الأحد، 29 نوفمبر 2009

مدريد تطلب من الملك محمد السادس حلا للناشطة الصحراوية أميناتو حيدر


مدريد ـ القدس العربي ـ من حسين مجدوبي
 بدأ ملف الناشطة الصحراوية أميناتو حيدر المضربة عن الطعام يأخذ أبعادا سياسية بعدما طلب رئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس رودريغيث سبتيرو من العاهل المغربي الملك محمد السادس إيجاد حل لهذا المشكل، بينما عرضت مدريد على حيدر الجنسية الإسبانية كحل لوضعها القانوني.
وكانت السلطات المغربية قد قامت بترحيل ومنذ أكثر من أسبوعين أميناتو حيدر من مطار العيون في الصحراء الغربية نحو لانساروتي في جزر الخالدات بعد رفضها الاعتراف بجنسيتها المغربية وإصرارها على الجنسية الصحراوية وسحبت منها جواز السفر كرد إداري. وفي أعقاب ذلك، دخلت أميناتو في إضراب مفتوح عن الطعام مؤكدة أنها لن تتراجع عن الإضراب حتى تعود الى الصحراء الغربية، وعمليا توجد في إضراب عن الطعام منذ 17 يوما.
وأجرى وزير الخارجية الإسباني ميغيل آنخيل موراتينوس اتصالا هاتفيا مع أميناتو حيدر يوم السبت بمناسبة عيد الأضحى مقترحا عليها الحصول وبقرار فوري على الجنسية الإسبانية مؤكدا حرفيا "سيكون من باب الفخر منح الجنسية الإسبانية لإنسانة تتمتع بمميزاتها". وكانت حكومة مدريد قد منحت بفضل هذا الإجراء الجنسية للروائي فارغاس لوسا من البيرو.
واعتبر موراتينوس أن أبوي أميناتو كانا يتوفران على أوراق إدارية إسبانية عندما كانت اسبانيا تحتل الصحراء الغربية.
وتحفظت أميناتو بشأن هذا العرض الجديد كما سبق وأن رفضت التوجه إلى القنصلية المغربية في لاس بالماس بجزر الخالدات للحصول على جواز سفر جديد. والمثير أن أميناتو حيدر رفضت في البدء الحديث مع موراتينوس عندما حاول الاتصال بها يوم الجمعة الماضية.
ونقلت وكالة أوروبا برس عن موراتينوس أمس الأحد قوله أنه أرسل مدير مكتبه الخاص إلى مطار لنسروتي لكي يبحث مع أميناتو الحل النهائي.
وعاد موراتينوس ليجدد بالمناسبة تأكيده على ضرورة إجراء استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية.
وكشفت جريدة "الباييس" في عددها أمس الأحد أن موراتينوس وبعض قادة الحزب الاشتراكي اجتمعوا مع أعضاء لجنة تضامن مع حيدر والقضية الصحراوية يوم الجمعة الماضي في مقر الحزب في العاصمة مدريد.
وقالت الصحيفة أن موراتينوس أبلغ الحاضرين الوزير أن رئيس الحكومة خوسي لويس رودريغيث سبتيرو قد طلب من العاهل المغربي الملك محمد السادس عبر القنوات الدبلوماسية التدخل لإيجاد حل لملف أميناتو حيدر.
وترى الأوساط الحكومية في مدريد أن الملك محمد السادس هو المؤهل الوحيد لكي يحل نزاعا من هذا النوع بحكم أن السلطات الأمنية تبنت مقاربة متشددة مع الناشطين الصحراويين في أعقاب الخطاب الملكي يوم 6 نوفمبر الجاري بمناسبة الذكرى ال 34 للمسيرة الخضراء.
ومع استمرار أميناتو حيدر في الإضراب عن الطعام، تتعرض حكومة مدريد لضغط سياسي واجتماعي قوي من طرف القوى السياسية والتنظيمات المناصرة لأطروحة البوليساريو وخاصة بعدما دخل على الخط نجوم الثقافة والفن من حجم خافير بارديم الحائزة على جائزة الأوسكار كأحسن ممثل.
ومن المنتظر أن تكون مدريد قد احتضنت مساء وليلة أمس مهرجانا فنيا للتضامن مع أيمناتو حيدر بمساهمة المغني الشهير ميغيل ريوس والمخرج العالمي بيدرو ألمودوفار ضمن عشرات آخرين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق