الوحدة والتحرير.

ان الأمة العربية قادرة بحكم تاريخها وتراثها وقيمها، أن تحقق النصر على اعدائها، اٍن توحدت كلمتها والتم شملها، فالداء الذي ينخر جسدها هو داء التجزأة، الذي يبدد كل معاني القوة، وهي تملك سلاح الحق، فالارادة على المواجهة والايمان بالحق وتوحيد الجهود، تكفل النصر في مواجهة اعداء الامة من اميركان وصهاينة، وفي هذا المقام فان البيت الفلسطيني اولى بأن يكون بيتا موحدا في مواجهة الغطرسة الصهيونية، ليكون مقدمة لوحدة الموقف العربي الجماهيري، ليفرض ارادته على صانع القرار العربي، و الحق العربي لا يمكن ان يعود في كل مواقع المواجهة الا من خلال المقاومة، بشتى صنوفها وانواعها، وباستخدام كل ما لدى الامة من عوامل تساعد على الصمود والتصدي، عندها كل سلطات اوسلو في النظام العربي الرسمي، لا تملك القدرة على الصمود ومواجهة الجماهير، ولا تستطيع التلاعب بآماني وآمال جماهير الامة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق