الخميس، 5 نوفمبر 2009

مشاهد لكهنة أوسلو

بقلم / سميح خلف

المشهد الأول :

1- محمود عباس : بلا شك أن محمود عباس الذي فقد الشرعية المؤسساتية والشعبية للشعب الفلسطيني يعد أيامه الأخيرة في سلطة أوسلو ، فاليوم أعلن المنضبط صائب عريقات عن نية محمود عباس عدم ترشحه لفترة الرئاسة القادمة ، خبر ليس بجديد فلقد تناقلته وكالات الأنباء منذ أسبوع ، ونقلا عن تلك الوكالات أن محمود عباس هدد باستقالته وعدم ترشحه أيضا الرئيس أوباما المنحاز إلى الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل في قضية المستوطنات ، وذكر أيضا من مصادر خاصة أن محمود عباس في اجتماعه باللجنة المركزية والمجلس المركزي قد نوه عن عدم رغبته بالإستمرار في قيادة السلطة في رام الله .

وسيان كان موقف عباس جدي من عدمه فإن عباس فقد جميع الأوراق التي تؤهله لقيادة تيار أوسلو ، وهذا ما عبر عنه في لقاءه مع قناة العربية عندما قال ربما أكون مخطئ في سياستي ، ولكن لماذا يتهجمون علي شخصيا ؟ " ، وهنا أرد على علامات التعجب والإستفاهم التي طرحها عباس لنقول له : " أنت كإنسان فلسطيني ليس بيننا وبينك أي قضية شخصية ، ولكن بحكم موقعك ومسؤولياتك التي أخذتها زورا وبهتانا فإنك لا تمثل محمود عباس ، بل أنت تتحدث بشكل غير شرعي عن الشعب الفلسطيني وعن حركة فتح ، ولذلك لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي أمام ممارساتك السياسية وتجهيزاتك الأمنية في الضفة الغربية .

نتمنى أن تكون صداقا في تقديم استقالتك وأن لا تكون مجرد مناورة في محاولة استعطاف لأميركا ولإسرائيل بأن يهبوا شيئا لك من الفتات لإنقاذ منظومتك المتهاوية تحت صلابة شرفاء فتح وشرفاء الشعب الفلسطيني .

وأستقرئ قراءة أخرى لموضوع عدم ترشحك للإنتخابات ، من خلال متابعة الأحداث والمستجدات في الوعاء الفتحاوي وفي وعاء منظمة التحرير ونشاط أبو الأديب في عضوية أعضاء المجلس الوطني والتلاعب بها ، وخروج أبو ماهر غنيم مهان من حلبة الصراع بين بقايا تيار اوسلو والتيار المتصهين ، نقول أن استقالتك ربما تأتي وينطوي عليها زعامات جديدة سيطرت على مركزية فتح ، ربما تكون هي الواجهة السياسية المتطورة لمنظومة أوسلو المتهاوية ، وربما لو أن الدولة الصهيونية والإدارة الأمريكية قد تجد شيئا لديك تعطيه لأعطتك نوعا من الفتات على الأقل لتخفيف الحواجز أو إيقاف المحاولات لإقتحام المسجد الأقصى أو التوقيف الزمني المؤقت لعملية الإستيطان ، ولكن يبدو أن تلك العناصر الثلاث هي محضرة ومجهزة لقيادة التيار المتصهين الذي يحضر نفسه للإستيلاء على القرار في سلطة رام الله بعد تهاوي منظومة أوسلو .

إجمالا نحن نتمنى أن تخرج من دائرة التفكير للشعب الفلسطيني ولو أن ذكراك ستبقى مليئة بما قمت به من فتك لأطر حركة فتح وكوادرها وفتك لمؤسسات منظمة التحرير وعمليات ذبح أمنية لمقاتلي وكوادر فصائل المقاومة في الضفة الغربية ولن ينسى لك الشعب ما يقارب عقد ونصف قمت من خلالها بذبح القضية الفلسطينية وهي الفترة التي كانت الأوسع انتشارا في عمليات الإستيطان تحت وهم التفاوض مع أولمرت وهذا ما عبرت عنه ليفني بعد خروجها من الوزارة الصهيونية بأنها كانت ملهاة لتيار أوسلو وكسب للزمن .

المشهد الثاني :

أبو الأديب : ذهب أبو ماهر غنيم إلى مستنقع الخزي والعار بعد أن كان مناضلا يحترمه الجميع ، وأنت ثالثهما ولا ندري أي منهم سيكون رابعهما وخامسهما وسادسهما في فترة قصيرة .

قرأت لك مقابلة صحافية مع الأخ شاكر الجوهري ، قد حاولت أن تبرر مخرجاتك وأدلتك لتنصيب محمود عباس رئيسا لفتح واعتبرت أن التصفيق والتهليل هو تعديل في النظام الداخلي .. يا سلام يا عبقري زمانك ! .. أهكذا هو النظام الداخلي لحركة فتح ؟! .. أهكذا تستبدل فقرات من النظام ؟! ، هل أنت تخاطب شعب من أيام الإمام البدر ؟ .. كفى مهزلة !

السيد أبو الأديب ، يكاد يكون بلوتك أكثر عمقا من محمود عباس وأبو ماهر غنيم أو توازيها ، لعبت ولعبت ولعبت وكانت مجرد ألعابك بمثابة العبث في شؤون الشعب الفلسطيني ومستقبل الشعب الفلسطيني من خلال الإطار الوهمي والإطار الهلامي الذي يسمى المجلس الوطني وأنت أمين سره ، واليوم تكمل ألعابك وكأنك تذهب إلى الهروب إلى الأمام ، فالآن تتلاعب في كينونة أعضاء المجلس الوطني ، وتسخر نفسك خادما للتيار المتصهين ، فها أنت تزيح الشرفاء وتستبدلهم بعناصر موالية للتيار المتصهين ، نقول بإيجاز .. كف عن التلاعب والفرصة الآن أمامك أن تعتذر للشعب الفلسطيني وأن تنسحب من موقعك وتتركه لمن يخدم الشعب الفلسطيني .

المشهد الثالث :

محمد راتب غنيم ( أبو ماهر ) :

حزنت كثيرا وتألمت وكنت آمل أن لا تصل إلى مثل تلك النهايات ، تألمن عندما علمت أنك مصاب بحالة اكتئاب ، ولكن دعني أسألك يا أمين سر اللجنة المركزية " بدون صلاحيات " ، ألم تتذكر يوما أن الكوادر الحركية قد أصيبت بألف حالة اكتئاب واكتئاب ، ولم تنثني ولم تنقسم ولم تنحني وخرجت من حالات الإكتئاب أكثر قوة وصلابة .

أتعرف لماذا لأن كوادر حركة فتح الشرفاء لم يبيعوا أنفسهم للشيطان ، ولم يبيعوا مواقفهم ويجيروها للتلاميذ المتصهينين ، فكيف لأب كان يمكن أن يكون أبا يحافظ على الثوابت والتجربة أن يبيع نفسه لأحد الصعاليك في الحارة ؟ .

قال أحد الإخوة في تعليق على مقالتي في المستقبل العربي أن أيدي الشرفاء تسامح ، ولذلك نقف طاعة ووفاء للإخوة طارحي التسامح فالتذهب إلى الشرفاء وللقيادة التاريخية لتستسمحهم عما بدر منك ، ولو أن هذا الإستسماح لن يغير الواقع الذي صنعته بيديك وأيدي ممثليك في الساحات ، وعليك أن تصدر قرار باعتبارك أمين سر اللجنة المركزية بإعادة صياغة المؤتمرات الحركية في الأقاليم الخارجية ، وعليك أن تصارح كوادر حركة فتح بالذنب الذي اقترفته ، وبذلك أنت تكبر وتكبر ، أما إن بقيت مكانك في حالة الإكتئاب فإنك ستصغر وتصغر إلى مالا نهاية .

المشهد الرابع :

ياسر عبد ربه : هرول ياسر عبد ربه الشيطاني ذو النبتة الشيطانية في حديقة الفصائل الفلسطينية ليتسلق عرش أمين سر اللجنة التنفيذية ويتواطأ مع التيار المتصهين وحكومة فياض عله ينجز شيئا من بقايا وثيقة جنيف ، وعله يحوز على موقع في ظل قيادة التيار المتصهين القادمة ، ولكن يبدو أن لا ضمانات ولا مواقف أكيدة من التيار المتصهين عرضت على السيد ياسر عبد ربه ، ولذلك هرول مذعورا إلى وكالات الأنباء ليطالب هو والمستفيدين في فصائل المقاومة المتأسلوين أن يبقى محمود عباس في موقعه ويرشح نفسه من جديد لقيادة السلطة ، نقول للسيد ياسر عبد ربه ، جفت الأقلام وطويت الصحف ، ومعركتنا الآن ليس مع تيار وبقايا تيار أوسلو ، ولكن معركتنا ستكون واسعة ومباشرة مع ما يحضره التيار المتصهين لقيادة السلطة وقيادة الساحة الفلسطينية .

وطابت أوقاتكم ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق