الخميس، 5 نوفمبر 2009

المؤتمر الناصري العام


لجنة العمل الفكري والتثقيفيإضافة صورة

وعد بلفور 2 نوفمبر تشرين الثاني 1917

درج الفلسطينيون كغيرهم من العرب على تذكر هذه المناسبة بوعد بلفور "المشئوم" شأنهم في ذلك شأن تفسيرهم لأي ظاهرة تمس حياتهم وربطها بالتفاؤل والتشاؤم وكأن هذه الظواهر ليس لها أساس علمي قامت عليه أو نتجت عنه .

ذلك أن هذا الوعد يعتبر من أولى الثمار التي نتجت عن المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد في مدينة بال بسويسرا في أغسطس سنة 1897 والذي جاء نتيجة تدابير سياسية صهيونية عالمية .

فلقد وجه تيودور هرتزل الدعوة إلى أكثر من 300 جماعة وهيئة ومؤسسة صهيونية في أوروبا إلى حضور هذا المؤتمر لمناقشة كيفية إقامة الدولة اليهودية أساس ومنطلق الحركة الصهيونية العالمية والتي انبثق عنها عدة مؤسسات تعمل على إقامة الدولة ، ومن هذه المؤسسات :

1- المنظمة الصهيونية العالمية .

2- الوكالة اليهودية .

3- الصندوق القومي اليهودي .

وليس أدل على ذلك مما قاله في كلمة الافتتاح في هذا المؤتمر :

"أننا هنا نصنع حجر الأساس في بناء البيت الذي سوف يؤوي الأمة اليهودية " والمقصود هنا فلسطين بعد اغتصابها من سكانها العرب وإجلاؤهم عنها .

وقد أقر المؤتمر الصهيوني الأول الإجراءات الآتية في سبيل تحقيق هدف إقامة الدولة الصهيونية :

1- تنظيم إجراء هجرات يهودية واسعة النطاق إلى فلسطين .

2- محاولة الحصول على اعتراف دولي بشرعية التوطن في فلسطين .

3- محاولة إغراء يهود العالم للانضمام إلى الحركة الصهيونية .

4- إقامة فروع للمنظمات الصهيونية في بلاد العالم تقوم بتجنيد القادرين والصالحين وتجميع الأموال بغية تحقيق هذا الهدف .

ولا تتسع هذه الورقة أمام كل بند من هذه البنود فالكلام يطول ويطول ، ولكننا ندخل في موضوعنا مباشرة وهو وعد بلفور " المشئوم ". ونتيجة الجهود الظاهرة والخفية لتحقيق أهداف الحركة الصهيونية العالمية صدر هذا الوعد بمعنى أنه جاء نتيجة جهود مستمرة أثمرت في النهاية حيث توجت في الرسالة الشهيرة التي أرسلها سير آرثر جيمس بلفور وزير الخارجية البريطاني آنذاك في 2 نوفمبر تشرين الثاني 1917 إلى اللورد روتشليد أحد زعماء الحركة الصهيونية العالمية ومن أحد أكبر أصحاب البنوك في إنجلترا ، والتي جاءت على النحو الآتي:

"عزيزي اللورد روتشليد

يسرني جداً أن أبلغكم عن حكومة جلالته التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود الصهيونية ، وقد عرض على الوزارة وأقرته:

أن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين ، وستبذل غاية جهودها لتسهيل تحقيق هذه الغاية ، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين ، ولا الحقوق والوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى .

وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علماً بهذه الخطوة .

المخلص آرثر بلفور"

هنا تاريخين فاصلين في هذه المسألة : الأول المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897 وما ترتب عليه من آثار ، والثاني وعد بلفور 2 نوفمبر سنة 1917 أي بعد 20 سنة من العمل الدءوب مهدت لاغتصاب فلسطين وإقامة الدولة العبرية على أرضها . ويمر العام ويتلوه الآخر ونتذكر الوعد ونصفه بالمشئوم والحركة الصهيونية ماضية في تحقيق أهدافها الهدف تلو الآخر .

استيلاء على أرض فلسطين ، هجرات من جميع أنحاء العالم لليهود إلى فلسطين ، عمليات القتل والرعب للفلسطينيين الآمنين في أرضهم ، تكوين وتأسيس مؤسسات الدولة العبرية ، والدعم الكامل من سلطات الانتداب البريطاني. وهكذا إلى أن جاء 15 مايو / آيار 1948 حيث أعلن دافيد بن جوريون إقامة الدولة العبرية على ارض فلسطين واعترفت بها أمريكا وبعدها بـ 12 ساعة اعترف بها أيضاً الاتحاد السوفيتي القائم آنذاك .

ألم يحن الوقت لأن نتذكر نحن العرب هذا الوعد بطريقة أخرى!!!! ؟؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق