الخميس، 5 نوفمبر 2009

يخطئ من يتوهم .....!!

يخطئ من يتوهم ان الشعب الفلسطيني سيبقى اسير التوازنات السياسية والأمنية في المنطقة ، ويخطئ هؤلاء في قراءة التاريخ والتطور المرحلي لنضال وكفاح الشعب الفلسطيني ، هؤلاء الذين يخطئون في قراءة الورقة الفلسطينية ومازالوا يراهنون على تبعية قيادات متهافتة متنازلة نسيت كرامتها قبل ان تنسى ثوابت الشعب الفلسطيني .

هم يتوهمون ومازالوا يعتقدون ان هناك قوى فلسطينية ومن خلال مرحليات انقلابية ممكن ان تسرق القرار الفلسطيني وان تطبق حلا ً بنظرية الحل الأمني والاقتصادي ، ممثلي هذا التصور في الساحة الفلسطينية يطوفون الساحات من أجل اخذ شرعية عربية واقليمية بعد التطور الخطير في مهام تشكيلة اللجنة المركزية لمؤتمر بيت لحم المزور ، تحالف هؤلاء مع حكومة الغرب وحكومة أمريكا المفروضة على الشعب الفلسطيني منذ حياة أبو عمار هؤلاء هم الذين يعتقدون انهم قادرين على تطويع الشعب الفلسطيني تحت نظرية رغيف الخبز والراتب وبعض الكماليات ، هم يخطئون ويخطئون ويخطئون ، ولكن لابد من ان تمر هذه المرحلة ولا بد ان يحدث ذلك .

فليست المرة الأولى في حياة الشعوب وحركات التحرر ان تحدث اختراقات ، ولكن من العيب ان تستمر تلك الاختراقات وان تفرض نفسها على القرار الفلسطيني .

ربما وفي هذه الأيام تمر على تيار أوسلو أسوء اوضاعه وأسوء ظواهر تهدده بالانقراض بعد صعود وطموح التيار الأمني المتصهين الى القرار في اللجنة المركزية لحركة فتح العباسية ، وما كان لتصريح هيلاري كلينتون المعبر عن قرار الادارة الأمريكية في ادارتها للصراع العربي الصهيوني الا تمهيد لصعود التيار المتصهين الى سدة القرار في سلطة رام الله .

لقد اصبحت منظومة أوسلو وما قدمته من تنازلات غير مقبولة أمريكيا ً ، بل هناك طموح أمريكي صهيوني لأن يكون القرار لدى التيار المتصهين المدعوم ماليا ً وأمنيا ً ، اما عباس ومخلفات تيار أوسلو فلن يفيدوا المعادلة الأمريكية الصهيونية في الساحة الفلسطينية على الأقل .

ومن هنا كانت رغبات عباس الأخيرة وتمسكه بخيار السلام تعتبر خطا ً تراجعيا ً يعتقد انه يلعبه بذكاء حينما صدر ازمة الموقف الأمريكي من المستوطنات الى الأنظمة العربية ، أي يعتقد عباس ان النظام العربي ليس لديه من الخيارات الا الخيار الأوحد هو التبعية المطلقة للقرار الأمريكي المرتبط أساسا ً سياسيا ً وامنيا ً بحبكات اقتصادية وسلطوية في المنطقة العربية .

ومن هنا نقول ان الشعب الفلسطيني لن يقف عند تصور هؤلاء ، بل سيحقق الشعب الفلسطيني المفاجئة تلو المفاجئة ولن يتمكن التيار المتصهين من السيطرة على القرار الفلسطيني ولن يستطيع تقديم ما تريد أمريكا وإسرائيل ان يقدمه .

عندما انطلقت البندقية منذ عام 1936 الى 1965 الى الانتفاضة في 1987 ثم الانتفاضة في 2000 ثم صعود وصمود فصائل مقاومة فتية في الساحة الفلسطينية ما هي الا مفاجئات قدمها الشعب الفلسطيني لتيار أوسلو وللنظام الرسمي العربي ، اذا لم تكن تلك المفاجئات فكان من الممكن ان نقول العوض على الله في القدس والعوض على الله في فلسطين والعوض على الله في حقوق اللاجئين .

من الطبيعي ان يطور الشعب الفلسطيني قدراته ويخطئ من يعتقد غير ذلك وسيان كانت تصريحات العدو مناورة سياسية وأمنية مام غيره فإنها حقيقة ، فإن الشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الأيدي أمام قدرات العدو وحصار النظام الرسمي العربي ولابد ان يعتمد الشعب الفلسطيني على ذاته من تحسين قدراته وتحفيزها لخلق توازن أمني يفرض شروطا ً سياسية على العدو بحيث لا تصبح مكتسباته على الارض هي انجازا ً له بل ستكون هي دمارا ووبالا عليه ،هذا ما اعتقد يسعى اليه الشعب الفلسطيني، من الطبيعي ان يطور الشعب الفلسطيني من خلال فصائله المقاومة الصواريخ والاغراض الحربية والعسكرية الأخرى والأمنية ايضا ً بحيث تصبح تل أبيب هي بقرب غزة وتلغى المسافات حيث توجد تلك المسافات في دقيقة او دقيقتين أو ثلاث وهنا نستطيع القول أخيرا ان نستذكر كلام امير الشهداء أبو جهاد ( فلننقل المعركة الى داخل فلسطين في ظل الحصار الاقليمي والحصار العربي ) .

بقلم/ سميح خلف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق