الخميس، 28 يناير 2010

هل دُفنت قضية الاسرى المصريين بالتقادم ؟..


ماهر الصديق

ظهرت في الآونه الاخيره المصادر الحكوميه المصريه بمستوياتها المختلفه و بمشاركة الاقلام و الاصوات المأجوره ، في حالة ثوران و غضب موجهة ضد العرب . من خلال إثارة النعرات العصبويه الاقليميه .
في محاوله لصناعة أعداء وهميين ، بينما الخطاب مع العدو الاساسي هو خطاب الصديق للصديق .
المشكلات بين الاشقاء يمكن أن تنتهي بلقاء قصير ، عكس التناقضات مع الاعداء . لكن الوضع مقلوب في عهد السيد حسني مبارك ، فهو جاهز للقاء أي مسؤول اسرائيلي مهما علا أو قل شأنه.
و غير مستعد للقاء أشقاءه في المقاومه الفلسطينيه ، أو القيادة الجزائريه ، أو حتى قادة المعارضه المصريه .
لقد كان الراحل عبد الناصر يقدم قادة الحركات التحرريه العربيه و العالميه على ما عداهم من الزعماء .
لهذا يُنعت من قبل الشعوب العربيه كبطل قومي بالرغم من بعض الاخفاقات الداخليه ، و هزيمة حزيران .
ربما أراد نظام مبارك من وراء هذا الحمله التغطيه على تخاذله من نصرة اخوته على الحدود ، بل و في
دوره المشارك في المؤامره على غزه . بالاضافه لعوامل داخليه ، أهمها إشغال المواطن المصري بمسائل
خارجيه ، عوضا عن إنشغاله بالقضايا الداخليه كالفقر و حكم الطوارئ و التوريث . لقد أثارت الابواق التابعه للنظام مشكله مصيريه من وراء مباراة كرة قدم . شاهدنا فنانون يهتفون تحيا مصر.. تحيا مصر !
و كأن مصر في حرب مصيريه ، تحتلج لحشد كل الطاقات و الامكانات ، لكنهم كانوا يطلقون هتافات مغرضه و لاأخلاقيه على اخوة لهم ، بل و شاهدنا أحد المذيعين يدعو للخروج إلى الشوارع و قتل أي مواطن جزائري . ثم عادت الكرة من جديد عندما قتل الجندي المصري على الحدود مع غزه .
الكل شاهد أطفال يرشقون الحجاره ، لم يكن هناك مسلحين على الاطلاق من الجانب الفلسطيني . بل الذي
أطلق النار و اصاب أكثر من ثلاثين شابا هم الجنود المصريون . و أكد أكثر من تقرير بأن الجندي قتل
برصاصه خاطئه من بندقية جندي آخر . لقد أسف الفلسطينيون على مقتل الجندي ، ليس من أجل النظام
المصري ، بل لان الجندي المصري أخ لهم ، بندقيته مع بنادقهم ضد عدوهم المشترك . و لان الدم واحد
و القضية واحده ،ولان أي خسارة في فلسطين هي خسارة لمصر، و أي خسارة لمصر هي خسارة لفلسطين .
لكن المأجورين كانوا يريدون للمشكله أن تأخذ أبعادا أكثر من ذلك ، بعض هؤلاء دعو إلى حرب مع غزه ، بينما سكتوا
عندما قتل العدو العشرات من أبناء مصر خلال الحرب على غزه ،و قبل الحرب . كل هذا يجعلنا نسأل
بصوت مدوي ماذا يحصل لمصر العروبه و في مصر ام العرب ؟ هنا يصدح صوت الرصافي إذ قال:
كم عند الحكومة من رجال تراهم سادة وهم العبيد
كلاب للأجانب هم ولكن على أبناء جلدتهم أسود
ألم يسمع هؤلاء بالطائره المصريه التي اسقطت في 31 تشرين الاول 1999 و ذهب ضحيتها 217
راكبا ؟ ذكرت بعض المصادر ان من بين الركاب ضباط مصريون كانوا في دوره تدريبيه ! اتهم
يومها مساعد الطيار الشهيد جميل البطوطي و هو اب لخمسة اطفال ، و كان طيارا بسلاح الجو المصري .
يُعرف عن الشهيد الالتزام و الخبره و المسلك الحسن ، لكن الامريكيون استنتجوا بأنه أسقط الطياره
عن عمد و بعمل إنتحاري ، لان آخر كلماته كانت : توكلت على الله ! سؤالنا للموتورون .. الموترون:
أين اصبحت هذه القضيه ، أم أن أرواح 217 من ابناء مصر الحبيبه بلا قيمه مادام القاتل غير عربي ؟!
لماذا لم تطالبوا بالانتقام أيها السادة العبيد ! أم أن مشكلة كرة القدم مسألة قوميه أهم من دماء الشهداء !
أما الانكى ، ما يجعل في القلب حسرة هم مسألة الضباط و الجنود المصريين الاسرى ، الذين اعدموا
في حربي 56 و 67 .أليس من العار أن اليهود يبحثوا عن بقايا رون اراد الذي سقطت طائرته الحربيه
في 16 تشرين الاول عام 1986 ، و مصيره مجهول ! بينما مصير الجنود المصريين الاسرى
معروف و قتلتهم معروفين . هناك شهود يهود و مصريون ، و لكن قضيتهم تم دفنها في ادراج اجهزة
الدوله المصريه و استبدلت بملفات جديده عربية الاسم و اللغه !!
في هذا المجال قال المجرم عاموس نئمان "مقدم احتياط بجيش العدو " :

أعترف انني لم افكر في أثناء تلك اللحظات ان اتوقف للقبض على اسرى فكنت استبدل خزانات الرشاش كالمجنون وبدون ان اشعر ..
طاردنا المصريين وقتلناهم بلا أي قواعد ومن استطاع منهم الهرب فقد افلت بمعجزة اننا نكرههم جميعا، لقد كنت سعيدا بمذبحة شرم الشيخ التي قتلنا فيها 169 جنديا مصريا وهم يهربون ..لقد زرت منطقة شرم الشيخ عام 1976 وتمكنت من التعرف على الهياكل العظمية لبعض الأسرى الذين قتلتهم بين بعض الصخور على امتداد الطريق الرئيسي.
ماذا يقول عمرو اديب عن هذا الضابط الاسرائيلي ، هل يعتبره عدو أم صديق ؟! هذه شهادات مواطنين مصريين على عمليات إعدام الجنود العزل من الاسرى :
الحاج حسن حسين المالح (65 سنة).. بحكم مسكنه المجاور لمنطقة النخيل بالقرب من منصب الوادي حيث شاطئ البحر بمنطقة ابو صقل قال: ان الجنود "الاسرائيليين"كانوا يجمعون الاسرى المصريين بهذه المنطقة بعربات النقل ويوهمونهم بانهم سينقلونهم في اتوبيسات للتوجه الى منطقة القناة.. ويأمرونهم بالوقوف صفوفا ووجوههم متجهة الى البحر ثم يطلقون عليهم الرصاص ويتركونهم قتلى ويغادرون المكان.. وتتوالى نفس العملية في عدة افواج من الاسرى الذين بلغ عددهم التقريبي 3000 اسير.. واكد ان ذلك قد حدث في منتصف شهر اغسطس 1967 وشاهد امام منطقة الوادي ان جنود الاحتلال كانوا يأمرون الاسرى بحفر قبورهم بايديهم والانبطاح على الارض ثم تسير الدبابات فوقهم. واكد انه كان
يوجد ضابط مصري اسمه "احمد" جاء الى مسجد السلام بابي صقل ورفع اشارة بيضاء للاستسلام ليكون في عداد الاسرى ورغم ذلك اطلقوا عليه 6 طلقات رصاص فمات.
ويقول محمد سعيد علي صالح 48 سنة انه رآهم وهم يجمعون الجنود المصريين العزل منداخل العريش عند مصنع البلح بالوادي وسط اشجار الزيتون حيث قتلوهم وكان عددهم التقريبي من 700 الى 800. وفي "الشيخ زويد" جمعوا جنود قسم الشرطة "سلاح الحدود" العزل وعددهم يربو على المائة وتوجهوا بهم الى خلف فندق السلام واطلقوا عليهم النار وقال احد البدو ويدعى الشيخ سليمان مغنم سلامة: "جاءت حافلات محملة بجنود وقفت إحداها ونزل منها نحو 30 جنديا مصريا وفتح اليهود عليهم الرشاشات على أمتار من طريق الإسفلت في وادي الميدان .
هل الدماء الطاهره من الضباط و الجنود المصريين الذين كانوا يدافعون عن كرامة مصر و كرامة الامه
العربيه و عن حقوق العرب في بلدانهم ، هل هي رخيصة عندنا حتى ننساها ، و نساعد القتله من خلال
الجدران و تشديد الحصار ؟ هل قتلة الجنود الاسرى هم الخطر على الامن القومي المصري أم الاشقاء الذين اقفلت امامهم المعابر ، فحفروا باطن الارض لادخال الدواء و الماء ؟!
إن النظام المصري يحرف البوصله إلى إتجاهات مخادعه ، خدمة لحلفائه في واشنطن و تل أبيب .
و يحاول اختراع أعداء من بني جلدته ، حتى يوهم الشعب المصري الابي بأن العدو هو الشقيق العربي و ليس المجرم الصهيوني . و يجند لهذه الغايه جيش من الاصوات النكره ، و الاقلام المأجوره، و علماء السلطان ، من داخل مصر و خارجها !!

مصادر:
http://montada.arahman.net/t7715.html
http://www.khayma.com/internetclinic/yhoodgraegept.htm

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق