السبت، 21 نوفمبر 2009

المعركة الدبلوماسية القادمة...رياح التغيير


الكاتب/عبد المنعم إبراهيم


 ((( الجزء الأول )))

ليس بعيداً عن جدل الحالة القائمة على الساحة الفلسطينية من انقسام جغرافي وسياسي ,وانكفاء الطرف المتهم بهذه الحالة (حركة حماس)على ذاته دون الاعتبار لأي من تداعياتها السلبية على القضية الفلسطينية,ودون حساب لعامل الزمن الذي يسير بوتيرة متسارعة تتزايد معه سطوة المحتل الصهيوني لكل ما هو قائم على الأرض  الفلسطينية,يوجد طرف أخر في هذه المعادلة (القيادة الفلسطينية)سعى إلى لملمة الجراح ولم الشمل ,وقدم كل الإمكانات اللازمة لإنهاء هذا الانقسام والتشرذم ,كما قدمها في ستنينات القرن الماضي حين خاض معارك عسكرية ضد المحتل الصهيوني ,سجل فيها انتصارات عظيمة شهد لها التاريخ ,وانحنى لها سادة العالم ,وغير من معادلة الصراع مع هذا المحتل, وفرض عليه وعلى المجتمع الدولي الاعتراف بالوجود الفلسطيني على أسس  كيانيه بكل أبعادها السياسية والوطنية والإنسانية ,وجسد معالم الكيان والهوية الفلسطينية بالدم ,وبالقرار الصائب,هاهو اليوم يخوض معارك سياسية ودبلوماسية لا تقل في عنفها وأهميتها عن المعارك العسكرية التي خاضها منذ اللحظة الأولى لاشتعال شرارة الثورة في العام 65,وإذا ما جزمنا بالقول والفعل بأن المعارك(العسكرية والسياسية)التي خاضهما هذا الطرف كانت بمثابة تجسيد للمصلحة الوطنية الفلسطينية وتثبيت للحق الفلسطيني على ترابه ,نستطيع القول بأن القيادة الفلسطينية وفي مقدمتها حركة فتح التي تتزعم هذا الطرف- تخوض  هذه الأيام مع العدو الصهيوني معركة سياسية ودبلوماسية عنيفة وشرسة,تتجسد في الإصرار على السير في بنفس النهج نحو تحقيق الأهداف الوطنية المشروعة,هذه المعركة التي  ستغير (حسب اعتقادي) معالم المشهد القائم  إذا ما استمرار العدو الصهيوني في تهويد الأرض الفلسطينية ,واستمر في بناء المستوطنات ,وإذا ما استمر في تهربه من استحقاقات عملية السلام,ولطالما استند هذا العدو إلى فشل الولايات المتحدة والمجتمع الدولي في  الضغط عليه لكبح جماح النشاطات  الاستيطانية , وفشل في الضغط  عليه للالتزام باستحقاقات عملية السلام  ,ولطالما أن قادة العدو الصهيوني  مستمرون في ممارسة ابتزاز  القيادة الفلسطينية والتلويح إما بالبديل السياسي الذي عرضه الصهيوني شاؤول موفاز (دولة بحدود مؤقتة), في حال لم تخضع القيادة الفلسطينية لطلباتهم التي وجدت لها طريق وترحاب عند بعض قيادات حماس,وإما اتخاذ قرارات صهيونية أُحادية الجانب في إشارة إلى عدم الالتزام بالاتفاقيات التي تم توقيعها في "أوسلو",مع السلطة الفلسطينية,ومن دواعي الاستغراب أنه في ظل تحركات السلطة الفلسطينية على كافة المستويات لحشد الدعم والتأييد للحصول على قرار من مجلس الأمن  بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 67في ظل المحاولات الصهيونية لإجهاض هذه الجهود ,وبدلا من دعم هذه التحركات ومساندة الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية ,والانتصار إلى القضايا الوطنية الفلسطينية للحفاظ على خيار الدولة الفلسطينية المستقلة الذي هو خيار الكل الفلسطيني بما فيهم حركة حماس ,تقف حماس المتهمة بتعطيل انجاز المصالحة موقف المتفرج, دون إبداء أي مساندة فعلية تجاه مناصرة قضية وطنية واقعة في مفترق طرق حاد جداً ,تستوجب التوحد والتكاتف في معركة سيسجل التاريخ من نصرها ومن خذلها ,والأغرب من ذلك كله بأن حركة حماس لا تكتفي بذلك ,بل تستخف وتستهين بكل الجهود التي تبذلها القيادة الفلسطينية لكسب هذه المعركة,وتقلل من أهميتها , وتعتبر أن لا جدوى من استصدار قرار من  مجلس الأمن خاص بإعلان دولة فلسطينية،ومن حيث تدري حركة حماس أو لا تدري بأنها ببعض التصريحات السلبية التي تُطلق هنا وهناك تقدم خدمة مجانية للعدو الصهيوني ,و تكون قد تماهت في مواقفها مع مواقفه التي تهدف إلى إحباط وإفشال خطوات السلطة الفلسطينية,ومن حيث تدري أو لا تدري أيضاً بأن الرهانات سوف تسقط,وأن التاريخ سوف يسجل هذه المواقف, وسوف يشهد على أن رياح التغيير التي ستهب في حال إفشال الجهود الوطنية الفلسطينية,وفي حال نفذت إسرائيل تهديداتها - لن تهب على منطقة دون أخرى ,ولن تطال حركة دون أخرى .
يتبع




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق