الثلاثاء، 17 نوفمبر 2009

نداء إلى أبناء فتح


بسم الله الرحمن الرحيم


حركة التحرير الوطني الفلسطيني –فتح-
قوات العاصفة
يا اخوتنا أبناء حركتنا الرائدة - فتح –
يا أول الرصاص وأول الحجارة . أيها الفتحاويون الغيارى . يا أبناء العاصفة
نظراً إلى ما آلت اليه حال حركتنا- فتح -, وما انتهى إليه الوضع الفلسطيني من تراجع وانقسام, وما أصاب الوضع العربي الرسمي من تدهور, وما قدم من تنازلات للكيان الصهيوني طيلة الفترة الماضية والتي توجت باتفاقيات أوسلو وما تلاها من تنازلات مستمره حتى الآن.
· فقد أملنا أن يُسهم المؤتمر العام السادس لحركتنا فتح في دراسة الأسباب التي أدّت إلى كل ذلك, والانتقال إلى مرحلة المحاسبة والتغيير وتصحيح المسار. إلاّ أن انعقاده في بيت لحم تحت حراب الاحتلال, إلى جانب حرمان عدد هام من القادة والكوادر في قطاع غزة والخارج من المشاركة فيه, وما صاحبه من مخالفات تنظيمية في إدارته, أو زيادة عدد أعضائه قبل المؤتمر بساعات وخلاله في تجاوز فاضح لكل ما سبق وأقرّته اللجنة التحضيرية, وخرق واضح للنظام الداخلي واللوائح التنظيمية, والتلاعب في العملية الانتخابية وكثير من نتائجها, خيّب ذلك الأمل, وأدخل حركتنا – فتح - في مرحلة جديدة أشد سوءاً مما كانت عليه قبل انعقاده.
ونظراً لما تواجهه القضيّة الفلسطينيّة في هذه المرحلة من مخاطر تتمثل في محاولات تصفيتها نهائياً. كان على المؤتمر أن يعدّ فتح لمواجهتها والتصدّي لها وإحباطها, لكنه سار في اتجاه تلك التسوية والتهيئة للقبول بها. الأمر الذي يوجب التحرك لإنقاذ فتح والقضيّة الفلسطينيّة برمتها.
إن حركتنا فتح مهدّدة بعد مؤتمر بيت لحم بأن تصبح فتح الرئيس وسلطة فياض, لا فتح المنطلقات والمبادئ والإنطلاقة والمقاومة والإنتفاضة والوحدة والتنوع وحرية الرأي والتفكير والقيادة الجماعة.
إن حركتنا فتح مهدّدة كذلك بأن تصبح على قياس ما تتطلبه مشاريع التسوية المرفوضة, والتي يريد الرئيس الأمريكي ومبعوثه جورج ميتشل فرضها على الشعب الفلسطيني وعلى العرب والمسلمين. وبهذا يُراد لحركتنا الرائدة أن تخضع لشروط الرباعية وخريطة الطريق وخطة دايتون الأمنية وإملاءات نتنياهو والعدو الصهيوني, وأن تفقد دورها الطليعي القائد في الثورة والممانعة والمقاومة والصمود والتحرير منذ انطلاقتها العظيمة في الأول من كانون الثاني – يناير – 1965. وقد تأكدّ هذا قبل أن يمضي شهران على المؤتمر, من خلال لقاء القمة الثلاثية في واشنطن, والتأجيل المعيب للتصويت على تقرير غولدستون الذي يدين العدو الصهيوني بارتكابه جرائم حرب في عدوانه على قطاع غزة.
يُراد لفتح أن ترضخ لهذا الحل التصفوي للقضيّة الفلسطينيّة عبر إلغاء حق العودة, والتخلي عن القدس, وتمزيق الشعب الفلسطيني, وتكريس شتاته من خلال التعويض والتوطين والوطن البديل والدويلة الهزيلة المستباحة الفاقده للسيادة ووحدة الأرض, حتى على مستوى الضفة الغربية وحدها.
صحيح ان تردّي الوضع العربي الرسمي أثر ويؤثر في المآل الذي وصله الوضع الفلسطيني عموماً. ولكن ذلك يجب ألاّ يشكل تبريراً لمزيد من التنازلات الفلسطينية, إذ كان على القيادة المتنفذة أن تبقى متماسكة صامده متشبثة بثوابت القضيّة الفلسطينيّة لتسهم في وقف التدهور العربي بدلاً من تقديم الغطاء الفلسطيني له حين تجاريه في تلك التنازلات, أو تسبقه إليها وتساهم في تخفيض السقف العربي عموماً كما يحدث الآن.
ومن هنا ليس ثمة من مجال لغيور على فتح , حريص على القضيّة الفلسطينيّة التي انطلقت فتح من أجلها, وقدّمت في سبيلها عشرات الآلاف من الشهداء والجرحي والأسرى. أن يقبل بهذا المصير, أو أن يقف عاجزاً معقود اللسان إزاءه, في حين أن حركتنا فتح وقواتها العاصفة ما زالت بالرغم من كل محاولات تخريبها تعجّ بآلاف المناضلين الغيورين والحريصين عليها وعلى الوفاء لدماء الشهداء وعذابات الأسرى وتضحيات الشعب الفلسطيني البطل في الداخل والخارج.
ولهذا قرّرنا نحن ثلة من أبناء فتح وقواتها العاصفة, بعد الإتكال على الله العزيز القدير, وبالإعتماد على شعبنا الفلسطيني المجاهد, وثقتنا بأمتنا العربية, بأن ندعو كل المخلصين للقسَم والعهد من أبناء حركتنا فتح وقواتها العاصفة للعمل بجدٍ وتصميمٍ وشجاعة ونكران للذات لإنقاذ فتح وتصحيح مسارها واستعادة دورها الطليعي في المقاومة والتحرير .
فنحن من ابناء فتح وقواتها العاصفه الذين اقسموا اليمين وأوثقوا العهد على العمل وفق منطلقاتها ومبادئها وقيمها الثوريه وبرنامجها في المقاومة والتحرير . وما زلنا على العهد والقسم محافظين على التمسك بحقنا في فلسطين. وبعدم التفريط بحق العودة أو بالاعتراف بما يسمّى الدولة اليهودية التي قامت على القوّة الغاشمة واغتصاب الأرض وتهجير شعبنا ضاربة عرض الحائط وما زالت بمبادئ العدالة وحقوق الانسان والقانون الدولي الذي يحصر حق تقرير المصير بالشعب الفلسطيني وحده مع ضمان إرادته الحرّة.
وعليه ندعو إخوتنا في حركتنا فتح الذين يشاركوننا هذا القسَم ويتذكرّون البيان الأول لحركتنا فتح وقواتها العاصفة إلى العمل كل ضمن استطاعته واجتهاده, وكل من موقعه النضالي والتنظيمي, على إعادة قطار فتح إلى السكة التى أُخرج منها, والعودة إلى اعتبار العدّو الإمبريالي الصهيوني هو عدّونا الأول, وأن جميع التناقضات الأخرى الثانوية يجب أن لا تحرفنا عن طريقنا الصحيح بحيث تكون كل خطوة نخطوها ترمي إلى تحقيق الهدف الأسمى, وهو تحرير فلسطين كل فلسطين, ومقاتلة العدّو الصهيوني وإحباط مخططاته, والمحافظة على وحدة حركتنا فتح وشعبنا العربي الفلسطيني.
إن برنامج الانقاذ والتغيير والتصحيح الذي نتبناه ونعمل على تحقيقه يتلخص بالنقاط التالية:
1- التركيز على المنطلقات والمبادئ الأساسية والثوابت التي قامت عليها حركتنا فتح وقواتها العاصفة واستشهد خيرة قادتها وكوادرها ومناضليها في سبيلها.
2- التشديد على اخلاقيات وقِيَم العمل الثوري وعدم الإستهانة بمبادئ الإستقامة والنزاهة والتضحية والشجاعة والمسلك الثوري, وعدم التسامح مع التجاوزات والفساد والعلاقات المشبوهة.
3- العودة إلى بناء التنظيم القوي القائم على أسس سليمة. وإبعاده عن سطوة وتأثير أجهزة السلطة الأمنية, والعمل على رفع مستوى التوعية والتعبئة من خلال القدوة والممارسة والتثقيف.
4- المحافظة على وحدة الحركة وبنائها سياسياً وأخلاقياً وعسكرياً, وعدم السماح بمصادرة حرية الرأي باستخدام قطع الرواتب وأجهزة الأمن والإرهاب الفكري. فحركة فتح تتوحّد وتعزز قوّتها بقيادتها الجماعية وحريّة الرأي, فيما تفقد هوّيتها الأساسية كحركة تحرر وطني إذا ما حوّلت إلى حزب الرئيس الذي يفرط بثوابت القضية الفلسطينية, ويحجر على المعارضة, ويحيلها إلى "التقاعد" والتهميش, أو التهديد بالتجويع والتشريد.
5- التأكيد على ان حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح هي حركة تحرّر وطني وهي جزء من حركة التحرّر العربي. ومن جبهة القوى العالمية الساعية إلى حريّة واستقلال الشعوب. وهي بذلك تتمسّك بحق الشعب العربي الفلسطيني في مقاومة الاحتلال وتحرير وطنه بكافة أشكال المقاومة التي يقرّها القانون الدولي بما فيها النضال الشعبي والجماهيري والكفاح المسلح وأشكال الإنتفاضة الجماهيرية المختلفة بما في ذلك استعادة نشاط القطاع الغربي وقوات العاصفة التي حملت شعلة الثورة الفلسطينيّة المعاصرة. وغني عن القول أن أسلوب النضال الرئيس في كل مرحلة تحدّده ظروفها ومعطياتها دون أن يعني ذلك التخلي عن الممانعة والمواجهة بمختلف أساليب النضال الثوري والجماهيري. أو الإنقياد وراء استراتيجية المفاوضات والمفاوضات فقط وحرمان شعبنا من خياراته الأخرى.
6- إنهاء الإنقسام في الساحة الفلسطينيّة بهدف توحيد كل الجهود ضدّ العدّو الصهيوني من أجل دحر الإحتلال وتفكيك المستوطنات ومواجهة المشاريع التصفوية بموقف فلسطيني موحدّ وعدم السماح بالتنازل من قريب أو بعيد, بصورة مباشرة أو غير مباشرة, عن حق العودة أو عن أي جزء من القدس أو المساس بالسيادة الفلسطينيّة على الأماكن المقدسّة او التفريط بغربي نهر الأردن والبحر الميت.
8- إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينيّة على أساس ميثاقها الوطني وعبر التوافق بين كل فصائل المقاومة بما فيها حماس والجهاد والفعاليات الشعبية والمستقلين لتجسيد كونها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
9- رفض استراتيجية التفاوض القائمة والتي أثبتت التجربة العملية منذ اتفاقية أوسلو وعبر خريطة الطريق وأنابوليس والرباعية والوسيط الأمريكي أنها كانت دوماً طريقاً لمزيد من التنازلات المجانية وجسراً لمزيد من الإستيطان وقضم الأراضي وتهويد القدس واعتقال الآلاف من ابناء شعبنا. فما كان يقضم بالقوة أصبح في ظل المفاوضات يقضم بسهولة ويُسر. ولعل هذا ما دفع الأخ الرئيس الشهيد ياسر عرفات إلى تبني الإنتفاضة الثانية بعد فشل مفاوضات كامب ديفيد2. وقدّم حياته فداء للشعب الفلسطيني ومن أجل قضيته الوطنية.
10- البدء بتحقيق جدي لكشف المتورّطين في إغتيال الأخ الرئيس الشهيد ياسر عرفات أو الذين قاموا بتغطية هذا الإغتيال.
11- وقف كافة أشكال التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني وإعادة بناء الأجهزة الأمنية على أساس من عقيدة فلسطينيّة قتالية لحماية أبناء شعبنا الفلسطيني من الإعتداءات الصهيونية.
وإنها لثورة حتى النصر

16-11-2009


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق