السبت، 14 نوفمبر 2009

إعلان الاستقلال تتويج لكفاح الشعب واستحضار لبرنامج الحكومة

يحيي جماهير شعبنا الفلسطيني صانع فجر الاستقلال الوطني وكل مناضلي ورواد الثورة الفلسطينية الخالدة ثورة الاول من يناير65 ذكرى يوم الخامس عشر من نوفمبر الذكرى 21 لاعلان الاستقلال المجيد الذي جاء تتويجا لتضحيات جسام قدمها شعبنا الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية على مدار عقود طويلة ، لدرجة أن هذا الحدث أصبح أصدق مثال لأعظم تضحية قدمها شعبنا في سبيل استقلاله وأصدق تعبير على إخلاص شعب لممثله الشرعي والوحيد، فضلا عن كونه إحدى المحطات الخالدة في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة لما يمثله من سمة بارزة من سمات الوحدة الوطنية الوثيقة، ويعكس في نفس الوقت الترابط الجدلي بين ثوراته ونضالاته ضد الاحتلال والمتأمرين وحلفائهم، وضد كل أصناف الظلم والتخلف والجهل وتبقى الميزة الأساسية لهذا الكفاح البطولي كامنة في ذلك الإجماع الوثيق على التشبث بمقدسات الوطن الذي أبان عنه الشعب الفلسطيني سواء منهم من كانوا في الضفة الغربية او القدس او قطاع غزة او الداخل اومن هم في المهجر رغما عن كل المخططات والمناورات التي نفذتها وما زالت تنفذها سلطات الاحتلال منتهكة لكل الاعراف والمواثيق الدولية مستندة إلى الانحياز الامريكي والفتيو الامريكي الذي بموجبه تمرر اسرائيل كل نشاطاتها العدوانية اتجاه شعبنا ومقدراته في محاولة منها لتقطيع وحدة أراضي الدولة الفلسطينية وتمزيقها بهدف الهيمنة وطمس الهوية ، استطاعت منظمة التحرير أن تقف وقفة رجل واحد في وجه الاحتلال معلنة التحدي بقيادة زعيم ثورتنا الزعيم الخالد ياسر عرفات المغفور له الذي اعتقدت سلطات الاحتلال بإخراجه وثواره من بيروت وأدا للثورة الفلسطينية كنتيجة لتشتت قواتها في البلدان المختلفة ، إلا ان زعيمنا الخالد كان اكثر حسا واكثر صلابة قائلا عندما سئل الى اين يا ابا عمار ... رد قائلا إلى فلسطين إلى القدس وبالفعل بعد سنوات قليلة من المؤامرة الدولية على منظمة التحرير ومحاولة عزلها عن شعبها وانتزاع شرعيتها ومحاولة تجاهلها في المحافل الدولية اندلعت الانتفاضة الفلسطينية

وكانت بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس ووحدت الصفوف مشكلة أروع صور التلاحم والالتفاف حول رمز الوحدة ، فلم يكن التلاحم بين منظمة التحرير الفلسطينية والشعب وكفاحهم المرير والبطولي ليذهب سدى بحيث رضخت كل الدول لمطالبهم واستسلمت خانعة لإرادتهم ، فعادت الكينونة لمنظمة التحرير ، ليكون يوم15 نوفمبر1988 مشهودا في تاريخ الثورة الفلسطينية وصفحة خالدة في سجل نضال شعبنا الفلسطيني حيث اعترف ما يزيد عن مائة وخمس دول بالدولة الفلسطينية في اول اسبوعين من اعلان الاستقلال وهو ما لم يحدث في تاريخ اعترافات الدول ببعضها البعض وهذا ان دل فإنما يدل على مدى نجاح الدبلوماسية العرفاتية ومدى ارتباط منظمة التحرير ومدى الاعتراف بشرعيتها في كافة ارجاء المعمورة ومدى تضامن المجتمع الدولي مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة الذي نتج بل برزت عنه قيم جديدة شملت فهمنا للواقع وإحساسنا به، وأثرت في مفهوم الاستقلال ذاته بالنسبة إلى ملايين الفلسطينيين، فلم يعد يوحي بأنه مجرد نهاية مرحلة سابقة، إنما أصبح يجزم بأنه بداية عهد العطاء والعمل متحفزين إلى تطبيق رؤيتنا الجديدة وفقا لاعلان الاستقلال ، وإنشاء دولتنا وتحقيق ارادتنا كون حدث اعلان الاستقلال يؤرخ لثورة و انتفاضة الشعب العربي الفلسطيني ضد الظلم والقهر الذي مارسته قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد ابناء شعبنا لذلك فهو يثير لدينا مشاعر عديدة، ويحفزنا على استخلاص العبر، ويجعلنا مؤهلين لدخول التحديات المقبلة ولن يكون ذلك بإحياء ذكرى اعلان الاستقلال هذا العام كالمعتاد يخرج فيه الناس إلى وسط المدن أو الحدائق ويشاهدون الألعاب النارية, لتتم حوارات مطولة وحديث عن أبطال التحرير وسماعهم للخطابات ذاتها التي يسمعونها في كل عيد حيث يظهر المسئولين ذاتهم في كل مرة منذ اعلان الاستقلال او ليشاهدوهم وهم يضعون ذات الورود على قبور شهداء الثورة او لنرى صعود المسئولين على المنصات واستذكارهم في خطاباتهم كالعادة المجد والخلود لشهدائنا الابرار ثم يضعون باقة الورود على قبر الشهداء ومن ثم يقرأون الفاتحة على ارواحهم الطاهرة ثم ينصرفون إلى عالمهم كل لما يخصه .... بل إنني أرى لعيد الاستقلال في هذا العام معنى جليلاً وجميلاً في حياة شعبنا، لأنه يأتي بعد اعلان الحكومة الفلسطينية عن " برنامج الحكومة الثالثة عشرة- فلسطين - إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة " الهادفة إلى انهاء الاحتلال وتحقيق الوحدة والانتصار والذي لن يتحقق الا بصدق الإرادة وإخلاص العمل وترجمة إرادة الشعب والوفاء لتضحيات الشهداء الأبرار الذين قدموا أرواحهم رخيصة من أجل أن تنتصر الثورة ويتحقق للوطن التحرر والوحدة. ... الحكومة التي راهنت على الانسان الفلسطيني في قيمه ومبادئه من على الارض الفلسطينية وخيراتها ما يمكنها من أن تصل إلى تحقيق برنامجها عاجلا وليس اجلا وأن تجسد اعلان الاستقلال بتجسيدها مؤسسات الدولة الفلسطينية تمهيدا لانتزاع الاعتراف الدولي بقيام الدولة الفلسطينية على الاراضي الفلسطينية المحتله عام 1967 وفقا لقرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة خلال عامين من اعلان برنامج الحكومة مؤكدين بأن المصير الفلسطيني الداخلي هو شأن فلسطيني ولا يجوز ان يتدخل فيه الاخرون او حتى يرسموا طريقه ، لذا فإن الشباب والأطفال والرجال و النساء وأبناء جاليتنا في الخارج... كل الفلسطينيين بلا استثناء مدعوون ليقفوا اليوم خلف برنامج الحكومة الفلسطينية الهادف لتجسيد الدولة الفلسطينية المعلن عنها في اعلان الاستقلال متشبثين بالأبعاد الفعلية، والأبعاد الرمزية لعيد الاستقلال، الذي أسهم برنامج الحكومة في دفعها من جديد نحو واجهة الأحداث متحدية الغطرسة الاسرائيلية بالحكمة والارادة ورهانها على شعبها والبعد عن القرارات العاطفية التي يسعى اصحابها إلى تسجيل المواقف وكسب الشعبية الزائفة على حساب المصلحة الوطنية العليا داعية إلى تعزيز المسيرة الديمقراطية وتنمية الحياة السياسية وتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني وتنمية الموارد الطبيعية وصون الحريات العامة من خلال مواصلة الانفتاح على العالم والاستفادة من تجارب الاخرين .

وفي الختام نهنأ شعبنا كل الانتصارات التي حققها من أجل حريته وعزته وكرامته ووحدته وتهانيننا لكل أبناء الثورة الفلسطينية حماة تلك الانتصارات الثورية... وإننا على يقين بأن شعبنا بمنظمة التحرير الفلسطينية وحكومته على وعد جديد وأكيد لدخول مرحلة تاريخية حضارية الانتماء عصرية الوجود والحركة يصيغها شعبنا بتفانيه وكدحه وعرقه في كل مواقع العمل والإنتاج مجدداً بذلك مع كل الاحرار في العالم صلتهم الوثيقة بكل ماهو مشرق وإنساني وحضاري في حياته .. كما نتوجه بالدعاء والابتهال أن يتغمد برحمته كل الشهداء الأبرار الذين صنعوا بدمائهم الزكية المجد والخلود والتاريخ الناصع على هذه الأرض وحققوا لشعبنا بفضل تضحياتهم الجسورة الانتصارات الشامخة في كل مجالات الحياة وفي طليعة هذه الانتصارات تحرير الإرادة الوطنية من ربقة التبعية الممقوتة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق