الجمعة، 23 أكتوبر 2009

حكاية طالب لجوء في المملكة المتحدة

ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد

يوسف (اسم مستعار) عراقي طالب لجوء في المملكة المتحدة.. قُتل شقيقه في بغداد، وهو مقتنع بأن نفس المصير ينتظره على أيدي قتلة انتقاميون vengeful killers. يعيش يومياً في خوف من أن يكون الصيد التالي بعد أخيه من قبل المسلّحين. " إنهم لم يغادروا، أنا خائف مما قد يحدث. أنام قليلاً لأنهض وأُفكّر بقلق، هل سيكون هذا اليوم الأخير في حياتي، ثم أتساءل ماذا سيحدث لعائلتي."

يوسف (39 عام) مهندس، كان واحداً من 40 عراقياً، تمت إعادة ترحيلهم من بريطانيا، بعد فشل طلب لجوئهم، وقرار وزارة الداخلية البريطانية بأن وطنهم الآن مكان آمن للعيش فيه. وحصل موقف محرج في مواجهة الحكومة البريطانية بعد أن تم رفض قبول دخولهم من قبل المسئولين العراقيين، وأُعيد 30 منهم على نفس الطائرة. الباقون العشرة نُقلوا من الطائرة مع مسئولين من السفارة البريطانية في بغداد ووعدوهم بالاعتناء بهم.. وحسب قول يوسف، فقد مُنح كل من العشرة مائة دولار لمعيشتهم.

جماعات حقوق الإنسان، الكنائس، والجمعيات الخيرية، أدانت السلطات البريطانية لإصرارها على ترحيل هؤلاء إلى بلد لا زال يواجه الهجمات القاتلة يومياً. وصرّح متحدث باسم منظمة العفو الدولية بقوله: "في ضوء التقارير عن عمليات القتل والتفجيرات وما يماثلها من انتهاكات حقوق الإنسان، من الصعب أن نفهم كيف ترى الممكة المتحدة بأن هذا المكان صار آمناً لعودة اللاجئين." لم يرَ يوسف زوجته وطفليه ووالديه منذ أكثر من ثلاثة أعوام. فضّلوا الاختباء بعد مقتل أخيه لحماية أنفسهم. من الأفضل برأيه أن لا يكون معهم خوفاً على سلامتهم.

ذكر يوسف للاندبندنت بعد ثلاثة أيام من إعادته إلى بغداد بأنه قضى وقته في غرفة بمنزل صديق. "لا يمكنني العودة إلى منزلي للعيش مع عائلتي لأنني تحت مراقبة المسلّحين... وحتى ممتنع عن مغادرة الغرفة لأني في حالة عصبية مستمرة بسبب الخوف. أتصّور بأني سأبقى معرضاً لخطر الاغتيال من قبل نفس الأشخاص الذين قتلوا أخي. لا أعرف إلى متى استطيع البقاء عند صديقي- لأنه كذلك سيكون في خطر. احتفظ بحقيبة الظهر bag packed جاهزة في حالة اضطراري المفاجئ لترك المنزل إلى مكان آخر. وأضاف بأن كل واحد من المرحلين رافقه اثنان من الحراس على الطائرة إلى بغداد، وكان الجو مشحوناً خلال الرحلة بالنسبة إلى الكثيرين من هؤلاء الذين أُجبروا على العودة.

بدأ يواجه تهديدات العنف الذي أودى بحياة أخيه وهربه من العراق عندما أخذ يعمل لدى شركة أجنبية عاملة في المجال الأمني لصالح القوات الأمريكية والوزارات العراقية. "حصلتُ على شهادة تخرج من الجامعة التقنية في بغداد العام 2004 وفي وقت كان من الصعب العثور على وظيفة. العمل مع الأجانب يجعل منك هدفاً، لكني كنت بحاجة إلى المال لإطعام عائلتي.. عملت مع الشركة على مدى عامين، ثم اكتشف الإرهابيون مكان عملي. تسلمت ظرفاً وفي داخله رصاصة مع تحذير بقتلي ما لم أترك العمل مع الشركة... لم أشأ أن أضع عائلتي في خطر. كانت زوجتي خائفة جداً. قررت أن أترك عملي. ذهب أخي إلى مكتب الشركة لجلب أوراقي الخاصة، وبعد أن غادر المكتب قتلوه. أطلقوا النار على رأسه وبعد ذلك شوهوا جسده بالسكاكين بعد أن ظنّوا بأنهم يقتلونني.. وجّه والداي اللوم لي على ما حدث بسبب عملي مع شركة أجنبية، وحتى الآن لا أتصور بأنهما غفرا لي."

وفي مثل هذه الظروف، نصحه أصحابه بمغادرة البلاد. دفع ثمانية آلاف دولار لمجموعة كردية. أخذوه عن طريق شمال العراق إلى تركيا، ثم إلى أنحاء أوربا داخل شاحنة لغاية دوفر. وحال وصوله توجه إلى مركز للشرطة العام 2006 وقدّم نفسه طالباً اللجوء. تم احتجازه في مركز للاعتقال في كامبردج لغاية تجهيز طلب لجوئه ومثوله أمام المحكمة التي قررت رفض دعواه. "قيل لي أن العراق صار دولة حرة، لذلك سيتم إعاة ترحيلي إلى بلدي الآمن. وفي نفس الأسبوع كانت هناك تفجيرات في بغداد وقُتل العديد من الناس."

أضاف يوسف بأنه وضِعَ على قائمة الإبعاد، لكنه مُنح فترة مؤقتة للبقاء. مكثَ مع عائلة عراقية بحدود ثلاث سنوات ونصف السنة في دوفر. وفي نهاية الشهر الماضي قيل له أن يُقدم تقريراً إلى أحد مراكز الاحتجاز. وهناك تم احتجازه لمدة أسبوعين، ثم وضِعَ على متن الطائرة إلى بغداد. "عندما وصلتُ إلى انكلترا، ظننتُ بأني أصبحتُ أخيراً في أمان، وسأكون قادراً على نقل عائلتي إلى هناك، ويمكننا أن نبدأ حياتنا بعيداً عن العنف والمتاعب... كل البريطانيين ممن التقيتهم في بغداد قبل هروبي قالوا أن انكلترا بلد جيد ومكان متوازن، وأنا صدقتهم... والآن لا أعرف ماذا سيحدث لي... لقد فقدتُ كل شيء... أشعر فقط بأني ضائع في ظلام دامس!"

مممممممممممممممممممممممممـ

They gave me $100 and told me to fend for myself in Baghdad,uruknet.info, October 19, 2009.
Asylum-seeker deported from UK explains why he fears for his life.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق