الجمعة، 20 نوفمبر 2009

لتكن ذكرى ردة تشرين حافزا لتصعيد الجهاد حتى النصر المبين


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

             حِزْبُ البَعْثِ العَرَبي الاشْتِرَاكي           أُمةٌ عرَبِيةٌ وَاحِدَة   ذاتُ رِسالَةٍ خَالِدَة
                    قيادة قطر العراق             وحدة   حرية   اشتراكية            
                 مكتب الثقافة والاعلام

لتكن ذكرى ردة تشرين حافزا لتصعيد الجهاد حتى النصر المبين
 يا أبناء شعبنا المجاهد
أيها المناضلون البعثيون
يا أبناء امتنا العربية المجيدة
تمر علينا اليوم الذكرى السادسة والأربعون لردة الثامن عشر من تشرين الثاني السوداء عام 1963 والتي أجهضت ثورة الثامن من شباط من العام نفسه في مسعى مسعور لإطفاء جذوة الثورة العربية المعاصرة ، التي اتقدت على ارض  العراق واتسع إشعاعها بتفجير ثورة الثامن من آذار في سوريا وانبثاق ميثاق الوحدة الثلاثية بين مصر وسوريا والعراق في السابع عشر من نيسان عام 1963 .
وعندما شرعت ثورة الثامن من شباط المباركة بتنفيذ برنامجها الوطني والديمقراطي والاشتراكي القومي ، عبر إصدار منهاجها المرحلي الذي عبر عن توجهاتها الجذرية والجدية لبناء العراق وتصاعد مسيرة النضال القومي للامة العربية وتقديم الدعم الفعال للقضية الفلسطينية , فأن ذلك كله دق ناقوس الخطر لمعسكر أعداء العراق والامة العربية فأوعزوا لعناصر الارتداد والالتفاف لتنفيذ ردة الثامن عشر من تشرين الثاني السوداء من خلال المواقع التي منحتها لهم قيادة الحزب والثورة في تلك المرحلة في سلطة الثورة بحكم الملابسات والتعقيدات التي  رافقت مسيرة الحزب النضالية لإسقاط الحكم الدكتاتوري القاسمي ، ولقد استثمر المرتدون الأخطاء والسلبيات والممارسات الضارة التي اكتنفت مسيرة الثامن من شباط استثماراً بشعاً للحيلولة دون مضيها الأبعد على طريق تحقيق أهدافها التاريخية .
وقد استهدف المرتدون تشويه فكر البعث الرسالي وتصفية دوره النضالي في العراق وعلى امتداد الساحة العربية كلها ولقد قاوم المناضلون البعثيون الشجعان جلاوزة الردة وأزلامها وواجهوا دباباتهم وطائراتهم وأسلحتهم الثقيلة بصدور عامرة بالإيمان وبرشاشات ( البور سعيد ) و ( الاسترلنك ) ، فسقط العديد منهم شهداء  أثناء مقاومة الردة  في الفلوجة وبغداد والموصل والنجف وغيرها من مدن العراق ، فسطعت في سماء الشهادة نجوم البعث الخالدين ابن الموصل الحدباء البار ( ممتاز قصيرة ) و ( نيسان ظاهر السعد ) و ( عجمي عبيد ) وغيرهم من أبناء الفلوجة البررة ، و( صاحب الرماحي ) ابن النجف الاشرف و( نصرة حسن الراوي ) ابن راوة وبغداد و( العريف عبد الأمير نوري ) ابن مدينة الثورة ، وغيرهم الكثير من شهداء مقاومة الردة الذين قدموا أرواحهم الطاهرة فداءاً لمسيرة البعث الظافرة والتي حفت بها قوافل الشهداء الأبرار منذ ميلاد الحزب وحتى يومنا هذا .
 لقد واجه المناضلون البعثيون شتى صنوف الاضطهاد والتعسف والقمع والاعتقال التي بلغت ذروتها في 4 / 9 / 1964 حيث شنت السلطة العارفية المرتدة أوسع عمليات اعتقال في تلك الفترة بلغ عدد المعتقلين البعثيين فيها ما يزيد على ( 18000 ) معتقل ضمتهم معتقلات التاجي وخلف السدة ومعتقل رقم ( 1 ) في معسكر الرشيد والأمن العامة والفضيلية ، فيما نفي الكثير منهم الى معتقلات بعقوبة وكركوك والسليمانية والناصرية وسجن المحجر في الموصل وغيرها من المعتقلات في أرجاء العراق كله . كما شنت أبواق سلطة الردة التشرينية وصحفها الصفراء حملة ظالمة استهدفت تشويه البعث فكراً وتنظيماً وممارسات نضالية والتي واجهها المناضلون بإيمان عميق بمبادئهم السامية ورسالتهم الخالدة وبصلابة نضالية منقطعة النظير مفشلين أهداف الردة والمرتدين البائسة والذين توهموا في أنفسهم القدرة على إنهاء الدور النضالي والتاريخي للحزب .
بيد أن مناضلي الحزب وقادته الأفذاذ ، وفي مقدمهم المرحوم الأب القائد احمد حسن البكر وشهيد الحج الأكبر الرفيق القائد صدام حسين ( رحمه الله ) تمكنوا من إعادة تنظيم الحزب بوقت قصير وتحقيق وحدته الفكرية والسياسية والتنظيمية والنضالية متجاوزين حالات الانشقاق والانقطاع والتخاذل على نحو فريد الطراز في مسيرة الحزب الثورية وحتى تفجير الثورة في السابع عشر - الثلاثين من تموز عام 1968 والتي عبرت عن الوجه المشرق والأصيل لثورة الثامن من شباط 1963 مستفيدة غاية الاستفادة من دروس وعبر ردة الثامن عشر من تشرين الثاني السوداء وحاملة شعلة الثورة العربية المعاصرة من جديد ، عبر منجزاتها العملاقة في الإصلاح الزراعي الجذري وبيان 11 آذار والحل السلمي الديمقراطي للقضية الكردية وقرار تأميم النفط الخالد ومسيرة التنمية الانفجارية الشاملة وبناء الاشتراكية البعثية بمضمون ديمقراطي أصيل وافق قومي ساطع تجلى في الدعم الفعال للمقاومة الفلسطينية وحركات التحرر في الوطن العربي . كل ذلك أغاض الحلف الأميركي الصهيوني الفارسي الذي افرغ كل ما في جعبته من مخططات العدوان والغدر الذي أجهض أهدافه الفارسية التوسعية صمود العراق وتضحيات أبنائه اللذين عمدوا تربته الطاهرة بنجيع الدم الزكي وحتى نصر العرب القومي في الثامن من أب عام 1988 والذي اقض مضاجع الحلف الأميركي الصهيوني الفارسي من جديد ، فكان العدوان الثلاثيني الغاشم في عام 1991 والحصار الجائر الذي امتد 13 عاما  وكان مقدمة لشن العدوان الأميركي الأطلسي الصهيوني الفارسي في  20 / 3 / 2003 والذي أفضى الى احتلال العراق في التاسع من نيسان في العام نفسه مستهدفا تدمير العراق أرضاً وشعباً وحضارة .
يا أحرار العراق ومجاهدو البعث والمقاومة الباسلة
لقد تصديتم لهذا الاحتلال الغاشم منذ يومه الأول بقيادة الشهيد الرفيق  القائد صدام حسين ( رحمه الله ) وساعده الأيمن الرفيق المجاهد عزة ابراهيم الدوري الذي واصل قيادة البعث والمقاومة منذ اعتقال ومن ثم استشهاد الرفيق القائد صدام حسين ( رحمه الله ) وحتى يومنا هذا موظفاً دروس وتجارب الحزب النضالية ومنها دروس ردة الثامن عشر من تشرين الثاني السوداء في مسيرة الحزب والمقاومة الجهادية والتي تكللت في إعلان الثاني من تشرين الثاني الجاري عن  انبثاق جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني التي ضمت أكثر من خمسين فصيلاً وتشكيلاً جهادياً كخطوة حاسمة على طريق توحيد فصائل المقاومة وتعزيز قوتها لمواصلة الجهاد الحاسم وحتى بلوغ النصر المبين والتحرير الشامل والعميق والاستقلال التام والناجز واستئناف مسيرة البناء والتقدم والنهوض القومي والإنساني الحضاري .
عاش العراق ومقاومته الباسلة .
المجد لشهداء البعث والعراق والامة وفي مقدمهم شهيد العصر الخالد الرفيق القائد صدام حسين ( رحمه الله ) .
والخزي والعار للمحتلين وعملائهم خونة شعبهم وأمتهم .
ولرسالة امتنا الخلود .
                                                                                             قيـــادة قطـر العـــراق
                                                                                            مكتب الثقافة والاعلام
                                                                                          18/ تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م
                          بغــداد المنصــورة بالعــز بإذن الله



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق