الخميس، 5 نوفمبر 2009

لن يكون الوداع الأخير


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله العزيز الحميد في خفضه ورفعه وعطائه ومنعه وجميع تقديره ، شديد النكال والعقوبة على من عانده وعصاه ، وصلى الله على عبده ورسوله ومختاره ومصطفاه محمد وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه وسلم تسليما كثيرا

أما بعد :

ففي موقف لافت استقبل الرئيس الأمريكي أوباما جثث ثمانية عشر جنديا من جنوده الذين سقطوا في افغانستان تحت ضربات المجاهدين هناك قال تعالى :(فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).

سيد البيت الابيض :

كان بإمكانك أن تستقبل جنودك وهم أحياء لو استمعتم إلى صوت العقل وابتعدتم عن الظلم والطغيان الذي تنشره قواتكم أينما حلت ، ولجنبت ذوي جنودك ، وبلدك أحزان هذا الموقف المتكرر ، الذي نعيش فيه نحن كل يوم على يد جنودك وهم يقتلون أبناءنا في العراق وافغانستان ، إنه الجزاء الذي من جنس العمل ، فكما تقتلون أبناء الآخرين ، فإن الآخرين يقتلون أبناءكم جزاء وفاقا ، وكما تدين تدان ، وإذا كنت تبكي على قتلاك فتذكر قتلانا , وتذكر أن ما أخذ بالدم لن يعود إلا بالدم , وتذكر أننا أمة تنتصر لبعضها البعض فالذي يقتل في العراق ينتصر له في اماكن أخرى من أرض الإسلام وكذلك من قتل في أفغانستان وفلسطين.

إن ديننا أمرنا بدفع العدوان عن أرضنا ، قال تعالى (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ) وأمرناكذلك في ذات الوقت أن ندعو إلى السلم مع من أراده وابتغاه ، فلسنا دعاة إشعال الحروب ، وإنما دعاة الحق والعدل قال تعالى ( فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً) وقال (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) .

إننا أمة تأبى الذل ولا تسكت على الضيم مهما طال بها الزمن ولن تكل ولن تمل , وكن واثقا من أن قوافل قتلاك لن ينتهي وصولها ولن ينتهي نزيف دمهم في أفغانستان وفي أرض العراق الذي تتكتمون على عدد قتلاكم فيه مخافة شعبكم الذي ظللته آلتكم الإعلامية بالأكاذيب لتبرروا استمرار احتلالكم له، وما وصلت أنت لسدة الحكم إلا عن موعدة وعدتها شعبك بسحب قواتكم منه ولم تفي لهم بعد بالوعد , وها أنت تودع جنودا من جنودك الوداع الأخير ولن يكون آخر ما تودع منهم إذا استمر طغيانكم وظلمكم .

وصلى الله على عبد الله ورسوله محمد وعلى آله وسلم تسليما كثيرا

هيئة الاعلام المركزي

الجيش الاسلامي في العراق

13 / ذي القعدة /1430هـ

1 تشرين الثاني 2009م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق