الخميس، 5 نوفمبر 2009

مصير الأقصى ونوايا الصهاينة

عبد الحميد عباس دشتي

قبل أسابيع عقد القس الصهيوني المعروف جون هاجي اجتماعا لإتباعه في كنيسته المنفردة والتي تعتبر من نوع «الميغا - كنيسة» أي أن أتباعه المنضوين في عداد رعية الكنيسة الإنجيلية تلك يبلغون مئات الآلاف في ولاية تكساس.. والرجل يترأس منظمة صهيونية تضم كافة الكنائس المسيحية الصهيونية في الولايات المتحدة واسم تلك المنظمة أو الاتحاد هو «مسيحيون متحدون من أجل إسرائيل»، وهذه الكنائس تضم عشرات ملايين الأعضاء وعملهم يتراوح بين جمع المال لبناء المستوطنات الإسرائيلية وبين التبرع لأعضاء الكونغرس وبين الضغط على الإدارات الأميركية حتى تتطرف أكثر في الانحياز إلى إسرائيل.. وعلى سبيل المثال فإن هؤلاء الصهاينة لديهم عقيدة خدمة إسرائيل لأنها بزعمهم شرط لعودة الرب خاصتهم إلى الأرض مجددا بالجسد (والعياذ بالله)، وهم يقولون إن هدم المسجد الأقصى شرط لعودة المسيح الثانية وسيلان الدماء أنهارا في العالم خاصة في فلسطين وتكاثر الكوارث الطبيعية والحروب والأمراض هي دلائل ومؤشرات على قرب تحقق نبوءتهم بقرب نهاية العالم، ولذا فهم يفرحون بالكوارث وبالحروب ويهللون لها.

هؤلاء يتطرفون لمصلحة إسرائيل أكثر مما تتطرف هي لنفسها، وجديدهم ما أعلن قبل أسابيع في ذلك الاجتماع في تكساس بأن وقت التفرغ (أي توجيه كل جهودهم وتبرعاتهم) لبناء الهيكل الثالث قد حان، وأنه يجب أن يهدم الأقصى قبل نهاية العام المقبل، ويجب البدء ببناء الهيكل الثالث لليهود حتى يتحقق أحد الشروط المهمة لعودة المسيح وهي على التوالي كما حددها أنبياء هذه الفئة الكاذبة منذ القرن الثامن عشر: إقامة دولة لليهود وعودتهم إلى الأرض المقدسة من الشتات ، إقامة الذبائح الحيوانية في الهيكل مجددا وذلك يسبقه هدم المكان المقدس الذي هو للترك (كانوا يسمون في القرن الثامن عشر كل المسلمين تركا) وقوع، تكاثر الأمراض والكوارث الطبيعية، ثم حرب هارمجيدون ثم الاختطاف الكبير(أي أن الرب يخطف أعضاء تلك العقيدة الكنيسة الصهيونية إلى السماء وهم أحياء ثم الضيقة العظيمة على اليهود في زمن حكم الشيطان للأرض ثم عودة المسيح لإنقاذ اليهود ونزول اورشاليم السماوية كمركبة قادمة من السماء وهي مدينة مبنية من ذهب وألماس يعيش فيها الصهاينة المسيحيون والناجون اليهود ألف عام تحت حكم المسيح المباشر ثم ينتهي العالم ويصعد المهووسون هؤلاء مع ربهم المزعوم إلى السماء.

إذا، الخطر على المسجد الأقصى ليس خطر بضعة يهود متطرفين يقومون باستفزازات يومية للمسلمين في المسجد ولا هو موضوع احتلال وقهر فقط، هناك أيها العرب، وأيها المسلمون وأيها المسيحيون المشرقيون والمسيحيون الحقيقيون في كل مكان، هناك مئات ملايين الصهاينة وعشرات الملايين منهم مواطنون فاعلون لديهم منظمات سياسية شديدة القوة في أميركا لديها نفوذ عظيم على الإدارة الأميركية التشريعية والتنفيذية، وهؤلاء في صلب عقيدتهم الدينية يؤمنون بوجوب هدم المسجد الأقصى، وقد بدأوا بالتنفيذ، فماذا نحن فاعلون؟

رئيس تحرير جريدة الديوان.. الإلكترونية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق