الخميس، 5 نوفمبر 2009

الحرية تفتك


إلى مناضلي إنتفاضة المناجم

خروجكم من السجن برهان آخر على أن الحرية تفتك. وها قد افتككتموها أيها المناضلون. خروجكم من السجن دليل كذلك على أن خيار مواجهة مطالب الجماهير بالقمع خيارفاشل ولا يؤمّن غير وهم بالانتصار في ذهن السجّان. نقول هذا لأننا نعرف أن الصمود أقوى من كل عسف. والعزيمة أقوى من الجلاد .والتمسك بالحق والدفاع عن الكرامة والخبز والحرية ليس لهما من طريق غير رفع الصوت عاليا والنضال وهو ما قمتم به ومن ورائكم كل مواطني البلدات المنجمية طيلة أكثر من ستة أشهر.انتصاركم وخروجكم من المعتقلات لا شك سيدفع أكثر شباب ونساء وعمال وفلاحي البلدات المنجمية وكل أبناء شعبنا إلى تخطي حاجز الخوف الذي كبل الإرادات عن كل مقاومة. فلقد برهنت الانتفاضة التي ساهمتم فيها على أن للجماهير إمكانيات غير محدودة للمقاومة والنشاط عندما تفقد ثقتها في السياسات القائمة وعندما تجد من النخب من يساعدها على التخلص من ترددها وخوفها وينخرط معها وفي طليعتها من أجل تحقيق مطالبها. لا شك أيضا أن إضرابات الجوع والإعتصامات والمظاهرات و نصب الخيام في الساحات والشوارع وفي الطرق والمرابطة أمام مقرات السلطة المحلية وكل أشكال النضال التي أبدعتها الانتفاضة المناجم قد بينت أيضا أن الجماهير يمكن وفي كل لحظة من اللحظات أن تتحرر من خوفها من جبروت السلطة وأجهزة الدولة القمعية متى آمنت هذه الجماهير بقوتها واتحدت على مطالبها وهو وعي ليست الجماهير في حاجة لأن تقرأه في الكتب والبيانات إنه وعي لا يحصل إلاّ بالممارسة الميدانية ولا يكتسب إلاّ في الشارع بالتمرس على إفتكاك الحقوق.. نضالكم وفي المقدمة كان درسا للجميع في الصمود والتمسك بالحق. وسجنكم وتلك المحاكمات الجائرة والمفبركة وتلك التهم التي لفقت لكم كان الثمن الذي أرادوا لكم أن تدفعوه ظلما. ولكنهم نسوا أنهم لن يستطيعوا تركيعكم ولم يستطيعوا. وما خروجكم من السجن الآن إلا دليل على فشل مسعاهم. لقد إفتككتم حريتكم فتحية نضالية لكم ولكل من ساندكم ولكل من كان له دور في انتصاركم على السجن والسجان.

فرحتنا عارمة بخروجكم من السجن لكن في القلب غصة. إنها حرقة على شهداء الانتفاضة أولئك الشباب الذين دفعوا أرواحهم ثمنا للحرية وللحياة الكريمة. لذلك سنبقى نذكرهم و لن ننساهم حتى ونحن في غمرة الفرح لأننا مطالبون بالانتصار لهم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بشير الحامدي

تونس في 5 نوفمبر 2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق