الأحد، 31 يناير 2010

اليمن .. إعلان وصاية

أنطلقُ في الرؤية عن اليمن ومسارات الأحداث المتعلقة به حتى " مؤتمر لندن " الآن ، من الطرح الإستراتيجي الذي قدمه الأستاذ / سامي شرف / بعنوان : ( تحليل للأوضاع في اليمن ) ، المنشور في العديد من المواقع ، وخاصة في منتدى الفكر القومي العربي :

www.alfikralarabi.net/vb/showthread.php?t=15158

اليمن وُضعت في " مؤتمر لندن " – المرحلة الثانية فيها من الفوضى البناءة - ، وُضعت تمامآ ( تحت الوصاية ) بكل وضوح وصراحة ، ينطلق - الوضوح – كما تعودنا ، من " حالة ضبابية" تُنشر قصدآ . إذ أن كل الدعم الأممي المقرر : العسكري والسياسي والمادي ، يجب أن ينطلق من ( الشروط ) التي وضعتها أمريكا وبريطانيا .

أمريكا ... الفوضى الخلاقة ، والهيمنة والسيطرة وتسوير العرب بالهيمنة على ممراته المائية وجغرافيتها : البحر الأبيض – قناة السويس – البحر الأحمر – خليج عدن – بحر العرب – الخليج العربي – نهرا دجلة والفرات / العراق ..

وبريطانيا ... تتأهب للعودة إلى " الجنة التي طُردت منها " ..

إن مؤتمر لندن قد قرر و " شرعن " الوصاية على اليمن برضى الأطراف الحاضرة ، وبعضها المتحفظ ، أو بعضها الرافض . وحتى السلطة اليمنية – أصل البلاء ، والمنطلق الأداة – تُعلن تخوفها وتحفظها وخشيتها ، وترى ببصر العاجز ما سيتقرر في مؤتمر لندن وما سيتوالد منه . بل وكأنني أظن أنها قد وصلت إلى شكوك شبه يقينية ، بأن العد التنازلي لبقائها في السلطة قد بدأ .. وأنه يمكن أن تكون هناك ترتيبات لقدوم نظام سلطوي آخر في اليمن ، يَظهر فيها بصورة ( المُخلّص اوباما ) !! يكون مدخلآ ومنطلقآ لإنجاز الوصاية ، فالنظام الحالي لم يعد يصلح للمرحلة القادمة . الوصاية التي ستؤدي إلى إتمام الهيمنة والسيطرة على كل الممرات المائية وجغرافيتها .

ان المرحلة الأولى .. قد بدأت بإستغلال التمرد الحوثي ، ودعم وتنمية والإظهار الخارجي !! للحراك الجنوبي ، ووصلت نقطة نهايتها .. البداية للمرحلة الثانية مع النيجيري / عمر الفاروق/ المنتمي " للقاعدة " والمنطلق من اليمن لتفجير طائرة ركاب أمريكية !! .

ونظرآ لوصول اليمن إلى توصيف [ الدولة الفاشلة ] .. في العرف الأممي ، فإن ذلك " يشرعن " إتخاذ خطوات أممية للتدخل – أنظر شرعنة إحتلال العراق بسبب أسلحة الدمار الشامل !! - وكل هذا مع إنسداد الأفق تمامآ لأية معالجة وطنية وعربية لأزمات اليمن الخانقة على كل أرض اليمن : شمالآ ووسطآ وجنوبآ ، وضمن المعاناة الكبرى للشعب اليمني بأزماته السياسية والإقتصادية والأمنية ، وتفاقم الفساد والإفساد والنهب المنظم ، وإستشراء مشكلات الفقر والتخلف والبطالة .

" مؤتمر لندن " ورغم المشاورات المكثفة التي جرت على مدى الأيام السابقة للمؤتمر في العواصم الغربية والعربية ، إنعقد تحت عنوان وضعه رئيس الوزراء البريطاني / غوردون براون / : [ البحث في آليات " شراكة جديدة " مع اليمن للحرب على الإرهاب ] !! مع غياب شبه كامل " لأجندة " متفق عليها بين الجانب اليمني ، والأطراف الراعية للمؤتمر ، مما يثير "الشكوك " – إن لم نقل أكثر – من إمكانية " فرض شروط " للقبول بشراكة تقتضي السماح بتواجد قوات دولية !! كخيار أوحد لإستمرار الشراكة مع اليمن ، بدون ملامح لإستراتيجية دعم اليمن في المجالات الإقتصادية والسياسية والأمنية .

وإن حاولت الأطراف جميعها وضع " مؤتمر لندن " كحالة : تجمع إستشاري ، وتنفيذي معالج "لمريض" ، وبوضع اللون الوردي حامل أمل خروج اليمن من أزماته ، إلا أن تصريح وزير الخارجية اليمني وكلماته ، وما بين سطورها ، يُخرج المسكوت عنه إلى العلن .

فالدكتور / أبو بكر القربى / يقول انه كان المأمول من المؤتمر تركيز جهوده للبحث في ملف الدعم الإقتصادي لليمن عن طريق إنشاء صندوق لدعمه في المجالات التنموية المختلفة بما يساعده في الحد من تأثيرات ظاهرتي : الفقر والبطالة ، بإعتبارهما من اهم العوامل المغذية للإرهاب ، ثم تقديم مساعدات " لوجستية " تهدف إلى تعزيز قدرات اليمن في الحرب على الإرهاب .

نحن اليوم قد دخلنا المرحلة الثانية .. ولا شك بأنها ستُوضع موضع التنفيذ المخطط والمنظم لإستكمال الفوضى البناءة !! التي ستعيد رسم المنطقة العربية وفق مخطط ( الشرق الأوسط الجديد) .. مرحلة بعد أخرى : فلسطين ، العراق ، مصر ، الصومال ، اليمن ، والقادم ..السودان.

ونحن نعيش " لذة الألم والإستسلام " ..

-----------------------------------

فائز البرازي

30/1/2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق