الأحد، 29 نوفمبر 2009

من الأفضل المِحرم أو قماش المجلس الاعلى الإسلامي الأخضر؟.


  مالوم ابو رغيف
2009 / 11 / 29


وقف السيد عمار الحكيم على منصته الخطابية العالية مشرفا ومطلا على ساحة جرداء إلا من بعض الأبسطة صُفت في المقدمة لتستريح عليها مؤخرات كبار الضيوف في حين جلس العامة من الناس رجال ونساء وأطفال على التراب مهملين متربين كشأنهم دائما.
. وقف السيد هذه المرة بدون زجاج وقائي يحمي مقدمته، لكنه كان محاط من جهاته الأربعة، يمينا ويسارا، أماما وخلفا، محروسا من كل طارئ بغلاظ شداد تتراقص رؤوسهم كما يتراقص بندول الساعة وتلمع حدقات عيونهم وكأنها عيون قطط همجية متوحشة. وزيادة في الحيطة والحذر، و لإعاقة الوصول والتحدث إلى السيد الوريث، عُزلت منصته الخطابية بسياج تشابكت أخشابه من غير تنسيق لتدل على تخلف المصمم وتشير إلى إن الإسلاميين ورغم كل ما يملكونه من ثروات لا يحسنون الترتيب ولا التنظيم وليس لهم حسا جماليا ولا ذوقيا، إلا إذا كان النهم نوعا من الحُسن، فهم لا يجارون في النهم، مالا، طعاما أو نساء.
كان خطاب السيد monotonous تتحرك فيه الكلمات والجمل برتابة مملة تبعث السأم و النعاس. ليس من جديد مثير وليس من عتيق جدير، عبارات الإسلام السياسي وجمله وشعاراته من كثر اجترارها، باتت مكررة معروفة، ما إن يفتح احد منهم فاه حتى يعرف الجمهور ماذا سيقول وما هي خاتمة الكلام، عبارات استهلاكية لا نتيجة ترجى منها ولا طائل من ورائها جميعها تهدف إلى تقطيع العراق لحصص تتقاسمها المكونات .
ربما تصور عمار الحكيم بان الناس لا تعرف إن المحاصصة والتوافق هما وجهان لنية خبيثة واحدة هي تحويل العراق إلى إقطاعيات طائفية، لذلك راح يدعوا إلى التوافق وديمقراطية التوافق والوفاق.
لا عمار الحكيم الذي زاد باللحم والشحم ظنا منه بان السيادة بزيادة وزن الأبدان ولا خطابه أثارا الانتباه، إنما بعض الإجراءات ألظلامية الجديدة التي بدا الإسلاميون يحاولون حشرها في بنية المجتمع العراقي أكان في مجالات التربية أو الثقافة أو السلوك أو السياسة ليقولوا لنا بعدها إنها جزء لا يتجزأ من مكونات أساسياته، هي التي أثارت الانتباه ولفتت النظر.
في العادة، وعندما يتطلب الموقف اجتماع الرجال مع النساء، يقسم الإسلاميون القاعة أو المكان إلى قسمين، قسم للرجال وأخر للنساء تفصل بينهما مساحة فارغة قد تكون متر أو أكثر، هذه المرة فصل الإسلاميون الرجال عن النساء الملتحفات المحجبات وفق الثقافة الإسلامية الشيعية الوهابية الجديدة بدق قماش اخضر ارتفاعه يزيد على قامة إنسان يفصل الساحة من أولها إلى أخرها ويحيلها إلى لونين، قسم املح بلون وجوه الرجال المتعبة المتربة المفترشة الأرض، وقسم اسود بلون حجاب المرأة و حظها العاثر.
السيد عمار الحكيم بالطبع يشرف مثل Big Brother على الجميع، فمنصته مرتفعة عالية وعيون السيد مامونه !!!
بالأمس القريب اصدر مجلس محافظة واسط قرار يستند على التشريع الوهابي القائم على مبدأ سد الذرائع ودرأ المفاسد. والمرأة حسب الوهابية وحسب التفكير الشيعي المتوهب هي مبعث المفسدة ومغناطيس الشياطين الجاذب، لذلك قرر مجلس محافظة واسط الإسلامي بوحي من ابن عثيمين وبن جبرين وبن باز تشريع وظيفة محرم مرافق ليأتي مع الأنثى البرلمانية ليكون مصاحبا لها طول مدة الجلسة في قاعة الاجتماعات لصيانة الحرمات.. بالطبع هذا المقترح لاقى ترحيب البرلمانيات، ليس لأنهن مسلمات إلى حد نخاع العظم، بل لأنهن سوف يوظفن إخوتهن الصغار من عمر الخامسة عشر وما فوق، ليستلم الصبي منهم أكثر من 200000 دينار من عن جلوسه في قاعة مكيفة شتاء وصيفا وان تضايق أو مل فهناك قاعة الكمبيوتر فيها ما يشتهي من الألعاب الالكترونية ، وليكلف محرما أخر بمراقبة أخته البرلمانية طيلة مدة غيابه، وان تمرض المحرم، فيكون لها الحق بالغياب أو بتأجير محرم أخر ليسد فراغ المريض وليحصل على مكافئة أيضا.
لقد استعجل مجلس محافظة واسط بإصدار هذا القرار، فلو استشار المجلس السيد عمار الحكيم أو عادل عبد المهدي لاقترحا بالتأكيد على رئاسة المجلس الواسطي مقترح (طول) القماش الأخضر ليفصل بين أعضاء مجلس المحافظة الذكور عن الأعضاء الإناث دون إن يكلف خزينة الدولة الكثير، في كل جلسة (طول) قماش فقط وعندما تنفض الجلسة سوف يبيعونه علگات.
لا اعرف إذا كانت هذه النساء المحجبة الحاضرة لسماع خطاب عمار الحكيم السقيم، اللواتي فصل مجلسهن عن مجلس الرجال بـ (طول) قماش اخضر، قد أتن بطرق مخصصة للنساء فقط، وركبن في سيارات مخصصة للنساء فقط، ودخلن من أبواب مخصصة للنساء فقط، وتسوقن من أسواق خصصت للنساء فقط، وعملن في دوائر تديرها النساء فقط، وجلسن في برلمان مخصص للنساء فقط، ومشين للزيارة على الإقدام دون إن يصادفن رجال قط، وان المدن المقدسة خصصت أيام منها للنساء وأخرى للرجال فقط..؟
أليس هذا نفاقا إسلاميا منقطع النظير.؟
وهل بمثل هذه السفاسف نستطيع إن نبني العراق ونكون مجتمعا مثقفا متحضرا.؟
لقد هزلت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق