الجمعة، 23 أكتوبر 2009

خارج الواقع

بسم الله الرحمن الرحيم

مثل عربي قديم ومناسبته أن رجلين اختلفا في توضيح سواد يظهر لهما من بعيد فقال أحدهما هي عنزة وقال الآخر بل غراب وخلال خلافهما الحاد طار ذلك السواد فقال أرأيت إنه غراب لقد طار فقال الرجل الآخر بعصبية: عنزة ولو طارت. فجرا مثلا لمن يصر على شيء ولو كان قد تأكد له أن الحقيقة خلاف ما يدعي. وينطبق هذا المثل على ما تقوم به السلطة عبر أبواقها الإعلامية من التهويل على أبناء هذا الشعب بأننا نريد الإمامة تارة وأننا عملاء لإيران تارة أخرى كتبرير لأعمالها الإجرامية بحق أبناء المحافظات الشمالية على مدى ستة حروب من المجازر والتدمير للبيوت والمساجد والمزارع إرضاء لأسيادها في البيت الأبيض وتل أبيب دون أن يكون في حوزتهم أي دليل على ما يدعون علينا وإنما مجرد مقولات ودعايات لا أساس لها من الصحة وتهدف أيضاً إلى تضليل الرأي العام على تلك الحشود التي في البحر الأحمر وخليج عدن والتغطية على المشروع الأمريكي في المنطقة. وبرنامج [ خارج الزمن ] الذي بثته القناة الفضائية اليمنية لم يأت بجديد فما ورد فيه من تضليل وافتراء هو ما تردده السلطة وخاصة منذ أن بدأت بعدوانها في عام 2004م ومن قبل ذلك وقد أشار السيد/ حسين بدر الدين إلى ذلك التضليل في خطابه بمناسبة عيد الولاية في العام 1423هـ عندما قال: (هذا هو الشيء الغريب عندما نتحرك نقول للناس يجب أن يقف الجميع يصرخون في وجه أمريكا وإسرائيل بهذا الشعار: (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود ،النصر للإسلام)؛ لأن أمريكا متجهة أن يكون (بوش) إماماً للمسلمين وأميراً للمؤمنين، هؤلاء يُغمضون أعينهم عما يريد (بوش) وعما يريد (شارون) ، ويقولون هؤلاء هم الخطيرين! ما خطورة هذا الذي لا يمتلك حاملة طائرات، لا يمتلك غواصات لا يمتلك بارجات، لا يمتلك عشرات الآلاف من العساكر المدربين تدريباً جيداً، لا يمتلكون العتاد العسكري، تتجهون بأذهانكم إلينا نحن الشيعة وتنسون ماذا يُراد بنا وبكم، إن (بوش) متجه لأن يكون إماماً للأمة, لكن متى ما جاء يتحدث فلان من الناس قالوا: هذا يريد الإمامة! بينما نحن أمام إمامة من نوع آخر، قفوا معنا جميعاً لنحاربها، إنها إمامة (بوش) ،إنها إمامة اليهود ،إنها إمامة بني إسرائيل ،إنها ولاية الأمر اليهودية الصهيونية، لماذا تغمضون أعينكم أمامها وتفتحون أعينكم على من ليس منطقه بأكثر مما قاله الرسول عَلَناً على مرأى ومسمع من الجميع في مثل هذا اليوم في السنة العاشرة من الهجرة؟ هل جاء الشيعة بجديد؟ هل نحن نأتي بجديد خلاف ما ينص عليه كتاب الله؟ خلاف ما يشير ويوحي به كتاب الله؟ وخلاف ما نص عليه وما قاله, وما من أجله رفع نفسه ورفع أخاه الإمام علياً (عليه السلام )على مجموعة من أقتاب الإبل لتراه تلك الجموع ولنراه نحن وليسمعه أولئك ولنسمعه نحن، نحن لم نأتِ بجديد أكثر مما قاله كتاب الله وأكثر مما قاله الرسول في ذلك اليوم، ومفهومنا لولاية الأمر هو وحده الذي يمكن أن يحصّن الأمة عن أن يَلِي أمرها اليهود.) أما دندنتهم بأننا عملاء لإيران بحجة أن الإعلام الإيراني يتحدث عن قضية صعدة فهذا يدل على إفلاس هذه السلطة من أي حجة وعلى تخبطها فنحن في الواقع نرى أن الإعلام الإيراني ما زال مقصرا لأنه يضعنا والسلطة بمنزلة واحدة في نقل الأحداث مع علمهم بأننا مظلومون ومع علمهم بما تمتلكه السلطة من وسائل إعلامية تستخدمها في التضليل وتغطية الحقيقة ومن ورائها فضائيات خليجية تدعمها بل إنك عندما تتابع الـ[بي بي سي ] ستجد بأنها تتحدث عن قضيتنا أكثر من الإعلام الإيراني وعلى كل حال نحن أمة لديها مشروع ثقافي واضح من خلاله سيعرف من يطلع عليه من نحن وما هو مشروعنا بعيدا عن تضليل هذه السلطة وأكاذيبها وافتراءاتها ندعوا الجميع للإطلاع عليه ومعرفتنا من خلاله ونورد هنا كلمة للسيد/ حسين بدر الدين قال فيها: (الدليل على أننا لسنا عملاء لإيران أننا ننقد سياستها) والحقيقة أن ما تردد من حديث حول الجارودية وحول بيت حميد الدين والخلافات المذهبية القديمة في برنامج [ خارج الزمن ] من أناس يقدمون أنفسهم مثقفين وفاهمين متجاهلين في نفس الوقت المؤامرات الخطيرة على هذه الأمة ومغمضين أعينهم عن البوارج والسفن الحربية في البحر الأحمر وخليج عدن وما تمثله من خطر ومتجاهلين المشروع الأمريكي في المنطقة والذي أصبح زعماء هذه الأمة أحدى أدوات تنفيذه هو خيانة كبرى لهذه الأمة وحديث خارج الواقع وسيكون من العوامل المهمة في تهيئة هذه الأمة للهيمنة والإستعمار الأمريكي الصهيوني على أبناء أمتنا ومشاركة واضحة في ظلم أبناء هذا الشعب ومشاركة واضحة في سفك الدماء البريئة التي تسفكها هذه السلطة الظالمة في المحافظات الشمالية وسيعلمون غدا من الكذاب الأشر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق