الخميس، 28 يناير 2010

إيران علی واقعه!


في عالمنا الحالي الايدئولوجيات و الاستراتيجيات الناجحة تلعب دورهام بتمرير السياسات الكلية وبناءالثقة ما بين الدول ، فالبحث عن اية مصلحة قومية باتت رهينة الامتداد الثقافي والتواصل السياسي ، فكل جهة لها تاثير اكبر على الوضع  الموجود بلطبع لديها حصة اكثر في السباق للحصول على المصالح!ولكن من المؤسف ان الاستراتیجيات لا تكون دائما في خدمة  التواصل  بل هناك من يبحث عن وضع خطة لتعكير المياه دافعه نهجه المتطرف و اتكائه قدرته العسكرية لاستهداف العمق الأستراتيجي لدول ما لتكميل دوره العسكري بتعزيز المخططات المبرمجة التي تهدف الى غزو ثقافي و ربما احتلال عسكري .
فالاعلام بشموليته وطلاقته يعتبر كحجر اساس لبث هكذا استراتيجيات هدفها الاساسي التخبط السیاسي و التناحر القومي لدول الهدف، عبر تأجیج الطائفية السياسة و المذهبية لتزوید الغطرسة المتزایدة للقوی الاقلیمیة وتطویر و تلمیع السیاسات الاجرامیة لتلک القوی.
فالأزدواجیة التی یهدف لها ایران بتضخیم مغامراته العبثیة والاعلامیة و سیاسته الاستفزازية لدور العربي بحل قضایاه العالقة و احتوى قضیة فلسطین  بهدف اعطاء الشرعیة لتدخله الصارخ فی الوسط العربي یاتي علی هذا النمط.
فأیران بأیادیه الأخطبوطیة و ایدئولوجییته الطائفیة یعتبر من الدّ اعداء العرب و غایته تأسیس امبراطوریة قومیة ذات طابع مذهبي تبنی علی اکتاف اقزامه کنصر الله و مشعل و الحوثي و الحکیم! لتمتد حدوده الی اقصی العالم العربي و الاسلامي لبلورة مجده الفارسي المندثر قرونا ونهجه المتطرف  فالدلیل علی ذلک ضلوع ایران فی نشوب الاحداث و النزاعات فی اکثر من دولة عربیة و اسلامیة بدعمه اللوجستي والاعلامي و الاستخباري  لجماعات و قوی هدفها المساس بأمن القومي لتلک الدول و العملیة السیاسیة و النسیج الاجتماعي المتکاتف . فهذا یاتي ضمن المشروع الفارسي لتمزیق الصف العربي و تمهید الطریق لتحقیق ، حلم الاستیلاء الشامل.
فکیف ایران لا تحلم و الدولة الشیعیة في العراق همها الوحید هو جلب المزید من التخلف و الدمار للبلاد  عبرسیاسة التهمیش للقوی الوطنیة و اقصائهم من العملیه السیاسیة لیکون الرکن الاساسی لتمریر سیاسة ایران التوسعیة و فی لبنان ملیشیة حزب الله دولة فی دولة تستهدف  الوطنیین و تعم الفوضی و تعلن الحرب و تأتي بلدمار و فی غزة دولة حماس تتاجر بدماء الفلسطینیین عبر الرهان علی ارواحهم لتمزق الشمل الفلسطینی و جلب العدوان الاسرائیلی  باموال و مصاریف ایرانیة تصل سنویا الی ملایین الدولارات لیبغی ایران هو الرابح الأکبر فی آخر المطاف لجعل من حماس ورقه ضغط فی خدمة مصالحه الوطنیة
و في الیمن بدر الدین الحوثی زعیم الحرکة الحوثیة زیدي المذهب یتحول لیکون اثناء عشریا لیصبح من الولاة و المبلغین لولایة الفقیه و یتلقی الدعم لیفتت الوحدة الیمنیة و یستغل الموقف لیوجه ضرباته الی الاراضي السعودیة ، لتوجیه رسالة ایرانیة اخری الی العرب یاتي فی صدارتها التحدي و استقلال الفرص من قبل طهران.
ففي ضل هکذا تحدیات هل تكون للعرب اوراق لمتابعة العبة لاخر المطاف ؟
ان من الواضح لدى العرب انقسام بشان كيفية التعاطي  مع هذا التحدي ولکن فی النهایة تخوف یسود الموقف بغض النظر عن اية مسمیات ،فیبرز التخوف نفسه في ابرام الصفقات الاقتصادیة و الامنیة و تغییر اللهجة فی تعیین السیاسات فی کل حین و آخر لتفادي هذا الخطر.
فنظام الملالي في ايران دیکتاتوري ، طائفي و فاقد ایة شرعیة في اواسط الشعوب الایرانیة یرید اضطهاد تلك الشعوب من خلال اسالیبه القمعیة کمصادرة الحریات و ابعادالجميع عن الحداثه ببناء طوق امني علی جمیع وسائل الاعلام و الأنترنت و مراقبة المکالمات الهاتفیة کما رأینا في ازمته الحالیة و طریقة تعامله  مع المعترضین التي تكون بابشع حالة و عدم رعایة ایة قانون یصادق علی احترام الأنسانیة بما فیه حقوق السجناء و المعتقلین.
فمن المؤکد نظام قمعي في هكذا مستوى دنئ بمجال حقوق الأنسان لديه ضعف و ثغرات من ابرزها ازمة الوقود في حين يستورد ايران ما يقارب 40 ملیون لیتر من البنزین  لعجزه عن تامینه فی الداخل و تقنینه للمستهلکین فی حال لدی ایران من اکبر احتیاطی النفط الخام فی العالم و عدم قدرته فی ضخ الغاز الی الاقالیم الشمالیه ( گیلان ، مازندران، آذربایجان ) واستیراد الغاز من دول الجوار کترکمنستان فی حین بحوزته من اکبر ذخایر الغاز العالمیه. و اقتصاده المنهار بموشرات تدل علی تفاقم ضعفه ، منها نسبة تضخمه المرتفع و الحائز علی رتبة الاولی في المنطقة و السادسة عالمیا و الفقر المتفشي في انحاء البلاد الناتج عن الفساد و نظام الطبقي الموجود فی حین تصل نسبة الایرانیین الذین یعیشون تحت خط الفقر الی15ملیونا ، البطالة التي تصل نسبتها الی ما وراء 30% و تحتوي مایقارب 30 ملیونا لتعم الفسادالاخلاقی  والأدمان وجرائم السطو والقتل و فلتان الامني و عدم النزاهة الاداریة المؤدیة الی ثقافة الأرتشاء .عندما تعلن الأحصائیات رتبة ایران العالمیة في مجال النزاهة الاداریة 268 من بین 280 دولة  ناهیک عن ازمة القومیات و التناحر الباقي منذ عقود ما بین الحکومة المرکزیة و الاقالیم بتجاهل طهران مطالبهم  الاساسیة و برنامجه النووي الذي جلب لایران العزلة الدولیة و الحصار الشامل علی جمیع موسساته کما نری  فی المحصلة کل هذه الامور عرضت ایران اکثر من ایة وقت آخر لخطر الأنهیار.
فهل ترجمة هذه الأدلة التی تشیر علی ضعف ایران  الی فرصة لترادف مصالح العرب القومیة  بتجسيدعزمهم  للحد من التجاوزات الایرانیة باستراتيجية مماثلة بمساندة اشقاءهم العرب فی قطر الاحوازالمحتل عبر احتضان الحرکات الاحوازیة و دعمهم الاعلامي كألة ضغط و
 ورقة رابحة ؟
 وهل قاموا بتاجير الاعلام لكشف نوايا ايران الأجرامية واتخاذ سياسات صارمة وموحدة بوجه تدخلاته العنصرية؟
و هل مارسوا تجربة إعطاء إلمزید من الحریات لتناول الکثیر من القضایا کدور النقد و مکانة الصحافة في المجتمع وتقییم ثقافةالاحترام للرأی آلاخر و عدم قمع الاصوات لأرتفاع حصیلة الوعی السیاسي و الاجتماعي لدی المجتمعات العربیة لأقلاق ابواب الفتنة المؤدیة الی تدخلات ایران الاقلیمیة؟
من أجل حياة افضل
عمر الأحوازي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق