شعر: أ.د. محمد اسحق الريفي
ما بالنا يا خيـرَ أمَّـة أخرجـتْ للنَّاس صِرنا اليوم في خُسـرانِ؟
أَتركـتِ حَمْـلَ رسالـةٍ أبديـةٍ للعالمين إلـى عُـرَى الإيمـانِ؟
وعَنِ الْجِهَاد جُيوشُنا نَكَصَتْ على أعقابِهـا مِـن غَـادِرٍ وجَبـانِ
فغدت حياضُ العُرْب سائبةً بِـلا جيـشٍ أبـيٍ صـادقٍ يقظـانِ
قِصَعاً غدت أوطانُنا نهْبٌ علـى تمزيقِها اجتمعتْ قوى الطغيـانِ
ورويبضـاتٌ قـاد أمتَنـا إلـى ذُلٍّ وكُــلُّ مُنـافـقٍ هَـذْيـانِ
فتنافَسَ الأعـداءُ فـي خيراتِهـا كتنافـسِ الضَّبُعـاتِ والغِيْـلانِ
ويحي! أَنُسْلِـم أمرَنـا ذلاً لِمـن وَلَغَت ذِئابُـه فـي دمِ العُرْبَـانِ؟
إربـاً تمزِّقُنـا وتَهْدِرُنـا سُـدىً وبأَشْلِنـا تلْهـو يَـدُ الشَّيْطـانِ
وتناوَب الأعـداءُ فـي إنهاكِنـا وتسلَّلُـوا سِـرَّاً إلـى الأَذْهـانِ
نَقَشوا على جُدْرانِهـا أوهامَهـم فتحوَّلـت فيـهـا إلــى أدرانِ
أشقتْ عقولَ التائهينَ وأَفسَـدت أفكارَهـم ومشاعـرَ الـوِجـدانِ
فاستَمْرأ العُرْبُ الهَوانَ وأرضُهم بِيعت وصارتْ مَرتـعَ الغِربـانِ
صِرنا عبيداً في رُبـوعِ ديارِنـا أسرَى بِـلا حَـقٍّ ولا اطْمِئنـانِ
والهرجُ عمَّ ومِن دماءِ شُعوبِنـا شَرِب العِدَى كالمُدمِنِ السَّكـرانِ
فإلى متى هذا السكوت إلى متى! يا أمَّتي ثـوري علـى العُـدوانِ
ولِمَ الهوانُ وأنـت أكـرم أمَّـة؟ لا تيأسي.. لا يأسَ في الإيمانِ!
يا أمَّتي هيا انهضي.. قومي ولا تستسلمـي أو تقبلـي بهـوانِ؟
أرَضِيتِ عَيشاً تحت زُمْرةِ قـادةٍ رَكَعـتْ لصهيـونٍ وأمريكـانِ؟
هُزِّي إليكِ عُروشَ أوغـادٍ علـى أوطاننا جَثَمـوا بـلا اسْتِئْـذَانِ
شُجِّي بأحجـارٍ رؤوسَ خيانـةٍ تَسقطْ عروشُ عِصابـةٍ أوثـانِ
وإلى فلسطين ازْحفـي وتقدَّمـي للقدسِ أرضِ الطُهْرِ والجُـولانِ
واسْتأصِلي بالنارِ شَأْفـةَ دولـةٍ شِرِّيـرةٍ وكَيَـانَ كالسـرطـانِ
يرضى الإلـهُ وتنعمـي بكرامـةٍ وسيـادةٍ فـي عـزةٍ وأمــانِ
31/1/2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق