الأحد، 4 أبريل 2010

حلم الديمقراطية في مصر


المنبه
بقلم هشام عياد

فوجئت بتليفون من صديق قديم يهنئنى باعياد الربيع وشم النسيم ، وصديقى هذا انقطعت صلتى به منذ اعوام كثيرة بعد ان اعتلى منصباً رفيع المستوى وأصبح  من رجال الدولة المخضرمين ، ومن أهم المقربين لرجال الحكم  وصناع القرار، وقتها التمست له العذرلان مشغوليات منصبه واهتماماته اصبحت ملك للجميع وان عمله للصالح العام اقوى كثيرا من صداقتنا .
صديقى  طلب منى تحديد موعد لنتقابل فى اليوم الذى خصصه للراحة  ، حاولت معرفة سر هذه المقابلة ، فأخبرنى انه يريد ان يفضفض معى فى امور شتى ويأخذ برأيي فى بعض المسائل الهامة بالنسبة له.
بالفعل تقابلنا ،
بادرت الحديث معه بالسؤال عن احوال البلد وما وصلنا اليه من انتشار للفساد والتدنى فى جميع الخدمات ، وما تعرضنا له من ازمات على المستوى الاقتصادى والسياسى ، وما فعله بعض الوزراء الذين لم يخرجوا فى تعديل وزارى كان مرتقباً ، والذين اوصلوا الشعب الفقير الى طريق مسدود ،
 
ظل صديقى يستمع لى بانصات شديد وكأنه يتأمل كل كلمة القيها عليه ، ثم قاطعنى قائلاً الوقت قد ازف ، واللى انت زعلان منه فى السابق  لن تراه فى الحاضر ،
قلت له كيف ؟
قال : لان الايام القادمة ستكون افضل مما مضت ، وسوف يتم تغيير وزارى شامل قريباً جداً ، وسوف يخرج فى التغيير الدكتور يوسف بطرس غالى وزير المالية ومحمود محيى الدين وزير الاستثمار على رأس الوزراء الذين سوف يشملهم التغيير بل ان عددا كبيرا منهم سوف يقدم الى محاكمة عما اقترفوه فى حق الشعب ، وما ارتكبوه من مخالفات دستورية ،
واكد لى صديقى ان هناك كشوف سرية يتم حالياً عرضها على الرئاسة بأسماء كل المفسدين الذين تربحوا على حساب الشعب وقاموا بأعمال غير مشروعة للاستيلاء على المال العام والتربح بدون وجه حق وان هذه الكشوف تضم اسماء  ثقيلة جداً فى الدولة . وسيتم محاكمتهم ووضعهم فى السجون ،واسترجاع كل الثروات التى نهبوها من مقدرات الشعب .
قلت له :  كلامك يعنى ان عصر التطهير قادم لا مناص، وان السلام الاجتماعى الذى طالما حلمنا به سنوات طويلة سوف يطبق وان الفقير فى هذا البلد سيعود له حقه المسلوب ؟
 قال :ايضاً هناك اتجاه قوى فى ان تكون انتخابات مجلس الشعب والشورى القادمين نزيهة بنسبة 100% حتى ولو سقط الحزب الوطنى فيها  ،
قلت له معنى ذلك ان الاخوان المسلمين من الممكن ان يجدوا ضالتهم فى هذا المفترق ،
قال ان الموضوع سيصبح بيد الشعب ورغبته  ، ولكن الشعب يعرف اهداف كل جماعة وماذا ترغب .
قلت له : طيب ..  والاحزاب السياسية التى اضعفها النظام وجعل منها احزاب ورقية واحزاب عائلية وهامشية ماذا سيكون مصيرها ؟
قال: ان الفرصة سوف تمنح للاحزاب كاملة  وسوف يتم الغاء لجنة شئون الاحزاب ، وسيتم رفع الوصاية والرقابة عنها ويمكنها ان تكون قوية برجالها وجماهيرها شرط ان تطور نفسها بسرعة وتنزل الى الشارع لاستعادة جماهيرها ،
قلت له : هل يعنى هذا ان البلد سوف ينصلح حالها ؟
قال: مش كده وبس بل ان هناك حركة لتطهير الادارة المحلية بأكملها بمعرفة الأجهزة الرقابية المتخصصة ، ومحاكمة كل المجرمين والمرتشيين بالاحياء والادارات المحلية المعنية  محاكمات علنية ،
 
قلت له : وماذا اعدتم لمشكلة البطالة وابنائنا الخريجين يبحثون عن عمل ولا يجدونه ويضطر البعض للهجرة غير الشرعية ويعرض نفسه للموت غرقاً ؟  
فى الوقت الذى اصبحت المرتبات متدنية فى ظل جنون الاسعار وانفلاتها دون رقابة من الحكومة التى شجعت التجار على الجشع  ؟
أجاب صديقى  : لقد تقرر هذا العام تشغيل اكثر من 70% من الشباب كل فى تخصصه ، وقد تم الاتفاق مع وزارة البترول والكهرباء والصناعة والزراعة لتشغيل كل حملة المؤهلات العليا والمتوسطة حتى خريجى 2009 وان هناك قرار بانشاء صندوق يمنح الشباب الذى بدون عمل بدل بطالة يصل فى الشهر حوالى 800 جنيه حتى يتم تشغيله .
واستطرد قائلاً : اؤكد لك ان أسعار السلع سوف تخضع لرقابة صارمة وسوف تتناسب مع دخول المواطنين ، اى ان السلع سوف تقل اسعارها بنسبة 40% من الاسعار الحالية، ومن يخالف لائحة الاسعار الموحدة سوف يتم تقديمه لمحاكمة جنائية فوراً .
قلت له وايه موضوع التأمين الصحى والمبالغ التى يطالبون المواطنين بسدادها نظير العلاج ؟
  قال: أغلب الظن انه تقرر الغاء اى رسوم يسددها المواطنين نظير الخدمة الصحية بمستشفيات التأمين الصحى ، وان الخدمة سيتم تطويرها لتكون على غرار المستشفيات الاستثمارية كما تم التعاقد مع اكفأ واشهر الاطباء ، وسوف يتم القضاء على الزحام والطوابير التى باتت تقضى على كرامة المواطن.
  استشعرت من هذا الحديث براحة نفسية كبيرة وفريدة وشكرت صديقى على المعلومات التى افضاها لى والتى اثلجت صدرى وسوف تثلج صدور جموع المصريين على وجه الارض ، واخذت نفس عميق بعد ان استأذن صديقى المسئول الكبير وتركنى  متمنياً مرور الايام بسرعة لكى أرى مصر بلدى فى تقدم واصلاح وازدهار ،
وفجأة رن تليفونى المحمول على نغمة ليست هى نغمتى المعتادة ، واذ بها نغمة المنبه الذى اقوم بضبطه فى تمام السابعة صباحاً  ، واذ بصوت زوجتى تطلب منى الاستيقاظ  حتى اقوم بتوصيل ابنائى الى المدرسة  قبل ذهابى الى العمل ،
وعلى الفور تنبهت اننى كنت فى حلم جميل  تمنيت ان أظل غارقاً فيه ولا استيقظ  على كابوس الحياة المعتادة مرة أخرى .
 
-------------------------------------------------------------------------------------------------- 
 
كاتب المقال
هشام عياد -رئيس تحرير جريدة السياسة الدولية المصرية   
بكالوريوس الاعلام جامعة القاهرة
حاصل على دبلوم الدراسات العليا فى الاعلام الدولى

هناك تعليق واحد:

  1. دينا ابوهيف4 أبريل 2010 في 6:45 م

    ما زلنا نعلق الامل على الاحلام حيث الواقع كابوسا وفى كلتا الحالتين يجب ان نستيقظ فى السابعه

    ردحذف