الأحد، 8 نوفمبر 2009

ماهو خيار قوى اليسار العراقي في الاتخابات البرلمانية القادمة في 2010

السيد حميد الحريزي المحترم

الأخوة و الرفاق

قرأت باهتمام، و أكثر من مرة رسالتك المرفقة أدناه، فوجدت أن من واجبي أن أشارك في النقاش الذي يدور بين أطراف اليسار العراقي حول المشاركة في انتخابات 2010 و ما قد يترتب على ذلك.

و أود أن ألفت النظر إلى تجربة ليست بعيدة، حيث خاض الحزب الشيوعي اللبناني انتخابات هذا العام النيابية في لبنان منذ خمسة أشهر، و كانت الخيبة شديدة و هو، اي الحزب الشيوعي اللبناني، لم يتجاوز آثارها حتى الآن. لقد أقرّ المؤتمر العاشر للحزب الذي انعقد قبل أشهر قليلة من تلك الانتخابات، بأكثرية مندوبيه، المشاركة فيها برغم القانون الفاسد الذي أقر لإجرائها و الذي يتساند مع العصبيات الطائفية و المذهبية و يستفيد من التحريض الطائفي و المذهبي و يسهم في زيادة حدة الانقسام و الاصطفافات، و ذلك بحجة أننا كحزب، قد شاركنا في جميع الانتخابات السابقة في لبنان في ظل قوانين انتخابية لا تقل سوءً، و بحجة أننا علينا خوض هذا الاستحقاق و هذه المعركة لا لنكسب مقعدا نيابيا هنا أو هناك، بل لنغتنم الفرصة في شرح موقفنا السياسي و خياراتنا للناس. و عليه، تم ترشيح خمسة رفاق في خمس دوائر. و كانت النتيجة: نتائج هزيلة مخيبة للآمال لشدة هزالها ..و كان وقعها شديدا كاد يطيح بوجود الحزب ذاته!!!

الأخوة و الرفاق.. لقد ثبت لنا و للجميع، من وافق على المشاركة اللعينة في تلك الانتخابات، و من رفض تلك المشاركة، ثبت لنا جميعا، انه في ظل قانون طائفي و مذهبي يعتمد على التحريض و الانقسامات، و لا يعتمد الوطن كله دائرة إنتخابية احدة، بل يقسمه إلى دوائر غالبيتها ذات لون طائفي او مذهبي غالب، أنه لو اعتمد الحزب خوض المعركة تلك بورقة بيضاء على مدى الوطن، و أقام لذلك حملة إنتخابية شرح موقفه الرافض للترشيح، لو صوت الشيوعيون و اليساريون و مؤيدوهم للورقة البيضاء، لجمع أضعاف ما تم جمعه من أصوات، و لشكل حالة وطنية جامعة لها حيثيتها و ثقلها الذي يحسب له حساب، و الذي يمهد للمستقبل بخطوات ثابتة، خاصة أن الورقة البيضاء قد حصدت أكثر بكثير مما حصده مرشحو الحزب في خمسة دوائر، و بدون حملة إنتخابية !!!

لقد علمت أن القانون الذي أقر اليوم في بغداد يعتمد القائمة المفتوحة، و لكنني لم أتأكد ما إذا كان ذلك على أساس الدائرة الوطنية أو على اساس المحافظات أو الأقاليم. في جميع الأحوال، و في ظل الواقع الطائفي و المذهبي و القومي المقيت الذي يعيشه الوطن، و استنادا إلى التوقع أن مشاركة الرفاق الشيوعيين و اليساريين لن تجعل منهم قوة برلمانية مؤثرة بنتيجة هذه الانتخابات في ظل المعطيات الراهنة، أقترح تجنب خوض هذه الانتخابات ترشحا، تفاديا لما حصده الحزب الشيوعي اللبنان من خيبة و تراجع شعبي و معنوي، والاكتفاء بحملة إنتخابية على مستوى الوطن العراقي للورقة البيضاء.

مع خالص الود

و العمل و التمني لخلاص قريب للشعب و الوطن العراقيين،

عديد نصار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق