السبت، 21 نوفمبر 2009

نحو مؤتمر بال فلسطيني (17)





أول دولة عظمى
في الجيب

د. أفنان القاسم / باريس

رسالة الرئيس الفرنسي التي وجهها لي بخصوص خطتي للسلام لها أكثر من مغزى وأكثر من دلالة، وباعتقادي مجرد رد نيقولا ساركوزي يمثل نجاحا أول سياسيا ودبلوماسيا على أعلى المستويات، هذا يعني أن خطتي قابلة للتنفيذ، وأن مصداقيتي لا شك فيها، والأهم من هذا وذاك أن كل الخطط الأخرى السابقة وتلك التي تطبخ اليوم قد تم الاعتراف بفشلها، فها هو الرئيس الفرنسي سيعتمد هذه الخطة في بحثه عن حل للصراع العربي الإسرائيلي (اقرأ نص الرسالة)، وها هو يؤكد اطلاعه الشخصي على تفاصيل ما أقترحه من حل نهائي بيننا وبين الإسرائيليين بسحر بنية الإتحاد المشرقي، وعمق طرح هذا الإتحاد العقلاني، والذي عن طريقه تستعاد كل الحقوق الفلسطينية دون المساس بحقوق الآخرين من أعضائه. صحيح إن الرئيس الفرنسي قد فهم كل هذا ووعد بكل هذا دون أن يبتعد أكثر للظرف المعقد الراهن، ليس ظرف التفاوض، فظرفه دوما ما كان معقدا، وإنما ظرف المتفاوضين، وخاصة المتفاوض الإسرائيلي الذي يتخبط يمينا ويسارا، بالأمس موفاز يعرض في السوق الفلسطيني لستين بالمائة من الضفة واليوم باراك وبيريس لدولة على نصف الضفة، ونتينياهو سيجمد بناء المستعمرات في الضفة دون القدس، ويدخل الفرنسيون في اللعبة عن غير اقتناع عندما يطالب كوشنير بالتجميد في الضفة والقدس، والكل يقول بحل مؤقت وضمانات أمريكية، وسيكون الحل النهائي خلال سنة، خلال سنة ونصف، خلال سنتين، و... و... التخبط أكيد، ومناورة كل الأطراف واضحة وضوح الشمس، الكل يحاول تغطية نتنياهو تحت الادعاء بمبادرات من أجل حل لن يكون، لأننا جربناكم، وجربنا ألاعيبكم، ولأننا لا نريد من أحد أن يتصرف بقدرنا، فالشعب الفلسطيني ليس مسرحا للعرائس، والزعرنة الإسرائيلية في السياسة لم تعد تمشي علينا، فاوضوا أنفسكم بأنفسكم إذن وأقيموا دولة فلسطينية على عورتا، فهل سينتهي الصراع؟ وهل ستحل القضية الفلسطينية؟

الرئيس الفرنسي نيقولا ساركوزي قد فهم جيدا أن خطتي للسلام خطة مشرفة للجميع لا تغمط حق الفلسطينيين في القدس ولا حقهم في العودة ولا حقهم في دولتهم على كل الأرض الفلسطينية عشية 67، لهذا فرنسا منذ اليوم في الجيب، لأن مستقبل المفاوضات التي سيجريها مؤتمر بال سيكون مستقبلها كدولة عظمى تستحق المكانة التي لها في هذه المنطقة الكوسموبوليتية التي هي منطقتنا، والتي أبدا لن تكون حكرا على الأمريكان، ولا حكرا على أحد، وفرنسا تعلم تمام العلم أن عصرنا اليوم هو عصر التعاون الحق والشراكة الحقة.

مع خطتي للسلام سيكون هناك حل خلال ثلاثة أسابيع، ثلاثة أسابيع فقط، وكل شيء سيتم على أكمل وجه، ووجه المنطقة سيتغير، وتاريخ المنطقة سيتغير، وزمنها بعد أن نفتح بابه على مصراعيه من أجل استعادة قدر الإنسان وإنسانيته.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق