الخميس، 28 يناير 2010

على مشارف عامها الأوّل


اللجنة الاعلامية للقدس عاصمة العرب الثقافية في الجزائر
هي الدليل على ما بدأت به وراهنت عليه, فقد كانت وليدة الألم الكبير الفريد الذي يكابده الفلسطيني أينما كان, واجتهاداً ضدّ العربدة الصهيونية على الوعي الإنساني الكوني, عربدة تزييف وصفاقة وجرأة على الحق والحقيقة, عربدة متسلحة بأساطيل ذرية وإعلامية, وأساطيل من وقاحةٍ ومددٍ لوجستيٍّ غربيٍّ, وأساطيل من مكرٍ وجرافات وغزاةٍ مستوطنين, في ظاهرةٍ فريدةٍ لم تخطر على بال أصحاب روايات الخيال العلمي,
لكنها كانت تراهن على أصالة الحق في الضمير واستجابة الفطرة لدواعي مستحثاتها, والميل الإنسانيِّ لانتصار العدل والخير وإنصاف المظلومين, ولذا فقد توجّهت "الشعب المقدسي" إلى وجهتها تلك, وخاطبت تلك البذرة البكر وتلك التربة النقية التي اهتزت وربت وانتشت وانتعشت, كأنّما تردِّدُ معها سيمفونية تروي ظمأها, فكان أن سرت نغماً في الروح, مما زادها إيماناً بما راهنت عليه منذ البداية بحسّ صاحب الحقِّ, وبشوق المنفيِّ من شرعية عالم القوة إلى حلم عالم العدل,
فكان أن تردّدَ صداها في النفوس, والتقطتها الآمال وهفت إليها الضمائر والتقطتها عشرات المواقع الإلكترونية الفلسطينية والعربية في أربع جهات الأرض, وتشرّفت بهذه الثقة وبصورتها كاملةً على الصفحة الأولى لتلك المواقع بكامل هيئتها ورسمها وإخراجها وألوانها كما أبدعتها الأنامل المؤمنةُ لجريدة الشعب الجزائرية, كما يقوم المناضلون في الوطن والشتات بتوزيعها كلَّ يوم خميس على آلاف المثقفين والكتاب والقرّاء عبر مواقع الشبكة العنكبوتية وعلب البريد الإلكتروني, لتصبح علماً صادقاً للأمل والجرح, تُصرُّ على إبقائه حيّاً رغم كلّ محاولات الإذابة, وتصرُّ على كامل الوجع الفلسطيني, وتؤمن بذاتها إلى آخرها وبجرحها إلى آخره, من أوّلِ الوريد إلى آخرِ اللاجئين, وأنّ لبِنتَها الصغيرة هي ضرورة لصياغة الخارطة كاملةً ولو بعدَ حين, وأنَّ القدسَ التي تحملُ هذه اللبنةُ اسمَها هي كلُّ فلسطين.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق