الخميس، 28 يناير 2010

و سقط القناع عن سويسرا


بروكسل
الأربعاء 28/1/2010
قام العشرات بل المئات من المسلمين و غير المسلمين من الحقوقيين  بوقفة احتجاجية أمام السفارة السويسرية ببروكسل أول أمس ، و أمام السفارة السويسرية بباريس أمس و لقيت هذه الوقفة  الاحتجاجية تأييدا واسعا و مساندة من قبل الطوائف المختلفة و بحضور عدد من الصحافيين و وكالات الأنباء و وسائل الإعلام التي قامت بنقلها حول العالم .
و لقد قام المتظاهرون بالتنديد بالاستفتاء الذي جرى يوم 29/11/2010 الماضي حول حظر المآذن بسويسرا و قالوا إن هذا  التصرف من قبل هؤلاء المتطرفين يأتي ضمن حملة الكراهية ضد الإسلام .
و قام المتظاهرون في نهاية كل وقفة احتجاجية بتسليم عرائض احتجاج للسفارة السويسرية في تلك لبلدان.
جدير بالذكر أن موضوع حظر المآذن لقي رفضا عاما في كثير من الدول الأوربية فضلا عن العالمين العربي و الإسلامي و مما يذكر في هذا الشأن التصريحات التي أدلى بها المستشار الألمانى السابق " جيرها رد شرودر "  الذي انتقد الاستفتاء بشدة و قال إن مؤيدي الاستفتاء " المتغطرسين " يهدفون لعزل المسلمين و دفعهم لممارسة دينهم في" أقبية خلفية " و وصف الأمر برمته أنه لا يتعدى أن يكون نظرة سلبية تجاه الإسلام و المسلمين .
و ردا على ما قاله اليمين المتطرف من أن المبرر من طرح فكرة الاستفتاء هي أن الإسلام دين عنف و يهدد استقرار سويسرا  ، قال المستشار الألمانى السابق أنه " لم تكن أي دولة إسلامية هي من أشعل في القرن الماضي آتون  حربين عالميتين أزهقتا أرواح ملايين البشر في أوربا و غيرها ".
و من جهته قال وزير الخارجية الفرنسي " هذا أمر يعبر عن عدم التسامح " .
و من جهتها قالت الفاتيكان " هذه ضربة قاسية لحرية المعتقد ".
و من الطريف أنه قام مؤخرا مواطن سويسري مسيحي يدعى "جيلوم موران " و هو صاحب شركة لصناعة الأحذية ، قام ببناء مئذنة مطلية باللون الذهبي فوق شركته ليوصل رسالة إلى المعنيين بأنه يتحدى هذا الاستفتاء .
و يقول "موران " إن سويسرا بها أربعة مآذن و لم يشكو منها أي مواطن على الإطلاق حتى جاء الحزب الديمقراطي ليخترع لنا جدلا ليس له معنى و يجرح مشاعر 400 ألف مسلم يعيشون معنا في سلام و أمان .
و ردا على العنصرية المبررة بالباطل بأن المراد من الاستفتاء "المآذن و ليس المساجد" لأن المآذن فيها رمز و فيها استفزاز ؟ قال العقيد " معمر القذافى " قائد الثورة الليبية متسائلا : ما الذي حدث و المآذن موجودة منذ ألف عام ، ما الذي حدث حتى يأتوا بهذه الفتنة ؟ مضيفا  كيف يمكن معرفة المسجد من مستودع السيارات أو الدكان أو المنزل ، هل نذهب و نطرق على أي مكان و نسال : هل أنت مسجد أم لا ؟ مشددا  في نفس الوقت على أن المئذنة تدل على  المسجد و هي أساسه.
و على الصعيد ذاته صرح الأمين العام للمؤتمر الإسلامي الأوربي  " د/ محمد البشارى " و الذي كان  أحد أبرز المشاركين في هذه التظاهرة بالقول " نعم تظاهرنا أول أمس أمام السفارة السويسرية في بروكسل و بالأمس في باريس و قمنا بتسليم السفير السويسري في كلتا السفارتين عريضة احتجاج صرحنا فيها بأن ما حدث  من هذا الإستفتاء  أصابنا جميعا بخيبة الأمل تجاه سويسرا التي كانت قبلة الحقوقية و الكرامة الإنسانية " و سقط القناع عن سويسرا" التي باتت تنظر إلى قانون المصالح فقط و أما احترام حقوق الإنسان فتحت مواطئ الأقدام ، مضيفا أن ما حدث يمثل سابقة خطيرة لم نكن نتوقعها من بلد كسويسرا معروف بمواقفه الإيجابية تجاه حقوق الإنسان .
و أضاف الأمين العام نقلا عن كثير من المتظاهرين ، أنهم سوف يستمرون في هذه الوقفة الاحتجاجية  و أنهم مصممون على المضي قدما في هذا الطريق حتى يقضى على التطرف و الإرهاب الذي يقض مضاجع المسلمين الآن في أوربا و خاصة مع تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا .
جدير بالذكر أن هذه التظاهرة ،و نقلا  على لسان أحد المشاركين البارزين فيها ،أقيمت اليوم الأربعاء أمام المفوضية الأوربية و ستستمر في الأيام المقبلة أمام السفارة السويسرية في مختلف الدول الأوربية  .
و في الوقت ذاته ، صدر تعميم من طرف المؤتمر الإسلامى الأوربى على جميع أئمة المساجد في الدول الأوربية بتناول هذا الموضوع في خطبة الجمعة القادمة تحت عنوان " يوم الغضب "و يأتي يوم الجمعة القادمة بعد مرور ثلاثة أشهر تماما على إمرار الاستفتاء العنصري الباطل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق