الخميس، 19 نوفمبر 2009

أين مؤتمر الثانوي وأين وصلت قضية زملائنا المطرودين عمدا



النفطي حولة: مناضل نقابي وحقوقي
كنت قد تساءلت في مقال سابق عن السبب الذي جعل مؤتمر النقابة العامة لم ينعقد بعد  وقد حملت جهات نقابية بيروقراطية المسؤولية في ذلك و  تعرضت في حينها الى وابل من  النقد والانتقادات . ومضى على ذلك المقال أكثر من ثلاثة أشهر وها هو المؤتمر  ما زال لم ينعقد بعد . أليس لنا الحق في التساؤل والنقد  الموضوعي لأداء النقابة العامة  بعيدا عن كل  الحسابات ؟ وأول ما نتوجه به لنقابتنا العامة المصونة هو لماذا تأخر المؤتمر الى هذا الحد ؟ فهل ثمة مبررات منطقية تقنع النقابيين والقواعد الأستاذية العريضة  خاصة وأن الأستاذ بات  مهددا أكثر من أي وقت مضى في قوته  وكرامته؟ فهذه المقدرة الشرائية للأستاذ المهترئة أصلا  قد زادت تدهورا  وهذه ظروف العمل المادية والمعنوية زادت سوءا على سوء . فأصبح الأستاذ عرضة لمن هب ودب للشتم والسب والاهانة والاعتداء المادي واللفظي  سواء من طرف بعض التلاميذ أو بعض الأولياء. وباتت المدارس والمعاهد مفتوحة للغرباء والمنحرفين والمشاغبين فيقتحمونها وقت ما يشاؤون فيعرضون أمن الأساتذة للخطر ويعتدون على كرامتهم ضاربين عرض الحائط بحرمة المربي وحرمة المؤسسة التربوية. فها هم في المحمدية العمدة وضابط بالداخلية وضابط  بالجيش يقتحمون معهد حي القصر ويهينون الأساتذة وكل مكونات الأسرة التربوية مستغلين صفتهم الوظيفية  يهددون ويتوعدون . وهاهم بعض الغرباء  يقتحمون قاعة الدرس على أستاذة بالمدرسة الاعدادية بالمروج السادس فتسقط مغشيا عليها  بسبب حالة الانهيار العصبي الشديد . والأمثلة عديدة في هذا الموضوع  ويهمنا هنا  فقط  أن نشير الى الغياب التام للنقابة العامة  التي لم تحرك ساكنا  وكأن الموضوع لا يعنيها وان ثمة موقفا فلا يتعدى بيانات الشجب والتنديد أو بعض المواقف الجزئية الغير مؤثرة . فهل ينتظر الأساتذة غير هيكلهم الشرعي و الذي من واجبه الدفاع عن كرامتهم وحرمتهم وحرمة مؤسساتهم؟ فمتى ستتحرك النقابة العامة ومتى ستأخذ المبادرة لتكون الصوت  المعبر حقيقة عن هموم ومشاغل الأساتذة  ومعاناتهم التي تضاعفت في ظلب مناخ تربوي سادت فيه مظاهر التسيب والفوضى والعنف المدرسي ؟ فهل ستنتظر نقابتنا العامة  دام الله عزها حتى يسقط الأساتذة واحدا تلو الآخر في الأمراض المزمنة والمستعصية  كالأمراض العصبية والنفسية  حتى تتدخل  في شكل  ايجاد حلول انسانية  لا غير ؟ فهل تتنتظر حتى تحصل حادثة خطيرة لتصدر بيانا لا يسمن ولا يغني من جوع ؟
هذا فيما يخص ما يعانية الأساتذة مباشرة في مهنتهم وما يهم مقدرتهم الشرائية المهترئة جدا والتي وصلت حدا لا يطاق بسبب الغلاء المفرط لكل ما له علاقة بالوسائل البيداغوجية الملحة  فما بالك بتكاليف المعيشة التي أصبحت باهظة جدا هي الأخرى  ؟   
و المسالة الأخرى التي تمس مصداقية قطاعنا المناضل ، قضية زملائنا المطرودين عمدا و الذين اتوجه اليهم بهذه المناسبة بتحية نضالية عالية لصمودهم و قد جردوا من عملهم الذي تفانوا فيه بطريق التزوير و الطرد المتعمد حيث مثلوا ايام اضراب الجوع الذي دام 39 يوم منارة نهتدي بها في نضالنا و التف حولهم كل اساتذة التعليم الثانوي و جل قطاعات الاتحاد العام التونسي للشغل في  ملحمة نضالية قل نظيرها في الزمن السقوط و التفريط في المكاسب، اريد ان اسوق في هذا المقام مجموعة من الاسئلة لكل نفس مناضل في القطاع : اين نحن من الوعود التي قطعناها على انفسنا تجاه زملائنا المطرودين عمدا؟ الم تلتزم قيادة القطاع في هيئة ادارية بتسديد جرايات الاساتذة ؟ لماذا تخلت عنهم بهذه البساطة و لم تكلف نفسها حتى دعوة القطاع للتبرع؟ و قد اثبت التاريخ ان قطاعنا معطاء متكافل فيما بينه لو كان القيدة حكيمة في توجهاتها ما وصل الامر الى هذا الحد من التلاعب بمستقبل الاساتذة محمد مومني على الجلولي و معز الزغلامي... اني اتوجه بهذه المناسبة الى النقابة العامة للتعليم الثانوي و عموم الاساتذة ان لا يضعوا هذه القضية وراء ظهورهم بل لعلها تكون لنا في النضال المرشد و السبيل لما تميز به ثلاثتهم من صبر و جلد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق