الأحد، 8 نوفمبر 2009

حوار سياسي مع المخرج مايكل مور حول فيلمه "الرأسمالية - قصة حب" أستاذ أمريكا

ناؤمي كلاين* // ترجمة: محمد ابراهيم فقيري

أثار الفيلم الأخير للمخرج الأمريكي الشهير، مايكل مور، عاصفة من الجدل وفجر العديد من القضايا، وهذا الفيلم الوثائقي الذي يحمل اسم: “الرأسمالية: قصة - حب” ينتقد النظام الرأسمالي ويعرض جانباً من المشكلات التي تهدد هذا النظام .

الكاتبة والصحافية المعروفة ناؤمي كلاين التقت بمايكل مور عبر الهاتف، ونشرت “صحيفة نيشن” نص الحوار الذي تناول كثيراً من الشؤون الأمريكية والسياسية الدولية، إلى جانب قضايا حيوية أخرى، مست الآثار الاجتماعية للانحلال الرأسمالي في أمريكا .

الكرة في ملعب أوباما وعليه التحرك سريعاً

* كلاين: الفيلم رائع، تهانينا، إنك تنادي من أجل الثورة على جنون الرأسمالية . ولكن في الأسبوع الأول لعرض الفيلم، ظهرت على وسائل الإعلام ثورة من نوع مختلف تماماً . فقد برز ما يسمى ب”حركات الشاي”، التي يبدو أنها دفاع متقد عن الرأسمالية ومعارضة لبرامج الإصلاح الاجتماعي .

وفي الوقت نفسه، نحن لا نرى أي مؤشرات على تظاهرات أو تجمعات احتجاجية تجتاح وول ستريت .

شخصياً، أتمنى أن يصبح فيلمك دعوة لليقظة وبوتقة لكل التغييرات . ولكنني أتساءل عن الكيفية التي تتعامل وتتأقلم بها مع هذا التحول الغريب في الأحداث، وأعني هذه الثورات التي انبرت للدفاع عن الرأسمالية والتي يقودها مقدم البرامج الإذاعية الجماهيرية المعروف غلين بيك .

* مور: لا أدري إن كانت هذه الثورات “حركات الشاي” مؤيدة بالفعل للرأسمالية، إذ أن ما يؤجج هذه الاحتجاجات ويحركها تياران، أحدهما عدم تقبل جزء من الشعب الأمريكي لحقيقة أن رئيسه يتحدر من أصول إفريقية، وأعتقد أن ذلك لا يروق لهم .

* كلاين: هل تعتقد أن ذلك هو المحرك الرئيسي لحركات الشاي التي تحتفي بالرأسمالية؟

* مور: أعتقد أنها إحدى القوى المحركة، ولكنني أرى أجندات عدة تنشط سوية، منها أجندة الشركات، فشركات الرعاية الصحية وشركات أخرى لها نفس الاهتمامات، تحاول حشد السخط الشعبي وإظهاره بمظهر السخط العفوي .

وفي تقديري، توجد فروقات كبيرة بين اليمين واليسار الأمريكي، فاليمين أكثر تنظيماً وأكثر إخلاصاً لقضاياه، ويمكن حشده لنصرة قضية تهمه بسهولة . بينما يعاني اليسار من التشتت ويفتقر إلى الالتزام والإخلاص اللذين يميزان اليمين .

* كلاين: أعتقد أن اليسار أو التقدميين سمهم ما شئت لديهم حالة من الارتباك والتشوش في تعاطيهم مع ادارة أوباما، فغالبية الناس يفضلون نظام الرعاية الصحية الشاملة، ولكنهم لا يستطيعون الوقوف خلفها وتأييدها لأنها غير مطروحة على الطاولة .

* مور: أوافقك الرأي، وهذا ما يجعل أوباما حائراً من عدم اصطفاف الناس حوله لأنه يمسك العصا من وسطها، ولا يرغب في تطبيق نظام رعاية صحية متكامل، فإذا أقدم على طرح هذا النظام بشمولية، سيجد الملايين يلتفون حوله ويدعمونه .

* كلاين: لقد كان السخط الشعبي موجهاً نحو وول ستريت، ونحو مديري الشركات وأباطرة المال والنخب السلطوية المتنفذة التي خلقت الوضع الخانق الذي نمر به، وكان من المفترض أن يؤدي هذا الغضب الشعبي إلى إحداث تغيير حقيقي في النظام، ولكن حدث تحول غريب في الأحداث وانحرف الغضب الشعبي نحو أمور أخرى، نحو أوباما ونحو مفهوم الرعاية الصحية؟

* مور: لا أعتقد أن هذا ما حدث في الواقع . استطيع بناءً على تجوالي واسفاري المتعددة داخل البلاد أثناء تصوير الفيلم، أن أقول إن شيئاً آخر يجيش ويعتمل تحت السطح، إذ لا يمكنك تجاهل غليان الغضب عندما تصل الأمور إلى أن يطرد ساكن واحد من كل ثمانية من بيته، ويصادر منزله لعجزه عن تسديد الأقساط، ويكون هنالك إخطار بمصادرة منزل كل 7 ثوان مع تصاعد معدلات البطالة . وهذا كله ستكون له عواقبه الوخيمة .

والأمر المخيف في هذا السياق والذي ينبئنا به التاريخ، هو أن اليمين الأمريكي يستغل بنجاح مثل هذه الأوقات الاقتصادية الخانقة ويتلاعب ببراعة بنقمة المسحوقين ويستغلهم لدعم الفاشية والدكتاتورية .

ولكن أين وصلت الامور بعد الأزمة الاقتصادية، لقد انقضت سنة كاملة منذ الانهيار المالي . وأعتقد أن الناس أحسوا بأنهم كسروا المألوف بانتخابهم لأوباما وهم يرجون أن يخرجهم من ورطتهم، ولكن أوباما لم ينجز سوى النذر اليسير في هذا المجال، مع انني أسلم برضائي عن خطوات اتخذها تحسب له، مثل إقراره بأننا أطحنا بحكومة منتخبة ديمقراطياً في ايران، وهذا ما لم أكن أتخيل أنني سأسمعه إطلاقاً في حياتي، وهذه كانت من اللحظات الرائعة .

وربما أكون بكلامي هذا متفائلاً أكثر من اللازم، ولكنني أرى أن أوباما تربى في كنف أسرة عادية ولم يكن ثرياً، وعندما ابتسم له الحظ وتمكن من الالتحاق بجامعة هارفارد وتخرج منها، لم يذهب إلى عمل يجعله ثرياً، بل أختار أن يعمل في الأماكن الشعبية العادية في شيكاغو، وكذلك قرر أن يتعامل باسمه المكتوب في شهادة ميلاده، “باراك” . وهذه خطوة لا يقدم عليها عادة شخص يعتزم أن يصبح سياسياً . وهكذا، اعتقد أن أوباما أظهر لنا - من خلال نشأته وعمله المهني - أن قلبه مع الناس العاديين، كما أنه قال إبان حملته الانتخابية إنه يؤمن بتوزيع الثروة .

وأعتقد أن هذه المبادئ التي يؤمن بها أوباما لا يزال يتمسك بها . والآن الكرة في ملعبه، فإذا أنصت لروبين وجيثنر وسمرز واتبع توجيهاتهم ورؤاهم الاقتصادية، فسأكون أنا وأنتِ من الخاسرين .

وأوجو أن يقدر أوباما حجم العبء الذي يحمله، والآمال العريضة التي ينتظر الشعب تحقيقها على يديه .

* كلاين: حسناً، أود أن أضغط عليك قليلاً هنا، لأنني أتفهم ما تقوله بشأن نشأته والطريق الذي اختطه لحياته، وبالتأكيد الشخصية التي يبدو انها طبعه . ولكنه هو الشخص نفسه الذي عين سمرز وجيثنر، وسمرز وجيثنر تحديداً انتقدتهما بشدة في فيلمك، الآن وبعد مرور سنة على الأزمة، لم يكبح أو يلجم وول ستريت . كما أنه “أوباما” أعاد تعيين برنانكي، ولم يكتف بتعيين سمرز، ولكنه منحه كذلك سلطات واسعة غير مسبوقة بالنسبة لمنصبه كمستشار اقتصادي .

* مور: نعم، ويجتمع معه يومياً .

كلاين: بالضبط . وما يقلقني فعلاً جنوحنا دائماً لتحليل أوباما سيكولوجياً، والمشاعر التي ألمسها دائماً من الناس، هي أن أولئك الناس “جيثنر، وسمرز وبرنانكي . . الخ” يخدعون ويضللون أوباما، ولكنه هو الذي اختارهم وعينهم بمحض إرادته، فلماذا لا نحكم عليه بناءً على قراراته وأفعاله .

* مور: أوافقك الرأي . فأنا لا أعتقد أنه ينخدع لهم، أعتقد أنه أذكى منهم جميعاً .

وعندما عين أوباما هؤلاء الاشخاص، التقيت مع شخص متخصص في السطو على البنوك، وهذا الرجل يتقاضى أتعاباً من المصارف الكبرى مقابل تقديمه استشارات تمكن هذه المصارف من تجنب السرقة والنهب والاختلاسات .

وفي تلك الليلة، وبعد أن فرغت من لقائي مع ذلك اللص/المستشار، قلبت لنفسي معزياً لها، أن هذا ما يفعله أوباما . فمن يستطيع انتشالنا من وهدتنا بشكل أفضل ممن أوقعنا فيها؟

فأوباما أحضر جيثنر وسمرز وروبين ومن على شاكلتهم لكي ينظفوا القذارات التي تسببوا بها .

* كلاين: وحالياً، يبدو انهم أحضروا فقط لمواصلة النهب والسرقة .

* مور: صحيح . الكرة في ملعب أوباما الآن .

* كلاين: عندما شاهدت مقابلتك التلفزيونية مع المذيع جاي لينو، تعجبت من معارضة لينو لك، وقوله إن الجشع والخبث، انحراف وشذوذ من الرأسمالية، وفي الواقع أسمع هذا الرأي من أناس كثيرين، بينما يرى آخرون وأنت منهم، أن الجشع والفساد هما قلب ومحرك الرأسمالية . وعندما يرى الناس بعض المشاهد المروعة في فيلمك، مثل مشهد تلقي قضاة في بنسلفانيا رشاوى، سيقولون إن الفساد، وليس الرأسمالية، هو السبب في ذلك .

* مور: يرغب الناس في أن يعتقدوا أن النظام الاقتصادي ليس هو جوهر المشكلة، ولكن الحقيقة هي أن الرأسمالية تشرعن، أو هي حاضنة الطمع .

الطمع سيلازم الانسانية للأبد، فالجنس البشري فيه ما يسمى بالجانب المظلم، الذي تنطلق منه الشرور، والجشع إحداها، فإذا لم نضع قواعد أو قيود على هذه الشرور، ستخرج عن السيطرة، وترتع بلا رادع .

الرأسمالية تفعل عكس ذلك، فهي لا تكتفي بعدم وضع قواعد أو قيود على الجانب المظلم وعلى الجشع والشرور، ولكن أيضاً تشجع عليهم وتكافئ .

أنا أُسأل هذا السؤال يومياً، لأن الناس صعقوا في نهاية الفيلم عندما رأوني أقول إنه يجب إزالة نظامنا الرأسمالي كله . وكان لسان حالهم يقول: “حسناً، ما العيب في جني المال؟ أين المشكلة فيما لو افتتحت محلاً لتجارة الأحذية مثلاً؟

كما أنني لاحظت أن الناس لا يفهمون الاقتصاد، وهذا يعزى لإيقاف تدريسه في المدارس الثانوية، الشاهد هو أن الرأسمالية عندما تطبق، تشجعك على التفكير في طرق تجني بها المال والمزيد من المال، فقضاة بنسلفانيا الذين كانوا يتلقون رشاوى مقابل إرسال أحداث منحرفين إلى معتقلات “خاصة” ومريحة بدلاً من إرسالهم للسجون الصارمة، لم يكونوا ليفعلوا ذلك لولا أن سلطات المقاطعة أقدمت على خصخصة معتقلات أو مراكز رعاية الأحداث المنحرفين .

فالولايات المتحدة اندفعت بقوة نحو خصخصة الخدمات الحكومية في العقدين الأخيرين، فأصبحت قطاعات واسعة من الخدمات الحكومية العامة في أيدي أناس همهم الأول منفعة حملة الأسهم الضخمة وولائهم الأكبر لجيوبهم وخزائنهم، وبذلك حدثت الفوضى والكارثة الاقتصادية .

* كلاين: أكثر شيء وجدته مثيراً في فيلمك، كلامك المنمق ومدحك للمؤسسات وأماكن العمل التي تدار بطريقة ديمقراطية باعتبارها بديلاً لرأسمالية اضرب واهرب . فهل لمست خلال تجوالك داخل أمريكا زخماً وتأييداً لهذا المفهوم؟

* مور: لقد أحب الناس هذا الجزء من الفيلم، وقد اندهشت لذلك لأنني اعتقدت أن الناس من المحتمل ألا يفهموا هذا المفهوم، بيد أن الفكرة أحدثت صدى قوياً لدى المشاهدين .

وبالطبع مجدت مفهوم أماكن العمل المدارة ديمقراطياً لانها تمثل توجهاً وطنياً يلزمنا القيام به . ولذلك إذا كنت تؤمنين بالديمقراطية، فالديمقراطية ينبغي ألا تعني نشر صناديق الاقتراع وإجراء انتخابات كل سنتين أو اربع سنوات . ينبغي ان تكون الديمقراطية عملاً يومياً وجزءاً لا يتجزأ من حياتك اليومية .

وأعتقد اننا قطعنا شوطاً كبيراً في تحسين مؤسساتنا وعلاقاتنا لأننا اخترنا الديمقراطية، ففي السابق كانت حقوق المرأة مهدورة، وكان زوجها يسيطر على حياتها تماماً، وكان القانون يمنعها من التملك، والآن أصبحت المرأة مشاركة بفعالية في مؤسسة الزواج، وأصبح لها حرية التملك، وأصبح بمقدور أي امرأة ان تملك العقارات والأراضي وخلافه . وفي تقديري، أننا أصبحنا أفضل بعد أن أدخلنا الديمقراطية في مؤسسة مثل مؤسسة الزواج .

بيد أننا نقضي ثماني إلى عشر إلى اثنتي عشرة ساعة من حياتنا اليومية في العمل، ومع ذلك ليست لدينا أي كلمة ولا نملك أي قرار فيه، وأعتقد ان الانثروبولوجيين إذا نقبوا في رفاتنا بعد أربعمائة سنة، سيقولون: “ما أعجب هؤلاء الناس، لقد كانوا يتوهمون أنهم أحرار في حين كانوا يقضون عشر ساعات في العمل يومياً في مناخ استبدادي، شمولي، وكانوا يسمحون لواحد في المائة من الناس باحتكار 95% من الأموال، فقد كان 1% من الناس يملكون أموالاً أكثر من مجموع 95% من بقية الناس” . حينها سيسخر منا علماء الأنثروبولوجي، بنفس الطريقة التي نسخر بها من الناس الذين كانوا يعيشون قبلنا منذ مائة وخمسين عاماً، لأنهم كانوا يضعون الديدان على أجساد المرضى لعلاجهم .

* كلاين: أعتقد أن مفاهيم التغيير والتحول الديمقراطي تفرض نفسها دائماً، وفي كثير من المراحل التاريخية كانت هذه المفاهيم تحظى بشعبية واسعة . فهي حقيقة كانت مطلب الناس في الاتحاد السوفييتي السابق، ولكنهم بدلاً من ان يحصلوا على تحول ديمقراطي إيجابي، انتهى بهم الأمر إلى رأسمالية على نمط المافيات الغربية البغيضة . وفي 1989 عندما صوت الناس في بولندا لصالح “التضامن”، كانوا يأملون في أن تتحول الشركات المملوكة للحكومة إلى مؤسسات مدارة ديمقراطياً، لا أن تخصخص وتنهب .

* كلاين: فلنتحدث مرة أخرى عما أثرته في فيلمك حول عدم مقدرة الناس على فهم أبجديات النظرية الاقتصادية: ففي فيلمك كان لديك ذلك المشهد العظيم الذي تظهر فيه وأنت تلتقي بأشخاص من مستويات تعليمية مختلفة، وتسألهم جميعاً نفس السؤال: هل منكم من يعرف ما هي المشتقات “المالية”؟ فيتبين لنا أنه لا يوجد واحد منهم يستطيع شرحها .

إذاً، القضية لا تتعلق بالتعليم فقط، فالتعقيد يستغل كسلاح يجابه الإشراف الديمقراطي على الاقتصاد . وقد جادل غرينسبان بذلك، فقد ذكر ان المشتقات كانت معقدة للغاية ولذلك لم يستطع المشرعون تنظيمها وضبطها .

ويبدو أن هنالك حاجة ملحة لتبسيط الاقتصاد أو الشؤون المالية، وهذا ما تحث عليه رئيسة متابعة الانقاذ المالي في الكونجرس اليزابيث وارن التي تقف مع الدعوة لتبسيط علاقات الناس مع المقرضين “أو الدائنين” .

ألا تتفق معي أن اليزابيث وارن، رائعة؟ إنها ضد سمرز . ومجرد تواجدها يكفي لمنحنا الأمل .

* مور: أتفق معك تماماً، وإذا عنَّ لي أن اقترح مرشحين للرئاسة في 2016 أو 2012 إذا خذلنا أوباما، سأختار مارسي كابتور واليزابيث وارن .

* كلاين: فكرت ملياً في اختيار عنوان يناسب حواري معك لصحيفتي، واقترحت للمحرر المسؤول، “أستاذ أمريكا” لأن الفيلم يعرض نمط التعليم الشعبي القديم بطريقة رائعة وأحد الأشياء التي حدثني بها زملائي في الصحيفة، هو أننا لم نعد نقوم بهذا النوع من التعليم الشعبي، وقد كانت النقابات والاتحادات تخصص ميزانيات لتعليم اعضائها، وتنويرهم بالنظريات الاقتصادي وتبصيرهم بما يجري في العالم من أحداث سياسية وشؤون وتفاعلات اجتماعية واقتصادية .

ختاماً، أنا أعلم أنك ترى نفسك سينمائياً، فهل ترى نفسك أستاذاً أيضاً؟

مايكل مور: يشرفني اختيارك هذه المهنة لي . فأنا أحب الاساتذة .

* صحافية وكاتبة مقالات معروفة، ألفت كتباً عدة تصدرت قائمة صحيفة “نيويورك تايمز” لأفضل الكتب مبيعاً، ومن أبرز كتبها: نهج الصدمة: صعود رأسمالية الكوارث (سبتمبر/أيلول 2007).

الأحد 08/11/2009 ـ صحيفة "الخليج" الاماراتية ـ صفحة "ترجمات"