الثلاثاء، 23 فبراير 2010

بيان إلى الأمة في ذكرى الوحدة العربية

بيان إلى الأمة
في ذكرى الوحدة العربية

[[
اليوم ونحن نحتفل بيوم الإندماج ، علينا أن نقرر أن أعلام النصر يجب أن ترفع كل سنة . أعلام النصر للحرية ، أعلام النصر للإرادة القوية ، أعلام النصر للقومية العربية . عندما نركز تصميمنا على ذلك ، يجب أن يكون منهجنا العمل المتواصل دون كلل ، عمل عظيم من أجل مجد أرض الآباء هذه ، عمل لتأسيس العدالة الإجتماعية ولتأسيس مجتمع إشتراكي ديمقراطي تعاوني تُقلص فيه الفجوة بين الطبقات . العمل من أجل تأسيس مجتمع متحرر من الإستغلال السياسي والإقتصادي والإجتماعي . هذا هو نهجنا للمستقبل .. سنناضل في المستقبل كما ناضلنا في الماضي من أجل القومية العربية ، ولتأسيس مجتمع مزدهر .. ]] .

جمال عبد الناصر
من خطاب في دمشق
22/
فبراير / 1959

أيها الأخوات والأخوة العرب ..
عندما نتكلم عن دولة الوحدة .. الجمهورية العربية المتحدة .. بين مصر وسوريا عام 1958 ، فإننا نتكلم عن الدولة القومية العربية . نتكلم عن واقع له جذوره العميقة في الوجدان العربي ، عمل الآباء والأجداد لوجودها ، وبذلوا الأرواح والدماء تضحية على طريق تجسيدها ..

إن فكر الحركة القومية العربية وتوجهاتها نحو تحقيق الهدف الأول لإحداث النقلة النهضوية والحضارية للأمة العربية ، ليس فكرآ رومانسيآ على الإطلاق .. إنه فكر ينبع من قراءة الماضي والحاضر ، وإستقراءآ للمستقبل . ومن قراءة الواقع والوقائع والتجارب الإنسانية عبر مسارها التاريخي المتصاعد والمتراكم . إنه فكر الواقع الحضاري لإعادة الإعتبار للأمة العربية لتكون الرقم الفاعل بين الشعوب والأمم والدول العالمية الناجحة .
إن هذا الفكر والعقيدة ، لم يعد بمدركاته وتثبّته وواقعه ، يقبل الجدل أو الحوار حول نجاعته ، إنه قد أصبح مُثبّتآ ومستقرآ كأساس للإنطلاق نحو آليات وممارسات وفعاليات تجسيده على الأرض .

وفي يوم الذكرى فإننا نرى أن من أهم النتائج المتحققة على أرض الواقع ، لتجربة الوحدة السورية – المصرية عام 1958 ، وإستقرائها وتثبيت معطياتها :

1-
الإمكانية الفعلية لتحقيق الوحدة العربية ، عندما تتوفر الإرادة الفاعلة بين اطرافها في مجاميعها التوجهية .

2-
ان الإستعمار الغربي ، والصهيونية العالمية ، والرجعية العربية ، هم ألد أعداء الوحدة العربية ، ماضيآ وحاضرآ ومستقبلآ . وسيعملون وفق مصالحهم المتناقضة مع مصالح الأمة العربية الوحدوية ، لمنع وإفشال أي عمل وحدوي يتجاوز الواقع القطري الشوفيني مهما كانت أشكال ودرجات هذا العمل الوحدوي .

3-
ان التوجه القومي العربي نحو الوحدة ، و الدعوة لإنجاز التكتلات العربية الأكبر ، كان مرسخآ وسابقآ على التوجه العالمي الجديد نحو تحقيق التكتلات الأوسع لتحقيق مصالح تلك الأمم الموحدة في درجات التوحد المختلفة .

4-
أن الوحدة العربية لابد أن تكون ( تقدمية وديمقراطية ) ، وأي إنتفاء لأحد هذين الشرطين ، يضع التجربة أمام إشكاليات متعددة تمس مضمون وصميم الوحدة ، لا شكليتها .

5-
أن الوحدة العربية بحاجة إلى " وحدويين " ، جماهير ونخب وسلطات ومؤسسات متنورة بعيدة عن الذاتية والمصالح الشخصية ، وبعيدة عن إلغاء الآخر الوطني في الوطن ، في توجه واضح ونقي نحو تحقيق متطلبات وآليات إنجاز الأشكال الوحدوية .
وعليه .. فإن هذه النتائج والمعطيات يجب أن تبقى ماثلة في الأذهان وفي الوعي والإدراك ، عند مقاربة التفكير والفعل الإرادوي على طريق تحقيق الوحدة العربية بأشكالها المختلفة ، جزئية كانت أو شاملة ، حاضرآ أو مستقبلآ .

وخير ختام ، كلمات من قائد القومية العربية ، ودولة الوحدة في العصر الحديث / جمال عبد الناصر / في مجلس الأمة :20/1/1965 :
[[
إن الوحدة ليست نداء يردد أصداء الماضي .. وإنما الوحدة العربية أصلآ وأساسآ هي نداء بالتجمع والإنطلاق إلى بناء المستقبل ، وتوفير رخائه ]] ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق