الثلاثاء، 27 أكتوبر 2009

مقترحات تحفز عودة العقول الفلسطينية المهاجرة

غزة-ماهرابراهيم

بينما غابت الجهود والخطط لدى الحكومة الفلسطينية , لازالت ترتفع الاصوات لايجاد الية واضحة تضع حدا لهجرة العقول الفلسطينية وتطالب باتباع استيراتيجيات وبرامج تحفز لعودة المهاجرين للاستقرار فى الوطن , فالاستقرار المنشود ضرورة دينية , وتاريخية, وسياسية , واقتصادية , ديموغرافية , ونهضويه .. وعلى هذا الصعيد صدرت فتوى لرابطة علماء فلسطين منذ علم 2007 تحرم الهجرة الى خارج الوطن حيث قالت فى فتواها " لا يجوز شرعاً لأي من أبناء شعبنا المرابط هجرة الوطن لدولة أجنبية، لأنه بمثابة التولي يوم الزحف إلا لمبرر شرعي كالتعليم والعلاج وغيره وبنية العودة للوطن والأهل".

ويطالب المختصون, السلطة الوطنية وكافة المؤسسات والجمعيات الخيرية الفلسطينية بالعمل على عدم تشجيع هجرة أي فلسطيني بكافة الوسائل الممكنة، واكدوا لـ "البيان" على ضرورة ان تعمل السلطة والمؤسسات الاخرى على تثبيت وجود الفلسطينى في منزله وقريته ومدينته، وتساعده على توفير فرصة عمل مناسب له, واشاروا الى ضرورة حث الفلسطينيين المقيمين بالخارج وخاصة فى الدول العربية ، وايضا من يملكون الهويات المدنية بالعودة الى الديار كي يعيشوا بين اهلهم وعلى اراضيهم ، ومساعدتهم على توفير لقمة العيش لهم، من خلال بناء مشاريع استثمارية كبيرة في المجالات الصناعية والزراعية والصحية والأسكانية والتعليمية وخلافه، وبذلك يحافظوا على اراضيهم وممتلكاتهم من الضياع والأهمال، كما يساهموا في خدمة شعبهم واهلهم، ويعملوا على تنمية وتكبير حجم القنبلة الديموغرافية السكانية الفلسطينية على المدى القصير والمتوسط والبعيد وهو تحدى للغاصبين.

ولا يختلف اثنان كما لا ينتطح عنزان على ان الاحتلال الاسرائيلى هو السبب الاول للهجرة الفلسطينية حيث بدأت مع الاحتلال الذى شجع هجرة أي فلسطيني للخارج بقصد أفراغ الأرض من سكانها وتهويدها، واما السبب الثانى فهو الانقسام الداخلى الفلسطينى وقد اتهمت حركة فتح حركة حماس بالمسئولية عن تهجير المواطنين فى السنوات الاخيرة واما السبب الثالث فهو الفقر وتردى الوضع الاقتصادى الفلسطينى ,وهناك اسبابا اخرى أقل اهمية .. وقال الناطق باسم فتح في طولكرم سمير نايفه "أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني بعد استلام حماس الحكومة قد دفعت بالكفاءات والعقول الفلسطينية إلى مغادرة الضفة الغربية وقطاع غزه والهجرة إلى الخارج وبشكل خاص إلى دول الخليج العربي".

من جانبهم انتقد خبراء فى التنمية البشرية الحال الراهنة فى الاراضى الفلسطينية وقالوا لـ البيان "ان سلطتنا الوطنية ومؤسساتنا وجمعياتنا واحزابنا لا يعطوا لموضوع الهجرة الفلسطينية اهمية في برامجهم وآليات عملهم، و ليس مطروحا على اجندة اعمالهم، ولا يحوز على اهتماماتهم بشكل كبير وواضح" واشاروا الى ان الصهاينة فى وضع مختلف تماما حيث ان الخطط الاسرائيلية، تعطي موضوع هجرة اليهود الصهاينة كل جهودها واهتماماتها، ويرصدون لها ميزانيات خاصة وكبيرة،

فى هذا الصدد يقر الدكتور جمال الخضرى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السابق فى الحكومة المقالة بغزة بما سبق ويضيف " لن يكون هناك حل لهذه المشكلة إلا من خلال الاستقرار السياسي الداخلي , والتوافق الكامل بين كافة مكونات شعبنا وشرائحه , في سبيل خلق البيئة المناسبة والمشجعة لهذه العقول على التوطن في فلسطين"

من ناحيته وصف الدكتور احمد صبح وكيل وزارة الشؤون الخارجية الفلسطينية عدم علم الحكومة الفلسطينية الحالية بهذه الكارثة بانه " مصيبة كبري بينما يعد علم الحكومة بتلك الكارثة وعدم تحريكها ساكنا مصيبة اكبر" وقارن صبح بين فترة الحكومة الحالية التي شهدت هجرة كفاءات بشكل كارثي وبين فترات الحكومات السابقة بعمر السلطة الوطنية التي شهدت جذبا لعشرات الآلاف من الكفاءات من الخارج إلى فلسطين. وأشار صبح إلى أن الأعوام الأولي من اندلاع انتفاضة الاقصي لم تشهد هجرة عقول وكفاءات كالذى تم في النصف الثاني من العام الحالي، وكشف صبح انه يعرف شخصيا العديد من الفلسطينيين الذين جاءوا منذ سنوات من الخارج واستثمروا أموالهم في الأراضي الفلسطينية باعوا استثماراتهم وغادروا الأراضي الفلسطينية في الأشهر الماضية بعد منعهم من قبل إسرائيل من دخول الأراضي الفلسطينية كما كان سائدا في السنوات الماضية. وشدد بأن هناك هجرة أموال إلي جانب هجرة الكفاءات والعقول الفلسطينية.

وضمن الحلول المقترحة اهليا لوقف الهجرة وعودة العقول المهاجرة يقول اكاديميون وخبراء فى جامعتى الازهر والاقصى بقطاع غزة لـ البيان : ان على الحكومة اولا- وضع الكفاءات في مكانها الوظيفي المناسب، ثانيا وقف " الجفاء الداخلي" ضد العلماء والخبراء مع توفير المغريات المادية التى تكفل استقراراهم فى الوطن ثالثا ضرورة فصل السياسة عن العلم والكفاءة، أي عدم تسييس العلم، لان هذا موجود في كل الجامعات الفلسطينية. رابعا إعادة الاعتبار للحقوق الأساسية للمواطنة ومساواته أمام القانون دون تمييز، وحرية التعبير والتفكير والاعتقاد , وهذا ما دعا الية "تحالف السلام الفلسطينى" وهو مؤسسة اهلية بقطاع غزة يضم ناشطون وخبراء فى السياسة وحقوق الانسان وقال " كل هذه الحقوق انتهكت، والتجربة الديمقراطية قد انتكست ، وجرى الاعتداء عليهما بشكل سافر" مؤكدين إن " إسرائيل أصبحت تحقق ابرز واخطر أهدافها على الإطلاق وهي هجرة المواطنين الفلسطينيين من الأرض الفلسطينية." - خامسا الاهتمام بالقضايا المجتمعية والمعيشية، وتوفير حياة كريمة وفرص عمل للمواطن ، والاهتمام بالشيخوخة، والطفولة، ومعالجة مشكلات الفقر والبطالة، والتعليم والصحة، والبيئة، وصون الحقوق الاجتماعية، والثقافية، التي انتهكت منذ فترة طويلة، وزاد انتهاكها بعد الاقتتال الداخلي- سادسا ضرورة أن تتداعى مؤسسات السلطة التنفيذية والقضائية والتشريعية لدراسة هذا الموضوع بجدية، مع اصحاب العلاقة من مؤسسسات ومنظمات مدنية لمعرفة ماذا يجب أن يقدم في هذا الاتجاه ذلك السلطة وما تستطيع أن تقدم - سابعا واخيرا تشكيل لجنة من الكفاءات والأكاديميين والمهتمين والمراكز والمؤسسات البحثية لبحث منهجيات العمل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق