الجمعة، 27 نوفمبر 2009

جامع ام القرى وانفلونزا الخنازير


د.محمد رحال.27/11/2009
جامع ام القرى والذي يعتبر من اكبر المساجد التي شادها شهيد الزعماء العرب والذي يصادف هذه الايام ذكرى استشهاده الثالثة، هذا المسجد والذي بني على ارضية تمثل الامة العربية ليكون رمزا لوحدتها على ارض العراق ، وكنت من المعجبين جدا ببناء ذلك الصرح
كما كنت من المعجبين جدا بخطيب المسجد في ذلك الحين وهو الدكتور عبد اللطيف الهميم ، والذي كان يلقي خطبه الحماسية جدا والتي فيها من حماسة الشعر اكثر من بلاغة النثر وهو استاذ بكليهما ، حاملا بيمناه الكلاشينكوف رمزا للامام المجاهد ، كيف لا ، وقد كان من اقرب المقربين الى قلب الراحل صدام حسين ، والذي وما ان احتل الحلفاء العراق حتى استبدل الشيخ المجاهد الكلاشينكوف بعصا التبعية وسلم لحيته رهن قادة المليشيات الطائفية في العراق ومدد جسده المؤمن كغيره قنطرة للاحتلال ومداسا للذل مبرهنا عن مقدرة فائقة في التلون والتبدل، لاتختلف ابدا عن مقدرته في التمكن من نواصي الكلمات وبلاغة الخطابة .
وشاء الله للعراق ان يتجمع ثلة من شيوخه الرافضين للاحتلال وللذل والهوان ، وبنوا باجسادهم وعقولهم هيئة علماء المسلمين، هذه الهيئة التي اتخذت من جامع ام القرى مركزا لها ، وهي هيئة افنى الجهاد وموقف الحق غالبية اعضائها وكانت وما زالت شوكة في حلق الاحتلال بقيادة حكيمة من الشيخ حارث الضاري اطال الله في عمره ومن معه ، ولم يرض الاحتلال والذي يدعي الديمقراطية ان يكون هذا المسجد الرمز بيد هذه الثلة المؤمنة المجاهدة فسلطت عليهم احد كلابها وبرعاية امريكية، واغلق مقر الهيئة في جامع ام القرى وعلى يد عميل عقور اتخذ من الاسلام غطاء وهو الغارق في الخيانة والنفاق حتى اخمص رأسه ، وكانت فرحته كبيرة جدا وهو يتسلم هذا المسجد وهي فرحة تفوق تلك الفرحة التي علت وجهه عندما كان هو الحمار الذي دخلت عليه القوات الامريكية والعلاوية والكردية للتنكيل بالفلوجة واهلها ومعه الحزب الاسلامي الذي كان يقوده حينذاك الشيخ الجليل محسن عبد الحميد رضي الله عنه.
جامع ام القرى العظيم هذا والذي سيطر عليه مايسمى عبد الغفور السامرائي وبعد ان انعم الله عليه بلقب خادم الاحتلال الامين فانه سعى وبكل جهده ان يلوث هدا المسجد والذي يحمل رمزية مكة المكرمة ، فجلب معه كل انواع الفيروسات القاتلة والميكروبات الفاتكة الى هذا المسجد ، وكان اخرها حفلة ماجنة راقصة كان هذا الرجل الصالح بطلها ونجمها وعميدها ،رقص فيها صاحباته في هذه الايام المباركة على انغام الله اكبر حتى قرب الفجر ، بلباسهم الفاضح الواضح والذي يتناسب تماما مع قدسية المكان وعمة ولحية الشيخ العقور حفظه الله ، وكانت راقصات الحفل هذا ممن حملن كل انواع الفيروسات الخبيثة مثالا للاستراتيجية الجديدة التي يسير عليها خبراء بعض الاحزاب الاسلامية والذين اثبت علماء الطبيعة ان اصولهم من نوع خاص اسمه الحرباء والتي يتلون صاحبها وبسرعة الى لون المحيط الذي يعيش فيه ويتعيش منه ، متذرعين بحديث نبي النور : انما الحرب خدعة .
هذه الاحزاب الاسلامية والتي حملنا عقودا واجب احترامها وحبها وتقديرها ، والتي ماأن هلّ الاحتلال الامريكي للعراق حتى انكشف ظهرها وبانت عوراتها فتلونت بكل الالوان ، واشترت بدماء اهل العراق وباعت ، وكان هذا باسم الاسلام او باسم آل البيت او باسم الحسين ، وكأن رسالة الاسلام لم تكن من اجل تحرير الانسان واعلان عبوديته لله وحده وانما جاء الاسلام من اجل ان يجعلنا عبيدا لبعض العملاء  والخونة من البشر وتحت شعارات الحزبية او البيعة او الولاء او الحب،وهي احزاب صنعها الاحتلال داخل العراق فكانت عونا له واحذية ينتعلها ،وسكاكين في رقاب الشرفاء من اهل العراق من سنة وشيعة ومسيحيين وصابئة، كما ان منها احزاب اسلامية خارج العراق لاتختلف في رؤيتها عن تلك التي في داخل العراق ، فلم تثر فيها النخوة للعراق ينتهك ، ولشعبه يذبح ،ولاطفاله تباع على ارصفة الشوارع، وانما انساقوا وراء اسطوانات النفاق والتي تدعي ان العراق ساحة للمتقاتلين ، مع انهم عرفوا اين هو الحق فجانبوه ،واين هو الجهاد فعادوه وتركوا العراق واهله نهبة للاحتلال واختبأوا تحت عباءة مساعدة اهل غزة وكأن الجهاد صار وقفا على فتح المعابر ، أوان العراق لاينتمي لأمة الاسلام ولالمجد العرب وأن الجهاد صار برقيات تأييد لخالد مشعل وهو رجل لايحتاج لتلك البرقيات ولالهذا الدعم التافه السقيم والذي يفرق بين اهل الملة الواحدة، والدم الواحد .
لقد  خيبت الكثير من الاحزاب الاسلامية امالنا فيهم ، وعرّت العراق فكرهم ، فلم نر منهم الا خطبا زائفة ، وفضائل مفبركة ، واخلاقا مصطنعة ،ونفاقا ظاهرا، ولو كان في هذه الاحزاب ذرة من الاسلام لما تركوا العراق نهبا لاعدائه ، وما تركوا نساء العراق تنتهك اعراضه ضواري الشرق والغرب ، ولانصرفوا واصلين الليل بالنهار من اجل نجدة اهله وحماية مقدساته ، ووقوفهم بهذه السلبية تجاه العراق واهله ليس الا خيانة للاسلام واهله والعروبة وبنوها ، وما على الاحزاب الاسلامية والتي ترتدي هذا الاسم ولاتقف ندا للاحتلال ، ماعليها الا ان تغير اسمها ، وعار عليها ان ترتدي ثوب الاسلام والعروبة وهم للاحتلال مطايا ، وللعدا حدايا ، وللخير عدايا، وللشيطان هدايا ، ولامتنا بلايا.
لقد سكتت هذه الاحزاب الاسلامية عن الاحتلال وفضائحه ، ووقفت عقبة امام رجال اهل الجهاد وفضائله ، فلا هي دافعت عن الاقصى الا احتفالا ، ولاهي وقفت الى جانب الاسرى الا لماما ، ولاهي تبرعت لعطاشى نساء العراق ولو بشربة ماء ، وقد علم دهاقنة هذه الاحزاب ان الاسلام ان لم يكن ايثارا فانه لن يكون استئثارا ، وان لم يكن عملا فلن يكون ابدا دعاءا، وان لم يكن جهادا فانه لن يكون ابدا قعودا ، ولااحسب تلك الاحزاب الا من علامات قيام الساعة ، ولااحسب الشيخ الجليل عبد الغفور السامرائي الا نسخة من نسخ الدجال وصورة من تلك الفتن التي هي كقطع الليل المظلم ، وهي صور تزيد من نبوآت رسول النور وشعاع الهدى ، ومن وارب نوره ضلّ عن طريق الهدى، واسأل الله صاعقة تريحنا من هذه الاحزاب الاسلامية والتي جعلت في يدها الجنة والنار ففرقت امتنا الى ملل وطوائف وشعب بعد ان منّ علينا الله بطريقه المستقيم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق