السبت، 13 فبراير 2010

الرئاسة الفلسطينية تواجه مؤامرة


د. هاني العقاد
عندما لا يستطيع الإنسان إدراك ما هو خاطئ و ما هو صحيح فانه بالتأكيد يكون قد أصيب بلوثة عقلية أصبحت تتحكم في معظم تصرفاته و سلوكياته الواقعية وكون هذا الشخص الذي ادعي النزاهة ليس بمجنون و لا معتوه ولا ما شابة ذلك,لأنه ضابط  بجهاز امني يتصف بالذكاء فأن هذا الرجل بالتأكيد رجل باع شرفة الوطني للآخرين باشتراكه في مؤامرة خطرة  لا أكثر و لا اقل  ,ولو كان غير ذلك لما بحث عن تلفزيون دولة فاسدة كإسرائيل ليسوق من خلالها  ما استطاع تزويره واستطاع تلفيقه من فساد و جنس بالسلطة  ليهز بذلك أركان الرئاسة ويشغلها عن القضايا الوطنية.
لو فرضنا حقيقة أن هذا الرجل تمكن بالفعل من الحصول على هذه الوثائق  المالية  وأوقع بالرجل , فلا يعقل أن يبرمج المرأة ويقوم بتنصيب الكاميرات و التصوير دون مشاركة ودون تآمر ,وأن وصل  دون مشاركة الفعل فهدا تنجيم ..!, لكن يبقي السؤال  ,لماذا يلجأ هذا الرجل لتلفزيون دولة العدو و يسلمهم هذه الوثائق .. ومن سيحميه بعد ذلك ؟؟ الإجابة بالطبع معروفة , والسؤال الأخر الذي نحاول معرفة إجابته , لماذا لم يلجا هذا الرجل بأوراقه و أفلامه للإعلام المعارضة الفلسطينية  كحال أي شريف و وطني بالعالم الحر؟ وما دام يملك هذا القدر من الجراءة و النفوذ فلماذا لم
 يحارب على جبهة إعلامية  وطنية يستطيع إيجادها بسهولة , و برهاننا هنا أن هناك الكثير من الطرق والوسائل التي يستطيع من خلالها إجبار الرئاسة الفلسطينية حسب ادعائه بالتحقيق في مجريات الأمور دون التأمر ضدها.
 بالأمس كانت هذه المحطات تسوق و تشن حربا إعلامية خطرة بالتساوي مع الحرب الحقيقية في قطاع غزة الصامد و التي هي حرب على كافة أبناء الشعب الفلسطيني و تبرر عبر التحليلات السياسية ضرب المدنين و مؤسساتهم و بيوتهم و مزارعهم و كل ما يعينهم على ضنك الحياة و قسوتها ,و بالأمس كانت هذه القناة بالتحديد تبث البرامج الصهيونية الهادفة لتقوية استيطان الدولة الفاسدة ودولة الجنس و الابتزاز الرخيص في ارض فلسطين ,و بالأمس كانت هذه القناة تستهدف الهوية الفلسطينية مرة بالتشكيك و مرة وأخري تشجيع حكام إسرائيل بمزيد من انتهاكات حقوق الإنسان الفلسطيني
 حتى وصلت لسياسة التطهير العرقي و إبادة شاملة لكل ما هو فلسطيني في العاصمة الفلسطينية القدس و باقي المدن ذات الواقع الديني الإسلامي .
إن بحث إعلام العدو عن فضائح لقادة الشعب الفلسطيني  باختلاف انتماءاته السياسية و الفصائلية هو شكل ممنهج من أشكال الحرب التي تشنها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية منذ عشرات السنوات  تسهيلا للسياسة دولتهم بوضع كافة العوائق أمام الفلسطينيين من المضي قدما نحو إنشاء دولتهم المستقلة و نحو الاستمرار في سياسة مقاومة الاستيطان و عدم القبول بالتفاوض مع هذه الدولة المتطرفة مادامت على حالها من التطرف و التنكر للحق الفلسطيني, و لعل  ما يقوم به إعلام العدو من تهييج الدسائس وحبكها و توجيه الاتهامات نحو الرئاسة هو جزء من المؤامرة لأنها  تصب في
 اتجاهين : الأول إضعاف موقف الرئيس أبو مازن تجاه الاستمرار في سياسة معارضة الرغبة الإسرائيلية في التفاوض حسب رؤية دولة نتنياهو و ليبرمان العنصرية, و الثاني تقليل نسبة الالتفاف الجماهيري حول شخصية الرئيس والمقربين منه  سعيا لإسقاطه شعبيا  ,و يخشي أن هذا البرنامج يسعي لإشغال الرأي العام بقضية فساد لإفساح المجال والتغطية على خطة إسرائيلية احتلالية استيطانية تهويدية كبيرة.
أن أسلوب الفضح الجنسي والمالي بالتزوير و التأمر هو أسلوب دولة إسرائيل منذ نشأتها  لأنها من أكثر دول العالم تسويقا لهذه الأساليب  ,وان هناك جيشا خاصا من الفتيات تجول حول العالم تعمل لصالح أجهزة مخابرات هذا الدولة الساقطة,  وأكثر القادة السياسيين في العالم ممارسة للجنس المفضوح هم قادة إسرائيل فلم يبقي منهم رئيس أو وزير أو مسئول امني إلا و تحرش جنسيا بأخريات أرسلوا من قبل الموساد الإسرائيلي بهدف الإسقاط و الفضح حين اللزوم , إن كان هذا الأسلوب قد أوقع شخصية فلسطينية مقربة من مؤسسة الرئاسة أو تم فبركة هذا , فهذا يدلل على الاستهداف
 الكبير لرأس الهرم الفلسطيني و علية فإننا لا ندافع عن احد هنا لان الواقع يفرض على من وقع أو أوقع به التخلي فورا عن موقعة و الذهاب لحياته المدنية . أن الواقع الأمني الفلسطيني  يفرض أكثر, فلا يعقل لأي من أعضاء الأجهزة الأمنية الأخرى الدخول إلى مؤسسة الرئاسة الفلسطينية و تنصيب أجهزة تصوير و تنصت و تصوير مستندات و الخروج دون تدخل امن الرئاسة في ذلك ؟؟. لقد بات على جهاز امن الرئاسة الفلسطيني قيادة عملياتها بسرية تامة و فرض دوائر أمنية بالغة التعقيد حول مؤسسة الرئاسة و مراقبة كافة الشخصيات التي تتعامل و تعمل مع هذه المؤسسة بسرية تامة و
 التعامل مع كل حالة بدقة لا بل و يستطيع هذا الجهاز أن يوفر كافة المعلومات السرية للشخص الرئيس عن عمل باقي الأجهزة الأمنية و تحركات قادتها  لتفادي حدوث عمليات ابتزاز سياسي و عمليات إسقاط و عمليات  تجسس لتخريب سياسة دولة ليس لحساب إسرائيل وحدها بل لكافة أجهزة الاستخبارات المعادية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق