الخميس، 28 يناير 2010

القبض على حدود الخيال



علي شكشك
ليس غريباً أن يَسعى طرفٌ ما إلى كتمِ آهاتِ المظلومين في الأرض, ومنعِ أنّاتهم مِن أنْ تتردّدَ مع موجات الصوت في الهواء ومع تموّجات الضوء في الفضاء, فهذه الأنّات هي ألقُ البصيرة ووجدُ الروح, وهي إيقاعات ذات الكون وتردّدات طاقة الحق المكنونة فيه, منسجمة معها ومتآلفة مع حركتها ووجهتها, وهي الساعية في صيرورتها لسيمفونيتها وتسبيحتها نحو انسجامها ذاته الذي لا ينسجم مع انحرافه عن ذاته, معبراً عن نواة ألمه, الذي هو ذات ألم الكون وعَرَضُ الشذوذ عن الناموس, فيعزفه أنّاتٍ تتردّذُ في ضجيج المجرّات وأغوار الروح برقاً ومطراً وشِعراً وأنهاراً من دمعٍ ونورٍ.
ليس غريباً, ذلك أنّ الذين يقفون ضدَّ الإنسان, وحقِّه في أن يكون إنساناً إنما يقفون ضدَّ جوهر الكينونة ونواة الكون, وضدّ كونية الإنسان وإنسانية الكون, وهما مفردتان مجبولتان على الحرية والحق والانسجام, وهو الإنسان الساعي لما وراء الزمان والمكان, كيف يُسجَنُ في جلدِه وتصادَر حنجرته وتوضع أمام بصيرته الجدران, وهو الذي يتمايز بالحزن والخير والغناء والبيان,
ليس غريباً أنْ يُصادَرَ الصوتُ والفكرة والصورةُ والآه, فعندما استُعمرت الأرضُ تنفّسَ الفضاء, حاملاً رسائلَ من أفئدةٍ هواء, تنثرُ بللورَها وتُشهِدُ المساحاتِ المظلمةَ والفوتونات, كأنّهم يمنعون مفردات الخلق الأخرى من الاستجابة لذاتها, كأنهم يخافون اصطفافَ الشمس والقمر والليل والنهار, وأرواحَ من صعدوا, وأرواحَ من سيصعدون إلى هناك, أمّا الذين حاصروا الجهات واللغات فإنّهم يريدون محاصرة الآيات في الأنفس والآفاق, ومصادرة الموجات والأشواق, حماية لشذوذهم الأول ونشازهم في معنى اللحن والألوان, ونزوع هذا النشاز اللامتناهي للتوسع والامتداد, فكلما اتسعت دائرته استطال محيطه, وكان عليه أن يتسع لحصار محيطٍ أكبر وما استجدَّ من أبعاد, كأنّما "يريدون ليطفئوا نور الله", وهم كلما أمعنوا - ظانّين أنهم وصلوا وقاربوا الأسباب - فإنّهم يكتشفون أنهم يتشظَّون في المركز, وتنبثق بؤرُ ضوءٍ لم يحسبوا لها الحساب, بل كأنَّ شرطَ انبثاقها هو ذاتُ حركتهم وأنهم "في غيِّهم يعمهون", بما أنهم يتوهمون إمكانية حصار الروح ومصادرة الحقّ أو كسر إيقاع الموّال, وتعطيل اليخضور والقبض على حدود الخيال,
مدفوعين بالمسحات الضيّقة في ما ران على قلوبهم, إلى المضايق الواسعة التي لا يرون في روح الظلام, يطاردون ظلَّهم أمامَهم وموجةً منزاحةً مِن خلفهم, تأخذهم أو يأخذونها لآخر المدى, ثم يهوون أو تهوي بهم على قرارها وظلهم, فالموجة استجابة الأشياء للأفلاك وعالم الأحياء, تَردُّدُ الأصوات, كهربُ الذرات, زفرةُ الحقِّ, وجرحُ الروح, لكنها طويلةٌ في رأيهم, فلم يروا قرارها في غيِّهم.      
 











اعتقال شكسبير

إعداد: أ.د. عبد الكاظم العبودي
        حسب تحقيق بوستروم وما يصل من شهادات من المعتقلات فإن السلطات الصهيونية تجبر الشبان الفلسطينيين المحكومين بالإعدام على التوقيع على وثائق تفيد بموافقتهم بالتبرع بأعضائهم بعد شنقهم.وأشار إلى أن نصف عمليات زرع الكلى في "إسرائيل" منذ الألفية الجديدة، تم انتزاعها بشكل غير قانوني من فلسطينيين، وأن السلطات الصحية في "إسرائيل" اعترفت بذلك، ولم تتخذ أية إجراءات لمنع ذلك. وإسرائيل مدانة بقتل وسرقة الأعضاء البشرية لعشرات الشهداء الذين اختطفتهم وهم مصابون وجرحى من سيارات الإسعاف أو من داخل المشافي الفلسطينية، ومن ثم أعلنت نبأ وفاتهم، فيما لم تُسلم جثامينهم مباشرة لعائلاتهم، بالإضافة إلى قتل العديد من الأسرى جراء بالإهمال الطبي ثم تشريح جثامينهم وتسليمها لعائلات الشهداء الأسرى بعد أيام.
وعندما تحتفل رابطة المكتبات الأمريكية خلال الأسبوع الأول من شهر تشرين الأول (أكتوبر) من كل عام بأسبوع [الكتب الممنوعة], يُسلط خلاله الضوء على أهمية حرية التعبير عن الرأي والوصول المُيَّسَر للكتب علي اختلاف توجهاتها وآرائها إلي أيدي القراء. سنفهم لماذا يستثار الجدل حول ممنوعات نشر أعمال شكسبير رغم أنه عمدة الشعر والثقافة والأدب واللغة الانجليزية. كما أن الاحتفاء بأسبوع الكتب الممنوعة  الذي بدأ منذ عام 1982 تعبيرا عن الرفض لقرار اتخذه البابا بولس الرابع عام 1557 عندما وضع سجلا للكتب الممنوعة، كان القصد منه حماية الكنيسة الكاثوليكية من الأفكار المثيرة للجدل. هذا القرار  ألغي في وقت لاحق
وعلى الرغم مما يبدو علي سطح الثقافة الانجليزية في زمن العولمة من الدعوة إلى ليبرالية النشر الثقافي وإلغاء القوانين التي تفرض قيودا علي حرية التعبير عن الفكر والرأي في الغرب؛ إلا أنّ الجدل لا يزال محتدما بشأن الضغوط والقوانين التي تفرضها أطراف عديدة لتقييد الآراء ومنع نشر بعض الكتب أو الترويج لها عندما يتعلق الأمر بجرائم الصهاينة وقبلهم اليهود، كما هي الحالة مع مسرحية (تاجر البندقية) لشكسبير رائد الأدب الانجليزي.
 يرى العديد من المتابعين لحركة النشر ومعارض الكتاب في العالم الغربي وغيره أن أسباب الحظر، في كثير من الأحيان لا تمت بصلة للأسباب المعلنة، بل يتعلق الأمر بأسباب سياسية وأيديولوجية تفرضها المؤسسات الصهيونية كلما تعلق الأمر باليهود وإسرائيل. وتستذكر رابطة المكتبات الأمريكية في كل عام أسماء الكتب التي تعرضت إلي المنع أو أحدثت ردود فعل اجتماعية دفعت بمؤسسات مدنية إلى المطالبة بحجبها عن القراء، أو حتي سحبها من فوق رفوف المكتبات العامة، لكنها تخونها الشجاعة في ذكر اللوبيات الصهيونية، السياسية منها والثقافية والاقتصادية .
    وتحت طائلة قانون "خطابات الكراهية" و"معاداة السامية" والتشكيك بأحداث تاريخية بحتة كالهولوكوست اليهودي بتضخيم معاناة اليهود، بما تعلق بحقيقة حجم عمليات القتل التي تعرض لها اليهود علي أيدي النازيين إبان الحرب العالمية الثانية التي صارت اليوم في العديد من البلدان الغربية جريمة يعاقب عليها بالحبس ويدفع بكثير من الكتاب والباحثين إلى الصمت عن الجهر بالحقائق.
 وفي هذا الصدد يرى العديد من مؤيدي ما أطلق عليه معرض "أسبوع الكتب الممنوعة" أن قانون خطابات الكراهية صار تقييدا غير مبرر لحرية الرأي؛ فضلا عن ازدواجية المعايير التي يحملها مثل هذا القانون. من الروائع الأدبية الأخرى التي شملها الحظر أعمال شكسبير الأدبية، وفي مقدمتها مسرحية "تاجر البندقية" التي مُنع تدريسها في مدارس أمريكية وبريطانية في حقب تاريخية مختلفة.
    تُصَنَف "تاجر البندقية" في الغرب بأنها مسرحية معادية لليهود بسبب الدور الرئيسي الذي تعلبه شخصية المرابي اليهودي "شايلوك" الذي رسمه شكسبير بوصفه جزارا إنسانياً ومرابيا يهوديا جشعاً يطالب برطل لحم من جسد إنساني، كان أنطونيو ضحيته المالية لقاء تسديد دين تأخر.
 ما تحمله تلك الأحداث من معان معادية للمرابين ووحشيتهم دفع اليهود إلي اعتبار مسرحية ونصوصا شكسبيرية معادية للسامية ولليهود؛ وبهذا لا تزال مسرحية "تاجر البندقية" ومؤلفها وليم شكسبير (1564-1616م), التي تدور بعض أحداثها في مدينتي البندقية وبلمونت الايطاليتين، من الكتب التي يُمنع بيعها أو تداولها في فلسطين المحتلة تحت طائلة السجن أو دفع غرامة مالية باهظة.
لقد وصلت الهستيريا الصهيونية إلى الأمر والدفع بالمؤسسات اليهودية والثقافية في أوروبا لمقاطعة أمثال عمل شكسبير، وسعت بصورة فاضحة إلى إلغاء فكرة طبع صورة شكسبير على فئات من عملة اليورو الجديدة.‏ ووصل الحقد الصهيوني الأعمى على شكسبير بتسريب مقالات ودراسات زعمت أن شخصية شكسبير ما هي إلا شخصية وهمية، وبلغ الأمر بأحد الكتاب وأحد الزعماء العرب اعتبار شكسبير شخصية عربية الأصل كانت تحمل اسما عربيا هو الشيخ زبير. تم هذا الترويج رغم علم الجميع أن وليم شكسبير كان كاتبا مسرحيا ألمعيا، وشاعرا إنجليزيا لا يشق له غبار، ويعد من أعظم الكتّاب العالميين،لا لمكانته المسرحية في عصره، أو لغزارة إنتاجه المسرحي والشعري فحسب، بل لاستمرارية شهرته عبر قرون وأجيال متتالية. ولا يمكن مقارنة الشهرة التي اكتسبها أي كاتب آخر بشهرة وليم شكسبير عالمياً على كافة الأصعدة، فقد دخلت مؤلفاته وترجماتها إلى جميع الثقافات والمجتمعات الأدبية والفنية والمسرحية في كل بلدان العالم. اعتمد شكسبير في مسرحه وشعره على العواطف والأحاسيس الإنسانية، ويٌعّد من أوائل الكتاب المبكرين الذين فضحوا الجشع اليهودي وجرائمه. ولذا فهو يُحارب ويُضطهد تماماً كالفلسطينيين, وربما يُتَّهم باللاسامية, ولو كان حيّاً لربما كان رفيقاً للسجناء الفلسطينيين في زنازينهم مثلما يحاولون مع مسرحيته.












حذر الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين، والأب عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، اليوم، من انهيار المسجد الأقصى وكنيسة القيامة نتيجة الحفريات التي تقوم بها إسرائيل تحت أرضية المسجد وعلى مسافات قريبه منه.
وقال التميمي في مؤتمر صحافي في رام الله: أخشى أن يكون هذا النداء هو الأخير قبل انهيار المسجد الأقصى، وعلى الأمة أن تستيقظ من نومها.
وعرض الشيخ التميمي خلال المؤتمر صورا أظهرت الانهيارات الأخيرة التي وقعت في بلدة سلوان بفعل الحفريات الصهيونية المتواصلة أسفلها، كاشفا عن أن الوضع في المدينة المقدسة بات في غاية الخطورة حيث الحفريات الإسرائيلية تتواصل بوتيرة متسارعة.
وأشار التميمي إلى أن سلطات الاحتلال واذرعه المختلفة تقوم حاليا بحفريات جديدة من قمة جبل الزيتون حتى كنيسة الجثمانية، وتقوم بشق طريق مدرجات لربط المستوطنات والبؤر الاستيطانية المقامة على جبل الزيتون، وحفريات أخرى تجري في منطقة باب العامود وجرى إبلاغ التجار المقدسيين بها بذريعة أنها حفريات لشبكات المجاري وهي حقيقة أنفاق تستهدف المسجد الأقصى المبارك.
وحذر التميمي من انهيار المسجد الأقصى المبارك بعد تفريغ أساساته وحقنها بالمواد الكيماوية إضافة إلى انهيار عشرات العقارات والمنازل الفلسطينية، مشددا أعلى أن الأيام القادمة ستشهد انهيارات كبيرة بمختلف شوارع وأزقة وأحياء القدس بفعل الحفريات.
وبين التميمي أن سلطات الاحتلال تسعى لعزل أكثر من 100 ألف مواطن مقدسي خارج القدس من خلال قيام ما يسمى بـوزارة داخلية وبلدية الاحتلال وسحب بطاقات هوياتهم بذريعة أنهم توقفوا عن كونهم مقدسيين، وأنهم يعيشون خارج حدود القدس.
وطالب التميمي مجلس الأمن الدولي تطبيق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة على إسرائيل ووقف كل إجراءات تهويد المدينة المقدسة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية من تهجير لأهلها ومصادرة لأراضيها وهدم لمنازل المواطنين فيها وعزلها عن محيطها الفلسطيني.
وحذر قاضي القضاة من المساس بالأوقاف الإسلامية والمسيحية خاصة الأوقاف التابعة للبطريركية الأرثوذوكسية من خلال محاولة بيعها أو تسريبها للاحتلال الإسرائيلي، مجددا بيان الحكم الشرعي القاضي بحرمة البيع أو التوسط أو السمسرة في نقل ملكية أي جزء من ارض فلسطين، واعتبرها خيانة عظمى.
وشدد رئيسا الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات سماحة الشيخ التميمي والمطران عطا الله حنا على أن اللامبالاة الدولية إزاء ما يجري اليوم في القدس واستمرار الصمت على جرائم الاحتلال الإسرائيلي يهيئ الأجواء المناسبة للاحتلال، ويشجع الجماعات اليهودية المتطرفة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي على المضي قدماً في تنفيذ مؤامراتها التي تستهدف القدس ومقدساتها منتقدا عدم صدور رد فعل مناسب على مستوى الحدث من قادة وشعوب الأمتين العربية والإسلامية، تجاه ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك من مخاطر حقيقية، معتبراً أن الصمت المريب هو الخطر الأكبر الذي يهدد القدس والمسجد الأقصى المبارك.
بدوره أكد المطران عطا الله حنا أن الحفريات أسفل المسجد الأقصى المبارك الهدف منها هو تشويه وتزوير التاريخ العربي للمدينة المقدسة، مضيفا أن التصدعات والتشققات بدأت تظهر في جميع منازل المواطنين في القدس وشوارعها، تنذر بانهيارها بالكامل مشيرا أن أي اعتداء على المسجد الأقصى المبارك هو اعتداء على المسيحيين أيضا وان أي اعتداء على المقدسات المسيحية هو اعتداء على المسلمين.
وقال المطران حنا أن واجبنا الديني والوطني يحتم علينا مسيحيين ومسلمين أن نكون في خندق واحد ضد المشروع الإسرائيلي، مؤكدا أن هناك مؤامرة تستهدف الأوقاف المسيحية والإسلامية بالمدينة المقدسة.























أخلاق الاحتلال

في انتهاك خطير لحرمة المسجد الأقصى المبارك وتعدٍّ صارخ على قدسيته أكدت مصادر إعلامية في مدينة القدس عن سماح قوات الاحتلال لأفراد شرطتها المتواجدين داخل باحات المسجد الأقصى بمشاهدة الأفلام الإباحية .
وفي تفاصيل الخبر ذكرت المصادر أن بعض أفراد شرطة الاحتلال يقومون يوميا باستعمال أجهزة الكمبيوتر المحمول (لاب توب) ليشاهدوا الأفلام الإباحية داخل المسجد الأقصى وساحاته وخاصة في الأوقات التي يكون بها المسجد الأقصى مغلقا أمام المصليين من بعد صلاة العشاء حتى صلاة الفجر.
وأكدت المصادر أن الشرطيين يدعيان جريس وعيسى  .
وبالإضافة إلى ذلك يقوم أفراد الشرطة الصهيونية باستعمال ألفاظ نابية فيما بينهم وتعدت وقاحتهم هذا الحد فحاولوا إغراء بعض حراس المسجد الأقصى لمشاهدة هذه الأفلام وتبادلها من خلال نسخها على  أقراص مضغوطة وهذا ما يرفضه الحراس جملة وتفصيلاً .
وتأتي هذه الممارسات في ظل خنوع وصمت إسلامي مريب إزاء ما يتعرض له المسجد الأقصى مما يشجع قوات الاحتلال على الاستمرار بجرائمها دون ردع.












الحرية
للمطران كابوتشي

مركز إعلام القدس

أعلنت مؤسسة "جوائز سلام القدس الدولية" في بيروت عن أسماء الفائزين في دورتها الأولى "دورة 2009"، والتي تضمنت مجموعة من الأسماء اللامعة في مجالات الإبداع والإعلام والنضال، حيث تم بالإجماع منح "جائزة الحرية والسلام" لنيافة مطران القدس في المنفى هيلاريون كابوتشي و"جائزة الآداب" للشاعر المقدسي نجوان درويش و"جائزة الفنون" للمخرج الكندي بيار فالارادو وجائزة "الإبداع المهني" للإعلامي غسان بن جدو "مدير مكتب قناة الجزيرة في بيروت" و"جائزة قانا للإعلام" للإعلامية مريم البسام فضل الله "مديرة الأخبار في تلفزيون الجديد".

وبحسب "مؤسسة جوائز القدس الدولية" فإن "الهدف من الجوائز الخمس هو تكريم رموز فاعلة في سبيل حرية الشعب الفلسطيني وهو رد جميل صغير لمن يضحون لأجل القضية الفلسطينية".

وقد جاء في بيان مجلس أمناء الجوائز: "نظرتنا إلى مستحقي الجوائز لا تتعلق بإبداعهم الفني أو الأدبي أو بنجاحاتهم المهنية في الإعلام والصحافة والفن والكتابة فقط، نحن نقوم مستحقي التكريم من منطلق تلازم الفعل الفني والأدبي والمهني مع الالتزام الإنساني بحقوق الشعب الفلسطيني أو أي شعب مظلوم آخر. من هذا المنطلق ولأن بيار فالاردو فنان سينمائي كبير مارس الفعل الفني وفقا لقناعاته الإنسانية ومارس العمل الإنساني مجسدا في واقعه ما دعى إليه بالفن فاستحق الجائزة. وهذا التقييم ينسحب على المكرّمين الأربعة الآخرين: الإعلامي الكبير غسان بن جدو والإعلامية الكبيرة مريم البسام والشاعر والكاتب المقدسي نجوان درويش ونيافة المطران هيلاريون كابوتشي. فوفقا لنفس المعايير وجدنا أن المكرّمين الأربعة مستحقون للجوائز لأن كلا منهم علامة من علامات النضال في سبيل حقوق الشعب الفلسطيني وفي سبيل القدس، الإعلامي منهم استخدم مهنته خير استخدام لتقديم الصورة الحقيقية لمعاناة الشعب الفلسطيني ولم يتراجع أي منهم لا تحت التهديد ولا عبر الإغراءات عما قام ويقوم به من أجل القدس ومن أجل فلسطين، والشاعر منهم لم يكتب الشعر من باريس ولا من "كان" بل من القدس ولأجل القدس وقد مارس على أرض الواقع ما زعمه من مشاهد شعرية نضالية وما كتبه وقاله في الإعلام المرئي والمكتوب".

وقد قرر مجلس أمناء الجائزة اختيار دمشق لإقامة حفل التكريم السنوي الخاص بالفائزين لدورة 2009، حيث سيقام مساء الأربعاء القادم- السابع والعشرين من كانون الثاني/يناير الحالي- في حفل كبير بحضور شخصيات ثقافية وإعلامية وسياسية عربية وعالمية. كما قرر مجلس الأمناء "جعل الجوائز جزءاً من حملة الاحتفال بالقدس عاصمة أبدية للثقافة العربية".

وبالإضافة لأهمية "جوائز سلام القدس الدولية" المكرّسة لقضية القدس المحتلة وهويتها العربية والبعد العالمي للنضال من أجلها ومن أجل القضية الفلسطينية، فإن قيمة الجوائز تكمن أيضاً في استقلاليتها والتزامها بمعايير إبداعية وأخلاقية مرتبطة بفكرتي الحرية والمقاومة، وعدم الانفصال بين الجدارة الإبداعية والنضالية لمن تمنح لهم.

ويذكر أن جوائز سلام القدس الدولية قد أعلن عنها لأول مرة في مؤتمر صحفي جرى في نقابة الصحافة اللبنانية عام 2008، وقد جاءت فكرة إنشاء جوائز تجمع بين قيم المقاومة والحرية وحقوق الإنسان تعود إلى عام 2006 بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان.

وقد جرى إطلاق مؤسسة "جوائز سلام القدس الدولية" في كندا بمبادرة من مؤسسة زانيس غروب للنشر الوثائقي الكندية، وانضمت إلى مجلس أمناء الجوائز الخمس مجموعة من المؤسسات العربية من بينها "الجمعية الفلسطينية السورية لحق العودة" و"اتحاد الكتاب اللبنانيين" و"نقابة المحامين اللبنانيين" و"مؤسسة عبد الحميد دشتي" من الكويت، بالإضافة إلى شخصيات ثقافية وإعلامية عربية وعالمية





الحلّ النووي

تواصلت التحذيرات بشأن سعي الاحتلال الصهيوني لتدمير المسجد الأقصى بشتى الطرق لبناء الهيكل المزعوم, وذلك بعد الانهيارات التي حدثت مؤخرًا بشارع سلوان؛ والذي يقع على بعد 300 متر من المسجد الأقصى.
فقد حذر "اتحاد الجيولوجيين العرب" من انهيار المسجد الأقصى بفعل ظواهر جيولوجية طبيعية أو صناعية، وقال الاتحاد في بيان له: إن "ما يقوم به الكيان الصهيوني من أعمال حفريات تحت أساسات المسجد الأقصى المبارك يهدف بالدرجة الأولى إلى هدم المسجد دون تحمل أية مسؤولية قانونية أو أدبية".
وأوضح رئيس "اتحاد الجيولوجيين العرب" المهندس بهجت العدوان أن الحفريات المستمرة أدت إلى إضعاف أساسات المسجد وستؤدي حال استمرارها إلى إضعاف أكبر.
ولفت إلى أن "الاحتلال يفتعل تفجيرات صناعية نووية في صحراء النقب تهدف إلى خلق زلازل تبدو طبيعية لهدم المسجد بعد إضعاف أساساته؛ من أجل التهرب من أية مسؤولية".
وتابع العدوان: إن "ما شوهد من انهيارات بسبب الأمطار في جزء من شارع سلوان؛ إنما هو دليل واضح عل بدء تأثر المنطقة بالظواهر الجيولوجية سواء الطبيعية أو الصناعية".









حفريات صهيونية

أكد مواطنون مقدسيون سماعهم أصوات حفريات وآليات في أسفل منازلهم الواقعة في باب الناظر أحد أبو المسجد الأقصى المبارك بالقدس المحتلة.
وذكر المواطنون أن أصوات آليات تقوم بإعمال حفر تحت منازلهم بشكل متقطع منذ نحو عامين، ومنذ بداية العام الجاري لوحظ ازدياد علو الأصوات وساعات العمل.
وتتركز الأصوات على أن العمل يجرب باستخدام "باكر " و "كونغو" ، يبدأ العمل بها منذ نحو الساعة العاشرة ليلا حتى أذان الفجر، وأحيانا يمتد لساعات الظهيرة.
وتهدد الحفريات التي تقوم بها قوات الاحتلال منازل سكان الجالية الأفريقية التي يتركز مواطنوها في محيط الباب ، ويهدد  15 عائلة تضم نحو 150 فرداً.
من جهته أكد مدير أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب سماع أصوات حفر صباح اليوم، وقام بدوره بالاتصال مع شرطة الاحتلال الإسرائيلية لاستيضاح الأمر ، والتي نفت من جهتها ذلك.
وقال: "نحن لا نعلم ما يجري أسفل الأرض، ونخشى على أساسات العقارات من جهة واختراق ساحات الأقصى من جهة أخرى، ونحن نؤكد أننا نسمع أعمال الحفر من مكاتب دائرة الأوقاف في باب الناظر".
وأوضح أنه تم تبليغ المسؤولين في الحكومة الأردنية ووزارة الأوقاف الأردنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة والتدخل لوقف أعمال الحفر.


رواية سويدية


أعلن الكاتب السويدي أولف ستارك عن إصدار رواية أدبية ثقافية تتعلق بأطفال مدينة القدس الذين حرموا من أبسط حقوقهم الحياتية بفعل بناء جدار الفصل العنصري، وانتشار الحواجز العسكرية.

جاءت أقول أولف خلال زيارة ثقافيه لمدينة القدس برفقة السيدة مني هينيهغ مديرة دار المني للنشر في السويد، وشملت الزيارة مقر محافظة القدس، وكان في استقباله عدنان الحسيني،ورئيسة ملتقي الفنانات المقدسيات مها ادعيس.

ورحب الحسيني بالوفد الثقافي الذي يهتم بالإبداعات الثقافية والفنية التي تهم أطفال العالم , مقدما شرحا عن معاناة أطفال فلسطين والمقدسيين على وجه الخصوص جراء ما يتعرضون له من مضايقات وانتهاكات عنصرية.

وعبر المحافظ الحسيني عن تقديره للإبداعات الثقافية والفنية التي تظهر تضامنها مع قضيتنا العادلة وشكره وامتنانه لهذا الدور الإنساني للكاتب ستارك مؤكدا احترام وتقدير الشعب الفلسطيني لدور السويد حكومة وشعبا ومساندتها لشعبنا من خلال دعم القرارات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ومعارضتها لسياسة إسرائيل العنصرية تجاه القدس والمقدسات والإجراءات التي تواصلها ضد المواطنين المقدسيين , وآخرها الموقف السويدي الرسمي الذي قوبل بالارتياح الشعبي الواسع وتأكيده أن القدس بواقعها الحالي هي مدينة عربية فلسطينية محتلة .

وأطلع محافظ القدس المهندس عدنان الحسيني الكاتبين:" على الأوضاع السياسية السرطانية في مدينة القدس وعزلها عن باقي المدن والقرى المحيطة بفعل بناء جدار الفصل العنصري.

وقال المحافظ:" إن عشرات الأطفال المقدسيين يعيشون أوضاعا نفسيه صعبه، بسبب سياسة التهجير الطوعي الذي تفرضه المؤسسة الإسرائيلية ضد العائلات المقدسية، بهدف تغير طابعها العربي.

وبدوره قدم الكاتب السويدي نبذة عن آخر الأعمال الأدبية والثقافية المتخصصة في شؤون أدب الأطفال والمترجمة لعدة لغات ومنها العربية الذي قدمها لصالح أطفال فلسطين ومساندة لقضيته العادلة نحو تحقيق حلمه بالحرية والاستقلال .

قال أولف ستارك الكاتب السويدي، أنه من حق الأطفال الفلسطينيين بأن يعيشوا بأمان واستقرار، لان سلاح الطفل هو المطالعة.

وقدمت هينيغ كتاب ديوان الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش الذي ترجم للغة السويدية لمحافظ القدس.

كما زار الكاتبان جمعية الرازي للثقافة والمجتمع في القدس، وكان في استقبالهم رئيس الجمعية جميل الدويك، وأطلعهم على عمل جمعية الرازي، وعن مشروع سوق عكاظ الخامس والعشرين.

وأبدت السيدة مني هينيغ التي أصدرت ثلاثة دواوين لمحمود درويش، سرير الغريبه، حالة حصار، لماذا تركت الحصان وحيداً، استعدادها للتعاون مع جمعية الرازي.

من ثم توجه الكاتبان لمركز الطفل للثقافة والتنمية في مخيم قلنديا، وكان في استقبالهم أعضاء الهيئة الإدارية غازي ملحم وخليل مزهر، ومنشطة البرامج ميسون حجاجة، والتقي مع سبعة أطفال يحاصرهم الجدار الفاصل العنصري، ويفصلهم عن مدينة القدس معبر قلنديا العسكري.ولمس الكاتبان بعيون الأطفال الألم والحزن والخوف والرعب لتعرضهم لأصعب التدمير الذاتي والنفسي خلال الاقتحامات والاعتقالات والمداهمات المدرسية والمنزلية ليل نهار، واستشهاد أقربائهم أمام عيونهم.

وسرد عدد من أطفال مخيم قلنديا أمام الكاتبين بعض القضايا التي تتعلق بحرمانهم من أبسط حقوقهم اليومية من نقص من النوادي الثقافية لتمنية مواهبهم المدفونة والتي يسعى الاحتلال لقتلها.

من ثم زار ملتقي الفنانات المقدسيات ومقرها في شعفاط، واستمع لرئيسة ملتقي الفنانات مها ادعيس، عن فكرة الملتقي،وتطوير دور المرأة المقدسية في ظل الظروف الصعبة التي تتعرض لها القدس، بتعبيرهن بالريشة والألوان والشعر،واللواتي استطعن إثبات قدراتهم الإبداعية والتجديد مع الحفاظ على أصالتهن وعروبتهن، والعمل على إظهار المواهب لدي الأطفال المقدسيين بالريشة والألوان والأدب والشعر، والعمل على إفراغ الضغوطات النفسية من داخل الطفل .

وأختتم الكاتبان زيارتهما في حي الشيخ جراح وأطلعا عن كثب على ما تتعرض له العائلات المقدسية للحي من همجية ووحشية الجمعيات الاستيطانية، ولمس الكاتبان ثقافة أطفال الحي العالية رغم تشريدهم وبقاءهم في العراء وإحلال المستوطنين بدلا منهم، وقدمت السيدة هينيغ للطفل محمد الكرد الذي استولي قطعان المستوطنين على منزلهم كتابًا للكاتب {كيت دي كاميلو} عن رحلة إدوارد تولين الرائعة, وطالبت الطفل الكرد بأن يتواصل عبر موقعها الكتروني الخاص لمناقشة الكتاب،حيث قامت بزيارة عائلة الغاوي، ومنزل الحاجة رفقة الكرد.









أعلام من القدس
بندلي الجوزي
الحلقة الثانية

مؤرخ , كاتب , مترجم , وعالم لغة
ماجد مقبل

كتب في معظم المجلات العربية , الثقافية و الفكرية , مثل : الهلال , المقتطف , الآثار , الكلية , الرابطة الشرقية و النفائس العصرية , و كان يجيد عدة لغات منها إلى جانب العربية , الروسية , الألمانية , اليونانية , السريانية , العبرية , الفرنسية الإنجليزية , و هذا ما ساعده على ترجمة الكثير من الأبحاث و الكتب من العربية الى الروسية , و سجل ابن اخيه نصري الجوزي , أن دراسته العميقة لتاريخ العرب الإسلامي , جعلته يدرك دور الحضارة العربية , و ادرك أهمية الوحدة العربية و القومية العربية , و ترجع أهميته في تاريخ الفكر العربي إلى أنه كان له فضل الريادة في النظر الى التاريخ الإسلامي , على ضوء التفسير المادي للتاريخ , و أعطى للحركات الإجتماعية , التي قامت ضد الدولة الإسلامية دورها و ....  , و تعامل معها بموضوعية و عقلانية , على أساس الوقوف على آرائها , و على ضد النقد العلمي العقلي , دون أفكار مسبقة , كما فعل معظم المفكرين الأوائل , الذين لم يجدوا في هذه الحركات إلا انها ضد الدين و الدولة , و أنها كانت تسعى لتخريب الأمة العربية , لما نسب إليها بعض المؤرخين أحداث و وقائع مختلفة و مختلقة , لأن بعض هؤلاء المؤرخين كانوا صوت السلطة , و لم يقف بندبي الجوزي عند التفسير التقليدي للتاريخ الإسلامي , بل نظر إليه على أساس دور العامل الإقتصادي و الإجتماعي , و تتبع ذلك بدراسة للجزية و الخراج و الضرائب , و التفرقو بين دافعيها , و قد عزا تدهور الدولة الإسلامية إلى طريقة معالجتها الإقتصادية , و عدم المساوات في تحمل الأعباء , و مهما كانت درجات الإتفاق و الإختلاف حول ما طرحه بندلي الجوزي في كتاباته , إلا أنه ظل لفترة طويلة رائدها , و قد استفاد منه كثير من المؤرخين , بل و فتح الباب أمام دراسة القرامطة , ثورة الزنج , الإسماعيلية , و إخوان الصفا , فنجد على سبيل المثال , أن ثورة الزنج كانت رسالة ماجستير قدمها فيصل السامرائي المؤرخ العراقي علم 1954 م في جامعة القاهرة , و مع أن بندلي الجوزي كان ليبرالي النزعة , قومي الإتجاه , الا أنه يختلف عن المفكرين الليبراليين بتأثره بالتفسير المادي للتاريخ , لقد تصدى للآراء الإستعمارية التي تناولت تراثنا وحضارتنا ، ووقف ضد تفرد حضارة على اخرى  بل انطلقت من شمولية الحضارة الانسانية ، والتي ساهمت كل امة بنصيبها ، بتاثيرها وتأثرها ، فتصدى للمؤرخين الغربيين الذين جعلوا من الحضارة الغربية هي الوحيدة ولا شيء عداها ، فيقول : "ان هؤلاء المؤرخين بنوا احكامهم على تاريخ الغرب وحده ... فهل  من الطيش اكبر ان يقول احدهم " ان لم يكن ولن يكون للامم الشرقية تاريخ بمعنى هذه الكلمة المعروفة بين علماء ارووبا ...، واية غرابة او بالاحرى أي جهل اعظم من ان يقال " ان العوامل المؤثرة في تاريخ الامم الشرقية وحياتهم ... "
ويرد على افكار المؤرخين المتعصبين امثال  : نيبور ، رانكا ، رينان ، حول موقفهم من العرب بقوله " ان مصدر افكارهم العميقة الفاسدة هي:قلة معرفة اصحابها لتاريخ الامم الشرقية ، وضعفهم في تحليل المواد التاريخية التي كانت في ايديهم تحليلا علميا  محضا ،  وقد جعل بندلىي الجوزي من كتابه " من تاريخ الحركات الفكرية في الاسلام " الرد العملي على هؤلاء المؤرخين الغربيين ، ولم يكن رد فعل انفعالي ،بل لجأ الى ابراز دور الحضارة العربية في العصر الوسيط ، وعن حديثه المستمر عن الامة العربية ، انه يؤمن بها ايمانا مطلقا ، من خلال دراسته للشخصية العربية نجده يقول : " من هنا نحن العرب انا ميالون الى التطرف في كل شيء الى التضحية بالنفس والى الانانية الزائدة ، الى الحب العذري والى التهتك ، الي الصداقة النادرة ، وعلى الحقد اللا نهاية له ، الي التاله( المثالية )، والي الشغف بالماديات ، والى الدميقراطية الحقة والي عبادة الشخصيات البارزة والى الاعتداد بالنفس وشدة الاعتماد عليها والى سرعة اليأس والسقوط في القنوط عند أول صعوبة نجدها في طريقنا , و بعبارة أخرى , إن في الأمة العربية قوى عظيمة تارة تدفعها إلى أشرف الأعمال و طوراً الى اسفلها و أخسرها , و بسبب ذلك على ما يظهر لي , أن هذه الأمة العظيمة الذكية العاقلة على الإطلاق , تعيش و تتمسك بعواطفها القوية أكثر منها بعقولها ... , هذا تاريخ يشهد علينا اننا قوم ذووا ذكاء و مقدرة على الأعمال و ذوو نظر بعيد , و لكننا سريعو التأثر و ضعيفو قوة التوازن , ...........إلخ , و هذا الحكم ينطبق على كبيرنا و صغيرنا و عالمنا و جاهلنا إلا ما ندر".
و يرى أن الأمة قادرة بأبنائها أن تصل إلى أرقى المستويات الحضارية , و أن قوتها في وحدتها , ففي مقالة عن الجزية و الخراج نشرة في جريدة المقتطف سنة 1929 م يقول : " إن الأمة العربية تتحفز اليد في دور جديد في حياتها التاريخية الطويلة , نأمل أن تستعيد فيها وحدتها القومية المنشودة و توحد كلمتها المفقودة . . . التي مزقتها شتى العوامل بين داخلية و خارجية , كسياسة أجدادها الإقتصادية الخرقاء , و غارات علوج آسيا الوسطى و مغوليا المتواصلة . . . ".
داهمه المرض في قلبه عام 1933 م , حتى كان رحيله عام 1942 م و دفن في (باكو) , بعد أن ترك كماً هائلاً من الأعمال المجهولة للكثيرين إلا ما كان منها باللغة العربية , و أهمها كتاب " من تاريخ الحركات الفكرية في الإسلام " , أما مؤلفاته باللغة الروسية , و ترجماته , و أبحاثه , أشار إليها السيد ناجي علوش في مقالة كتبها في مجلة شؤون فلسطينية عدد 71 سنة 1977 م .

والجدير بالذكر خلال الملتقى الثاني عشر (عبد الحميد بن هدوقة) الذي عقد في مدينة برج بوعريرج في ديسمبر عام 2009, روى لنا المستشرق الروسي ديميتري ميكولسكي المختص بتاريخ الدراسات العربية و الاستاذ و العضو في أكاديمية العلوم الروسية , ومترجم مروج الذهب للمسعودي, أنه في صبيحة الثورة البلشفية , طلبت قيادة البلاشفة من بندلي ترجمة شعار (يابروليتاريي العالم اتحدوا) ,الى اللغة العربية فقام بندلي بترجمته (ياصعاليق العالم اتحدوا).

. . . . و أخيراً ألا يحق لنا القول أنه ظلم حياً و ظلم ميتاً , و في الوقت الذي أصبحت ظاهرة هجرة المثقفين يتحدث عنها الكثيرون في الملتقيات , فلم نجد أي قلم أو صوت يدافع عن بعض هؤلاء المثقفين المهاجرين أمثال الجوزي , و لا عن مواقفهم , لأنه بنفس الدرجة , يجب ألا تنالهم يد النقد بحجة صمودهم , و بالتأكيد منهم من كان منسجماً مع نفسه , و منهم من كان رابحاً كتجار الحرب تماماً , فالهجرة الحقيقية تعني من هاجروا بأذهانهم و عقولهم بالرغم من بقاء أجسادهم في بلدانهم , يضحكون على ذقون شعوبهم , و يدعون إنتمائهم المصيري للشعب و الوطن , فالمثقف هو الذي يقدم أصدق ما عنده ,  وأغلى ما يمكن أن يقدمه من ثقافة و حتى دمه و وقته , و سيبقى جديراً بالثقة و الإحترام مادام يجسد بثقافته " أنا هو الآخر".



المراجع :


1.     مجلة شؤون فلسطينية
2.     مجلة فلسطين الثورة
3.     بندلي الجوزي – جلال السيد

ماجد مقبل

     




الشهيد غسان كنفاني
 (1936 – 1972 )

إعداد : جمال سلامة

الحلقة الاولي

 ولد الشهيد غسان كنفاني عام 1936 في مدينة عكا بفلسطين..وهو عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين..عرفته جماهيرنا صحفياً تقدمياً جريئاً، دخل السجن نتيجة جرأته في الدفاع عن القضايا الوطنية أكثر من مرة  .
نشأته وحياته :
خرج أبوه من أسرة عادية من أسر عكا وكان الأكبر لعدد غير قليل من الأشقاء، وبما أن والده لم يكن مقتنعاً بجدوى الدراسات العليا فقد أراد لابنه أن يكون تاجراً أو كاتباً أو متعاطياً لأي مهنة عادية ولكن طموح الابن أبي عليه إلا أن يتابع دراسته العالية فالتحق بمعهد الحقوق بالقدس في ظروف غير عادية.صفر اليدين من النقود وحتى من التشجيع فما كان عليه إلا أن يتكل علي جهده الشخصي لتأمين حياته ودراسته فكان تارة ينسخ المحاضرات لزملائه وتارة يبيع الزيت الذى يرسله له والده ويشترى بدل ذلك بعض الكاز والمأكل، ويشارك بعض الأسر في مسكنها، إلى أن تخرج كمحام.وعاد إلي عكا ليتزوج من أسرة ميسورة ومعروفة ويشد رحاله للعمل في مدينة يافا حيث مجال العمل أرحب وليبني مستقبله هناك. وكافح هناك وزوجته إلى جانبه تشد أزره وتشاركه فى السراء والضراء ونجح وكان يترافع فى قضايا معظمها وطني خاصة أثناء ثورات فلسطين واعتقل مرارا كانت إحداها بإيعاز من الوكالة اليهودية. وكان من عادة هذا الشاب تدوين مذكراته يوماً بيوم وكانت هذه هى أعز ما يحتفظ به من متاع الحياة وينقلها معه حيثما حل أو ارتحل . 
نشأة غسان كنفاني : 
هو الوحيد بين أشقائه ولد في عكا، فقد كان من عادة أسرته قضاء فترات الأجازة والأعياد فى عكا، ويروى عن ولادته أن أمه حين جاءها المخاض لم تستطع أن تصل إلى سريرها قبل أن تضع وليدها وكاد الوليد يختنق بسبب ذلك وحدث هذا فى التاسع من نيسان عام 1936.
كان من نصيب غسان الالتحاق بمدرسة الفرير بيافا وكنا نحسده لأنه يدرس اللغة الفرنسية زيادة عما ندرسه نحن.ولم تستمر دراسته الابتدائية هذه سوى بضع سنوات.فقد كانت أسرته تعيش في حي المنشية بيافا وهو الحي الملاصق لتل أبيب وقد شهد أولى حوادث الاحتكاك بين العرب واليهود التى بدأت هناك إثر قرار تقسيم فلسطين.لذلك فقد حمل الوالد زوجته وأبناءه وأتي بهم إلي عكا وعاد هو إلى يافا، أقامت العائلة هناك من تشرين عام 47 إلى أن كانت إحدى ليالي أواخر نيسان 1948 حين جري الهجوم الأول على مدينة عكا.بقي المهاجرون خارج عكا على تل الفخار (تل نابليون) وخرج المناضلون يدافعون عن مدينتهم ووقف رجال الأسرة أمام بيت جدنا الواقع في أطراف البلد وكل يحمل ما تيسر له من سلاح وذلك للدفاع عن النساء والأطفال إذا اقتضى الأمر.
ومما يذكر هنا أن بعض ضباط جيش الإنقاذ كانوا يقفون معنا وكنا نقدم لهم القهوة تباعا علما بان فرقتهم بقيادة أديب الشيشكلي كانت ترابط في أطراف بلدتنا.وكانت تتردد على الأفواه قصص مجازر دير ياسين ويافا وحيفا التي لجأ أهلها إلى عكا وكانت الصور ما تزار ماثلة فى الأذهان.فى هذا الجو كان غسان يجلس هادئاً كعادته ليستمع ويراقب ما يجري.  استمرت الاشتباكات منذ المساء حتى الفجر وفي الصباح كانت معظم الأسر تغادر المدينة وكانت أسرة غسان ممن تيسر لهم المغادرة مع عديد من الأسر في سيارة شحن إلى لبنان فوصلوا إلى صيدا وبعد يومين من الانتظار استأجروا بيتاً قديما في بلدة الغازية قرب صيدا في أقصى البلدة علي سفح الجبل، استمرت العائلة في ذلك المنزل أربعين يوما في ظروف قاسية اذ أن والدهم لم يحمل معه إلا النذر اليسير من النقود فقد كان أنفقها فى بناء منزل في عكا .  من الغازية انتقلوا بالقطار مع آخرين إلى حلب ثم إلى الزبداني ثم إلى دمشق حيث استقر بهم المقام في منزل قديم من منازل دمشق وبدأت هناك مرحلة أخرى قاسية من مراحل حياة الأسرة.
فى دمشق شارك أسرته حياتها الصعبة، أبوه المحامي عمل أعمالاً بدائية بسيطة، أخته عملت بالتدريس، هو وأخوه صنعوا أكياس الورق، ثم عمالاً، ثم قاموا بكتابة الاستدعاءات أمام أبواب المحاكم وفي نفس الوقت الذي كان يتابع فيه دروسه الابتدائية.بعدها تحسنت أحوال الأسرة وافتتح أبوه مكتباً لممارسة المحاماة فأخذ هو إلى جانب دراسته يعمل في تصحيح البروفات في بعض الصحف وأحياناً التحرير واشترك فى برنامج فلسطين في الإذاعة السورية وبرنامج الطلبة وكان يكتب بعض الشعر والمسرحيات والمقطوعات الوجدانية.
وكانت تشجعه على ذلك وتأخذ بيده شقيقته التى كان لها في هذه الفترة تأثير كبير علي حياته.وأثناء دراسته الثانوية برز تفوقه في الأدب العربي والرسم وعندما أنهى الثانوية عمل في التدريس في مدارس اللاجئين وبالذات فى مدرسة الاليانس بدمشق والتحق بجامعة دمشق لدراسة الأدب العربي وأسند إليه آنذاك تنظيم جناح فلسطين في معرض دمشق الدولي وكان معظم ما عرض فيه من جهد غسان الشخصي.وذلك بالإضافة إلى معارض الرسم الاخري التى أشرف عليها.
وفي هذا الوقت كان قد انخرط في حركة القوميين العرب ,  وفي أواخر عام 1955 التحق بالتدريس في المعارف الكويتية وكانت شقيقته قد سبقته في ذلك بسنوات وكذلك شقيقه.وفترة إقامته في الكويت كانت المرحلة التى رافقت إقباله الشديد والذي يبدو غير معقول على القراءة وهى التى شحنت حياته الفكرية بدفقة كبيرة فكان يقرأ بنهم لا يصدق.كان يقول انه لا يذكر يوماً نام فيه دون أن ينهي قراءة كتاب كامل أو ما لا يقل عن ستماية صفحة وكان يقرأ ويستوعب بطريقة مدهشة. وهناك بدأ يحرر في إحدى صحف الكويت ويكتب تعليقا سياسياً بتوقيع "أبو العز" لفت إليه الأنظار بشكل كبير خاصة بعد أن كان زار العراق بعد الثورة العراقية عام 58 على عكس ما نشر بأنه عمل بالعراق. في الكويت كتب أولي قصصه القصيرة "القميص المسروق" التي نال عليها الجائزة الأولي في مسابقة أدبية. 
غسان الزوج:
بيروت كانت المجال الأرحب لعمل غسان وفرصته للقاء بالتيارات الأدبية والفكرية والسياسية.
بدأ عمله في مجلة الحرية ثم أخذ بالإضافة إلى ذلك يكتب مقالاً أسبوعيا لجريدة "المحرر" البيروتية والتي كانت ما تزال تصدر أسبوعية صباح كل اثنين.لفت نشاطه ومقالاته الأنظار إليه كصحفي ومفكر وعامل جاد ونشيط للقضية الفلسطينية فكان مرجعاً لكثير من المهتمين.عام 1961 كان يعقد فى يوغوسلافيا مؤتمر طلابي اشتركت فيه فلسطين وكذلك كان هناك وفد دانمركي.كان بين أعضاء الوفد الدانمركي فتاة كانت متخصصة في تدريس الأطفال.قابلت هذه الفتاة الوفد الفلسطيني ولأول مرة سمعت عن القضية الفلسطينية. واهتمت الفتاة اثر ذلك بالقضية ورغبت فى الإطلاع عن كثب على المشكلة فشدت رحالها إلى البلاد العربية مرورا بدمشق ثم إلى بيروت حيث أوفدها أحدهم لمقابلة غسان كنفاني كمرجع للقضية وقام غسان بشرح الموضوع للفتاة وزار وإياها المخيمات وكانت هى شديدة التأثر بحماس غسان للقضية وكذلك بالظلم الواقع على هذا الشعب.ولم تمض على ذلك عشرة أيام إلا وكان غسان يطلب يدها للزواج وقام بتعريفها علي عائلته كما قامت هي بالكتابة إلى أهلها.وقد تم زواجهما بتاريخ 19 أكتوبر 1961ورزقا بفايز في 24/8/1962 وبليلي فى 12/11/1966.









إنهم يسرقون الحطة

أمنية سالم
 تعد الكوفية الفلسطينية {الحطّة} واحدة من أهم معالم التراث الشعبي الفلسطيني الذي أرتبط بتاريخ النضال الفلسطيني ،ونالت من الشهرة ما جعلها تنتشر هذا العام في كافة أنحاء العالم كموضة عالمية يرتديها مشاهير العالم أمثال هيلاري دوف وكولين فاريل وغيرهم ،وبين مميزات تلك الشهرة العالمية التي جعلتها أشهر موضة للأزياء في عام 2009 ومساؤي تلك  الشهرة تمتد يد الاحتلال الصهيوني المغتصبة لكل ما هو تراث عربي,
 
الكوفية الفلسطينية ذات اللون الأبيض والأسود والشكل الشبكي ، حيث تأخذ شكل الأسلاك الشائكة ، ربما دلالة علي الحصار والاحتلال ، وربما دلالة هذه الأسلاك الشائكة علي المقاومة والصمود رغم الصعاب وبطش الاحتلال المدعوم بالقوي الإمبريالية الغربية.
وترجع الكوفية الفلسطينية والمعروفة باسم الحطة لأحداث ثورة 1936 عندما أستخدمها الفلاحين الفلسطينيون في التلثم ، حتى لا تعرفهم القوات الإنجليزية والعصابات اليهودية ، وفي ذات الحين أمر قادة الثورة أبناء المدن الفلسطينية بارتدائها حتى لا يسهل علي القوات الإنجليزية والعصابات اليهودية القبض عليهم ، ومن ذلك الحين لم تعد الحطة قاصرة علي الفلاحين الفلسطينيين وصارت علامة عن الوطنية والثورة وأصبحت رداء أساسيا في المناسبات الاجتماعية والوطنية والقومية الفلسطينية ،
 
وازدادت الكوفية الفلسطينية ( الحطة ) شهرة مع الرئيس الراحل ياسر عرفات حيث كان مواظباً علي ارتدائها كرمز للتراث الفلسطيني ، والثورة والنضال في مواجهة الاحتلال والقوي الاستعمارية الدولية ، مما جعلها ترتبط به، حتى أن  البعض يعرف الكوفية الفلسطينية بأنها كوفية الزعيم ياسر عرفات ، وازدادت شهرتها الإعلامية مع الانتفاضة الفلسطينية الأولي عام 1987 ، والانتفاضة الفلسطينية الثانية في عام 2000 ، حيث كانت كل أنظار العالم موجهه للساحة الفلسطينية مما كرس ارتباطها بالثورة والمقاومة .

مما لاشك فيه أن انتشار الكوفية الفلسطينية علي مستوي العالم  قد جعلها رمزا لفلسطين وكفاحها فهي في المحلات الأروربية تباع باسم الكوفية أو الحجاب الفلسطيني ، أذن أسم فلسطين يكتب في كل محلات العالم ، ويرتديها  بعض مشاهير العالم,
 
وقد قامت إسرائيل بتقليد الكوفية الفلسطينية ، بألوان الأبيض والأزرق ( لون العلم الإسرائيلي ) وبرسم نجمة داود علي الكوفية ، هذه سرقة إسرائيلية من ضمن السرقات الإسرائيلية للتراث القومي العربي والفلسطيني فقد سرقت الزى الفلسطيني والتراث الشعبي والأمثال الفلسطينية التي أدعت أنها أصلها يهودي، وبدأت توزع الأكلات الشعبية الفلسطينية علي أنها أكلات شعبية يهودية، بل إن المكسرات والزيتون والتمر الفلسطيني والعربي أصبحت توزع باعتبارها منتجا وطنيا إسرائيليا .
 
ولهذا لابد من حماية الكوفية كرمز وأداة كفاحية للقضية الفلسطينية من خلال نشر التوعية بالاغتصاب والسرقة الإسرائيلية لها ، واستبدال ألوانها ( الأبيض والأسود ) بألوان العلم الإسرائيلي ونجمة داود.
 
 
ويبقي السؤال هل سيصبح مستقبل الكوفية الفلسطينية (الحطة ) كمستقبل العديد من الموروثات  العربية والفلسطينية.















الشعب المقدسي
سري القدوة
لقد شكلت العلاقة الفلسطينية الجزائرية محورا هاما وركيزة أساسية لتكون النموذج النوعي ضمن الأطر العربية وقد ساهمت الجزائر في دعم الثورة الفلسطينية منذ نشأتها عام 1965 مما ساعد في دعم نضال الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة وعزز جهاده المقدس ومقاومته للاحتلال الإسرائيلي , وقد انعكس ذلك علي العديد من قضايا التعاون المشترك عبر الثورة العربية المعاصرة .. وتطورت العلاقة الفلسطنية الجزائرية لتكون نموذجا للعمل العربي المشترك وهنا وفي هذا النطاق حرصت الجزائر علي تقديم كل الدعم للشعب الفلسطيني من خلال التواصل الإعلامي والاهتمام بتغطية الحدث الفلسطيني بوسائل الاعلام الجزائرية المختلفة منها المتلفزة والمسموعة والمقروءة ويأتي ذلك للتأكيد المستمر من الجزائر رئيسا وحكومة وشعبا علي دعم النضال الفلسطيني وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني من خلال تبني العديد من الملفات الهامة وتناولها في الاعلام الجزائري ومنها قضايا الاستيطان واستمرار حكومة الاحتلال في اغتصاب وسرقة الأرض الفلسطينية وقضايا المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال ودعم صمود الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه وفضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ..
ولقد تبنت نشرة (الشعب المقدسي) التي تنشر بالتعاون مع سفارة دولة فلسطين – اللجنة الاعلامية لاحتفالية القدس بالجزائر تلك القضايا الهامة لتشكل محورا داعما لنضال شعبنا ولتنقل صورة الأوضاع الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني علي أرضه وتفعيل العلاقات الفلسطينية الجزائرية في نطاق التبادل الإعلامي لنقل وتبني أهم الملفات الفلسطينية ولتنشر عبر نشرة  (الشعب المقدسي)  في خطوة هامة  تعكس حقيقة دعم الجزائري للشعب الفلسطيني في نطاق هو الأول من نوعه علي المستوي العربي حيث تعكس  (الشعب المقدسي)  أمال كبيرة للشعب الفلسطيني وتعزز صموده إمام ممارسات التنكيل العنصرية الإسرائيلية وتفضح للعالم جرائم الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته وتدافع عن الوحدة الوطنية الفلسطينية كخيار وحيد للشعب الفلسطيني مؤكدة علي ضرورة إنهاء حالة الانقسام وتفعيل المؤسسات الديمقراطية الفلسطينية واحترام خيار الانتخابات الحرة النزيه في مواجهة سياسات الاحتلال العنصرية التي تسعي إلي ضرب صمود الشعب الفلسطيني والنيل من وحدته الوطنية .
ما من شك فيه ان تلك العلاقة الفلسطينية الجزائرية التي تبنتها  (الشعب المقدسي) شكلت محورا هاما في تعزيز الصمود الفلسطيني حيث تبنت وعملت وسائل الاعلام الفلسطينية إعادة نشر وتوزيع الأعداد الصادرة من نشرة (الشعب المقدسي) علي مختلف المواقع الفلسطينية وعملت علي نشر الملفات المطروحة في نشرة الشعب المقدسي لأنها تشكل أساسا لروح العمل المشترك وتعكس النموذج الواعي لأهمية تفعيل العلاقات العربية وخاصة علي المستوي الإعلامي دعما للصمود الفلسطيني وهذا بالفعل ما جسدته تلك النشرة بروح من المسؤولية الوطنية والقومية العالية من حيث الاسم أولا كونها تحمل رمز النضال الفلسطيني وهو القدس الشريف ولأنها تصدر من ارض الثورة والتاريخ العربي المشرف من هنا من ارض الجزائر , فمن علي هذا المنبر نتوجه بالتقدير إلى كل الجهود المبذولة التي تساهم في انجاز هذا العمل ونجاح هذا التواصل الإعلامي الهام , وندعو إلي أهمية استمراره والحفاظ عليه كنقضه ضوء في وسط النفق المظلم من اجل رسالة إعلامية عربية هادفة .. ومن اجل صوت حر ووطني وقومي يعزز الصمود والحب الدافئ من الجزائر إلي فلسطين.. من ارض الشهداء إلى ارض الاستشهاد.. من الثورة والتاريخ إلى أهل القدس وربوع بيت المقدس حيث كانت وستستمر (الشعب المقدسي) دعما لصمود شعبنا في القدس الشريف ومن اجل القدس حرة عربية ستستمر لإنارة الطريق للأجيال وصوتا (جزائريا فلسطينيا) يعلو في عنان السماء وفي فضاء الاعلام الالكتروني العربي والفلسطيني لتكون صوت من لا صوت لهم .. صوت الأحرار والشرفاء .. الصوت الوطني العربي الحر .. صوت ابناء الشعب المقدسي من ارض الشهداء .. ارض الجزائر العربية الأصيلة تكون رسالة التاريخ والحضارة.. ونعزز الانتماء لشعبنا وعروبتنا وتاريخنا وحضارتنا الممتدة عبر التاريخ.
رئيس تحرير جريدة الصباح
فلسطين
على مشارف عامها الأوّل

هي الدليل على ما بدأت به وراهنت عليه, فقد كانت وليدة الألم الكبير الفريد الذي يكابده الفلسطيني أينما كان, واجتهاداً ضدّ العربدة الصهيونية على الوعي الإنساني الكوني, عربدة تزييف وصفاقة وجرأة على الحق والحقيقة, عربدة متسلحة بأساطيل ذرية وإعلامية, وأساطيل من وقاحةٍ ومددٍ لوجستيٍّ غربيٍّ, وأساطيل من مكرٍ وجرافات وغزاةٍ مستوطنين, في ظاهرةٍ فريدةٍ لم تخطر على بال أصحاب روايات الخيال العلمي,
لكنها كانت تراهن على أصالة الحق في الضمير واستجابة الفطرة لدواعي مستحثاتها, والميل الإنسانيِّ لانتصار العدل والخير وإنصاف المظلومين, ولذا فقد توجّهت "الشعب المقدسي" إلى وجهتها تلك, وخاطبت تلك البذرة البكر وتلك التربة النقية التي اهتزت وربت وانتشت وانتعشت, كأنّما تردِّدُ معها سيمفونية تروي ظمأها, فكان أن سرت نغماً في الروح, مما زادها إيماناً بما راهنت عليه منذ البداية بحسّ صاحب الحقِّ, وبشوق المنفيِّ من شرعية عالم القوة إلى حلم عالم العدل,
فكان أن تردّدَ صداها في النفوس, والتقطتها الآمال وهفت إليها الضمائر والتقطتها عشرات المواقع الإلكترونية الفلسطينية والعربية في أربع جهات الأرض, وتشرّفت بهذه الثقة وبصورتها كاملةً على الصفحة الأولى لتلك المواقع بكامل هيئتها ورسمها وإخراجها وألوانها كما أبدعتها الأنامل المؤمنةُ لجريدة الشعب الجزائرية, كما يقوم المناضلون في الوطن والشتات بتوزيعها كلَّ يوم خميس على آلاف المثقفين والكتاب والقرّاء عبر مواقع الشبكة العنكبوتية وعلب البريد الإلكتروني, لتصبح علماً صادقاً للأمل والجرح, تُصرُّ على إبقائه حيّاً رغم كلّ محاولات الإذابة, وتصرُّ على كامل الوجع الفلسطيني, وتؤمن بذاتها إلى آخرها وبجرحها إلى آخره, من أوّلِ الوريد إلى آخرِ اللاجئين, وأنّ لبِنتَها الصغيرة هي ضرورة لصياغة الخارطة كاملةً ولو بعدَ حين, وأنَّ القدسَ التي تحملُ هذه اللبنةُ اسمَها هي كلُّ فلسطين.

اللجنة الاعلامية في الجزائر


القدس  جمرة النزال

 عبد السلام العطاري   

في الغناء عادة ما ترى خيوط فرح مكسوة بعشب نافر على جدران القلب وعلى منازل العيون التي تدفق حنينها برغبة تفيض الرقصة منها،....، في الحداء تتعالى العنّات وتلمس راحة المساء لتزداد نار البيدر اشتعالها ويرّن الكعب على الأرض ليوقظ الغلة من سباتها التعّب من مشاوير الحصاد،....، في البكاء تتجمّر  حشيشة القلب وتشتعل لترى أكف الحزن تلطم خد الفجيعة لتصاهر النواح على ما سكبته الغربان من حميم مسنون على أحلام الرقصة والغناء والحداء،...، " في كل بيت عرس ودمعتان"... والعرس خارج النشوة... والدمعة خارج الحزن والأسيل  الناعس  بالوجع... والحدث المفّجوع بما التم عليه من مخرزٍ ينهشه ويغرس فيه حتى قرارة النزف الدائم... والجمهور المثخن بالصمت يصفق ويصفق ويطلب إعادة المشهد من جديد ...
***

نبكي علينا ونفرح بنا.. ونغني ونرقص ونبتهل ونعيد العرض كل مرة بثوب مختلف وبأداء جديد... والفكرة هي الفكرة والكلمات ذاتها والجمهور العريض لا يزال يطلب المزيد من الوجع ومن الرقصات... الرقص على الجرح والرقص على الفرح والرقص على ما تبقى .. إن بقي شيء نبكيه ونغنيه...ونعلو به الصوت .. إن بقي الصوت على ثماره المنهوبة من خفّاش الليل.
***
الحكاية هي ذاتها تعود ونرفع هذا الصباح عنوانا جديدا ومصطلحا جديدا نسينها بعرف التناسي وغياب السؤال عن الحال والأحوال،...،المرابطون... المرابطون هنا وهناك... والمسجد المرابط على أرض الرباط والثغر المكشوف والمحطوم الظهر تنهال عليه حطامه وحطام التصفيق وهتافات الجمهور المثخن بعرضه وطوله بالشجن غير المألوف
***
هي القدس نشرة أخبار وعنوان الصحف وامرأة تشعل جيدها بنار الحسرة والألم وسقوط المعاني وغياب شريط الأخبار  ونقل القنوات إلى قناة أكثر فتنة وراحة بال من مشهد العرس الفلسطيني الذي لا ينتهي... فسلام على القدس وعلى الرباط والمرابطين. 










القدس في الفكر

سمير سعد الدين
اختتم المغرب مشاركته في احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009 وذلك بتنظيم جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس منتصف الشهر الماضي ندوة عالمية تحت عنوان القدس بالفكر العربي و الدولي تحت رعاية العاهل المغربي محمد السادس وشارك في هذه الندوة عدد كبير من المفكرين والأكاديميين والخبراء في قضايا القدس عربا وأجانب  استمرت هذه الندوة  ثلاثة أيام ومن أهم العناوين التي تناولتها أبحاث ومداخلات المشاركين في هذه الندوة - القدس في تراث الغرب الإسلامي للدكتور عبد الله البشير – باحث سوداني في دائرة البحوث الإسلامية لحكومة دبي – ركنية المدرسة المقدسية في الحضارة الإسلامية للدكتور سعيد المغناوي كلية الآداب بفاس – فضائل بيت المقدس بالثقافة الإسلامية للدكتور الطيب ولد العروسي مدير مكتبة معهد العالم العربي بباريس - القدس في الوجدان المغربي الشيخ المعطي بن صالح الشرقي نموذجا للدكتور مصطفى الكثيري المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير الرباط - القدس في الشعر الإسباني والأمريكي اللاتيني المعاصر للدكتور علاء حسني المزين من الجامعة الإسلامية العالمية ماليزيا - القدس في الشعر الماليزي الدكتور يوسف البكار الأستاذ بجامعة اليرموك الأردن - القدس بين الاستشراف والواقع  عبد الرحيم محمود وإبراهيم وفدوى طوقان نموذجا للأستاذة ميسون أبو بكر باحثة في وزارة الثقافة والإعلام بالرياض - القدس في الشعر المصري الحديث للدكتور عبد القادر شارف جامعة الجزائر- القدس في الشعر الجزائري للدكتور إبراهيم الزيد جامعة الإمام محمد ابن سعود في الرياض- القدس عند الشعراء الشيليين من أصول فلسطينية للدكتورة لويزا بولبرس أستاذة بكلية الآداب بفاس -الاستيطان الإسرائيلي في القدس أستاذ وباحث بمركز تاريخ أنظمة الفكر المعاصر بجامعة السوربون- الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى الدكتور إبراهيم حسن الملا رئيس مركز الإمارات الدولي للقانون الإمارات العربية المتحدة- حنين المور اسكيين إلى القدس (الذاكرة الجريحة ) الدكتور خليل عودة عميد كلية الآداب بجامعة النجاح بنابلس  القدس في الذاكرة الأدبية العربية للدكتورة سعيدة العلمي كلية الآداب فااس  وعناوين أخرى
وكان قد ألقى الدكتور عبد الكبير العلوي المدغري مدير عام وكالة بيت مال القدس الشريف كلمة في هذه الندوة تناول فيها الوضع في مدينة القدس والمشاريع التي قامت بإنشائها أو دعمها لمؤسسات القدس ضمن خطة لجنة القدس المنبعثة عن المؤتمر الإسلامي التي يرأسها العاهل المغربي ومما جاء في هذه الكلمة إن الحاجة تدعو إلى نهج سياسة مدنية إيجابية واسعة وممنهجة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي القدس على وجه الخصوص وأضاف أن السياسة التي اختارت إسرائيل تنفيذها بالمدينة هي سياسة هدم المنازل على رؤوس أصحابها وتسيج القدس بجدار العزل وحرمان الأهالي من أبسط الخدمات الضرورية وملئ شوارع ودروب القدس بالجنود المدججين بالسلاح وطرد أبنائها  من مدينتهم وزج شبابها بالسجون وهذه السياسة قائمة ومستمرة وهي سياسة خطيرة هدفها إذلال سكان القدس وتحطيم معنوياتهم وهدم شخصيتهم وإشعارهم بالاحتقار ودفعهم إلى مغادرة مدينتهم إلى الأبد وبعد أن عدد ما بنته إسرائيل من مستوطنات منذ احتلال 67 بالقدس وأعداد المستوطنين وعدم السماح لأبناء المدينة بالبناء وأعداد المنازل التي هدمتها بلدية القدس المحتلة والمؤسسات الإسرائيلية الأخرى وحرمان أصحابها من العيش وإغلاق المؤسسات وأهمها بيت الشرق والنقصان الفاحش في عدد الغرف المدرسية وعدم استطاعت ما يقرب من 9 آلاف طا لب من الالتحاق بالمدارس والملاحقات الضريبية والحواجز الدائمة ومضايقات المستوطنين أشار إلى ما قدمته لجنة القدس التي يرأسها العاهل المغربي للمدينة - في مجال الإسكان تم التوقيع  على  اتفاقية مع المجلس الفلسطيني للإسكان بقيمة 20 مليون دولار من أجل بناء 156 وحدة سكنية في بيت حنينا حيث التزمت بتمويل هذا المشروع دولة شقيقة و رصد320 ألف دولار لإعادة ترميم وتأهيل مساكن الفقراء ودعم الإقراض الفردي في ميدان البناء عبر توفير قروض بدون فوائد تم بناء مدرسة ثانوية بمخيم شعفاط  و شراء أرض تسمى أرض الدقاق عليها بنايتان سيتم تأهيلهما ليضما مدرسة وروضة للأطفال كما اشترينا مدرسة كانت معروضة للبيع بسبب الديون وكتبناها وقفا إسلاميا وهي مدرسة النهضة الإسلامية ونشتغل الآن على بناء مدرستين الأولى في بيت حنينا والثانية في وادي الجوز و بنينا طابقا إضافيا في الكلية الإبراهيمية و وفرنا حقائب مدرسية وقدمنا منح جامعية ل59 طالبا
وفي مجال الصحة الأعمال جارية لبناء وحدة لجراحة أورام وأمراض الدماغ بمستشفى المقاصد وانتهى العمل في وحدة طب الأسنان كما تم تزويد المستشفى بجهاز أشعة متحرك وفي مستشفى المطلع انتهت عملية ترميم وتحديث قسم الطب المخبري كما اشترينا سيارتا إسعاف مجهزة  بعيادتين متنقلتين لفائدة مستشفى الهلال الأحمر الفلسطيني بالقدس وقمنا بتجهيز المركز الصحي العربي لوحدة الأسنان والدراسة جارية الآن للإصلاح الشامل ولتجهيز العيادات التابعة للمراكز المفتوحة بساحات المسجد الأقصى كما تحدث عن دعم لأنشطة الشباب وإقامة مخيمات صيفية
وفي المجال الثقافي قال اشترينا عقارا مهما قرب المسجد الأقصى ب5 ملايين دولار سيصبح مركزا ثقافيا يحمل اسم بيت المغرب  وتمويل مشروع إنشاء ثقافي كبير يحمل اسم مركز يبوس الثقافي بمبلغ مليون دولار
وفي ميدان ترميم المساجد والمآثر والبنايات قمنا بترميم مقبرة باب الزاهرة ونعمل على ترميم وإصلاح 16 منزلا بالزاوية المغربية بالقدس
وفي كلمة قاضي القضاة تيسير التميمي استعرض فيها الأخطار التي تتهدد المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي بالخليل والمقدسات وحذر من انهيار المسجد الأقصى نتيجة  الحفريات والأنفاق التي يحفرها الإسرائيليون من جميع جهات المسجد الأقصى والانهيارات التي حدثت في كافة الأبنية والعقارات المحيطة بالمسجد الأقصى نتيجة هذه الحفريات حيث يخشى أهلها أن تنهار عليهم وعلى أطفالهم حيث يتمسكون بها حتى لا يستولي عليها المستوطنون مشيرا أن الأقصى مسؤولية  إسلامية وعربيه مدعوة  لحمايتها
 ومن أهم المداخلات التي استمع إليها المشاركون تلك التي تحدث فيها
الأستاذ عبد الجواد العبادلة من مؤسسة جائزة البابطين الدولية للشعر العربي قسم التدريب والتعليم  حيث جاء في مداخلته عرضا تاريخيا لمدينة القدس عبر الأزمة والعصور وأهميتها باعتبارها تحظي بأهمية رفيعة ومقدسة لدى الديانات المقدسة الثلاثة كما تناول القدس في عهد الاحتلال الإسرائيلي وتراجع مكانتها العلمية والثقافية   بعد أن كانت منارة للعلم وقبلة للمتعلمين مؤكدا أن قضية القدس الصراع الدائر حولها هي امتحان للإرادة العربية أولا وللضمير العالمي وهي قضية عربية وقضية إسلامية وإنسانيه تهم العالم الإسلامي على امتداده إذ أنها تضم ثالث مقدساته كما أنها حاضرة عربيه مميزة وأنها في الوقت ذاته قضية إنسانية بما تحمله من ظلم فادح وقع على الشعب الفلسطيني وتدمير القيم الإنسانية وحقوق الإنسان في المدينة وعموم فلسطين
أما الخبير خليل التفكجي تناول مشاريع الاستيطان في مدينة القدس   وخطط تقليل عدد أهالي المدينة إلى ما دون 12 % من أجل استكمال تهويدها علما بأنه منذ عام 1967 حتى الآن يحافظ أهالي القدس على نسبة تواجدهم في المدينة وهي تصل إلى 35 %  بالرغم من مشاريع الاستيطان الضخمة وإسكان المستوطنين بالآلاف ولذلك يتم التحايل على ذلك  بعزل الأحياء ذات الكثافة عن المدينة والتخلص من 100 ألف مواطن يسكنون خلف جدار العزل كما اعترف بذلك مؤخرا أحد موظفي البلدية الكبار.

كاتب وباحث في شؤون القدس .












أين تذهب حجارة القدس؟
د. أحمد جميل عزم

لا يوجد بين اليهود أنفسهم اتفاق حول مكان الهيكل المزعوم، وهناك ثلاث نظريات على الأقل لمكان هذا الهيكل، لا يوجد دليل عليها. بل على العكس أدت الدراسات الغربية في نصف القرن الماضي لدحض الرواية التوراتية (الكتب الملحقة بأسفار موسى).
فيوجد من يعتقد أن الهيكل يقع تحت قبة الصخرة، ومن يعتقد أنه شمالها، ومن يعتقد أنه بينها وبين الأقصى. تعدد هذه النظريات لا يعكس نقص الأدلة المادية على المزاعم التاريخية حول وجود الهيكل وحسب ولكنه ذو أبعاد سياسية. فمن جهة كان عدم وجود من يزعم بمعرفة المكان المزعوم للهيكل تحديداً، سلاح بيد المؤسسة الدينية الرسمية الإسرائيلية لمنع دخول اليهود لمنطقة الحرم، استناداً لفتوى قديمة تعود لمئات السنين مفادها أنّ مكان قدس الأقداس في الهيكل غير معروف، وأن دخول اليهود العاديين لهذه المنطقة محظور إلا بشروط تاريخية معينة لم تتحقق، ولذلك حظر دخول منطقة الحرم الشريف أو ما يسمى (جبل الهيكل) بحسب الخطاب اليهودي، وهو منع يعود لمعتقدات دينية ولحسابات سياسية. والبعد السياسي الآخر لتعدد نظريات مكان الهيكل يتعلق بنوع الحل الذي يؤيده أصحاب كل نظرية، فهناك من يؤيد بناء هيكل إلى جانب المساجد الإسلامية، وهناك من يريد هدمها.
سبق لبعض الإعلاميين الذين عملوا في برامج وثائقية عن الحفريات أدنى الجدار أن قالوا لي ملاحظة مهمة، اكتسبت مصداقية في الأيام الفائتة. فقد لاحظ بعد المصورين والمنتجين التلفزيونيين أن أحجار المنازل المهدومة في القدس يتم حملها لجهة ما، بطريقة مدروسة، وهذه المنازل تعود أحياناً لمئات أو آلاف السنوات، ما دفع هؤلاء الإعلاميين للتساؤل إن كان سيتم إعادة استخدامها في مكان ما، لبناء ما، قد يدّعى أنّه أثري ويهودي، أو على الأقل لإعطاء انطباع خادع بذلك؟.
مثل هذه الممارسة تم تسليط الضوء عليها في الأيام الفائتة، بالإشارة إلى اقتلاع حجارة كبيرة وبوابات تعود لمبان أثرية تعود للعصر الأموي الإسلامي، ونقلها وتخزينها على نحو خاص.
إذا ما ربطنا بين تغير الخطاب الديني اليهودي إزاء منطقة الحرم الشريف، مع مسألة نقل الحجارة والأنفاق في منطقة الحرم، وربطنا كل ذلك مع طبيعة الهجمة الاستيطانية، التي تستهدف بيوت العرب في قلب الأحياء العربية في محيط مدينة القدس القديمة، يتضح أننا أمام تحرك ثلاثي الأبعاد. البعد الأول هو التراجع عن رفض دعاوى الصهاينة المتدينين، ففي الماضي كانت المؤسسة الدينية اليهودية، (غير الصهيونية وأحزاب دينية مثل شاس)، ترفض دعوات الصهاينة المتدينين للصلاة في منطقة الحرم، وكانت الشرطة تحد أو تمنع ذلك. ومن الواضح أن هناك تغيراً في خطاب المؤسسة الدينية، وتأييداً من المؤسسة السياسية والأمنية لتحركات في هذا الاتجاه. خصوصاً مع تبني قوى دينية أساسية، مثل شاس، مواقف صهيونية. والبعد الثاني هو تسارع مخططات تغيير الأمر الواقع في الأماكن المقدسة ونقل الحجارة على هذا النحو الذي قد ينبئ بمخططات بناء قريبة معينة. والبعد الثالث، هو فكرة اختراق الأحياء العربية وطرد السكان العرب، وهي خطة بدأت في حكومة نتنياهو الأولى وها هي تستكمل الآن.
جميع هذه الأبعاد تحتاج لمتابعة حثيثة، وفي موضوع حجارة القدس تحديداً، هناك ضرورة لمتابعة ذلك من خلال الأطر الدبلوماسية الفلسطينية والعربية والإسلامية، واليونسكو، والهيئات الدولية المعنية بالتراث والثقافة، وخوض معركة دبلوماسية وإعلامية وشعبية ميدانية بشأن ذلك، ولا بد من توثيق ما يحصل، منعاً لاستمرار مخططات تزوير التاريخ.








جرائم المستوطنين

وليد العوض
  يوما بعد يوم تتواصل جرائم  المستوطنين المباشرة ضد أبناء شعبنا الفلسطيني،علاوة على الحصار و العدوان المستمر، المتمثل باستمرار الاستيطان ونهب الأراضي في عملية منظمة وهمجية يشنها قطعان المستوطنين كل  يوم ضد أبناء شعبنا العزل وممتلكاتهم في مدينة القدس وكافة أرجاء الأراضي الفلسطينية المحتلة، كل ذلك يجري في ظل حماية جيش الاحتلال الإسرائيلي ورعايته بل وتشجيع منه. وقد مثلت الجريمة الأخيرة التي اقترفها هؤلاء المستوطنون في مدينة الخليل حين أقدم أحد غلاة  المستوطنين بشكل متعمد كما بينته شاشات التلفاز بدهس مواطن فلسطيني بدم بارد تحت عجلات سيارته بهدف قتله، وقد نقلت  هذه المشاهد المروعة أحدى كاميرات الهواة لتنقل للعامل أجمع هذا الفعل الإجرامي الذي جرى على مرأى ومسمع من جنود وشرطة الاحتلال كما أسلفت ، تلك الجريمة عبرت عن حجم الوحشية التي يتميز بها هؤلاء المستوطنين وكم يكنون من العداء لشعبنا ويمارسون سياديتهم المقيتة وهم يمارسون القتل بحق أبناء شعبنا ،إن هذه الجريمة والتي شاهد ها العالم عبر الفضائيات استفزت دون شك كل المشاعر الإنسانية لكل صاحب ضمير حي، الأمر الذي يمكن  لو أحسنا التعامل معه أن يرتد سلبا على المجرمين القتلة، وهذا يتطلب دون شك العمل على رفع وتيرة التحرك على المستويات الرسمية والدبلوماسية كافة  لفضح جرائم إسرائيل  ومستوطنيها، وبيان حجم  الخطورة والضرر الذي يلحقه المستوطنين بحق شعبنا وبالتالي خطرهم على أية عملية سلام مستقبلية. كما أن استمرار هذه الجرائم بحق شعبنا وممتلكاته دون أي إجراءات رادعة تمثل بكل وضوح عمليات إرهابية منظمة ينفذها غلاة المستوطنين وترعاها وتحرض على المزيد منها حكومة اليمين الإسرائيلي بكل مستوياتها،  كما توفر لها  في نفس الوقت الغطاء والحماية عبر قواتها وأجهزتها المنتشرة فوق الأراضي الفلسطينية المحتل يخفى على أحد  إن هؤلاء  المستوطنين باتوا  يشكلون جيشا إضافيا  لأكثر الحكومات الإسرائيلية تطرفا ووحشية ، بهدف إرهاب وتهجير شعبنا وتأبيد احتلال أراضيه الأمر الذي يضع كل هذه الإعمال في مصاف إرهاب الدولة المنظم.
إن  استمرار هذه الإعمال والجرائم العدوانية  وتصاعدها  بات يتطلب على المستوى الرسمي التوجه فوراً لتقديم شكوى لمجلس الأمن الدولي والهيئات الدولية كافة ومطالبتها بإدانة حكومة الاحتلال وإجبارها إلى وقف عدوانها وجرائم مستوطنيها، والسعي لاستصدار القرارات  الرادعة واتخاذ التدابير العاجلة لوقف الجرائم وتوفير الحماية الدولية لشعبنا، وعلى المستوى الفلسطيني يتطلب من القوى الوطنية والإسلامية كافة ،العمل على اعتماد  إستراتيجية متفق عليه لتصعيد المقاومة الشعبية ضد الاحتلال ومستوطنيه، وتوفير كل مقومات  الصمود لجماهير شبعنا، والمباشرة  دون تردد لتصعيد الكفاح الشعبي المقاوم ضد كافة مظاهر الاحتلال ومستوطنيه، و الإسراع في بناء جبهة موحدة للمقاومة الشعبية  لقيادة فعاليات التصدي للاحتلال ومواجهة اعتداءاته  المتواصلة على شعبنا وصولا لدحره نهائيا عن كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.




حي الجالية الأفريقية مهدد بالانهيار


أكد سكان الجالية الأفريقية أنهم لا يستطيعون النوم أثناء الليل بسبب قيام جهات صهيونية بأعمال حفر متواصلة أسفل منازلهم وأسفل دائرة الأوقاف الإسلامية.
وأكد حسني شاهين أحد سكان المنطقة، في مقابلةٍ صحفية ؛ أن أصوات الحفر كانت تسمع منذ أكثر من عامين، وأن الجالية حاولت مرارًا وتكرارًا التحذير من هذه الأصوات التي تنتج من حفرياتٍ أسفل حيِّهم، وهو الحي الملاصق للمسجد الأقصى من الجهة الغربية، وهذا الحي هو الطريق الموصل إلى باب الناظر أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك.
وأكد شاهين أن مطلع هذا العام شهد تصعيدًا في عمليات الحفر أسفل الحي، "وعلى ما يبدو أن الاحتلال قرر استخدام آليات أضخم للحفر بالإضافة إلى العمل على مدار اليوم ودون توقف".
وأعرب شاهين عن خشيته من انهيار منازل الحي البالغ عددها حوالي 20 منزلاً تضم ما يزيد عن 150 فردًا نتيجة هذه الحفريات، وتكون هذه مقدمة لاستيلاء الجمعيات "الاستيطانية" على الحي وبناء مغتصبة على أنقاض هذا الحي الصامد في وجه جميع أنواع التهويد.








صورتان نادرتان
للقبر الذي يظم بداخله السلطان صلاح الدين الأيوبي
ايهاب سليم - السويد

صورتان نادرتان للقبر الذي يظم بداخله السلطان صلاح الدين الايوبي (رحمه الله) ملتقطة بواسطة الفوتوغرافي (جون فيلبس) في دمشق عام 1943,ولمزيد من المعلومات حول القائد ينصح بقراءة ادناه وفقا لما جاء في الموسوعة الحرة ويكيبيديا

الملك الناصر أبو المظفر يوسف بن أيوب (ولد في تكريت بصلاح الدين عام 1138 -وتوفي بمرض الحمى في دمشق 3/3/1193 م)، مؤسس الدولة الأيوبية في مصر والشام، أمتد سلطانه إلى شمال العراق و إلى بلاد اليمن. اشتهر بلقبه السابق صلاح الدين في سوريا قبل أن يصبح سلطاناً لمصر ويسمى بالملك الناصر.

الحرب مع الفرنجة

بينما كان صلاح الدين يعمل على بسط نفوذه على عمق سورية فقد كان غالبا يترك الافرنجة لحالهم مرجئا المواجهة معهم وإن كانت غالبا لم تغب عنه حتميتها، إلا أنه كان عادة ما ينتصر عندما تقع مواجهة معهم، وكان الاستثناء هو موقعة مونتجيسارد يوم 25 نوفمبر تشرين الثاني 1177 حيث لم يُبدِ الافرنجة مقاومة فوقع صلاح الدين في خطأ ترك الجند تسعى وراء الغنائم وتتشتت، فهاجمته قوات بولدوين السادس ملك أورشليم وأرناط وفرسان المعبد وهزمته. إلا أن صلاح الدين عاد وهاجم الإمارات الفرنجية من الغرب وانتصر على بولدوين في موقعة مرج عيون في 1179 وكذلك في السنة التالية في موقعة خليج يعقوب، ثم أرسيت هدنة بين الافرنجة وصلاح الدين في 1180

إلا أن غارات الافرنجة عادت فحفزت صلاح الدين على الرد. فقد كان أرناط يتحرش بالتجارة و بالحجاج المسلمين بواسطة أسطول له في البحر الأحمر، فبنى صلاح الدين أسطولا من 30 بارجة لمهاجمة بيروت في 1182، وعندها هدد أرناطُ بمهاجمة مكة والمدينة، فحاصر صلاح الدين حصن الكرك معقل أرناط مرتين في عامي 1183 و1184، ورد أرناط بمهاجمة قوافل حجاج مسلمين سنة 1185.

تروى مصادر فرنسية من القرن الثالث عشر أن أرناط قد أسرَ في غارة أختَ صلاح الدين وإن كان ذلك غير مشهود في المصادر المعاصرة، سواء الإسلامية أو الفرنجية، بل يُذكر أن أرناط هاجم قافلة قبل ذلك وأن صلاح الدين أرسل حراسا لحماية اخته وابنها الذين لم يصبها أذى.

بعد أن استعصى حصن الكرك المنيع على صلاح الدين أدار وجهه وجهة أخرى وعاود مهاجمة عزالدين مسعود بن مودود الزنكي في نواحي الموصل التي كان قد بدأت جهوده في ضمها سنة 1182، إلا أن تحالف عزالدين مع حاكم أذربيجان وجبال حال دون تحقق مراده، ثم إن صلاح الدين مرض فأرسيت معاهدة في 1186.

في عام 1187 سقطت أغلب مدن وحصون مملكة بيت المقدس في يد صلاح الدين بعد أن هزمت القوات الافرنجية في موقعة حطين بتاريخ في 4 يوليو 1187.

حيث ألتقت قوات صلاح الدين في حطين مع القوات المجتمعة لجاي ذي لوزينان نائب ملك أورشليم، وريموند الثالث ملك طرابلس، و في تلك الموقعة كادت قوات الافرنجة تفنى


فتح القدس
دخلت قوات صلاح الدين القدس يوم 2 أكتوبر تشرين الاول عام 1187 بعد أن أستسلمت المدينة وكان صلاح الدين قد عرض شروطا كريمة للاستسلام، إلا أنها رفضت، فبعد بدء الحصار رفض أن يمنح عفوا للأوروبيين من سكان القدس حتى هدد باليان بقتل كل الرهائن المسلمين الذين كان عددهم يقدر بخمسة آلاف، وتدمير قبة الصخرة والمسجد الأقصى، فاستشار صلاح الدين مجلسه ثم قبِل منح العفو، على أن تُدفع فدية لكل فرنجي في المدينة سواء كان رجلا أو امرأة أو طفلا، إلا أن صلاح الدين سمح لكثيرين بالخروج ممن لم يكن معهم ما يكفي لدفع الفدية عن جميع أفراد أسرهم.

قبل القدس كان صلاح الدين قد استعاد كل المدن تقريبا من الافرنجة، ما عدا صور التي كانت المدينة الوحيدة الباقية في يد الافرنجة. من الناحية الإستراتيجية ربما كان من الأفضل لصلاح الدين فتح صور قبل القدس لكون الأولى بموقعها على البحر تشكل مدخلا لإمدادات الافرنجة من أوروبا، إلا أنه اختار البدء بالقدس بسبب أهميتها الروحية لدى المسلمين.

كانت صور في ذلك الوقت تحت إمرة كونراد أمير مونتفرات الذي حصنها فصمدت أمام حصارين لصلاح الدين. كان صلاح الدين قد أطلق سراح جاي ذي لوزينان وأعاده إلى زوجته سيبيلا ملكة أورشليم، فلجئا أولا إلى طرابلس ثم إلى أنطاكيا، وحاولا عام 1189 استعادة صور إلا أن كونراد حاكمها رفض دخولهما لأنه لم يكن يعترف بجاي ملكا، فذهب جاي لحصار عكا.






















عامين على غياب جورج حبش

زياد ابوشاويش
اليوم السادس والعشرين من كانون ثاني يوافق الذكرى الثانية لرحيل القائد والمعلم جورج حبش صاحب النظرة الثاقبة في رؤية التاريخ وأحداثه الجسيمة. الرجل الذي وضع مع غيره من عباقرة هذه الأمة أهم أسس الوحدة العربية وقواعدها، والذي ناضل على امتداد نصف قرن وأكثر من أجل الانتصار في قضية الكرامة العربية واستعادة حقوقها.
جورج حبش الذي مثل في حياته ككقائد ومفكر أعظم القيم وأكثرها إنسانية سلوكاً وممارسة، وقدم النموذج الطيب والمحترم لطليعي عربي عز نظيره ترك لرفاقه ومحبيه وشعبه إرثاً غنياً من الرؤى والأفكار والأحلام الكبيرة التي تعطيه منعة وقدرة على الصمود في وجه النكسات والهزائم التي يمكن أن تقع نتيجة هذا السبب أو ذاك.
إن حياة الرجل وأسلوبه الديمقراطي في قيادة الجبهة وتخليه عن الأمانة العامة طوعاً أعطى لكل من تابع مسيرته نموذجاً يحتذى للمسؤول الفلسطيني المدرك لخصوصية قضيته والعارف بأحوال شعبه وإمكانيات تطوره في سياق معركته الصعبة ضد الحركة الصهيونية وحلفاءها في المنطقة والعالم، وهي خصوصية ترتبط بواقع عربي ودولي شديد التعقيد.
الحكيم كما كنا نسميه غادرنا وترك في قلوبنا غصة وحزن كبير لأنه كان للجميع بمثابة الأب والأخ والصديق. كان رقيقاً وعطوفاً فأحبه الجميع. كان متزناً ومدركاً لحاجات شعبه وقيمه فاحترمه الجميع. كان نزيهاً وصادقاً في قوله وفعله فأطاعه الجميع بكل المحبة والقناعة بحكمته وعدالة قراراته. وهو كإنسان كان مثالاً للشعور بالآخرين، يصغي باهتمام لشكاوي الناس سواء كانوا رفاقاً في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أو من خارج إطارها الحزبي، كما كان يقدم العون لكل من يطلبه في حدود صلاحياته وإمكانات جبهته، ولم يتردد ولا مرة واحدة في مساندة عوائل الشهداء على وجه الخصوص.
إن حديثنا عن الدكتور الشهيد جورج حبش ينطلق من قناعة راسخة بعلو قامة الرجل بين أقرانه من قادة الشعب الفلسطيني ومن حب كبير لرجل عايشناه لسنوات ورأينا فيه التجسيد الحي والجميل لمعنى الرفاقية ولمعنى القيادة الرشيدة والنموذجية فحق له أن نذكره في ذكراه بما يليق بمقامه الرفيع. وإن شعراء فلسطين وبواكيها لن يستطيعوا وصف الرجل بما يستحق، ونحن سنقصر بدورنا عن الوفاء لما نشعر به تجاه الحكيم، ولا نملك في ذكرى رحيله الحزين سوى الترحم على أيامه الطيبة وعلى روحه الطاهرة. المجد والخلود للقائد الكبير جورج حبش ولكل الشهداء من أبناء فلسطين البررة. 
Zead51@hotmail.com

نساء من بيت المقدس

تعرضت المقدسية آمنة النشاشيبي للإصابة جراء تعرضها لاعتداء المستوطنين في حي الشيخ جراح، عندما كانت موجودة في خيمة "الصمود" المقامة بالقرب من منزل الغاوي الذي استولى عليه المستوطنون في المدينة، تضامنًا مع العائلة و27 عائلة أخرى تهدد منازلها بالمصادرة.
وآمنة تمثل نموذجًا للدور الكبير الذي تؤديه النساء المقدسيات في معركة التصدي للمخططات الاستيطانية في المدينة، والحفاظ على الوجود الفلسطيني فيها، من خلال مشاركتهن في الفعاليات الشعبية المختلفة، والحفاظ على أُسَرِهِنَّ وتماسكها.


دور تاريخي

تقول ناديا حنون والتي طردت وعائلتها من منزلها في حي الشيخ جراح في الثاني من آب الماضي إن للمرأة المقدسية دورًا كبيرًا في "معركة الصمود في القدس" وبالتوازي في "المحافظة على النسيج الاجتماعي للأسرة المقدسية" التي باتت مهددة أكثر من أي وقت آخر.
وتوضح حنون في حديثها لوكالة "صفا" من تجربتها الشخصية على مدار أعوام طويلة في مواجه مخططات الاحتلال في السيطرة على بيتها، أن دور المرأة في هذه الحالات لا يقتصر على الدور الطبيعي لها من رعاية البيت والأسرة والأطفال، بل تعدى ذلك لتخوض كل الأدوار، فهي التي تعمل لتساعد في سد التكاليف المالية الباهظة، وهي التي ترعى الأطفال، وتصد المستوطنين عن بيتها.
وتتابع: "في مواقف المواجهة يكون الرجال منشغلين بالتصدي للاعتداءات، وبالمتابعة مع المحامي والمؤسسات الدولية والحقوقية، بينما المرأة تقع عليها كل التفاصيل الأخرى؛ من ترتيب شؤون المنزل، وتهدئة روع الأطفال، والتعامل معهم في ظل الإرهاب والخوف الذي نعيشه، وإعادة الحياة إلى مجراها بعد كل اعتداء أو هجوم للمستوطنين على المنازل".
وتستذكر حنون دورًا مشابهًا للمرأة، الذي كانت والدتها تتحدث عنه في وقت الهجرة في 1948 "كانت أمي تقول لي كيف كانت تقوم بكل شيء للحفاظ على أسرتها من الضياع في رحلة التهجير التي عاشتها، واليوم نحن في القدس نقوم بنفس هذا الدور، وكأن التاريخ يعيد نفسه".


مقاتلات

وتقول الناشطة في حي الشيخ جراح آمال القاسم، وهي من أصحاب المنازل المهدد أهلها بالطرد في الحي، إن دور المرأة المقدسية تعدى دور المرأة العادي إلى كونه دورًا رئيسيًا وأساسيًا في مواجهة معركة الوجود في المدينة، والحفاظ على أسرتها من التشريد والتهجير.
وتشير القاسم إلى أن المرأة المقدسية وخاصة في المناطق الساخنة (البلدة القديمة، حي الشيخ جراح، البستان) تقوم بدور المراقب الدائم لتحركات المستوطنين الذين يحاولون استغلال عدم وجود الرجال في الصباح، لينقضوا على المنازل أو يعتدوا على البيوت.
وبرز دور المرأة المقدسية بشكل واضح كما تشير القاسم في خيم الاعتصام، والتي يتواجدن فيها بشكل دائم، فيستقبلن الوفود والمتضامنين، ويقمن بإطلاعهم على أوضاع المدينة، وشرح معاناتهم وقضيتهم، ودحض الادعاءات الإسرائيلية.
وتستعرض القاسم الدور الإضافي الذي تقوم به المرأة المقدسية من القيام بالدور التوعوي لأهالي القدس والعائلات التي تتضرر بفعل سياسيات هدم المنازل والاستيلاء عليها والاعتقال والتشريد.
وتشير القاسم إلى أن شريحة كبيرة من النساء المقدسيات "35" ألف امرأة، يترأسن عائلاتهن بسبب غياب الزوج، وعدم السماح له بدخول القدس، كونه لا يحمل هوية القدس، وتعطل إجراءات لم الشمل، حيث تضطر المرأة هنا إلى العيش وحيدة مع أبنائها في المدينة، خوفًا من فقدانها للهوية المقدسية.
وتذكر القاسم بعضا من المواقف التي كان لتصدي المرأة دور بارز فيها، ففي بداية الشهر الحالي زار الحي وزير الشرطة الإسرائيلية وحاول دخول الشق المستولى عليه من منزل الحاجة نبيلة الكرد، وكان ذلك في الصباح الباكر حين لم يكن في الحي سوى النساء اللواتي تصدين له، وشكلن جدارًا بشريًا منعه من الدخول إلى المنزل.
فالمرأة هنا تقوم بدور المراقب والمتابع والمتواصل مع وسائل الإعلام في حال أي حدث، وخاصة في حالة هدم المنازل وإخلائها، كما حصل مع عائلة الكرد وحنون والغاوي حيث كانت النساء في المقدمة.









مَنْ للقدس
مراد السوداني

إسبارطة الجديدة.. الغولية بامتياز بزُحافاتها الاستيطانية وعللها المزمنة وزهومتها الناقعة، وجرادها النّهاب .. تواصل سياقات التدمير لمكانية القدس وتشتت أبناءها في براح النفي والتشريد .. لم تبلغ سادية وعنصرية مثل تلك التي يمارسها النقيض بقبحه الغامر على جسد القدس وفضائها .. اهدم بيتك بنفسك؟! يصرخ المحتل بأهلها!! ويا للبشاعة .. وتعلو صلوات شعبنا العظيم وترتقي إلى سماوة العناد، فيكون الصبر والتحدي، ويفتح الكون أبوابه لأدعية الصغار والزيتون المحارب لسواد المحتل وسعاره النابح .
وكأن نشيج الأمهات الجاهشات على ركام بيوتهن .. ونحيب الصغار وهم يشاهدون أنياب الجرافات تطحن أسرهم وألعاب الطفولة .
ومناشدة مفتي القدس، لم تجد آذاناً صاغية لدى أمتنا، التي تشاهد يومياً عظام البلاد المهروسة بآلات وقذائف الموت التي تستبيح جذوة الحياة على أرض الحياة. حتى القبور يحيلونها إلى حدائق! .. إنها الاستباحة باكتمالها، والنفي بتمامه .. والإلغاء بشموله .. لم يكونوا هنا يوماً .. ولن يجدي تأويلهم المريب لصياغة هوية مُدّعاة .. وسيبقى جذع الزيتون يصدّ همجيتهم ويفضح اقتلاعهم ..
سيكون للتوحيد – كما كان – إرنانه الوسيع على تلة (أرنان اليبوسي) .. هدير العرب القدامى المحجّل بصهيل الجياد على الأسوار، فتحتشد أبراج الحراسة بدقات قلوب الطير والشجر الصاحي على صخرها الصعب ..
بالجياد ذاتها .. بصليل الصهيل ذاته.. بنُشّاب المعنى والكلام الطافح بنفسجاً أواره ذابح هتّاف .. بالأرجوان الذي يتصبّب يخضوراً نحاسياً .. بقبضة من حنون باب الواد .. بالنشيد الحماسي .. وذاكرة المكان .. ومكان الذاكرة .. حقيقة البلاد وحقّنا الذي لا يقبل القسمة أو الاقتسام.. فإما فلسطين .. وإما فلسطين.. هذه حكاية العشب الطالع من شقوق السور القديم ، وحناء المكان. أما آن للقدس أن تكفكف دمعها وتنهض عالية كما شاء لها الله .. وأما آن لأمتنا العربية أن تنتبه إلى جوهرتها المنهوبة.. وترابها الحرّ المستباح !!

























 

دولارات التهويد



كشفت الهيئة الإسلامية المسيحية النقاب اليوم بعض الأرقام المفزعة فيما يتعلق بتهويد المدينة المقدسة ، وقال الآمين العام للهيئة الدكتور حسن خاطر إن موازنة الدولة العبرية لعام (2009-2010) رصدت أرقاما كبيرة لتهويد القدس وطمس الهوية العربية للمدينة في محيط الأقصى والبلدة القديمة.
وبين الدكتور خاطر انه وحسب تقرير إسرائيلي نشر بالأمس تم رصد أكثر من (184)مليون شيقل (وهو ما يعادل 50مليون $) فقط من اجل توسيع مستوطنتين في القدس هما معاليه ادوميم وجبل أبو غنيم ، إضافة إلى رصد مبلغ (390) مليون شيقل (وهو ما يعادل 106مليون $) فقط من اجل ربط مراكز استيطانية بقلب المدينة ومراكز الثقل اليهودي فيها ، اما فيما يخص محيط الأقصى فقد بين خاطر أن سلطات الاحتلال رصدت أكثر من (70) مليون شيقل وهو ما يعادل (20)مليون دولار ، وذلك بهدف تهويد ما يعرف "بالحوض المقدس" وتعزيز" صندوق ارث حائط المبكى"

وأوضح الدكتور خاطر أن هذه الأرقام تعكس فقط ما ورد في بنود الموازنة الإسرائيلية العامة لدعم الاستيطان والتهويد ولا تكشف ما ورد في بنود مصروفات الميزانية العامة ، حيث أن البنود التي تتعلق بدعم الاستيطان والتهويد تبقى سرية وغير معلن عنها لاعتبارات معروفة .
واكدد الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس أن ما ورد من أرقام بخصوص تهويد الأقصى ومحيطه لا يعبر عن الحقيقة ، حيث أن المبلغ المعلن هو المخصص الحكومي الرسمي لمدة عام واحد فقط ، في حين انه توجد عشرات المؤسسات والمنظمات الصهيونية غير الحكومية والتي لها صناديقها الخاصة لتحقيق نفس الأهداف في التخريب والتهويد ، مؤكدا أن عدد من هذه المنظمات بدأت أخيرا تتفوق على الجهد الرسمي الإسرائيلي في هذا الموضوع سواء على مستوى الإمكانيات المادية أو على مستوى الجهد والنشاط الفعلي .
وقال الدكتور حسن خاطر إن هذه الأرقام تتعلق فقط بتطوير مستوطنتين وبني تحتية لثلاثة شوارع وما يعرف بالحوض المقدس وهو مساحة صغيرة حول محيط الأقصى ، اما المبالغ الأخرى المتعلقة بالجدار والحفريات وهدم البيوت والإحياء العربية وبناء وتوسيع عشرات المستوطنات الأخرى .... فهي غير مضمنة ضمن الأرقام المعلنة وهذا يوضح إلى حد كبير حجم الميزانيات الإجمالية التي تخصصها دولة الاحتلال لتهويد المدينة ومقدساتها .
وطالب الدكتور خاطر القادة والأثرياء العرب بدخول معركة القدس والمساهمة الفعلية في تعزيز صمود المدينة وأهلها في مواجهة هذه الهجمة المدعومة بإمكانيات مالية ومادية مفتوحة ، وقال : إن القدس والمقدسات تعول كثيرا على التحرك العربي والإسلامي في هذا الصراع وإن أهلنا وإخواننا العرب والمسلمين لا تنقصهم الأموال ولا الإمكانيات إن توفرت الإرادة ، مؤكدا أن ما تحتاجه المدينة المقدسة لا يمثل سوى نسبة ضئيلة جدا مما خسرناه في البورصة وأسواق المال خلال الأزمة الماضية






أن أكون لاجئة

ايمان الاشقر

أن أكون لاجئه .. دائماً ما يدفعني هذا الشعور للكتابه وتصيبني عدوى الحنين الى الوطن .
أن أكون لاجئه فأنا بكامل قواي العقليه أعترف أن الأغتراب لا طعم له ولا لون ولا رائحه .
ما ينتابني من مشاعر هو صورة جميله تحمل بين زواياها شكلاً زاهياً لكل شبر من الارض .
ارى في تلك الصورة طفوله وصبا ..
ارى قصيدة وشاعر..
ارى كم تطول الايام أيام الغربه .
وفي صحبه احلامك وطناً يتقاسمه الغرباء كفتات الخبز ..
في أزقه ذاكرتنا التي ورثت عنا شقاء الأغتراب اشكالاً عديدة للوطن
الوطن في ذاكرتنا المتعبه , طفوله أبائنا وشبابهم .هنا كانوا يلعبون وهنا كانت تعلو ضحكاتهم العنان وهنا . وهنا . وهنا
هنا يرقد أجدادنا هنا تضيع في ذاكرتنا تضيع الاسماء والوجوه هنا على أرصفه العمر يقبع الوطن .
بكل أحزانه وامنياته .
كل ما كتبت أمنيات وكل ما سأكتب أمنيات .
أن أتمنى وطناً يحادث فراغي كل مساء أمنيه.. اريد وطناً يحتويني ويحتوي شجوني أمنيه ..
أريد وطناً انام على وسادته كما ينام الوليد في حضن أمه أمنيه .
وطناً يغفر زلاتي وطيشي ويمنحني حلماً وردياً يقضي على كل كوابيسي .
لا أريد أن أنسى ولااُنسى
أريد فقط ان أُنسب إلى اوراق فلسطين الرسميه ..
لاجئه










ذاكرة من تحت الرماد
ورد محمد
مقيمة داخل شرنقة الغربة , تلتف حولي خيوط الحزن , وتتقاذفني رياح الرحيل من ميناء إلى آخر , أجوبُ على مَرِّ الفصول , الصحارى والبحيرات والمدن , استمع لأناتِ المبعدين , وذكريات اللاجئين , وبكاء الغائبين , وأنظر في وجوهٍ أعياها الانتظار , وجباهٍ حفر الزمان عليها أخاديد الهوان , وأشاهد دموع أمهاتٍ سلبهن الإعصار براعمهن الصغيرة وأصبحن بلا مأوى , يمسكن بأعمدةٍ محطمةٍ بلا جدران !
وأستمر في التنقل داخل دوامة الوقت باحثة عن خبرٍ يأتي من وطني المهزوم , عن همسةٍ من أسيرٍ مكلوم  , عن نسمةٍ تحمل لي عطر الريحان والزهور .
كبرت ُفي كل ميناء مئات الأعوام وبكيت ملايين الدمعات , وودعت عشرات الأحبة , وأصبحتُ أماً لكل الأطفال وأختاً للثوار .
ورسمتُ بكلماتي صوراً لجميع الأبطال , واخترعتُ فارساً من نارٍ ونور
يحمل لبلادي النصر والآمال .
هجرت أعشاش اليأس , وحلقت في سماء الكون كي أرسم حروف وطني على أعنة المجد لتراها الأعوامُ والأيام ويحيك لها التاريخ من الذهبِ عنوان يحفره على صخور الدهر والزمان .
لقد أطلقوا على وجودنا طلقة الموت , ودفنوا أجسادنا في أصداف الضياع , ورموا بها في أعماق بحارٍ مجهولة وأخفوها داخل أنفاق الموت كي لايراها العابرون إلى الحياة!
ثم صبوا علينا جحيم لعناتهم المشئومة فتسللت غربانهم السوداء إلى سمائنا , واجتاحت قطعان ذئابهم سهولنا وجبالنا !
سلبونا الحياة!
فصنعنا الحياة ؟!
من رحم أرضنا نبتنا كالأشجار , وانطلقنا عاصفةً ونار , وجعلنا ذاكرتنا كطيور الفينيق كلما أحرقونا تخرج من تحت الرماد كي لا ننسى عبر الأجيال بأنّ فناء الحق من المُحال ..
واستمرت معركتنا مع المستحيل
كي يبقى لوطننا كرامة ولأطفالنا عنوان .
القدسُ وحبيبتي و(مِحبَرَةٌ تنتَحِب)
زياد جيوسي
   ما زالت القدس محرمة علينا نحن أبناءها، نحن الحالمون بالحرية للقدس والوطن، فلا أمتلك إلا أن أطل عليها من التلال المطلة من بعيد، أرافق روحك معي، روحكِ التي لا تفارقني كما الوطن، أنظر من البعيد، الحزن يسدل نفسه على روحي (مثل ليل.. يطوي عباءته، ليسدل النهار)، فأهمس في أذنكِ (كلمات في رذاذ المطر)، لكنها كما أرواحنا، أنتِ.. أنا (تحلم بليل لا يعرف الانكسار)، فأنا في رحلةِ العشق والوطن (مثل ليل.. أدمن الصمت، وما.. مل الانتظار..)، وما زلت أنتظر الموج لأهمس لكِ (هاهو الموج!.. يثمل من عيون الحلم، ودموع النهار).
   أيا قدس.. أناديها كما أناديكِ، فقد طال الغياب بيننا، أنتِ في ظلِ البعادِ، والقدس في ظل الأسر، لكنني أحلم باللقاء، فأنا لست من (راح يهذي، في لحظة الفراق)، وسألتقيك من جديد، كما سألتقي القدس أنا الذي سوف يأتي (حاملاً كفيه وسط جسر مترنح)، لكني أبداً لن أكون أنا من يأتي (قابضاً أوراقه، جواز سفر، تأشيرة عبور، وجسداً فارغاً إلا من الضياع.. )، فأنا الذي أقسمت أن أعود (محملاً بهاجس اللقاء..)، كي نبسم أنتِ وأنا و(نكتب أبجدية الأبد..).
   أقف على تلك التلال التي تطل على القدسِ من البعيد، فقد (عادَ التتارُ بمنجنيقاتٍ)،  أنظر الأقصى وهو (يحاصره الجدار) وحراب الجند، فأشعر أن جسدي تشظى (وذاب بين حجرٍ وطينٍ)؛ لكني ما زلت أؤمن أنه (سيولد نهارٌ جديدٌ على مرايا جسدها الصوفي)، رغم الاحتلال الذي أتى (على طاولة مشروخةٍ.. رمى ثوب الحضارة) و(راح يبتكر الغواية) واخترع أسطورة أرض الميعاد، فهو يعلم أن الأرض مقدسة و(لا بد من ثَمالةٍ خرافيةٍ تراوده خلف المكان)، فلا يريدها (تُخْرُج كل صباحٍ من جعبتها حزناً)، ولا يريد أن يراها (تقطف أغصان النهرِ)، ويريدها فقط أن تتغير (وتدورُ كما الرأس في الخمرِ)، كي (يغرقُ البنفسجُ بحلكته بينما الماء ينسربُ من شرفة الغياب)، فهو احتلال (خلفَ صدرهِ يخفي ما تبقى من نهار).
   ما زلتِ الحب الذي يرافقني رغم أن (سنوات تعبر والليل يطوفُ الذاكرة)، فلا يمكنني إلا أن أحلم بك من البعيد و(أطوي غربتي في رائحةِ الجرح)، ولا أرى في هذا اليوم الذي يعني لي الكثير إلا (الصباح.. تتناهبه الأشباح)، وأرى أنه (لا يزال الباب موصداً والنوافذُ تُحركُ غبارها بالسكونِ)، وأراك المرأة التي (تقف خلفَ البابِ أو تتهشم أظافرها من الطرْق)، وأشعر بك الأنثى التي تكاد تتفجر من براكين مكتومة في داخلها، لا تقدر على المقاومة (وفي المساءِ تلفظُ أنفاسها)؛ فأغمض عينيّ وأناديكِ (فيباغتُني الحُلم) و(نجوب معاً شوارع المطر).
   أيا قدس التي (تحتضن الأنثى وجهك)، أما زالت (الشوارع مكتظة بالمارة)، رغم السنوات التي تجري (والذاكرةُ على السبورةِ)، أغمضُ العينين وأتذكر باب الزاهرة الذي كنت أعبره طفلاً فأتخيل الآن ما (يعانيه الأصدقاءُ كل ليلٍ)، قلق وألم و(ربما موتٌ بطيءٌ)، فتلتف روحي حول البوابات المغلقة في وجهي (والرأسُ مثقلة بأنينِ السنين)، وأرى أنني من يحمل (بين كفَّي نعشاً لجمجُمةٍ وجسدٍ)، فتصر روحي أن تجول باب العامود وباب الأسباط وباب المغاربة وباب النبي داود وباب الخليل والباب الجديد، وأقف (أنتظر صباحاً آخر)، فربما يأتي الفجر ويضمني، فأضم يدكِ ليدي وأركض (لأعانقَ الهواءَ والمارةَ والنافذة)، ونسير معاً في سوق خان باب الزيت، ومنه نجول الأحياء المقدسية لعلي أتمكن من أن أعيد النقاء للبلور الثلجي الأبيض، بعد أن لوثته بقع زرقاء وسوداء، ومعك حبيبتي سأرى أن القدس (لها رائحة الأرضِ في الطين، ووجه ممزوجٌ بشمالِ الأرضِ وجنوبِ البحر).
   تعالي لنحلق رغم الجندِ ورغم الأسلاك الشائكة في فضاء القدس، فأنا من (يشدني الدفءُ إلى أحضانِ طيفك) كي (أغفو بسلام)، فنصلي في الأقصى ونشعل الشموع في القيامة، وفي المسجد العمري نترحم على عُمر، فلا أحد حافظ على عهدته، ونحلم بغضبٍ ساطع آت (فيضج الحُلمُ بطفلٍ يعانق الشجر، يحتضن الأغصانَ)، فأمسك يدك لنسير في طريق الآلام كأننا (جسدٌ يترنحُ في ذاكرة المطر)، ونجتاز عقبة التقية وعقبة الخالدية، ونجول حارات السعدية والنصارى وباب حطة، وحي المغاربة الذي هدموه على رؤوس صحبه، ليقيموا لأنفسهم هياكل (على أكتاف نساءٍ نَسينَ أنوثتهُنّ)، وهم يعلمون أنه سيأتي اليوم الذي نصرخ فيه: (لنا البحرُ في زرقته ولكم السفنُ حين تشتعلُ الشواطئ).
   كوني معي فهذا اليوم لي، عودي كما كنتِ (طفلة تلهو مع الرملِ، فتَكسَّر زَبَدُ البحر)، ودعيها (تتغلغلُ الأصابعُ _ الطفلةُ إلى نبضِ الحُلمِ _ البحر)، فما زالت على شفتيكِ (تنكسرُ الأحرفُ مبللة بالأرجوان)، وما زلت أرى في (وجهكِ بنفسجاً يتيه في حقولِ البيلسان)، ولا أحلم مثلهم بسلامٍ لا يأتي، فما زال هناك (ثمة من يلهثُ في الصحراءِ وراء الغبار)، ولا يريد أن يعلم أن الاحتلال كان دوماً (سارقَ الأحلام)، ولا يرى أن (العتمة تخنقُ الليلَ في مهدهِ)؛ فتعالي.. (لعلي أستحمُّ، أنامُ وأغرقُ في ثُمالةِ الأنثى التي تتقاذفها أمواجُك).
(رام الله 29/12/2009)

   * كلّ ما هو بين أقواس للشّاعر عبد الوهاب العريض، من مجموعته الشّعريّة "مِحبرةٌ تَنتَحِب"،  الصادر عن دار فراديس للنشر والتوزيع- البحرين- 2009م.







أسراء نحو بيت المقدس
عبدربه العنزي
ربما الكثيرون من العرب والعجم يعرفون قيمة القدس ودلالاتها،القدس كقيمة عليا في الديانات السماوية،كركن ثابت من أركان التاريخ الإنساني،كجزء لا ينفصل من حركة الحضارات البشرية،لكن القدس حين تراها وتنقل خطوات قدميك في طرقاتها وحواريها وبيوتها تكتشف انك تدخل أرضا لا يمكن أن تفهمها بالقراءة أو المشاهدة عن بعد،لا يمكن الإحساس بها دون أن تدور بنفسك ومشاعرك في تفاصيلها،لا يمكن أن تعرف سرها إلا إذا لفحت وجهك نسائمها ،لا يمكن أن تعرف خبايا رمزيتها إلا إذا  لامست بيديك آثار قصورها الغابرة وملمس صخورها ،لا يمكن أن تميط اللثام عن سرها المقدس إلا إذا رأيت بعينيك وخطوت على أرضها بقدميك،حينها ستكتشف أن القدس مكان لا يحكى، بل يلمس ،مكان تسمعه بإذنيك،وتراه بعينيك،وتأخذك عبقرية  العمران فيه إلى تخوم التاريخ القديم ومراحله المتقلبة.
حينما تقترب من أسوار القدس،تكتشف المدينة التي تضج بحوادث التاريخ مدججة بالجنون والبنادق وبالشرطة العبرية والخيالة ورجال الأمن المختفين في ملابس مدنية،تخضع لاحساسين متناقضين تماما.
إحساسك بالمكان يروي سيرته في كل موضع لقدمك،تستذكر تاريخ المدينة منذ الكنعانيون الأوائل حتى الغزاة الأواخر الذين احتلوا المدينة عام 1967م،تتملكك عظمة المكان،حجارتها،عمرانها،النساء الفلسطينيات اللواتي يبعن الزعتر الفلسطيني والمرمية والأثواب المطرزة،تدخل في أزقة ضيقة تنتصب على جانبيها محلات تجارية تبيع التحف والهدايا ،تجد مصنوعات يدوية مكدسة على الرفوف،ترى الاراجيل الشامية المزينة،تسمع أصوات لباعة الحلويات الشامية الشهية،يسرق المكان كل مرمى لبصرك،تسمع من بعيد صوت الآذان من المسجد الأقصى،وبعد برهة تصل إذنيك دقات أجراس كنيسة القيامة.
هذا الإحساس يسحبك إليه في نفس اللحظة التي يسحبك إحساس آخر ،إحساس بفداحة الجريمة بحق المكان والإنسان العربي في مدينة القدس،ففي كل بضعة أمتار تشاهد عصي الشرطة العبرية ،وبنادقهم مشرعة في كل ركن من المدينة،تحس بحركة المتدينيين اليهود الذين تمتد سوالفهم  حتى كروشهم،الشوارع مزدحمة باليافطات العبرية،الأسماء عبرية،اللغة عبرية،وتشم في الزحمة رائحة الخوف وعيون المخبرين اليهود.
حينما تدخل باحة الأقصى تدهش ببراعة العمران في مسجد الصخرة،تلتقط الألوان الزاهية التي تلف الجوانب الأربعة لجدران المسجد بإحساساتك  ،تشعر بلحظة الإبداع الإنساني في لوحة معمارية راقية بنيت على موقع أكثر إبداعا وقدسية وهيبة.
حينما تدخل إلى مسجد الصخرة لا تملك إلا أن تتجه صوب الصخرة المعلقة لتلمس بأطراف يدك على  موضع قدم رسولنا الكريم على الصخرة التي صعد منها إلى السماء في رحلة المعراج العجيبة والإلهية..يسري في روحك إحساس بإيمان عميق سرقته زحمة الدنيا من صدورنا،هناك تسجد وتصلي كأنك لم تصل ولم تسجد من قبل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق