الخميس، 28 يناير 2010

البيروقراطية ليست شرا مطلقا

نقابي من التعليم الثانوي
تـم مساء أمس  الخميس توزيع المسؤوليات الخاصة بمكتب النقابة العامة للتعليم الثانوي بعد طول انتظار نتيجة تمسك كل الأطراف بأحقيتهم في منصب الكتابة العامة.
حيث لم تفلح الجلسات الماراطونية بين الأطراف السياسية في حسم مسألة الكتابة العامة بالتوافق الامر الذي دفع المترشحين الى الانتخاب الذي افرز الاخ سامي الطاهري كاتبا عاما.
و ان القارئ المدقق لنتائج الانتخابات تكشف مجموعة من الحقائق يمكن الوقوف عندها للاستفادة منها:
-         الطرف القومي و هو الأقوى في المكتب و في القطاع تمسك برؤيته و أحقيته إلى أخر وقت و برر تلك الأحقية بما يفيد أنهم كطرف لم يحدث أن تحصلوا على الكتابة العامة في القطاع و كان أملهم أن يتم التوافق عليهم خاصة و أن الحديث عن الكتابة العامة لم يبدأ الا بعد الانتخابات و هم لم يقطعوا أي وعود لأي كان
-         حزب العمل الطرف الاقرب انتخابيا للقوميين و راهنوا على أن يتنازلوا للسيد عبد الرحمان الهذيلي الأمر الذي رفضه الطرف القومي و يبرر حزب العمل أحقيته في الكتابة العامة بما يروجه الشاذلي قاري أنه قطع وعدا للسيد عبد الرحمان مفاده انه سيكون كاتبا عاما مما يعني ان الشاذلي قاري هو الكاتب العام الفعلي من وراء الستار و لم تجد محاولات حزب العمل استمالة القوميين للتنازل عن الكتابة العامة صدى.
-         الاخ سامي الطاهري و من معه يتمسك بأحقيته على خلفية الاقدمية و الامساك بالملفات و هو ما يحسب للسيد الطاهري بالفعل غير أن حظوظه كانت ضعيفة مقارنة بالطرفين السابقين
نتيجة الانتخابات تنازل حزب العمل للاخ سامي الطاهري على الرغم من أن المترشح عن القوميين اقرب اليهم انتخابيا مما يعني أنهم نسوا وعودهم للهذيلي في ان يكون كاتبا عاما.
علينا التفطن هنا انه حين كانت الأطراف السياسية و النقابية تدير الحوارات كانت البيروقراطية النقابية تراقب المسرح عن قرب اذ لا يخفى على أحد أن السيد الطاهري هو أقرب مترشح للبيروقراطية و خاصة النظام الداخلي من جهة أخرى السيد محمد سعد لم يكن يرغب في حصول القوميين على الكتابة العامة و هو ما رفضه أنصاره و تمسكوا برأييهم.
لقد كان سامي الطاهري المرشح الأول للمركزية النقابية بحيث أجبر الشاذلي قاري على التخلي على وعوده للهذلي و وقع التنازل لسامي الطاهري كي لا تتقوى شوكة القوميين.
و هذا هو معني عنوان هذه المقالة "البيروقراطية ليست شرا مطلقا" فهاهي تساهم و للمرة الأولى في توحيد اليسار و تكتلهم كي يقطعوا الطريق على المارد القومي.
على الرغم من نتيجة الانتخابات فان الكتابة العامة لن تفرق المكتب الذي انتخب لتمثيل القطاع و الدفاع عنه فلننتظر.       

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق