الأحد، 31 يناير 2010

أعاجيب في بلاد الأعاريب


فلسطين :صراع على الشرعية في ظل أوضاع احتلال ودولة غير شرعية

   لماذا ::فلسطين .. لا غيرها ؟

   تظل ( بؤرة ) العالم العربي والإسلامي .. و( مفصل ومنقطع ) ما بين شطريهما الأفريقي والآسيوي ... وأخطر نقاط العالم الاستراتيجية .. في فلسطين ومصر .. تشغلنا .. لتتابُع الأحداث فيها .. وتركيز قوى الشر العالمي عليها – لمعرفتهم بمدى أهميتها ..وأهمية أن تظل في أوضاع غير مستقرة ..وألا تخرج عن سيطرتهم – بشكل أو بآخر .. ويتصاعد مدى اهتمامهم بما حولها وبما يتعلق بها بقدر تأثيره في أوضاعها .. و قدرته على ذلك .
ولإلقاء الضوء على بعض ما سبق .. نذكر بقول أحد كبار [ دهاقنة الصهاينة =  ناحوم غولدمان ] رئيس المؤتمر الصهيوني سابقا – وفي مرحلة من أخطر المراحل .. مرحلة زرع الكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين وبعد ذلك بكثير– في مرحلة تثبيته وتركيزه وتسمينه ..! .. يقول [ ناحوم غولدمان ]:
 .. لقد كان يمكن أن نقبل وطنا قوميا لنا في أوغندا أو أستراليا أو الأرجنتين أو غيرها .. ولكنا أصررنا على فلسطين ..ليس فقط - لأن فيها ( ضعف احتياطي الأمريكتين من البترول ) ولا  لأن البحر الميت فيه ما يساوي ( 5 تريليونات من الليرات الذهب ) .. بل لأنها في موقع استراتيجي نادر متوسط بين القارات الثلاث ..ومن يملكها يتحكم في العالم !
  ولذا لا نكاد ننتهي من علاج موضوع ( في هذا القلب الدامي للعالم العربي والإسلامي ) إلا وتستجد لنا موضوعات أُخَر ، فلا تكاد تترك لنا مجالا للالتفات إلى ما حولها من غرائب وأعاجيب .. يصعب تفسيرها منطقيا - غالبا - !
جدل حول الشرعية .. في أوضاع غير شرعية !:
 فلسطين كلها محتلة  - وربما أمكن استثناء قطاع غزة نسبيا ..حيث سحب الاحتلال جنوده ومستوطنيه تلافيا لكثرة الخسائر ..وبقي محاصِرا غزة وضمن عليها حارسا أمينا له من أُجَرائه أو [ جِرائه] يقوم بالمهمة التي أوكلها له على أتم وجه ..وأكثر!
.. ولا يخفى على أحد وضع غزة ... فلو كان الوضع طبيعيا وكان [ الأشقاء ] أحرارا .ولهم شيء من السيادة لساعدواعلى جعل غزة حرة فعلا ..وتماما .. ولكن .. حتى ولو أن العدو يخنقها من جميع الجهات .. ويظل يتعدى عليها كل حين برا وبحرا وجوا ..فالاحتلال موجود بحصاره ..وعدوانه وعملائه ..عدا عن الجواسيس في الداخل ..ولهم مهمات مساعدة لا يستهان بها ..!

.. إذن فالاحتلال أصلا غير مشروع وغير شرعي ..ولا بأي منطق أو تبرير وبطلانه واضح كل الوضوح – مهما دعمه [ المتحضرون الديمقراطيون المزورون المبطلون ] ومهما سيق من حجج واهية وأساطير كاذبة ..ومهما حُشد من قوى ظالمة فإن الباطل يبقى ضعيفا مؤقتا..وزواله حتمي ..ورهن الظروف..وصدق من قال :
دولة الباطل ساعة..ودولة الحق إلى قيام الساعة
.. ولا يغطي تلك الحقيقة .. تحايل العدوان وداعميه المتآمرين معه ..وخططهم الخلبيثة وحيلهم القذرة واستدراجهم لبعض أبناء الوطن لتشكيل وضع يسمونه دولة أو سلطة .. يكونون لها أجهزة تقوم مقام الاحتلال وتحمل عنه كافة الأعباء .. حتى الأعباء الأمنية ..بينما أي احتلال مسؤول مسؤولية كاملة عن المناطق التي يحتلها – حسب اتفاقات جنيف ..وما يسمونه         [ الشرعيةالدولية ].. وقد كرس المحتلون وحلفاؤهم الوضع ..وجعلوه [ إجباريا ] لأنهم يمولونه ..ولو قطعوا تمويلهم – ولو حينا – لانهار ذلك الكيان المهلهل و القائم فوق كيان باطل غير قابل للبقاء ..ولذا فلا يستطيع أن يلغي وجوده ..ويعيد (الكُرة ) كلها إلى العدو .. ليحمل كل المسؤوليات ..
.. ولقد كانت تصرفات الاحتلال ناطقة بذلك منذ البداية ..وإلى الآن ..وإلى أن يزول نهائيا بإذن الله لم يتوقف يوما عن اغتصاب الأرض وقضمها ومصادرتها بحجج شتى ..
ولم يتوقف عن بناء المستعمرات وتسمينها وتحصينها .. حتى تكون واقعا على الأرض ..
ولم يتوقف عن هدم منازل الفلسطينيين – في كل فلسطين – وخصوصا في المناطق التي يسمونها محتلة – وفي القدس أخيرا خصيصا ً!- .. واستمر في تشريد أهل البلاد وإحلال اليهود الغرباء المجلوبين من كل مكان – محلهم ..وفي بيوتهم وأرضهم
.. ولم يتوقف الاحتلال لحظة عن الاجتياحات والتدخلات والاعتقالات والاغتيالات ..إلخ .. فلو كان هناك سلطة مستقلة ..ولها كرامة لدافعت عن مواطنيها
..وتكررت [ زعرنات ] المستوطنين ..وجنودهم الذين يحمونهم .. في تعرضهم للفلسطينييين وإهانتهم .. ومنعهم من قطف محاصيلهم ..بل سرقة اليهود لها أحيانا ..
ولم يتوقف اليهود عن خلع الزيتون وسائر الأشجار ..وتخريب الممتلكات وتجريف الأراضي
ولم يتوقف الاحتلال اليهودي عن شق الطرق الالتفافية وبناء التحصينات والقواعد والجدر .,.التي التهمت وخربت الكثير من أراضي الفلسطينيين
.. ولم تتوقف أعمال الحفر تحت الأقصى وما حوله وبحذاء أساساته ...- تمهيدا لهدمه ..وتصاعدت التدخلات والتحرشات والاختراقات الصهيونية ..ودخول المتدينين إلى باحات الأقصى وأداؤهم الصلوات ..وغير ذلك ..مع أن الأقصى ومحيطه والمقدسات الإسلامية والنصرانية ..تابعة وخاضعة لإدارة دولة المملكة الأردنية الهاشمية – حسب اتفاقية وادي عربة ..ولا يحق لليهود أن يفعلوا شيئا مما يفعلونه في المسجد والمقدسلات ..ومع أن المعاهدة المذكورة لا زالت قائمة ..فاليهود لا يكفون عن اختراقها ..وقد أنذرهم الأردن على لسان رسمييه خصوصا وزير الخارجية ..ونفس الملك عبدالله الثاني الذي حذر وقال ( إن القدس خط أحمر ) .. ومع ذلك لم يتوقف اليهود .. عن عبثهم الخطير واختراقهم للمعاهدات .. فما كان من الأردن – بدلا من أن يلغي المعاهدة أو يعلقها أو يؤجل تنفيذ بعض بنودها وبروتوكولاتها .. وبدلا من أن يوقف تدفق البضاعة اليهودية – عبره – لأسواقه وأسواق الآخرين حيث تُغير فيه شهادات المنشأ ..وتعبر البضاعة اليهودية فتملأ العالم العربي والجزيرة والخليج .. وتقتل البضاعة والصناعة الأردنية – أوَّلا ً - في عقر دارها .. بدلا من ذلك ..ما كان من الأردن إلا أن قرر [ إعفاء (2500) صنف من البضاعة اليهودية من الجمارك ]!! ليتم إغراق اسواقه وأسواق من وراءه بالبضاعة اليهودية الرخيصة نسبيا ..- عدا عن اتفاقيات [الكويز] وغيرها - ..ليتم إعدام البضاعة  المحلية نهائيا ..فكيف تستطيع مجاراة البضاعة اليهودية [ المدللة المدعومة ] وهي – أي البضاعة الوطنية .. تنوء تحت عشرات  الأبواب من الضرائب والجمارك والرسوم والغرامات والأ-تاوات والنفقات ..والتعقيدات والرشوات ..إلخ ؟؟!! عدا عن مشاكل التسويق والتوزيع والدعاية ..وضعف المنافسة ...وقلة الجودة ..إلخ
..كما  أقام اليهود مئات الحواجز ونقاط التفتيش [ والتعذيب والتعطيل والإهانة والأذى ] في جميع مناطق ما يسمى بالسلطة .. التي لو كان لديها شيء من الاستقلال أو الإرادة أوالكرامة .. لامتنعت عن التعاون مع العدو – على الأقل – حتى تزال تلك الحواجز - وحتى يُسمح .. لرئيسها ورئيس  وزرائها ووزرائها وكبار مسؤوليها بالتنقل الحر بدون إذن اليهود أوالحاجة إلى البطاقات الخاصة (v.i.p)  التي يمنحهم إياها الاحتلال وموساده !خصوصا وأنها –أي السلطةوأجهزتها – وخصوصا الأمنية والمخابراتية -  وبشهادة العدو قامت بمهمتها في حمايته وحماية جنده ومستوطكنيه وملا حقة ( المقاومين والمشاغبين ) واعتقالهم وتعذيبهم حتى - الموت أحيانا –إخلاصا لوجه صهيون والشيكل ومعونات المانحين !..ولطالما صادرت السلطة أسلحة المقاومين وسلمتها لليهود .
..وشهادات اليهود لتلك السلطة وتزكياتهم لها لا ينكرها إلا مكابر أو أعمى أصم.. فقد نُشِرَتْ في وسائل إعلامهم وغيرها .. وخصوصا بعد [ تعاونها] في قتل ثلاثة من كتائب الأقصى بنابلس وبعد أن اعتقلت نحو 120 من كوادر فتح المقاومة وغيرهم ..وتوصلت لعلاقة           ( الشهداء الثلاثة ) بحادثة تصفية [ خنزير يهودي ]!..ودلت عليهم فرقة [ الدفدوفان ] وسحبت شرطتها ووجودها من المنطقة – بعد أن سحبت سلاح الشهداء .. وتولى العدو قتلهم بعد أن استسلموا حيث لا سلاح لديهم يدافعون به عن أنفسهم – وقتلهم اليهود – متعمدين وبدم بارد !- أمام عائلاتهم وأمام المواطنين جهارا نهارا..في رابعة النهار !!!
  لم يتوقف اليهود منذ احتلالهم عن تغيير الواقع أو ( خلق الوقائع على الأرض ) ليساوموا على ذلك في المستقبل .. وقد صعَّدوا في مطالبهم وشروطهم بقدر تصعيد مفاوضيهم أو مقابليهم في تنازلاتهم وتراجعاتهم .. حتى قرارات ما يسمى [ بالشرعية الدولية] التي هي في الأصل مجحفة بحقنا حيث تقضي لعدونا بما اغتصب سابقا ..وتمنحه أرضنا وحقوقنا .. إلخ ..حتى القرارات التي كان يجب أن تكون حدا أدنى ..ونهاية للمطالب اليهودية .. تم تجاوزها بكثير ..وإلا فأين تنفيذ قرارات اعتبار الضفة وغزة – وما يتبعهما – أراض محتلة لا يجوزللمحتَل أن يغير وضعهما .. وتعتبر كالأمانة في يده هو مسؤول عن كل شيء فيها ؟ ..وأين القرارات العديدة بشأن القدس ..ورفض تصرفات اليهود في القدس الشرقية باعتبارها محتلة كذلك ؟ وأين قرار (194) مثلا الذي ينص على عودة اللاجئين ويربط به قيام الدولة اليهودية والاعتراف بها .. فتم المشروط دون الشرط والبناء بدون الأساس ..!؟ وأين وأين ؟ الكثير من القرارات الدولية التي لم يلتزم العدو بشيء منها .. اما [ جماعتنا ] – أجمعين - فكانوا أوفياء مطواعين قانونيين .. لم يجرؤوا على خرق أي قرار من تلك القرارات ..- منذ الهدنة الأولى فالثانية ..فإلى ما شاء الله !!.. حتى المؤامرة الأمريكية الصهيونية المسماة       [ بخارطة الطريق] نفذوا جميع بنودها التي تخصهم وخصوصا ما سمي [ بالقضاء على الإرهاب وبنيته التحتية ] أي المقاومة وما يمت لها بصلة ..وما يشتبه فيه أنه كذلك .. ولم يوف اليهود بأي بند يخصهم من تلك الخارطة الخرقاء ..ولا حتى بإزالة حاجز واحد أو إطلاق معتقل .. بل زادوا حواجزهم واعتقالاتهم وتوغلاتهم وعدوانهم وبناء مستوطناتهم .. وتصرفوا بعكس ما تنص عليه – حتى الخارطة المؤامرة ..!!    
... ومع كل ذلك لا يزال [ما يسمى بالرئيس الفلسطيني ]..وقد انتهت ولايته رسميا ودستوريا وشرعيا – حسب تعبيرهم – وشعبيا منذ نحو عام أو يزيد ..لا يزال رئيسا لدولة [ وهمية ] ..  لا ندري أيضحك هؤلاء على أنفسهم أم على من ؟ وهم يسمون رئاسات ووزارات ودوائر ومجالس وقيادات ..ومناصب وتصريحات ..إلخ .. وهم تحت ظل الاحتلال وفي حضنه ..وتحت طائلة يده يفعل بهم ما يشاء متى شاء !.. ويكاد يصدق عليهم قول القائل :
          ألقاب مملكة في غير موضعها             كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد !
 ..ألم يعتقل العدو ويسجن كثيرا من الوزراء والنواب ..- ومنهم نفس رئيس ما سُمِّي            ( المجلس التشريعي) = الدكاترة عزيز الدويك الذي خرج من السجن اليهودي منذ مدة ..ولا تسمح له ولا لزملائه السلطة الدايتونية في الضفة بممارسة صلاحياته حتى الرمزية و غير  الفاعلة .. وها هو يصرح : أن المجلس التشريعي .. يبقى قائما حتى يُقسِم مجلس تشريعي جديد اليمين القانونية – حسب مادة في نظام أو قانون المجلس التشريعي نفسه - أو الدستور ..بينما يفتقر بقاء الرئيس مزاولا لسلطاته .. بعد انتهاء مدته- يفتقر إلى نص مماثل!ولذا دعا الدكاترة الدويك للتوافق على إقرار وضع الرئيس باتفاق ما كأمر واقع لا بد منه!
..لكنه الأمر الواقع الذي يبدو أن القوم قد تورطوا فيه- أو استمرأوه – فأصبح التخلص منه صعبا للغاية ..!ذلك الأمر الواقع الذي يبدو أنه لا بد منه حتى يزول الانقسام – وهذا في حكم المستحيل في ظل الظروف والمعطيات الحالية – أو حتى تتحرر فلسطين..وهذا أكثر صعوبة بكثير مما سبق .. في المدى المنظور.. ولا تلوح له معالم قريبة في الأفق !!
نعود إلى قضية [الشرعية ] المزعومة ..وقد صرح رئس السلطة محمود عباس مراراً أنه لا يرغب في ترشيح نفسه مرة أخرى لرئاسة قادمة .. فيما لو جرت انتخابات – لا يرى لها ضوء احتمال قريب – يعني سيظل – كما هي الدولة اليهودية أصلا -[رئيس أمر واقع ] ولو بدون شرعية على الرأي الغالب- إلى ما شاء الله أو إلى مقدم عزرائيل إليه ليأخذ أمانته ..وليس ذلك ببعيد !..
 ..ويخرج بعض المنافقين – كعادة بعض النظم العربية– للصراخ بالاستمساك[ بالرئيس الفذ ] حيث لا يصلح غيره ولا يوجد سواه يمكن أن يحل محله .. ويصرون على الاستمساك – عنوة - بالرئيس الراحل والراغب في الرحيل وإلقاء هذاالحمل عن كاهله ..–!
استفتاء شعبي عفوي :
وقد اختلف المحللون في إعلان عباس العزم على الاعتزال.. ومدى جديته أو أسبابه أو أهدافه.
.. بينما يبدو أن جماهير الشعب لها رأي آخر ..!
فقد حصل استفتاء عفوي ..يوم الجمعة – منتصف كانون الثاني – ( 15/1/2010) حيث عبر الشعب عن رأيه حين نفذ كثير من خطباء المساجد في خطبة الجمعة تعليمات ما يسمى بوزارةالأوقاف ..وانتقدوا الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي لرأي قاله في إحدى خطبه .. فرفضت الجماهير التهجم على القرضاوي – والذي اعتبر دفاعا عن محمود عباس في أمره بتأجيل مناقشة تقرير دايتون – وهوأمر معروف - وقد تحدثنا وغيرنا عنه بإسهاب في وقته ..
.. قيل إن بعض المصلين أنزلوا بعض الخطباء عن المنابر ..وبعضهم رفض الصلاة وراء إمام اعتبروه منافقا مؤيدا لجرائم الاحتلال ..رافضا إدانته ..إلخ ..وقام الكثيرون بالتكبيروالتهليل مما أثار حنق شياطين السلطة وزبالة شرطتها [ حيث المعروف أن الشياطين تغتاظ كثيرا من التكبير ..وكذلك اليهود وحلفاؤهم ..وقد قيل إنهم دربوا كلابا للانقضاض على كل من يرفع عقيرته بالتكبير ( ألله أكبر ) عليهم جميعا]

..وقد قيل إن السلطة وشرطتها تدخلت واعتقلت البعض ..وإن بعض الأئمة الذين لم ينفذوا الأوامر طالهم عقاب وإقصاء ..إلخ ..! والله أعلم
..وللإنصاف ..نقول : إن الشيخ القرضاوي لم يسم أحدا باسمه .. بل عمم ..وقال : إن الذي أمر بتأجيل مناقشة التقرير الذي يدين جرائم الصهاينة في مذبحة غزة ..يجب أن يُرجم أمام الكعبة ..إلخ ..ولم يُسَمِّ أحدا باسمه ..ولكن ( كاد المريب أن يقول : خذوني )
..وللإنصاف أيضا أقول إن بيان ما يسمى بوزارة الأوقاف في رام الله .. كان متوازنا ..وحدد عناصر معينة للرد على القرضاوي..الذي سماه باسمه..ولم يكن في البيان تهجم ولا إسفاف ..!
بل طالب بالتروي والتحقق – وخصوصا من العلماء والمفتين - قبل إصدار الأحكام.
.. هذا وقد علق المفكر الفلسطيني البروفسور عبدالستار قاسم على هذه [ المعركة ] وأضاف .. ( أو يجب أن يُرجَم في ساحات المسجد الأقصى ) !!
.. لقد كان واضحا رفض الجماهير لعباس اعتقادا منهم أن الخطباء يريدون بإدانة القرضاوي والتهجم عليه الانتصار لعباس .. فقالت الجماهير .. ( نعم للقرضاوي ورأيه ) مما يعني – بالمقابل – أو بمفهوم المخالفة – كما يقول علماء الأصول :( لا لعباس ورئاسته ) ..!
..ولوكان عباس منطقيا مع نفسه أو يقيم وزنا لرأي الشعب والجماهير .. – ولو أبقى لديه      [ تلطيم الصهاينة وشرشحتهم وتذلله على أبوابهم مفاوضا ومتوسلا ومتسولا..!!] كرامة أو إحساسا .. لكان له موقف رجولة وكرامة وعزة ..ولبادر إلى الاستقالة .. إذا كان جادا في       [ تحرُّداته ].. ولعل ذلك خير له من أن يفعل به حلفاؤه ما فعلوا بسلفه ..والسعيد من اتعظ بغيره ..والشقي من اتعظ بنفسه !
وأخيرا ..وتوضيحا لرأي الأغلبية نعيد عرض مقال للدكتور ابراهيم حمامي سبق أن نُشِر في أكثر من موقع ومن وسيلة – وذلك دون مسؤولية منا عما يقول – ولكن لمخالطتنا الشعب الفلسطيني في الخارج والداخل  – حتى بعض العاملين في أجهزة السلطة وشرطتها – نعتقد أن هذا الكلام يمثل رأي أغلبهم .. (والعهدة على الراوي) كما يقولون :
انتفاضة مساجد الضفة
واهم من يظن أن أهلنا وشعبنا في الضفة الغربية سيخضع لعملاء الاحتلال، وواهم من يراهن أنه سيدجّن شعب بأكمله ارضاء لأسياده في تل أبيب، وواهم من يفكر مجرد التفكير أنه سيقود شعبنا كقطيع لا حول له ولا قوة، وها هي اشارات تبرز من الضفة الغربية المحتلة ازدواجياً من قبل الاحتلال وأحذية الاحتلال، وملامح صحوة باتت أقرب مما يظنون، وبوادر انتفاضة صارت قاب قوسين أو أدنى.
بالأمس أصدر شيخ الشياطين المدعو محمود الهبّاش، المطرود من تنظيمه السابق، والهارب من قطاع غزة، والمستوزر لدى عبّاس/فيّاض، أصدر تعميماً أو ما أسماها خطبة جمعة ملزمة لكل مساجد الضفة الغربية، يُهاجم فيها الشيخ الجليل والعلامة يوسف القرضاوي، لا لشيء إلا لقوله الحق بأنه لو ثبت أن عبّاس تآمر ضد شعبه فهو يستحق الرجم.
لا ندري أين الخطأ فيما قاله الشيخ الجليل، أم أن "اللي على راسه بطحة بيحسس عليها"، أي لمعرفة عبّاس وباقي البيادق بأنه فعلاً تآمر وما زال يتآمر على الشعب الفلسطيني وقضيته، أراد أن يتخذ من أسلوب الهجوم وسيلة، تماماً كما فعل أبان تقرير غولدستون والخيانة التي ارتكبها وحاول تعديلها، لتثبت قبل أيام اللجنة التي شكلها بنفسه أنه كاذب وضيع، وبأنه المسؤول عن تأجيل التقرير لا كما يدعي.
اليوم انتفضت مساجد الضفة الغربية على عملاء الاحتلال وعلى الخطب الموجهة من الهباش، أحد أزلام عبّاس وأداة من أدواته، ويرفض الخطباء الالتزام برسالته الشيطانية، ومن تجرأ وتهجم على العالم الجليل الشيخ القرضاوي كان مصيره الانزال من على المنبر ولعنه دنيا وآخرة ومنعه من أن يؤم المصلين.
انتفض العلماء والأئمة ورفضوا الخطب الموجهة، وانتفض المصلون واسكتوا علماء السلاطين وأنزلوهم، وباء الهبّاش وباقي عصابة دايتون بالخسران المبين وب"سواد الوجه والبهدلة" التي لا يستحقون غيرها، وانتصر الناس لعالمهم الكبير ضد عميلهم الصغير.
هذه الانتفاضة لم يُستثنَ منها مسجد في مدينة أو قرية، حتى في رام الله والبيرة عقر دار عصابات دايتون، بل أن مواجهات اندلعت بين المصلين المكبرين وأحذية الاحتلال من قوات عباس/دايتون العميلة المسماة زوراً بأجهزة أمن فلسطينية، وما زالت المواجهات مستمرة في بعض المساجد بين أحذية الاحتلال والمصلين.
الضفة بخير وأهلنا بخير رغم كل اجراءات القمع التي تفوّق فيها العميل على سيده، كيف لا وقد باتت خطب الجمعة مؤممة، وحملات الاختطاف تطال الحرائر للضغط على الأزواج والاخوة والأبناء، والتعذيب يودي إلى الوفاة وبعد أيام، وهو ما لم يحدث حتى في سجون الاحتلال ومعتقلاته.
الشيخ الجليل يوسف القرضاوي سبق وأن تعرّض لحملات مشابهة كان آخرها من اللوبي الصهيوني في بريطانيا، واليوم يتعرض لحملة مشابهة تماماً من اللوبي الصهيوني في الضفة الغربية المحتلة، لكن لا يضير السحاب نبح الكلاب!
اليوم كان يوم البيعة، وشتّان بين الثرى والثريا، شتان بين عبّاس وأشكاله، وبين العلامة القرضاوي، وهي مقارنة لا تجوز من الأصل، لكن الضفة الغربية قالت وبايعت اليوم.

أما أتباع الاحتلال وعملاؤه فلهم أن يحاولوا ما شاءوا، ولهم أن يمعنوا في غيهم وفسادهم وعمالتهم، لكن بقاء الحال من المحال، ويومهم قادم لا محالة.
 لا نامت أعين الجبناء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق