الأحد، 29 نوفمبر 2009

لماذا يريد الصهاينة إحكام الهيمنة على العراق؟


بحث جيوسياسي بالأدلة التاريخية  لماذا يريد الصهاينة إحكام الهيمنة على العراق؟

صلاح علي ـ كاتب وباحث عراقي
لايختلف اثنان من غير اعداء العراق في ابعد مكان في العالم على ان ماحدث ويحدث في العراق من فوضى هو نتيجة قرارعدواني غاشم اتخذه اليهود المتصهينين ونفذته الولايات المتحدة ..فالنتائج التي تمخض عنها العدوان تؤشر بوضوح لالبس فيه على جسامة المخطط العدواني الصهيواميركي وشموليته وعلى ان المخطط لايقف عند حدود العراق بل يتجاوز هذه الحدود ليشكل جزءا جوهريا من التخطيط للهيمنة الستراتيجية على مناطق فراغ القوة في آسيا لتطويق نفوذ الصين واليابان على الرغم من تحالف الأخيرة العسكري النسبي مع اميركا، واحكام القبضة على كوريا الشمالية وايران وتفكيك الباكستان بهدف انتزاع قوتها النووية مع الأقتراب من مواقع القوة النووية السوفييتية السابقة في كازاخستان ووضع اليد على ثروات العراق والباكستان للحيلولة دون توظيفها ضد المصالح الصهيونية..
فالعراق حلقة في مخطط ستراتيجي تشترك فيه دول الغرب بتواطؤ روسي...وكان العراق الأكثر تضررا بعد افغانستان من هذا العدوان الذي يستهدف اختراق آسيا وتغيير مراكز القوة فيها ولاسيما العمل بفعالية على انهاء التوجهات السياسية والحضارية التي لاتستجيب لإرادة الغرب وتؤذي على المدى القريب او البعيد الكيان الصهيوني الغاصب الذي يعد صاحب المصلحة الأولى في ضرب القيادة القومية في العراق وفي السعي لتقسيمه...
وتعتمد الخطة الغربية بالدرجة الأولى على الأستفادة من الأنقسامات الأثنية والقومية والتحالفات العسكرية والأقتصادية من خلال تشجيع الأنقسامات بل ودفع الدول الى الأحتراب فيما بينها كالحرب بين الهند والباكستان أوبين العراق وايران والأنفراد بالفلسطينيين والأفغان واطلاق يد روسيا في البلطيق الأسلامي والصين في الغور وتحويل لبنان وغزة الى مناطق قتل مستمر للبنانيين والفلسطينين..
إلا أن الكارثة في العراق هي الأدهى والأقسى إذ يوظف الغرب وبخاصة الصهاينة في اميركا واسرائيل واوربا (المانيا وفرنسا خاصة) والدول المتحالفة في معاهدة شمالي الأطلسي موارد هائلة وما يتيسر لهم من امكانات معلوماتية ومناورات سياسية للحيلولة دون وحدة العراق وسيادته واستقلال قراره السياسي واعادة بناء قوته العسكرية..وابقاء شعبه منقسما متحاربا جائعا يفتقر الى ابسط مقومات الحرية والحياة الكريمة بينما يدق أسفين الفرقة بأطلاق يد الزعامات الكردية العميلة للنيل من وحدة العراق وتعطيل مستقبله وسيادته...
وبالتالي تحويل العراق الى محمية يقوم باستثمارها الصهاينة ...ولكي يتم للصهاينة ذلك عمدوا الى تكبيل العراق بدستور صهيوني يدعو في ظاهره الى الديموقراطية والحرية والتنمية وينطوي في جوهره على الأئتمار على سيادة العراق وسلب العراقيين ارادتهم السياسية وربط قرارهم السياسي بالتوجهات الستراتيجية الصهيونية والأميركية...وتحويل القوات المسلحة من قوة وطنية تحمي الأستقلال والسيادة على الأرض والموارد والثقافة القومية الى اداة تمتثل بارادة المحتل ..
تحت طائلة حكومة لاحظ لها من الأستقلال بل تعمل الى التعاون مع المحتل الذي جاء بها الى السلطة في اطار اتفاقيات ستراتيجية لم تحقق ولن تحقق للعراق والعراقيين اي هدف من اهدافهم في الحرية والأستقلال..وليست حرية الأنترنت والتلفاز والجريدة حرية حقيقية بل افتراضية ..لأن مقارنة الوضع في العراق بالوضع في اية دولة مستقلة ستميط اللثام على طبيعة الوضع العبودي المشين الذي يعيشه العراقيون اليوم حيث لاأمن ولاسيادة ولاتنمية حقيقية ...بل مهاترات وتلاسن وفتوق تاريخية ينفذ منها كل من هب ودب ليختلب من الوطن حصة له بدأت بالمحاصصة الطائفية ولاتنتهي إلا برجوع السيادة القومية والوطنية للعراق بمعنى سيادة العرب من غير الموالين لأيران اوللمحتل الغربي من غير المتواطئين مع عملاء الكويت اوالمهادنين للأكراد على حساب العرض والأرض ومستقبل الأجيال والسيادة في ارض الرافدين...فقد آن الأوان لكي يفكر العرب بالأبعاد الحضارية والقومية لغزو العراق وان المؤامرة لن تستثني عربيا واحدا بل تستهدف الأمة العربية بكيانها الحضاري ومستقبلها وتاريخها...
فبينما يدفع العرب خارج تاريخهم الى جغرافية لاعلاقة لها بهذا التاريخ، يسعى اليهود الى توظيف كل موارد التاريخ لبناء جغرافية ترتكز على الوعي التاريخي بالأنا الحضارية لليهود... ولا أدل على ذلك من الإرتكاز على الأسطورة والتعكز على التوراة لبناء دولة على ارض العرب وطرد العرب منها بينما يعجز العرب عن فهم ذاتهم الحضارية ويعيشون حربا فعلية اسس لها الصهاينة في الغرب...
وبدلا من التوحد على اساس المشترك الحضاري والتاريخي العربي، يتحالف أكثر العرب مع الأجنبي والصهيوني ضد دول عربية...فليس تفرد صدام او حروبه لتقدم اي مبرر لتفكيك العراق او ضرب التوجهات القومية في العراق ..ونحن نعرف ان صدام لم يلجأ الى غزو الكويت لتدمير شعبها.. مع ذلك تحالف العرب مع الغرب الصليبي المختلف حضاريا وعقيديا لضرب العراق وفرض الحصار على العراقيين وخلق بداية بائسة للأستعداء والتنافس السلبي بين العربي والعربي...,
بالنتيجة تدمير العراق وتحجيم سورية وفرض شروط عدوانية على ليبيا واسكات مصر وتفوق اسرائيل...وحال لانحسد عليه جميعا فهل أن سياسات صدام مبررا لضرب العراق وتدمير شعبه وتمزيق وحدته وإلغاء التوجهات القومية في الوطن واعطاء ايران والأكراد اليد الطولى في التحكم باقداره وثرواته وتدمير بنائه الحضاري والعلمي..
ومامدى مسؤولية العرب عن هذا الخراب وهذه الخرائب؟
  والمهم هنا أن نؤكد ان اليهود وظهيرهم الصهيوني في الغرب كانوا يقيمون حساباتهم في غزو العراق على اعتبارات تاريخية وحضارية محضة يأتي الأقتصاد عامل إسناد لتحقيقها..

 فالحرب على العراق والعرب هي حملة تحالف معهم فيها الصليبيون والأنبعاثيون المسيحيون والعنصريون في الغرب كله لضرب حضارة وادي الرافدين والثأر من الغزوات المتكررة التي شنها العراقيون القدماء على مدنهم وتدميرها في العهود الكلاسيكية ..
فهم ينظرون الى سمات الشخصية الحضارية للعرب وانسان الصحراء على انها سمات ثابتة يشاطر بها محمد (ص) نبوخذنصر وجمال عبد الناصر و المتنبي وحتى صدام حسين وأي جنين في رحم عربية لم يولد بعد..وتنعكس في الأسطورة القديمة انعكاسها في القرآن والشعر الجاهلي والوجدان العربي في الماضي والحاضر.. وهم لايميزون بين الفاتحين الأسلاميين وابطال المعارك في العهود الكلاسيكية بدءا من سرجون الأكدي وحتى صدام حسين...
فقد اعادوا احتلال بابل ودمروها وهدموا قصر نبوخذنصر...وفي نينوى سرقوا جداريات قصر سنحاريب واتلفوا مالم يسرقوه منها واقتلعوا واجهات من زقورة أور وهدموا بيت ابراهيم في اور ونبشوا مقبرتها الملكية ونهبومتحفها الموقعي..
وبعد سرقتهم للمتحف العراقي ونهبهم للذهب في متحف الساعة والقصور الرئاسية دمروا المعسكرات العراقية وحولها الى قواعد صهيونية ولجندهم الموالين للصهاينة فسرحوا الجيش العراقي وعطلوا مناهج التربية القومية والوطنية وخونوا القوميين العرب بل وراحوا الى ابعد من ذلك بقتل وتشريد ملائين العراقيين ووضع حاكما كرديا على العراق ووضع دستور صهيوني لأدارة دولة العراق وتكبيل العراقيين ومصادرة ارادتهم السياسية تماما...
وما تعرية العراقيين وتعذيبهم في سجن ابو غريب الا تطبيقا للعنات ناحوم وارادة الصهاينة الجدد على نينوى وثأرا من تعرية الآشوريين للأسرى اليهود في المعارك القديمة التي كان المنتصر فيها دائما اسلافنا والمهزوم فيها دائما االيهود! والغرض هو توجيه الأنتباه عن سرقة اكبر تجري في العراق هي سرقة ثرواته وحضارته وسيادته..
فهل من قول فوق هذا القول او اوضح منه لكي يعرف العرب والعراقيين جسامة الخطر ومن ثم يتعرفوا على حجم المسؤوليات القتالية التي تنتظرهم لطرد اليهود وعملائهم البرزانيين من العراق؟
البعث قديما وحديثا:
نعطي هنا وجهة نظر بعيدة قليلا عن السياسة وبعض أخفاقتها في زمن البعث...فلقد وضعت حكومة البعث في العراق على الدرجة الأولى من سلم الأولويات اعادة بناء الشخصية الحضارية للعرب وتعميق الوعي الحضاري لدى العراقيين بحضارات العراق من خلال التأكيد على الدرس التاريخي والوطني واعادة بناء بابل وأور ونينوى ..بل قد ذهبت القيادة في العراق الى تأكيد الهوية الحضارية من خلال العمارة الأسلامية وبناء المساجد والجوامع العملاقة والتأكيد على التاريخ الذي حظى باولوية في الجامعات والأطاريح الجامعية والدراسات فضلا عن التأكيد على الثقافة في كل ميادين الحياة بدءا من النشرة المدرسية وحتى الكتاب والتعليم المجاني والعالي ..
فهل في هذا النهج خيانة ام وطنية لكي يردد حكام العراق اليوم ماتشتهي اسرائيل قوله بتخوين القوميين العرب في العراق..وهل اختلفت لهجة الصهاينة في عدوانهم على مصر عبد الناصر أو ضد سورية حافظ الأسد عنها في عدوانهم الغاشم على العراق والقيادة العربية القومية في عهد صدام حسين؟
ليس الجواب على هذه الأسئلة صعبا لمن يتصفح كتب التاريخ ويقارن الخصم الحضاري للعرب بوجه عام والعراقيين خاصة ... ولكن لنعد الى البدايات قليلا:
شلمنصر الثالث 858-824 ق.م.
على الرغم من تماثل السمات العسكرية والنهضوية لملوك العراق وحكامه عبر التاريخ ومنذ اول سلالة أكدية  على عهد سرجون الأكدي، يمثل شلمنصرالثالث تجسيما للسمات العسكرية للشخصية العربية والعراقية خاصة بنواحي جوهرية اهمها التوحيد بين أرادة البناء الحضاري والقوة العسكرية ...ويحاول اليهود اليوم تشويه صورة هذا الملك الجسور إما بأجتزاء جوانب مهمة من منجزاته كما وردت في نصوص ملكية مدونة على الجداريات والتشكيك في صحتها أو تحوير ترجمتها أو الأعتماد بدلا منها على روايات من التوراة ..
واحيانا باللجوء الى عملائهم الأكراد للتنقيب في المواقع الأثرية الآشورية في أطراف الموصل وبخاصة الحمدانية ومخمور وبلوات والنمرود واتلافها خدمة للصهاينة أو بطريق شراء اللقى الأثرية ونقلها الى اسرائيل..فقد قام هذا الملك الذي توازي فترة حكمه العراق مدة حكم صدام حسين، بأكتساح المدن الأسرائيلية عام 841 ق.م. وقهر ملكها ياهو المعروف ايضا بجيحو الذي قدم صاغرا بنفسه الى النمرود لتقديم الجزية وتقبيل أقدام الملك الآشوري لقاء الحفاظ على حياته تابعا صغيرا لأسياد الرافدين..
وعلى نحو مماثل لحكام العراق عبر التاريخ فقد واصل هذا الملك بعد عودته الى النمرود عملية البناء فشيد الحصون والقلاع وحسن طرق المواصلات والزراعة والري كما شيد حصن شلمنصر وهو مجمع هائل لأدارة الدولة تشرف على جوانب خدمات القصر فيه الملكة سميراميس ..بالقرب من كالخو وفي تلول عازر تحديدا حيث تم اكتشاف أكبر مجموعة من العاجيات التي لم تدرس بعد ...والمهم في حال هذا العاهل الفذ أنه مهد الدرب للملوك الذين جاءوا من بعده في وادي الرافدين لأقتحام المدن الأسرائيلية وإخضاعها وبسط النفوذ العراقي عليها فضلا عن السيطرة على ساحل المتوسط وصولا الى مصر والنوبة في عهدي آسرحدون وآشوربانيبال ..
.وقد استمرت دويلة اليهود في تأدية الجزية لملوك الرافدين خلال حكم الملك شمشي أدد الخامس 823-811 ق.م. والملك أدد نيراري الثالث 810-783 ق.م. ثم تلت فترة فتور في الحملات العسكرية لحين ظهور الملك الآشوري تكلاثبليزر الثالث الذي تميزت فترة حكمه بالحملات العسكرية ضد اورارتا واسرائيل...
وقد قامت قوات التحالف بعد كسرها لبوابات المتحف العراقي بتحطيم نسخة المسلة السوداء الموجودة في هذا المتحف جاهلين ان الأصلية محفوظة في المتحف البريطاني وابرز معالمها التصوير بالنحت البارزفي الجرانيت والمتكرر في بوابة بلوات (قرية شبكية حاليا) البرونزية عن الملك الأسرائيلي جاثيا عند قدمي شلمنصر ومعه وفده يحمل الجزية للملك العراقي المنتصر...
  تيكلاثبليزر الثالث 744-724 ق.م.
واصل هذا الملك انتصارات العراق على اسرائيل فبعد ان الحق الهزيمة بالجيش الأورارتي (ارمينيا قديما) ودحر القبائل الآرامية المغيرة على اطراف مملكته، بدأ بالتطلع لتأسيس اول امبراطورية في الشرق الأدنى بتوسيع مملكته لتشمل دمشق وأسرائيل واجزاء من مصر..وعلى نحو مماثل لأسلافه إنطلق بجيشه غربا فضم حماة بسبب تحالفها مع عزاريا ملك اليهود ثم مناحيم وفرض عليه ومعه زعامات اسرائيل كلها الجزية..ونطالع في نص من التوراة (الملوك 2: 15-19) الوصف الآتي:
أقتحم البلاد الملك الآشوري بول (تكلاثبليزر) فقدم مناحيم لبول الف منة من الفضة  لكي يكسب رضاه على ابقائه ملكا على البلاد وكان مناحيم قد انتزع هذه الأموال من  إسرائيل ولم يستثن اقوى الأثرياء اذ اخذ من كل واحد منهم 50 شيكلا من الفضة ليقدمها  الى ملك آشور ولذلك قبل الملك الآشوري بالرجوع الى بلده وعدم البقاء في البلاد. وفي    عهد بيكاح اجتاح تيكلاثبليزر وهذا اسمه الصحيح شمالي إسرائيل وسبى سكانها أسرى    الى بلاد آشور(الملوك 2- 15-29). فاستنجد آحاز ملك يهودا بالملك الآشوري ليخلصه    من شقي النار المتطايرين شررا ريزين السوري وبيكاح إبن رملايا (أشعيا 2- 7-4).    فعمد الى انتزاع الفضة والذهب من بيت الرب وارسله هدية الى الملك الآشوري ليضمن    دعمه له (الملوك 2- 16-8). في تلك الأثناء إنطلق تيكلاثبليزرفي حملة جديدة فأعمل    السيف والنار في سوريا ووصل حتى غزة. وفي طريق عودته استولى على ساماريا بدون    أن يسويها مع الأرض...أما بكاح فقد ذبحه شعبه فوضع الملك الآشوري هوشيا مدبر    المؤامرة حاكما على إسرائيل بصفتها تابعة لآشور
يتضح من هذا النص الوثيقة من التوراة أن اليهود قد دمغ تاريخهم بسلسلة من الهزائم المبكرة على يد العراقيين القدماء فالجيش الذي اكتسح بلاد اسرائيل واخضع ملوكها وجلب سكانها وملوكها وانبيائها اسرى الى العراق هو جيش من رجال العراق البسطاء الذين يعملون بالزراعة وتشييد المدن والمعابد العراقية قديما ..فالملك الآشوري هو الذي يعين الحكام في البلدان المجاورة ويفرض عليهم الإتاواة وليس العكس كما نرى اليوم حيث يفرض اليهود حكاما على العراق ممن لاغيرة لهم على سيادة الوطن واستقلاله وكرامته...ولنواصل استعرضنا الموجز جدا لصفحات المجد العراقي فما ذكرناه ليس سوى بداية...
سرجون الثاني 722-705 ق.م.
أكمل سرجون الثاني أكتساح مدينة ساماريا الأسرائيلية التي كان شقيقه شلمنصر الخامس قد حاصرها..ونتعرف في سرجون الثاني على بطل آخر للمعركة بعد 1600 سنة على تأسيس سلفه سرجون الأول الأكدي لأول امبراطورية عرفها الأنسان في التاريخ..وتميط فتوحات هذا الملك المقاتل طيلة فترة حكمه اللثام على اصل التواجد اليهودي في شمالي العراق وسببب التعاطف الكردي الصهيوني في العصر الحاضر...يخبرنا النص التوراتي الآتي:
       أستولى ملك آشور على ساماريا وأخذ (أسر) إسرائيل (اليهود) واسكنهم في هالا     (حرّان) وعند الخابور، نهر كوزان وفي مدن ميديا لإنهم عصوا كلان ربهم ياهو وخرقوا ميثاقه وكل مااوصى به موسى خادم ياهو ولم يمتثلوا به قولا وفعلا
  الملوك 2: 17-6،7 :و 18: 11-12
والمهم في هذا النص أن يهود ساماريا الذين تجاوز عددهم 30 الف يهودي اعيد توطينهم في المناطق الكردية بالقرب في حكاري وفي اطراف بحيرة فان وجنوبي القفقاس موطن الميديين او الميتانيين قديما وامتداداتها في فارس مما يؤكد الإشاعات التي تبثها الصهيونية على أن الأكراد احدى القبائل اليهودية العشر التي تاهت في الأرض بعد تدمير مملكتهم على يد الآشوريين وهذا يفسر التعاون الوثيق بين الأكراد وإسرائيل صاحبة المصلحة الكبرى بتوظيف الأكراد مخلب قط  وقاعدة تحرك لتحقيق اهدافهم السياسية والأقتصادية بل والحضارية في الشرق الأدنى كله وفي العراق..بل ويفسر بوضوح انتهاج الأكراد لسياسات تماثل سياسات الأستيطان الصهيوني في شمالي العراق ..فهم يستملكون الأرض بالشراء او بالتهديد والقتل والتعمية ويريدون بناء دولة وجيش مستغلين فراغ القوة والضعف العربي بدون تقديم اي تفسير لهذه السياسات ..ويمضي المؤرخ اليهودي في التوراة قائلا:
       وعمد ملك آشور الى جلب رجال (أقوام) من بابل وكوثا (تل إبراهيم) حاليا ومن أرواد   (آرباد الفينيقية) وسيفرفايم(سيبار- التي تقع على الفرات بمسافة 16 ميل عن بغداد ) و  وطّنهم في مدن ساماريا بدلا من بني إسرائيل فامتلكوا ساماريا (شمالي إسرائيل) واستوطنوا مدنها الملوك 2: 17-24.
وتؤكد الكتابات الملكية الآشورية توطين وأعادة توطين الأقوام من قبل الملك الآشوري وذلك درءا للتمرد والعصيان على التاج الآشوري ووضع الأقوام التي تعبد آلهة أخرى غير أرباب آشور على مقربة في المدن العراقية لكي تتيسر السيطرة عليها ..والمهم في هذه النصوص توظيف الصهاينة لهذه الوقائع التاريخية على صعيد الجغرافيا بطريق تضخيم اسطورة القبائل العشرة المبعثرة في العالم وافتراض أن الأكراد وبسبب يهودية البرزانيين الأكيدة هم إحدى هذه القبائل وأن الآشوريين هم قبيلة أخرى وأن الخزر قبيلة ثالثة والدنماركيين والأيرلنديين قبيلة رابعة لأن أحد اولاد يعقوب اسمه دان (ودان تطلق على الدنماركيين) ويهود الفلاشا قبيلة خامسة ويهود يثرب قبيلة سادسة ويهود اليمن قبيلة سابعة وربما بالغوا فافترضوا ان العرب من اسلاف السمؤال وهم العرب القحطانية احدى تلك القبائل لمجرد اعتناق بعض افخاذها اليهودية على الرغم من كون القحطانيين عرب عاربة وهكذا ...وبهذا خلط واضح بين السمات العنصرية للشعوب والمعتقد اليهودي...ويلذ للبرزاني بسبب غبائه وغطرسته وجشعه ان يتبنى اليهودية دينا فيقيم لأسرائيل سفارة في اربيل ويعلن كركوك عاصمة لبلاده على حساب الحق التاريخي والوجودي والحضاري والأنساني للعرب والآشوريين في المنطقة..وربما ينسى، بحكم الغباء المتمكن منه، أن بدرخان وحده قد ذبح 10.000 آشوري في حكاري عام 1843 وأن الموساد هي التي قدمت عبدالله أوجلان كبش فداء لتركيا لقاء الأبقاء على الإسناد الأميركي لدويلة الصهاينة في فلسطين!
سنحاريب 705- 681 ق.م.
على غرار اسلافه القدماء سرجون الأول وتكلاثبليزر الأول عمد سنحاريب الى جعل نينوى بدلا من مدينة سرجون عاصمة للأمبراطورية الآشورية التي كانت ابرز مدنها عرابكا (كركوك) وأربيلا (أربيل) وكالخو او كالاخ او كالحو (النمرود ) ودور شيروكين- مدينة سرجون (خرسباد) فضلا عن آشور (قلعة الشرقاط) التي استمرت عاصمة دينية للأمبراطورية الآشورية وكارتوكولتي نينورتا (تلول الهيجل حاليا) ومدن أخرى على امتداد الشرق الأدنى...ولم تثن الأعمال الإروائية والعمرانية الضخمة هذا الملك الفذ أبن نينوى عن متابعة الحروب ضد خصوم العراق الأبديين الآريين في عيلام والعبريين في جوديا وساماريا فغزا سوسة عاصمة العيلاميين وسواها مع الأرض والتفت الى اليهود فزحف على مدنهم ودمرها وحاصرعاصمتهم ودحرهم ثم فرض عليهم إتاوة ثقيلة وعاد لمواجهة تحالفات عدوانية جديدة بين البابليين والعيلاميين..مما يؤسس لتقليد عسكري في الشرق الأدنى يرتكز على توازن القوى وبداية ظهور التحالفات الأقليمية ضد الأمبراطورية الآشورية ...
آسرحدون 681-669 ق.م.
كان اسرحدون منشغلا في الحرب ضد الأرمن في ملاطيا عندما وصلته اخبار اغتيال والده سنحاريب في اثناء تعبده لنسروخ إله الحرب خارج اسوار نينوى في معبد نسروخ (بالقرب من شريخان فوقاني حاليا)..فلم يتوقف عن القتال ودحر الأرمن الأورارتيين في ملاطيا ليعود الى العراق ويتولى حكم الأمبراطورية الشاسعة الممتدة من جزيرة قبرص والأناضول حتى اليمن جنوبا ومصر غربا وناعيري (اطراف طهران) شرقا..ولعل آسرحدون هو الملك الآشوري الوحيد الذي لم ينزع الخوذة عن رأسه طيلة حياته فقد دحر الكريميين والميديين واتجه غربا فاخضع مشاكها اسلافه، الساحل الفينيقي وخرب صيدا وصور ثم توجه الى اسرائيل فساق ملك اليهود
منا سي اسيرا الى بابل التي اعاد بناءها وجعلها عاصمة ثقافية للأمبراطورية ولم يتوفر له الوقت لغير بناء الحصون والقلاع والمعابد ثم الغزو والغزو والغزو المتواصل فغزا مصر مما اضطر الفرعون طرهاقا الى الهرب ومازالت المسلة التي تصف انتصاره في مصر وتصور الفرعون بملامح افريقية سمراء في متحف بيركامون في برلين بعد ان نقلها الألمان من زنجيرلي الحاتية التابعة للتاج الآشوري الى المانيا...ولم يقهر الملك الجسور سوى المرض بسبب الإجهاد والقتال المستمر فتوفي في الطريق لحملة جديدة على افريقيا فخلفه ابنه آشوربانيبال على حكم بلاد آشور وابنه الآخر شمشووماكين على حكم بابل...
آشوربانيبال 669-627 ق.م.
تولى الحكم بعد آسرحدون وورث منه مهمة اتمام السيطرة على مصر وانهاء عيلام ..وهذا ما انجزه في بداية حكمه ليلجأ الى رعاية الآداب والفنون فجمع تراث العراقيين القدماء في مكتبة معروفة بأسمه تم العثور عليها في تلقوينجق..إلا أن اتساع الأمبراطورية شكل عبئا على ميزانية الدولة ولم يكن من الممكن تجنيد مايكفي لتأمين اطرافها ولم يكن الحكام الذين جاءوا بعده اقوياء مما ترك الباب مفتوحا لقيام تحالف اقليمي من السكيثيين والكريميين والميديين صاحبه ظهور انشاقات خطيرة كأنشقاق القائد الآشوري نبوبلاصر وتحالفه مع كيخسرو الثاني حاكم اجبتانا مما أدى الى سقوط الأمبراطورية الآشورية غير أن العراق سرعان ماأنتج قائدا عسكريا فذا آخر هو حفيد الآشوريين نبوخذنصر الثاني..
نبوخذنصرالثاني 634-562 ق.م.
يعد آخر الملوك العظماء الذين حكموا العراق في العهود القديمة...فبالأضافة الى بناء الجنائن المعلقة واعمار العراق، دحر اليهود في عقر دارهم وساقهم اسرى الى بابل بما يعرف بالسبي البابلي ..وكان من ضمن الأسرى أنبياء اسرائيل وقرابة 10.000 من خاصة شبابها اما الملك صدقيا فقد سيق اسيرا الى الربلة حيث مخيم نبوخذنصر ..بعد تهديم اسوار المدينة واشعال النار في هيكلها ومن بين الأسرى دانيال النبي التوراتي وطائفة من قادة الجيش اليهودي والأمراء ..ولاتوجد احصائيات اكيدة بعدد الأسرى الا ان النصوص تذكر ان اكثر من 40.000 عادوا بعد الغزو الفارسي المنحوس لبابل...
ويعد انتهاء الحكم البابلي خاتمة العهود الكلاسيكية حيث لم تستيقظ الروح العسكرية لدى الجزريين العرب حتى ظهور الأسلام وبدء مرحلة الفتوحات الأسلامية الظافرة التي اوصلت النفوذ العربي الى اوربا غربا والصين شرقا وجاءت الى الدنيا بدولتين عربيتين قويتين هما الدولة الأموية في دمشق والعباسية وعاصمتها بغداد...وقد قدمت الحضارة العربية الجزرية خلال القرون الرسالية قادة افذاذ بدءا بالخلفاء الراشدين والصحابة الأوائل وقتيبة والشيباني والقعقاع وسعد بن وقاص وطارق بن زياد وعبد الرحمن الداخل وعبد الرحمن الثالث مما لاحصر له فضلا عن الأبعاد الحضارية المتمثلة بالعمارة والفنون والعلوم الأسلامية وتأصل اجناس الأدب العربي وتنوعها وبناء المدن وسن التشريعات المنظمة لحياة البشرية ونشر الروح العربية الأسلامية في اوربا والأصقاع النائية من آسيا وصولا الى العالم الجديد..ولعل ابرز ملامح الحضارة العربية ان لغة العرب ومن خلال القرآن الكريم اصبحت لغة عالمية ومابرحت ..وكان لتلك الروح ان انعكست في نهضة مصر القومية الحديثة منذ عهد محمد علي باشا وحتى عهد القائد الفذ جمال عبد الناصر...
جمال عبد الناصر 1918-1970 ب.م.
الأبن الروحي للقادة العرب الميامين وصوت الأنبعاث العربي الحديث...ينتسب جمال عبدالناصر الى قبيلة مرة الحجازبة في جزيرة العرب ويعد تجسيدا لقيم الأمة الروحية كما مثلها مصطفى كامل فكرا واحمد شوقي شعرا.
عمل جمال عبد الناصر جاهدا على توحيد كلمة العرب وشكل اول دولة وحدة في التاريخ الحديث مع سورية عام 1958 وهي الوحدة التي دقت اجراس الخطر في الكيان الصهيوني .. ولعبد الناصر الفضل في بعث الروح الثورية والتعاون مع القوميين العرب في اولى ثوراتهم في العراق وليبيا واليمن كما لعب دورا في النضال الوطني لتحرير الجزائر..
.فعصر ناصر هو عصر النهضة الأدبية والفنية والعمرانية والتصنيعية للعرب فقد امم قناة السويس وتصدى للعدوان الثلاثي الذي قادته اسرائيل على مصر وشيد سد اسوان ومصانع الفولاذ في حلوان ووسع زراعة القطن والري لتشمل اراض شاسعة جعلت مصر مكتفية ذاتيا في مواجهة الحصارالإقتصادي الأستعماري في اعقاب التأميم ...ولاابالغ ان اقطع بأن عصر ناصر هو عصر انبعاث الحضارة العربية..ففي عصره ازدهر المسرح والأدب والفن واصبحت مصر نموذجا يحتذى للكبرياء القومي العربي...ولهذا عد اليهود ناصر واحدا من ألد اعدائهم وجعلوا يوم وفاته عيدا قوميا في الكيان الصهيوني...ولنا ان نعتبر الآن بمغزى الناصرية واهميتها في ضخ التيار القومي العربي بروح جديدة وبخاصة ارادة البعث القومي وثورته في العراق وسورية...
صدام حسين المجيد والنهوض القومي المعاصر 1968-2003 ب.م.
إن أي تعامل موضوعي ونزيه مع التاريخ لابد أن يتناول الحدث التاريخي في سياق اطاره الزمني وسياقه الحضاري( وبعيدا عن التشنجات السياسية والمزاجية) وهذا يعتمد بدوره على المعلومات المتوفرة متعددة المصادروالتي ترد من اجناس معرفية متنوعة ومتنافرة أحيانا.
فلابد ونحن في صدد تقويم القيادات العراقية ان نتابع منجزاتها على الأرض ونتفهم طبيعة النظرة التي اعتمدتها الى العالم...وهنا من الضروري تفادي الخلط في المعايير فنحن عندما نضع سيادة الأمم واستقلالها معيارا لتقويم قيادة ما، فأن هذا المعيار هو معيار جوهري عام لأن الأمم لامعنى لوجودها بدون سيادة تجعلها مستقلة في قرارها السياسي عن التأثيرات الأقليمة والعالمية وعن تدخل دول اخرى في شؤونها..
وفي حكمنا على صدام تبرز المسألة القومية بقوة لأن سلوك صدام السياسي اعتمد آيديولوجية البعث وهو حزب قومي مازال يدير دفة الدولة بنجاح في سورية ومابرحت فلسفته مدونة بالكتب ومنجزاته مدونة على الأرض...لقد حاول البعثيون النهوض بالعراق على مختلف الواجهات وبخاصة التعليم والصحة والاعماروبناء المجتمع على اسس صحيحة لاتهمل دور المرأة ولاتهضم حقوق الأقليات بما لايمس السيادة ولايخلق ثغرات تمس السيادة الوطنية او تلحق الأذى بالعراقيين كالتعاون الصهيوني البرزاني والتخريب الذي ادى الى قتل الآف الجنود العراقيين في الشمال على عهد البرزاني عام 1974 ...ولكن الغرب ناصب البعثيين العداء بسبب تأميم النفط واسناد الفلسطينين فضلا عن انتهاج منهج قومي انعكس على شخصية العراق الثقافية...ويوجز مؤتمر أكستر الذي حضره كاتب المقال والذي طبعت محاضره في كتاب عنوانه )العراق دولة معاصرة( عام 1981 بتحرير)تم نيبولك( منجزات البعث في العراق بأقلام متخصصين اجانب...وعرب على الرغم من حضور يهود وشيوعيين من امثال حنا بطاطو ومنشقين في حزب الدعوة لهذا المؤتمر...فلا غبار على قيام البعث بلملمة العراق على المشترك الحضاري والثقافي وسعيه الحثيث في بناء هياكل ارتكازية وضعت العراق في طريق التطور المعاصر...
فبينما شهد العراق نموا سكانيا وتطورا في ميادين الصحة والتعليم والأعمار والجيش كان الأجنبي يخطط لتوريط العراق بحرب اقليمية مع الكويت وكان احرى بالقيادة العراقية إدراك جسامة المؤامرة على العراق وتواطؤ الأيرانين والبرزانيين اليهود وعملاء الكويت والصهيونية العالمية فيها...بمعنى عدم تقدير الخطر المحدق بالعراق وهو عين الخطر الذي تسبب بسقوط الأمبراطورية الآشورية والدولة الأموية لاحقا على الرغم من اختلاف الظروف التاريخية فالعدو الآري-الصهيوني هو عينه عبر ثوابت التاريخ والجغرافيا والآيديولوجيا والموقف...
في كل هذه المراحل والأدوار لانلاحظ اي دور او ذكر أو اسهام حضاري ومدني للأكراد ربما بأستناء تصدي صلاح الدين الأيوبي الشدادي للصليبيين والذي كانت دوافعه كدوافع محمود الحفيد من بعده في ثلاثينيات القرن الماضي إسلامية محض وليست عنصرية كردوية كدوافع عملاء اقزام من امثال البرزاني والطالباني.
والأكراد عموما بضع اقوام فارسية متبدية لاحظ لهم في حضارة او بناء مدن ولا نتاج لهم في الأدب والفن يتنقلون بين الثغور الممتدة في الجبال المتاخمة للعراق وأيران وتركيا يحاول اليهود في الوقت الحاضر اضفاء تاريخا عليهم بهدف اختلاب موطيء قدم لهم في العراق والغاء حضارته وقوته وثروته ومن ثم التدخل في ايران وتركيا والعمل على تفتيت الكيان العربي مرة والى الأبد من خلالهم...وفيما يأتي استعراض موجز للمخطط الصهيوني-البرزاني لافتا الأنتباه الى ضرورة استيعابه والتصدي له بكل الوسائل العسكرية والفكرية لأحباطه ورد كيد اعداء العرب على نحورهم...
المخلب الكردي في عنق العراق:
 يتعدى الخطر الكردي كثيرا الخطر الصهيوني وهو خطر لاينال للأسف اهتمام العرب في العراق والمحيط الأقليمي العربي والتركي بوجه خاص لقتله في المهد قبل ان يستفحل وتصبح مهمة القضاء عليه صعبة للغاية او شبه مستحيلة..
وذلك ليس بسبب تشبث الأكراد بما هو حق تاريخي ووجودي مشروع للعرب والأقليات الأخرى غير الكردية بل لتوظيف اسرائيل للأكراد مخلب قط الهدف منه إحكام الهيمنة على العراق وانهاء الوجود العربي فيه بدءا بالسيطرة على النفط ثم أغراق الموصل أو احتوائها وجعل الشمال قاعدة للتحرك الصهيوني في جنوب غرب آسيا...
ويعتمد اليهود في هذه المسألة ايضا على الأسطورة من بين وسائل أخرى..كالوجود اليهودي في اسرائيل وفي مناطق تواجد الأكراد في مدن شمالي العراق.
ويعمد الإعلام الصهيوني الى تصوير الأكراد على انهم احفاد احد ابناء يعقوب الذين انتشروا في الأرض بعد تخريب شمالي اسرائيل على عهد سرجون الثاني فيضع عدد الأكراد المتواجدين في الكيان الصهيوني 150.000 كردي يهودي بدأت هجرتهم في عشرينيات القرن الماضي على مراحل آخرها عملية البساط السحري في 1950-1951 وان هؤلاء الكرد اليهود تم اندماجهم بالمجتمع الكردي حيث يقيم اكثرهم في القدس ومشارفها ومنهم من وصل مراكز قيادية في اسرائيل كاسحق مردخاي وزير الدفاع الصهيوني السابق...
وفي الأسطورة نفسها ان اديبان وهي مملكة هجينة لاحقة من بقايا السلوقيين عاصمتها اربيل حكمتها امرأة اسمها هيليني قد اعتنقت اليهودية في القرن الأول الميلادي وانها كانت تتنقل مع ابنها مونباز بين اربيل والقدس وأنها قد اوقفت اموالا كبيرة للهيكل اليهودي في القدس مما يؤكد الخرافة بخرافة جديدة...
ويسجل التاريخ مشاركة الأكراد اليهود في الحركة الصهيونية فقد كان أحد ابرز اعضاء (ليهي))المقاتلين من اجل الحرية( التي صممت البيشمركة على غرارها، موشي برزاني الذي هاجرت اسرته من العراق واستوطنت في اسرائيل في عشرينيات القرن الماضي وقد حكم عليه الإنكليز بالأعدام لقتله جنود بريطانيين الا انه انتحر قبل تنفيذ الأعدام في زنزانته بواسطة قنابل يدوية هربها احد السجانين اليهود اليه مموهة بقشور برتقال..
ويعده الصهاينة بطلا قوميا لأسرائيل ويعرفونه اختصارا بأسم البرزاني ...وبالمقابل فأن اسرائيل لم تتوان لحظة واحدة عن تقديم الدعم والأسناد العسكري والمالي والمعلوماتي للبرزانيين فكانت هي من يدير حركة تمرد البرزاني للفترة 1963-1975 فأرسلت المستشارين العسكريين وقدمت السلاح للبيشمركة وبخاصة مقاومات ارض- جو واسلحة نارية وذخيرة ومعدات طبية وتؤكد الصحف الأسرائيلية لقاء البرزاني والطالباني وشارون عام 2004 وتأكيد العلاقات  الودية بين الأكراد واليهود ومعلنة في التلفزيون اليهودي صورا لمصطفى البرزاني وهو يعانق موشي ديان وزير دفاع العدو في عدوان حزيران 1967... وليس سرا اعلان مسعود البرزاني لوكالة الأنباء الكويتية استعداده
فتح قنصلية لأسرائيل اذا وافقت حكومة بغداد اقامة علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني . وفي الواقع فأن الصهاينة يعملون في العراق وراء القناع الأمريكي فالسفير الأمريكي الحالي يهودي يؤمن بالصهيونية وعصابة بلاك ووتر تنفذ اوامر الموساد وتتنقل في العراق بحماية البيشمركة...ويتواجد الصهاينة بشكل علني في اربيل والسليمانية ودهوك في الفنادق والمنتجعات التي حولها مسعود البرزاني الى مراكز ترفيه مجانية لعصابات بلاكووتر وللموساد تنطلق منها لأغتيال الكفاءات العراقية من اطباء ومهندسين واساتذة جامعة تمهيدا لأخلاء العراق من اهله وتسليمه لإسرائيل...كما لابد من التنويه بقيام الموساد بتدريب البيشمركة على اعمال القتل وتفخيخ العجلات وارسالها الى مناطق العرب والتركمان والشبك لدفعهم الى الأنضواء تحت الحماية الكردية وضم اصواتهم للأكراد.. وكذلك بالضغط على المسيحيين للغرض نفسه...ولاندري هل يستغفل البرزاني بسطاء الأكراد من المسلمين الذين يشاطرون اشقائهم العرب في العقيدة ام يعمي عليهم كما يعمي على اعضاء البرلمان المتاغبي عن العرض والأرض والمتخلي عن الشرف والكرامة الوطنية والقومية...
ولعل من غرائب التحركات الصهيونية تكليف فريق من الهنود واليهود ومتطوع الماني بالقيام بدراسة جينية الهدف منها ايجاد اواصر وراثية بين الأكراد واليهود ..ولا أفضح من هذه المحاولات كون الأكراد آريين واليهود ساميين وان مثل هذه الأواصر يرجح ان توجد بين العرب والعبريين وليس بين العبريين والآريين...مع ذلك فيبلغ عدد اليهود المقيمين في المدن العربية المتجاوز عليها في ما يطلق عليه كردستان الجنوبية (شمالي العراق) 22.618 من غير الوافدين للقتل والتخريب من جماعات بلاكووتر والموساد ..
وان نصف هؤلاء يوجدون في الموصل ..ولكن نص الويكيبيديا الذي وردت فيه هذه الأرقام لايحدد متى وفد هؤلاء الى الموصل واين يتواجدون فيها ولكن الأكيد في معرفة كاتب هذا المقال ان عددا من عصابات الموساد قامت مع عصابات كردية متخصصة بشراء الآثار المسروقة من متاحف العراق ونقلها الى السليمانية عن طريق عملاء شملت عملياتهم اغتيال شبكات تعاملت سابقا مع ارشد ياسين وقامت بشراء عقارات واراضي في الموصل ونفذت اغتيالات لعدد من الدلالين غير المتعاونين معهم.
.مما يفسر غلاء العقارات على الرغم من الخرائب ورداءة الخدمات في مدن العراق التي ينتهبها الأيرانيون في الجنوب والأكراد والموساد في الشمال... كيف غاب عن القيادة العراقية توقع ذلك ...هذا الخراب والدمار الذي فتك ويفتك بالعراقيين من غير الآريين والقتلة والعملاء؟
إصح ذئاب العراق لقد بالت عليك الثعالب:
والآن وقد اتضحت الصورة وتبينت بجلاء الأهداف العدوانية للصهاينة والزعامات الكردية وتكالبهم على ثروات العراق وائتمارهم على مستقبل اجياله، مالعمل؟ العمل هو بعث نبوخذنصر واسلافه من ابطال المعارك ..الحل عبادة القتال وبعث الروح العسكرية وارضاعها مع حليب اطفالنا للأجيال الجديدة ...وهنا بشارتنا لن تتحقق الا بالعمل لبناء الروح القتالية وابتغاء الوسيلة العلمية لهذا الهدف.
إن الصهاينة يخشون المستقبل ولهذا فان ضمان امن دولتهم يعني الحرب والأبادة الحرب على العرب وإبادتهم! وهنا نجد تفسيرا لمحاولات ليبرمان الأئتمار على مياه النيل بالتعاون مع دول منابع النيل الأفريقية، وتمويلهم لمشاريع الكاب التركية التي تخنق دجلة وتحول الفرات الى ساقية ضحلة فالقوة التي حلت الجيش العراقي هي نفسها التي ضربت مفاعل تموز وضربت اطفال العراق ونسائه وشيوخه وشبابه باليورانيوم المنضب..فلم يبق غيراليقظة والثأرتحقيقا لوعد ربنا الكريم وتحقيقا لبشارة وردت في تلمود اليهود أنفسهم ... وبشارتنا ان دولة اسرائيل الثانية سيكون خرابها على ايدي جند اولي بأس شديد يخرجون من ارض بابل كما خرج نبوخذنصر الذي خرب دولتهم وساقهم اسرى وعبيد الى عراق البطولات والرسالات ...ألا ياذئاب الرافدين أفيقي من النوم أفيقي فقد بالت عليك الثعالب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق