الخميس، 28 يناير 2010

رسالة الى أنجيلا ميركل مستشارة جمهورية ألمانيا الاتحاديــة


سعادة السيدة / أنجيلا ميركل
مستشارة جمهورية ألمانيا الاتحاديــة:
لقد اطلعنا باستغراب شديد على التقارير  التي حملت أخبار تقول أن حكومة ألمانيا سوف تقوم بدعم دولة إسرائيل وذلك بتقديم " هدايا " تتمثل في غواصة حديثة وزورقي صواريخ تضاف إلى عدد الخمسة غواصات التي تم تزويدها بها سابقاً والتي دفع ثمنها دافعي الضرائب الألمان .
وحيث إنني لست معترضاً أو محتجاً على قرار الحكومة الألمانية ، فذلك شأنها الداخلي ولكن ما أود قوله هو التنبيه على بعض النقاط والملاحظات لكي تكون واضحة للحكومة الألمانية وشعبها والرأي العام الدولي .
إن الشعب الألماني الذي عانى من الديكتاتورية والقمع والإرهاب سواء في العهد النازي أو أثناء الحكم الشيوعي الذي تعرفه السيدة أنجيلا ميركل تمام المعرفة ، لاأعتقد أنه يوافق على أن تذهب أموال دافعي الضرائب لشراء أسلحة هجومية غير دفاعية وغواصات سوف تركب عليها ـ حسب ما أفادت التقارير ـ صواريخ بعيدة المدى قد تُحمل برؤوس نووية .
لا أعتقد أن ما يسعى إليه دافعي الضرائب الألمان هو تحسين القدرة الهجومية لأكبر دولة منتهكة لحقوق الإنسان في العالم .
ومن دواعي السخرية أن البرلمان الألماني الذي كان قد عقد جلسة خاصة للتحقيق في موضوع تدريب عناصر من الشرطة الألمانية لعناصر من الشرطة الليبية ، حينها قامت الدنيا ولم تقعد احتجاجاً على قيام الشرطة الألمانية بتدريب عناصر من دولة يتم فيها انتهاك حقوق الإنسان ، على الرغم من أن سجل ليبيا في مجال حقوق الإنسان هو الأفضل في الشرق الأوسط بعد تحقيق كثير من الإصلاحات ، لم نرى هذا البرلمان ولا حتى الصحافة الألمانية يحتجان على هذه الهدايا القاتلة التي تبرعت بها الحكومة الألمانية إلى إسرائيل أكبر منتهك لحقوق الإنسان في العالم ، حيث قامت منذ ثلاثة عشر شهراً بحرب على غزة أدت إلى قتل أكثر من"2500 " ألفين وخمسمائة مواطن فلسطيني منهم حوالي "257" مائتين وسبعة وخمسين طفلاً و "56" ستة وخمسين امرأة وجرح عدد "1080" ألف وثمانين طفلاً "452" وأربعمائة واثنان وخمسين امرأة .
قبل ذلك قامت بحرب على لبنان عام 2006وقتلت "1100"ألف ومائة مدني منهم "400" أربعمائة طفل ، حيث قامت في تلك الحرب باستهداف وضرب المستشفيات والمدارس ، والتي قدرتها المنظمات الدولية بحوالي " 50 " مدرسة دمرت تدميراً كاملاً وحوالي " 400" أربعمائة مدرسة أصيبت بأضرار مختلفة . وذلك في انتهاك فج وصارخ للقانون الدولي . كما أن إسرائيل قد قامت خلال تاريخها بشن ثلاثة حروب على مصر والأردن ولبنان ، وهي الدولة التي يوقع فيها رئيس الوزراء على اغتيال الآخرين من غير مواطنيهم ، وهي الدولة التي قامت ـ ولازالت تقوم ـ بانتهاك سيادة بلدان أخرى ذات سيادة ، وذلك بقصف أراضيها واغتيال مواطنيها ، وهي التي أشرفت على مجازر صبرا وشاتيلا ودير البلح وياسين وغيرها .
كل هذا جعل من إسرائيل في نظر العالم أكبر دولة منتهكة لحقوق الإنسان في العالم .
إن هذه الأموال التي مولت بها الصفقة والتي قدرتها التقارير بأكثر من مليار يورو صرف لبناء وتقوية القدرات الهجومية الإسرائيلية ، كان من الأفضل أخلاقياً وإنسانياً وسياسياً لو صرف على مساعدة "1.5" مليون ونصف نسمة هم سكان غزة التي تحولت إلى " أكبر سجن في العالم " حيث يموت العشرات بسبب الحصار والاهمال الطبي والمرض والجوع والفقر .
إن السلام والتعايش في الشرق الأوسط لايتم عبر التزويد بالغواصات الحاملة للصواريخ ولا عبر المدمرات الشبحية ، بل عبر سيادة العدل والإنصاف واعطاء كل ذي حق حقه .
وفي الختام ..
إنكم تلتفتون اليوم إلى إسرائيل للتكفير عن أخطاء الماضي .. فإنني أؤكد لكم إنكم يوماً ما سوف تلتفتون إلينا للتكفير عن أخطاء اليوم .
وكل عام وأنتِ بخير
 سيف الإسلام القذافي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق