السبت، 13 فبراير 2010

ايران و اطماعها القديمة الجديدة في الاراضي العربية




بقلم : احمد كريم


تشكل منطقة الخليج العربي اهمية استراتيجيه سواء تتعلق ذلك بالممرات او الموارد و كلاهما يمثل محورا من محاور الصراع الذي يشهده العالم الان و في الماضي بين القوى الكبرى ، سعيا وراء النفوذ والقوة ، و لم تكن لتثار هذه القضايا في جانبها الا عقب الحرب الثانية واكتشاف البترول فيها، ذلك لأن اهميتها كانت تنصرف الي العنصر الاول و هو الممرات في الفترة السابقة على الحرب ، وبالتالي فأن الصراع حول هذه المنطقه بدأ من البرتغال و مر ببريطانيا و روسيا و انتهى بالولايات المتحدة، و ما هو الا تعبير عن هذه الاهمية فاذا اضفنا ظهور البترول فسوف نجد ان هذه الاهمية قد تضاعفت.
و هناك عامل تاريخي اسهم في ابراز هذه الاهمية و تزايد حدة الصراع حولها و هو الانسحاب البريطاني ، أي بعد ان اصبحت مفزعة من النفوذ الغربي في ذات الوقت تشكل قضية حيوية للمصالح الغربيه ، لعل ذلك هو ما ابرز مفهوم أمن الخليج .
وبطبيعة الحال كان لابد من وجود قوة اقليمية تسعى الى الحفاظ على المصالح الغربية في هذه المنطقة، و قد برزت ايران كقوة مرشحة لتلعب هذا الدور البطولي . و من هنا نثير ان احتلال ايران للجزر الاماراتية الثلاث يرتبط بالقضية الذي ذكرناها سابقا يعني ( أمن الخليج ) و هي جاءت تحت مخطط غربي كما سبقتها احتلال ارض عربية اخري و هي الاحواز و التي احتلت ايضا بمخطط غربي و تنفيذ ايراني.
 منذ احتلال ايران و بقوة عسكرية الجزر الاماراتية الثلاث ،طنب الكبرى و الصغرى و ابوموسى، دولة الامارات العربية المتحدة تحاول جاهدة ان تجد حلاً سلمياً لهذه المشكلة و هي تطالب في كل يوم بالتحكيم الدولي العادل و تدعوا الي حل النزاع بالطريقة السلمية حقناَ للدماء واتباعاَ لاوامر الدين الاسلامي الحنيف.
و اتباعاَ لأمر الله عز و جل يسير اهل الامارت نحو الحق و العدالة و يهدفون الى تحقيق حكم الله و ينظرون نحو استرداد الارض التي سلبتها ايران ، و منذ اكثر من ثلاثين سنة تحاول دولة الامارات التفاهم مع المنطق الايراني البربري الديكتاتوري الذي يرفض اي دعوة للسلام او التحكيم الدولي بخصوص الجزر العربية في الخليج فهم يرونها ايرانية و كما يقولون ستبقى ايرانية الى الابد متناسين ان الحق لا يضيع اذا كان وراءه مُطالب و متناسين ان دولة الظلم ساعة و دولة الحق الى قيام الساعة و لذلك ستبقي الجزر اماراتية الى الابد رغماَ عن كل المزاعم الايرانية الواهية حيث لا يملكون دليلاَ واحداَ يثبت ملكيتهم لهذه الجزر بينما نملك نحن الوثائق والتقارير والمعاهدات و يكفي ان دماء شهداءنا ما زالت تعطر ارضنا في تلك الجزر و في الاحواز و في شتى بقاع الوطن العربي و تضئ لنا الطريق و تبشرنا بالانتصار و لن نتنازل عنها ابداااا ابداااا.
 الجـــزر الاماراتية المحتلة من قبل ايران
جزيرة طنب الصغرى
تعرف في بعض المصادر باسم جزيرة(تايبو) وتقع هذه الجزيرة علي بعد ثمانية اميال غرب جزيرة طنب الكبرى وهي مثلث الشكل ويبلغ قطرها حوالي 2،25 ميلاَ. يبلغ طول الجزيرة ميلاَ واحداَ و عرضها ثلاثة ارباع الميل. جزيرة طنب الصغرى ذات ارض رملية و صخرية وتتكاثر فيها الطيور البرية و البحرية ولا تتوفر فيها مياه الشرب العذبة و لذلك لايسكنها احدا من البشر ولكنها كانت بمثابة مستودع للمعدات والامتعة و تعود ملكية هذه الجزيرة لامارة راس الخيمة .
 جزيــــرة طنب الكبـــــــــرى
تقع جزيرة طنب الكبرى على مدخل مضيق هرمز و اصل كلمة طنب بالعربية الحبل الذي تربط به الخيمة حتي تثبت في الارض. و تقع طنب الكبرى على بعد 75 كيلومتر من امارة راس الخيمة تاخذ هذه الجزيرة الشكل الدائري فيبلغ قطرها حوالي 4 كيلومترا ،اما مساحتها حوالي 9 كيلومتر مربع ، و على الرغم من قلة المياه العذبة في هذه الجزيرة الا انها كانت مأهولة للسكن حيث كان يبلغ عدد سكانها 700 نسمة قبل الاحتلال الايراني لها. وكانت في طنب مدرسه ابتدائية للبنين والبنات تسمى المدرسة القاسمية بالاضافة الى عيادة صحية و مركز للشرطة وعدد قليل من المزارع و اشجار النخيل والاشجار المثمرة و كان السكان يمتهنون صيد الاسماك و بيعها في امارات الساحل العربي و خاصة في دبي و رأس الخيمة و قليل من السكان امتهن الزراعة و رعي الماشية .
 جزيرة ابـــــــو موســــــى
تأخذ الجزيرة الشكل المثلث وتقع في مدخل الخليج العربي علي بعد حوالي 160 كيلومتر من مضيق هرمز وحوالي 60 كم من ساحل الشارقة و هي اكبر الجزر المحتلة من قبل ايران. جزيرة ابوموسى تتمتع بأهمية خاصة كونها ولا تزال مأوى و ملاذ للسفن و خاصة في الاجواء العاصفة . تبلغ مساحة الجزيرة حوالي 25 كم و اقصى طول لها 5 كم و اقصى عرض لها حوالي 4 كم ، و تبعد هذه الجزيرة اميال معدودة عن امارة الشارقة و هي اكبر مساحة من الجزيرتين طنب الكبرى و طنب الصغرى كما و ان عدد سكانها اكثر و يوجد في هذه الجزيرة منابع المياه العذبة وعلى كميات كبيرة من خامات الاكسيد الاحمر والجرانيت و يستلم حاكم الشارقة منذ زمن طويل ريعاَ مستمراَ و دائماَ من العائد من استغلال الاكسيد الاحمر في هذه الجزيــرة التي تتبع لامارة الشارقة. و يوجد في ابوموسى مستــشـفى و حوالي 180 بيتاَ شعبياَ بنتها الدولة اضافة الى السكن القديم للسكان بالجزيرة و كذلك يوجد بها مركز للشرطة تابع للدولة وبعض الخدمات الاخرى .
جزيرة ابوموسى ذات اراضي سهلية و فيها تل جبلي يسميه السكان جبل الحديد و يبلغ ارتفاعه 360 قدماَ
وجبل آخر يطلق عليه الاهالي اسم جبل الدعالي (اي جبل القنافذ) .
و كانت ايران و الشارقة تشتركان في ادارة شؤون ابوموسى بموجب اتفاق ابرم في عام 1971 الا ايران عززت سيطرتها على الجزيرة متذرعة باسباب امنية لا اساس لها من الصحة! وكان يوجد في ابوموسى قوة صغيرة من الشرطة ومحطتي تحلية لمياه البحر و توليد الطاقة الكهربائية و يشكل هذان المصنعان مصدر الامداد الوحيد بالمياه و الكهرباء لسكان العرب في الجزيرة و المقدر عددهم بنحو سبعمئة شخص
و يتولى العمل فيهما و كذلك في عيادة صغيرة اجانب معظمهم من الهنود و الباكستانيين ، و اكثر من ستين في المائة منهم ممن يعملون في قطاع صيد السمك طردوا في عام 1992 كما ان ايران اغلقت المدرسة الوحيدة التي كانت موجوده و منعت المدرسين من دخول الجزيرة مما اضطر طلاب المدرسة الى تادية امتحاناتهم في مدارس الشارقة.
و هكذا كانت بداية رواية حزينة لاحتلال الغاشم الفارسي المجوسي العنصري البربري لجزرنا العربية و لارضنا الطاهرة في تاريخ 30 نومبر 1971 اي قبل 48 ساعة من اعلان قيام الاتحاد تعرضت جزيرتا طنب الكبرى، وطنب الصغرى، التابعتان لإمارة رأس الخيمة لعدوان سافر من قبل النظام الايراني باطلاق النيران على سكان الجزيرة و هم مدنيين و اجبروهم بقوة السلاح على مغادرة جزيرتهم و ديارهم فتوجهت بهم الزوارق الى مدينة رأس الخيمة نجم عنه احتلال الجزيرتين، وبعد مقاومة باسلة من قبل قوة الشرطة التابعة لإمارة رأس الخيمة الموجودة على جزيرة طنب الكبرى للقوة المعتدية دفاعاً عن سيادة الإمارة على الجزيرة ، سقط قتلى وجرحى من الجانبين و اجبر السكان على المغادرة الى الامارات تاركين وراءهم منازلهم وممتلكاتهم.
 وضع جزيرة ابو موسى
 اما عن جزيرة ابو موسى والتابعة لإمارة الشارقة ، فقد احتلت القوات الايرانية جزءا منها بموجب مذكرة التفاهم المبرمة بين حاكم الشارقة والحكومة الايرانية تحت اشراف الحكومة البريطانية في نوفمبر عام 1971. وبالرغم من ان مذكرة التفاهم بنصها الصريح لا تمس ادعاء الطرفين بالسيادة على الجزيرة و لا تتجاوز كونها مجرد ترتيبات لإدارة الجزيرة مؤقتا، إلا انها وقعت دون رغبة حقيقية من جانب امارة الشارقة في ظل ظروف قاهرة وملحة تمثلت في عدة اسباب.
لم تحترم ايران مذكرة التفاهم التي وقعتها مع امارة الشارقة عام 71 بشأن جزيرة ابوموسى فتمادت في اعتداء علي حقوق دولة الامارات بالجزيرة خلال اجراءات عدة و في اغسطس 1992 احتلت القوات البحرية الايرانية جزيرة ابو موسي و طردت سكانها العرب.
لاتزال ايران مستمرة في تجاوزاتها و استفزاواتها الدورية وعدم احترامها لمذكرة التفاهم حول جزيرة ابوموسي.
لكن نحن لن نتخلى عن اراضينا ابدا و ستبقى الجزر عربية و لن نتنازل عن شبر واحد منها و يجب نعرف ان الاحتلال العسكري لا يغير الوضع القانوني للاقليم المحتل ولا يكسب سيادة للطرف المحتل مهما طال أمد الاحتلال .
 احمد كريم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق