الجمعة، 27 نوفمبر 2009

نتنياهو يجمد السلام وليس الاستيطان...!!


د.هاني العقاد
              مع الاحترام لكل لاعبين كرة الشراب و المشهورة في الحواري العربية و خاصة مصر العرب  منذ زمن و التي تم ابتكارها لأسباب عديدة ,أولها  أنها لا تبتعد كثيرا عن أرض الملعب  مهما كانت الضربة قويه ولا تنفجر  ولا تحتاج إلى تنطيط لأنها غير مملوءة بالهواء و مع الاحترام لمخترعها العبقري الذي وضع للعب بها قوانين خاصة قد لا يتقنها أي لاعب كرة أخر  . نتنياهو اليوم خرج على التلفزة وأراد أن  يلعب كرة الشراب  مع انه لا يعرف قواعد كرة القدم العادية و أراد أن يعيد الكرة إلى الملعب الفلسطيني في موضوع المفاوضات و وقف الاستيطان و اعتقد الكثير من
 المحللين السياسيين أن نتياهو استطاع أن يرمي الكرة في ملعب الرئيس أبو مازن و ينتظر الآن أن تعاد إلى معلبة مرة أخري أو يعلن عن تحقيق هدف بالشباك الفلسطينية , لكن هذه الكرة كانت من شراب و سقطت على مسافة قريبة جدا من رأس نتنياهو ولم يستطع إبلاغها أكثر من عدة ياردات فقط داخل ملعبه لأنه لا يعرف طبيعة التنافس ولا يفهم قواعد اللعبة ولا يتمتع بأخلاق رياضية و لا حتى سياسية لأنه يبقي مجرما , نازيا , قاتلا صهيونيا لا يلتزم باتفاقيات ولا بمعاهدات ولا بقوانين دولية أو أممية , و بالتالي أضاع الكرة و لم يعد هناك مباراة بين الفريقين.
في موقف غير مقنع أعلن بنيامين نتياهو تجميد الاستيطان في الضفة الغربية و ليس الأراضي الفلسطينية المحتلة و ليس القدس لمدة عشر ة شهور على أمل أن تقبل السلطة الفلسطينية هذا الموقف و تقبل باستئناف مفاوضات السلام مع الإسرائيليين و على أمل أن يخف الضغط على الحكومة الإسرائيلية من قبل الولايات المتحدة و المجتمع الدولي و الذي يتواصل عبر ترددات مختلفة و متفاوتة ولكن ليس بوتيرة قد تقود إلى مفاوضات عادلة بين الطرفين تبحث ما تبقي من قضايا عالقة سعيا لإنهاء الصراع الطويل في الشرق الأوسط .
إن تصريح نتنياهو يعتبر في حد نظري تصريح لا يهدف لتوفير أرضية مناسبة لإطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين و الإسرائيليين و إنما نوعا من العمل الإعلامي الذي يهدف إلى تحقيق تخفيف الضغط الدولي تجاه حكومة تل أبيب , لأنه لم يغير من سياسة إسرائيل تجاه السلام و التي  تعتبر السلام مع الفلسطينيين لا يقود إلى دولة على حدود الرابع من حزيران وليس لها عاصمة , لا بل انه شكل من أشكال الحكم الذاتي المعدل سياسيا على يد خبراء الحكومة الإسرائيلية المتطرفة. أن تجميد نتنياهو للاستيطان بالضفة الغربية  جزئيا و إبقاءه بالقدس يؤكد خطط إسرائيل العنصرية و
 الماضية في خطوات تهويد القدس و إزالة كافة المعالم العربية و الإسلامية تمهيدا لدولة اليهود في فلسطين, و إن تجميد الاستيطان بالضفة الغربية  ما هو إلا تجميد السلام لان إبقاء الاستيطان بالقدس يعتبر قرار اغتيال السلام و يعتبر قرار ذبح المسيرة السلمية من الوريد إلى الوريد , لذا فان اعتبار إعلان نتياهو خطوه جيدة على  طريق السلام هو اعتبار اخرق و اعتبار غير واعي للمخطط الإسرائيلي الصهيوني الكامل و الذي تقوده حكومة التطرف الإسرائيلي بزعامة نتنياهو, ولعل التصريح ذاته يعتبر تصريح خطر و خطورته تأتي من باب التحايل على السياسة الدولية و
 التحايل على القوي الداعية للسلام بالمنطقة لأنه لا يضمن الحد الأدنى من متطلبات السلام الحقيقي بين الطرفين .  لقد بات تحرك العالم الحر و المجتمع الدولي و الرباعية الدولية أكثر ضرورة عن ما قبل التصريح الإسرائيلي لان النوايا الإسرائيلية أصبحت أكثر وضوحا وأصبحت  تقوض السلام يوما  بعد يوم و لا يوجد  أي أمل باستئناف المفاوضات بين الطرفين في القريب ,لان إسرائيل لا تريد الالتزام بما جاء بخارطة الطريق ولا تنفيذ مراحلها و ولا الاعتراف بالمبادرة العربية و قرارات الشرعية الدولية لا بل  أن خطوات نتنياهو أوضحت للفلسطينيين إن الطريق أمامهم تم
 تحديده من قبل إسرائيل و هو طرق الاستمرار بالمقاومة و المضي قدما في خطة إقامة الدولة الفلسطينية و انتزاع الاعتراف الدولي بها و ترسيم حدودها دوليا و تحميل المجتمع الدولي و الرباعية الدولية و القوي المركزية بالعالم استمرار و نمو الدولة الفلسطينية لتتحقق إرادة هذا المجتمع بالسلام الحقيقي و العادل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق