السبت، 13 فبراير 2010


سيادة بان كي مون المحترم
الأمين العام للأمم المتحدة

سيادة جيرار آرو
رئيس مجلس الأمن

السيدة لويز أربور
المفوض السامي لحقوق الإنسان
أصحاب السيادة
يشرفني بإسم الأمانة العامة للجبهة الوطنية والقومية والأسلامية ، التي تضم ممثلي القوى الوطنية العراقية المناهضة للأحتلال الأمريكي للعراق ، ان أوجه لكم هذه الرسالة  محذرا من تصاعد خطير في وتيرة جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها القوات النظامية والميليشيات التابعة للحكومة العراقية المنشأة في ظل الإحتلال بإسم قـرار ( إجتثاث البعث ) .
اصحاب السيادة
لقد أطلق قرار ( إجتثاث البعث ) ، الذي هو أوّل قرار أصدره ممثل سلطة الإحتلال الأمريكي بول بريمر في  مايس/ مايو 2003 ، أكبر حملة لإستئصال الفكر في موطن الحضارة الإنسانية الأول وترافق ذلك مع جرائم إبادة جماعية منهجية ضد البعثيين وعوائلهم لم يشهد لها العالم المتحضر مثيلا منذ سقوط النازية والفاشية .
وفي هذه الأيام يجري تصعيد خطير لحملة الإجتثاث ، بالتزامن مع بدء الحملات الإنتخابية للبرلمان القادم ، أعلن مسؤولون رسميون في الحكومة المنشأة في ظل الإحتلال عن البدء بإتخاذ إجراءات إضافية لتصفية وسجن وتهجير والطرد من الوظيفة  لمنتمين لحزب البعث أو متعاطفين معه أو مروجين لفكره أو ساعين لعودته ، مما يهدد بزيادة خطيرة في وتيرة جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التي تقوم بها الحكومة المنشأة في ظل الإحتلال وميليشياتها .
إن الملايين من السكان المدنيين العراقيين معرضون اليوم الى انتهاكات جسيمة في حقوقهم المدنية والسياسية والاقتصادية بسبب انتمائهم السياسي إلى حزب البعث العربي الاشتراكي ، أو بسبب تعاطفهم مع فكر حزب البعث العربي الأشتراكي ، أو بسبب رفضهم للإحتلال الأمريكي وللهيمنة الإيرانية على وطنهم .
أصحاب السيادة
إن محاولات  قمع الفكر وإبادة الإنسان بالقوة الغاشمة التي تجري في العراق المحتل ثمثل تحديا صارخا للأسس التي قام عليها النظام القانوني الدولي  .لقد أكّد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في مادته الثانية على حق الأفرادالتمتع بكافة الحقوق والحريات دون أي تمييز من حيث اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي أخر، وأعطت المادة الثالثة منه لكل فرد الحق في الحياة والحرية والسلامة الشخصية . وضمنت المادة التاسعة عشر منه حق كل شخص  في  حرية الرأي والتعبير وحرية اعتناق الآراء دون أي تدخل أو استقاء . وأكدت المادة الحادية والعشرين منه بان لكل شخص الحق في الاشتراك في ادارة الشؤون العامة لبلاده إما مباشرة وإما بواسطة ممثلين يختارون اختيارا حرا وله نفس الحق الذي لغيره في تقلد الوظائف العامة للبلاد.
كما أكّدت نصوص دولية عديدة ، وفي مقدمتها إتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية ومعاقبة مرتكبيها لعام 1948  وإتفاقيات جنيف لعام 1949  ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية لعام 1998 ، على منع جريمة الإبادة الجماعية وغيرها من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي قد تفضي إلى إبادة جماعية وعلى معاقبة من يقومون بها .
إننا نضعكم إمام مسؤوليتكم القانونية والأخلاقية بالوقف الفوري لجريمة الإبادة الجماعية والقمع الفكري التي ترتكب ضمن قانون بريمر سيء الصيت ( إجتثاث البعث ) وإحالة مرتكبيها إلى المحاكم ، مثلما نضعكم أمام مسؤولياتكم لإنهاء الغزو والإحتلال غير الشرعي الذي يرزح تحته العراق منذ عام 2003 والذي كان ولا يزال السبب الرئيس وراء التدمير المنظم الذي يحصل في هذا البلد العريق.
وتفضلوا بقبول وافر التقدير
 
الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق