الخميس، 5 نوفمبر 2009

الخطأ والخطيئة والإنتحار والنحر – والمخرج


بقلم: غالب سيف

نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الأكثر إنتشارا باللغة العبرية في زاوية " آخر الأراء – دعوت أحرونوت" مقالا للصناعي ستيف فارتهايمر تحت العنوان : " الجليل عام 2009 " , بإعتقادي أراد بواسطته أن يغطي على خطأ وخطيئة , تجاهنا كعرب بشكل عام ولقرى مركزالجليل بشكل خاص وخاصة ليانوح-جث . تعالوا نقرأ ما في سطور ما كتبه ولنستنبط ما هو بينها , وللإثنان أهمية بالغة , يكتب هذا الستيف : " ما يقارب ال-30 عاما مرت منذ ربطتُ مصيري بمصير الجليل , عندما جئت لأول مرة للتلال الجرداء , والتي عليها أقمت مصانع يسكار والحديقة الصناعية في التيفن , لم أفهم في حينه مدى حيوية هذه المنطقة لمستقبل دولة إسرائيل , اليوم واضح لي أنه بدون تطوير هذه المنطقة لا مستقبل للحلم الصهيوني" . هذه التلال التي يوصفها هذا المُزَوِّر زورا بال- " جرداء" , أُقسم بأنها كانت من أخصب أراضينا الخاصة في يانوح , وكيف كانوا يقولوا عنها أهلنا\فلاحينا : " الزلمي ما كان يبيِّن من قمحها" , ويضيف ستيف : " في حينه ... ذهنيتي كانت متطابقة مع تلك المصطلحات التي كانت سائدة في تلك الفترة ك- ( تهويد الجليل) , ومن منطلق أني كنت على قناعة أنه من الضروري لجم ومنع تطور الوسط العربي" . نورد هذه الإقتباسات لكي نؤكد أمام الجميع ما هي حقيقة هذا الرأسمالي , خطأه وخطيئته , سابقا الآن والذي في بيت ناره . إذ أنه يضيف وبنوتة عادية وبدون أن يرف له جفن : " تفكيري اليوم مخالف لذلك .. , صحيح , هناك توتر بين اليهود والعرب .. كلنا ملزمون بوقف الفكرة بأن مصالح طرف يجب أن تأتي على حساب الآخر " , ويضيف .. إقرأوا بتمعن : " الجليل قادر على إستيعاب الجماهير المتزايدة والمترقية في البلاد ... وواجبنا توفير الشروط لذلك" , ال..عمى شو مستهبلنا .

في نشرة خاصة سُميت " الجليل عام 2013 " , وُزِعت في مستوطنة كفارهفراديم والتي تعتبر( الولد) - البيبي المدلل لدى هذا الستيف , أجريت مقابلة مع البروفسور أرنون سوفر صاحب الآراء اليمينية المتطرفة تجاهنا كعرب , وتحت العنوان " مستقبل الجليل امام بديلين" , قال سوفر : " مستقبل الجليل اليهودي قطعاً غير مضمون في ال-10 وال- 20 عاما المقبلات. صحيح أنه يعيش في منطقة الشمال في العام 2008 570 الف يهودي بجانب 640 الف من غير اليهود ( اليهود يشكلون 47% من مجمل السكان ! ) , إلا أنه لو ركزنا على الجليل الشمالي بالذات ( المنطقة التي أُعطيت للدولة الفلسطينية عام 1947 ) نسبة اليهود فيه هي ما يقارب ال- 36% فقط ( تخاذل وسقطة لا غفران ولا تسامح معهما)" .

وعودة الى فارتهايمر , إذ نشرت صحيفة الإتحاد خبرا لمراسلها السيد مفيد مهنا في 16.10.2009 تحت العنوان : " رجل الأعمال ستيف فارتهايمر يعلن عن إفتتاح منطقة صناعية في الناصرة " , جاء فيه : " أعلن رجل الأعمال اليهودي وأحد أثرياء إسرائيل ستيف فارتهايمر صاحب المنطقة الصناعية تبفن في الجليل الأعلى ومصانع يسكار في نهريا وغيرها , عن إقامة أول حديقة صناعية عربية يهودية في البلاد , ستقام على أرض الناصرة بالتعاون مع المهندس رامز جرايسي – رئيس بلدية الناصرة " , ويضيف كاتب الخبر مفيد مهنا : " تكلفة المشروع هي 20 مليون دولار .. على مساحة 14 دونما ومساحة حرة تبلغ 18 دونما و394 مترا " , ( والله مهمة جدا هذه ال- 394 مترا..!!) , ويضيف أيضا : " هذه الحديقة الصناعية هي السادسة في البلاد , كتلك التي أقيمت للمرة الأولى في منطقة تيفن ..." , أقسم أن كلمة "الأولى" هذه المرتبطة بهذا الستيف تثير مخاوفي وقلقي وتجعل الهواجس تجتاحني وبتركبني هموم الشِّدة.

لا تعليق ولكن لكي نعطي الإقتباسات المنحى المطلوب , أي للتنويه الى موضع الخطأ والخطيئة , وللإقتراب من موضوع الإنتحار والنحر , بالسياق والتناسق مع ما ذُكِر , نؤكد على وجوب التركيز على موضوع العرب الجليلين والستيف والتيفن ولنشطح ذهنا من وإلى العام والخاص , وفي هذا السياق تعالوا سويا ندخل الى أسرار وذهنية ومطالب جيرانا في مستوطنة كفارفراديم , كعيِّنة , لكي يتم لنا إستكشاف وإستنباط الخطأ والخطيئة والنحر والإنتحار المتعلقين بالموضوع . في رسالة أرسلها السيد مئير غرينفلد – رئيس ما يسمى " جمعية مستوطني كفارهفراديم" , (والتي لها 40% من أسهم "شركة تطوير كفارهفراديم م.ض " , وستيف فارتهايمر يسيطر على ال- 60% الباقيات من أسهمها ) وُجِهَت الى وزير الداخلية السابق مئير شيطريت , وتحت العنوان : " إقتراحك لدمج مجلس كفارهفراديم المحلي مع معلوت-ترشيحا" , ونُشِرَت في النشرة الشهرية " عاليّ فراديم – أي أغصان الودرود" , في العدد 230 في كانون ثاني 2008 , كتب هذا المسؤول في هذه الرسالة : " بودي أن أخبرك بأن إدارة جمعية مستوطني كفارهفراديم قررت في جلستها أمس 9.1.2008 , أن تعارض كليا إقتراحك لدمج مجلس كفارهفراديم مع بلدية معلوت-ترشيحا " , ويضيف : " كبديل , نحن نقترح دمج المجلس الصناعي المحلي مجدال تيفن مع المجلس المحلي كفارهفراديم وللإعتبارات التي وردت في الرسالة المرفقة

-2-

بهذا . مجلس تيفن أقيم بما يتعارض والمصلحة العامة , ولإعتبارات غير موضوعية , ولإرضاء المصالح الضيقة لأصحاب رؤوس أموال والذين فرضوا في التيفن نظام شبيه للنظام القائم في سنغافورة . عندنا خشية بأن الإعتبارات الغريبة هذه والتي تتطابق مع المصطلح الشعبي " קשרי הון שלטון – علاقات رأس المال والسلطة" هي التي جاءت بالقرار الحكومي والذي بموجبه أقيم المجلس المحلي الصناعي المستقل للتيفن . علاقات أصحاب رؤوس الأموال مع السلطة هي التي منعت نقاش موضوعي لإقتراحنا لدمج مجلس التيفن ومجلس هفراديم .. لذلك نناشدك بهذا بأن تلغي إقتراحك لدمجنا مع معلوت-ترشيحا وأن تعمل على دمج فراديم مع التيفن " . يصح أن نقول بثقةٍ مُطلقةٍ وشهد شاهداً من أهله , شوفوا يا أصحاب مشروع الإنتحار الآتي لنا بالنحر في يانوح-جث والأهم إتعضوا من هذه الأقوال وهذه الواقعة , وربما على أهلنا في الناصرة أن يؤخذوها بالحسبان أيضا .

ولتوضيح الصورة أكثر تعالوا نقرأ بعض الفقرات , ذات الصلة بالموضوع والسياق , من الرسالة المرفقة لهذه الرسالة , والتي بعثها السيد غرينفلد هذا , في 15.3.2009 الى السيد يعقوب إفراتي – مدير مديرية أراضي إسرائيل بصفته رئيسا ل- "لجنة الإخصائيين الرسمية " التي عُيِنت لبحث موضوع "دمج كفارهفراديم ومعلوت-ترشيحا" , والتي نُشِرَت سويا مع الرسالة التي سبق ذِكرها , وكان عنوانها " " دمج المجلس الصناعي التيفن والمجلس المحلي كفارهفراديم " . يكتب السيد المستوطن الجار غرينفلد : " جمعية مستوطني كفارهفراديم والتي عدد أعضائها الآن حوالي ال- 6 ألاف مستوطن , أقيمت عام 1978 , مع بداية تحقيق رؤيا إقامة كفارهفراديم والمنطقة الصناعية التيفن المحاذية لها . للأعضاء المؤسسين في الجمعية , بما فيهم الصناعي ستيف فارتهايمر , كان واضحا أن المنطقة الصناعية التيفن , والتي بُنيت بأموال حكومة إسرائيل , عن طريق إستثمار مباشر من شركة ميفني تعسيا ( شركة إستثمار حكومية غ.س ) , وأيضا عن طريق القروض والهبات بموجب القانون لتشجيع الإستثمارات الرأسمالية ( في إحدى نشرات ستيف ذكر أنه حصل على هبات بقيمة 600 مليون دولار غ.س) , هي الركيزة الإقتصادية لكفارفراديم .." , ويضيف ليوضح الواضح أكثر : " لاحقا وبعد سنوات , ذُهِلنا في كفارفراديم , عندما صادق الوزير السابق آريه درعي – وزير الداخلية , على إقامة مجلس صناعي منفصل عن المجلس المحلي كفارهفراديم . الأراضي , والتي كانت جزء من منطقة نفوذ مجلس يانوح , أُعطيت للمجلس الصناعي الجديد . كتعويض , حصلت يانوح على 1700 دونما , والتي كانت جزء من منطقة نفوذ كفارهفراديم ( جبل الأشقر ومنحدرات التيفن) . كفار هفراديم لم يُعطى أي تعويض " .

جئنا بهذه البراهين لنقول أننا كعرب , اليوم وأكثر من أي يوم , أصبحنا أكثر مستهدفين والجو السياسي الذي يلفنا هنا في وطنا الذي لا وطن لنا سواه إزداد ظُلما وظلاما وإجحافا وإستخفافا وتمييزا وتعجيزا وملاحقة ومقابحة وعنصرية وتنكيلا , على كل المستويات وبكل الوسائل , وإذا إعتبرنا حالنا مجرد طوائف وكما يحلو لبعض المتعاونين أن يجتروا توزيعنا أو "غير اليهود" كما يسمينا البروفسور سوفر فإن المصيبة شاملة للجميع ولا حياد في جهنم العنصرية والتمييز هاذان , والذي يقوله البروفسور سوفر هو إنعكاس لهذا المناخ القاتم الظالم , وبالضبط في هكذا مناخ يأتي لنا السيد فارتهايمر بأمران متناقضان , من جهة يدعو ويدعي أنه داعم إقامة منطقة صناعية في قلعتنا وعاصمتنا وحبيبتنا بحق وحقيقة ناصرة النضال والصمود , ومن جهة أخرى وبعد أن لطش منا التيفن وما زال يمنع لا بل يعمل السبعة وذمتها لمنع إرجاعها لنا في يانوح-جث , لطش ومنع ,عِمِلها هو ومستوطني كفارهفراديم وكل المؤسسات في حينه في إطار : " تهويدها .. وللحد من تطور العرب .. ولمدى حيويتها للدولة .. ولتحقيق الحلم الصهيوني " ... , ولتطمينا أكثر فأنه يدعو الآن أيضا الى تطوير الجليل : " لأن المجتمع الإسرائيلي يكبر ويرتقي.." والجليل هو: " المكان الذي سيستوعب هذا التكاثر والرقي " . خطأ هذا الستيف والذي يعتبره مراسل الإتحاد بأنه " صاحب التيفن " ..! , أنه ما زال يفكر في مصطلحات تلك الفترة , وأنه بإمكانه أن يستمر في ممارسة هذه الفِعلَة الدنيئة بدون لا حارج ولا بواب , وأنه لا أحد بإمكانه كشف قناعه وتزويره وتزويغه للحقيقة . أما خطيئته التي لا تغتفر بأنه مستمر في السيطرة على تيفننا , وما لم يكتبه في سطوره هذه هو العكس والنقيض لما فيها, فعندما يوحي بأهمية هذه المنطقة لمستقبل الدولة فإن الذي يقصده هو تهديد صناع القرار والرأي العام بأن لا يستجيبوا لأبسط الأمور لتحقيق العدل وهو إرجاع التيفن لأصحابها , وبهذا يكون فعل بالتمام والكمال عكس ما في سطوره : " بأن تطوير المنطقة ممنوع أن يكون لطرف على حساب الطرف الآخر " , ونقول له إذا كان الصدق والحقيقة ما تبغيه من أقوالك هذه يا أغنى أغنياء إسرائيل , تفضل وأرجع للطرف الآخر حقه أي بالعربي الفصيح أرجع لنا تيفنا والتي مساحتها ليس 14 دونما و 394 مترا وإنما 2400 دونما بالتمام والكمال , وإلا ستبقى الخطيئة لابسيتك من راسك حتى أخمص قدميك , ولن يفيدك إقامة المنطقة الصناعية في الناصرة بنت ال-14 دونما وأكام مائة مترا ولا تبجحاتك بأنك غيرت جلدك , ولا مشروع تهديدك لصناع القرار ولا مشروع العلاقات العامة المرتبط بالناصرة ولا أي أمر آخر .. ولا مشروع إنتحار أعضاء المعارضة بهدف نحر مشروعنا لإرجاع التيفن لنا والذي سينجح شاء من شاء وأبى من أبى . وها هم مستوطني كفارهفراديم , البيبي تبعك , يفضحون بجرأة ووضوح ممارساتك وحقيقتك عندما يعترفون أنهم "

-3-

تفاجئوا" عندما لم يشملوا تيفنا وأرضنا في منطقة نفوذ مجلسهم , ووقاحتهم وصلت للحد الذي يطالبون بهذه المنطقة وكأنها حق لهم , وخطأهم أنهم إتكلوا على علاقاتك وخطيئتهم أنهم إستهانوا بنا وبحقوقنا مثلك بالضبط .

وعودة لنا في يانوح-جث والذين إبتلينا بوضع فيه مساعد ستيف هذا يسيطر على 5 اعضاء مجلس عندنا , خطأهم أنهم رفضوا المصادقة على ميزانية المجلس , الأمر الذي سيأتي لنا حتما بلجنة معينة , وهذا ليس فقط خطأ وإنما خطيئة لا تغتفر لأن إنتحار هؤلاء الأعضاء هو محاولة دنيئة لنحر أماني يانوح-جث الجماعية بإرجاع التيفن المصادرة لنا , أو على الأقل تشويش عملية التشريع في الكنيست والتي هي في بدايتها , ما عدا الأضرار المؤكدة الأخرى التي بالأكيد ستلحقنا . ولكي نتجاوز إسقاطات فعل الخطأ والخطيئة والإنتحار والنحر الآتى علينا لاحقا , بقيت فرصة وحيدة أمام يانوح-جث وكل من قلبه عليها ومعها وهي إقرار الميزانية في جلسة المجلس المزمع عقدها في 10\11\2009 . امنعوا التشرذم والإستقطاب والإنتحار والنحر وعودوا الى ما كانت عليه يانوح-جث من الوحدة النضالية الواعية بما يتعلق بالأرض وبهذا تمنعوا الخطأ والخطيئة تجاهنا وعندنا , هذا من جهة ومن جهة أخرى نقول لستيف أن مشروع تهويلك وتهديدك لصناع القرار والرأي العام اليهودي وكما جاء في ال – "دعوت" هذه , نأمل أن يعمل العكس عندهم وأن لا يستمروا في ممارسة الأخطاء تجاهنا وأن لا يتحفونا بخطيئة جديدة , وأن يخرجوا من ما عملوه معنا من خطايا وليس بإرتكاب خطيئة ونحر أخرى وعن طريق الرضوخ لإدعاءاتك وضغوطك. آمل أن أكون وُفقت في توضيح الصورة لنا ولهم وللجميع و[ان ما يقوله ستيف لليهود ما هو إلا وعيد وتهديد وتلويح بالرصيد , وللعرب أقواله ما هي إلا مشروع علاقات عامة للتغطية على الخطأ والخطيئة , وما هدفي سوى منع الخطأ ولتفادي وقوع الخطيئة والأهم منع الإنتحار الذي سيأتي حتما بالنحر . ولنذكر جميعا ما جاء في كتابنا العزيز , سورة الحجرات , الآية 7 : " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين " , صدق الله العظيم .

(يانوح-جث) – خليوي رقم – 0527866226 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق