الأحد، 4 أبريل 2010

ديمتري دلياني عضو المجلس الثوري لحركة فتح لـ "المسار العربي": “سنكون أقوى في مقاومتنا و خاصة في القدس المحتلة.. إذا توحدنا وطوينا صفحة الخلافات“


·        ملفات الفساد التي تم الكشف عنها من طرف التلفزيون الإسرائيلي هي شهادة على نجاحنا في مكافحة الفساد
·        نأمل بأن يتغلب تيار المصالحة الوطنية داخل حركة حماس على تيار التبعية الإقليمية.
·         نـأمل التوقيع على وثيقة المصالحة الوطنية وإنهاء مرحلة الفرقة والتشتت
لا تزال حركة فتح تتهم التيار الحماسي باختلاقه لأساليب تعمق الشرخ القائم في القضية الفلسطينية و التي انفصلت إلى قضيتين بسب تواجد قطبين متنافرتين يستثمر في نقاط ضعفهما الطرف الثالث الإسرائيلي، متوجهة بانتقاداتها اللذعة إلى وسائل الإعلام العربية التي تضخم الأوضاع بتركيزها على النقاط السياسية ضد فلسطين إلى جانب المواقف الإسرائيلية، من خلال تفجيرها ملفات  الفساد في القناة الإسرائيلية التي اعتبرتها كورقة ضغط على الرئيس الفلسطيني حتى يتساهل في مفاوضاته مع المغتصب الصهيوني .
 و من خلال هذا الحوار الذي خصت به " المسار العربي" لم تتطرق قط إلى الجدار الفولاذي، مادحة المساندة المصرية لقضيتها. كما كشفت حركة فتح عن آخر العمليات الإجرامية و المجازر اليومية التي يرتكبها العدو ضد الشعب الفلسطيني.
حاورته: حورية ريش
*هل يمكن سرد أشكال الاعتداءات و الإجرام الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني حالياً
الاعتداءات و الإجرام الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني يتخذ أشكالا و جوانب مختلفة، منها المباشر و منها غير المباشر. فالاعتداءات المباشرة تتمثل في عملية أسرَلَة القدس (جعلها إسرائيلية) بالمفهوم الديني، أي التهويد عن طريق الانتهاكات المستمرة لحُرمة المسجد الأقصى المبارك و كنيسة القيامة و عمليات الحفر غير القانونية تحت و في محيط الحرم القدسي الشريف و وضع قيود على المصلين المسلمين و المسيحيين في الوصول إلى مقدساتها و ممارسة شعائرهم الدينية بحرية.
و بالمفهوم السياسي عن طريق الاستيطان داخل و في محيط القدس بهدف عزلها عن امتدادها الطبيعي مع باقي مناطق الضفة الغربية و فر ض واقع ديموغرافي جديد بحيث تسعى إسرائيل إلى تحقيق أغلبية سكانية من اليهود في القدس المحتلة، و  فرض الضرائب الباهظة على المقدسيين و ملاحقة أبناء الحركة الوطنية و نشطائها، وإغلاق المؤسسات الوطنية، و منع البناء و هدم المنازل.
 أما بالمفهوم الاقتصادي، فيعمل الاحتلال على تضييق الخناق على الاقتصاد المقدسي و قطع أوصال ترابطه بالاقتصاد الفلسطيني في باقي أنحاء الضفة الغربية، و مصادرة الأراضي الزراعية وفرض نظام ضرائبي ظالم. و على المستوى الاجتماعي تتمثل اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي بقطع الأوصال الاجتماعية و عزل المجتمع المقدسي و عمل الاحتلال على زيادة الفلتان الأمني الداخلي.
 أما من نواحي الخدمات التعليمية فيعمل الاحتلال على فرض نظام تعليمي إسرائيلي في القدس عن طريق تقديم مساعدات مالية مشروطة للمدارس الأهلية في المدينة المحتلة و تقويض عملية بناء المدارس و توسيعها بالإضافة إلى عدم إعطاء تصاريح لإنشاء جامعات و عدم الاعتراف بشهادات جامعة القدس بكلياتها المتواجدة داخل حدود المدينة المحتلة.
و يتعرض قطاع الصحة إلى مضايقات و تقييد لإجبار المواطن المقدسي على التوجه إلى مستشفيات إسرائيلية،  بالإضافة إلى ذلك تعمل إسرائيل على تحريف التاريخ للمدينة المحتلة و كان آخر مثل على ذلك ضم أسوار القدس إلى لائحة التراث اليهودي كما يعمل الاحتلال على محاربة المظاهر الثقافية العربية في المدينة مثل قمع احتفالات القدس عاصمة الثقافة العربية للعام 2009
أما خارج القدس المحتلة، فما زال الاحتلال يشدد الخناق على حصاره لقطاع غزة الجريح و يمنع عنه الحياة بكافة الوسائل الجائرة و يستمر في القتل و القصف و تجريف الأراضي القريبة من حدود القطاع مع دولة الاحتلال. و في الضفة الغربية يواصل الاحتلال ابتلاع الأراضي الفلسطينية من خلال بناء جدار الضم و التوسع العنصري و بناء المستوطنات الاستعمارية غير الشرعية و محاربة جهود حكومة الرئيس محمود عباس لتطوير الاقتصاد و وضع بنية تحتية للدولة الفلسطينية بما في ذلك بناء المدن و تطوير البلدات و القرى ووضع قيود على تنقل المواطنين الفلسطينيين، بالإضافة إلى حملات الاعتقالات التي تستهدف قيادات وطنية فلسطينية وخاصة من حركة فتح.
أما بالطرق غير المباشرة، فإن الاحتلال يعمل على إحباط المواطن الفلسطيني و دفعه نحو التطرف و التفكير السياسي غير المنطقي و جره إلى حالات رد فعل ذات أبعاد سياسية سلبية و فتح المجال للفكر غير الوطني بالتغلغل إلى نفوس المواطنين.
*ما هي النوايا الخفية لإسرائيل لتنفيذ مخططاتهم و هيكلهم المزعوم؟
ليس لإسرائيل مخططات خفية، فالواقع العربي الضعيف يجعل الاحتلال في غنى عن إخفاء مخططاته، فمخطط أسرَلة القدس مثلاً موجود على الصفحة الالكترونية لبلدية الاحتلال تحت مُسمّي "القدس 2020" ، و مخطط جدار الضم و التوسع مُعلن عنه بالتفاصيل، و سياسة حكومة الاحتلال الفاشية التي يقودها المجرم نتنياهو و وزير خارجيته ليبرمان واضحة و تصريحات أعضائها تملئ الصحف و الفضائيات على مرأى و مسمع الأمة العربية و الإسلامية. كما تعمل إسرائيل على تعزيز مظاهر و نتائج الانقلاب العسكري الذي قامت به حركة حماس في قطاع غزة لإضعاف الفلسطينيين بالانقسام و تحارب في نفس الوقت جهود المصالحة الوطنية و تساهم في منع حركة حماس في توقيع وثيقة المصالحة التي وقعت عليها حركة فتح العام الماضي. أما في جهودها لإضعاف الوضع الفلسطيني بشكل عام تُطلق دولة الاحتلال دعاية سلبية و صورة مشوهة عن القيادة الفلسطينية و خاصة الرئيس محمود عبّاس بهدف ضرب رمزيته و رمزية الحركة الوطنية المقاومة للاحتلال وإضعاف تأثيرها في العالم العربي و الإسلامي. و للأسف فإن العديد من وسائل الإعلام العربية تُساهم بشكل مباشر في تعزيز هذا المخطط الإسرائيلي عن طريق تعاطيها مع الدعاية الصهيونية الموجهة ضد القيادة الفلسطينية و بالتالي أضعاف الفلسطينيين سياسياً و تحييد امتدادهم العربي و الإسلامي
أما بخصوص الهيكل المزعوم فتعمل دولة الاحتلال على إضعاف أساسات بناء المسجد الأقصى المبارك عن طريق حفريات تقوم بها أسفله بدون رقابة عربية و إسلامية بحيث يُصبح المسجد قابل للتأثر بسهولة بأي زلزال أرضي خفيف لا سمح الله، مع العلم بأن لدى الاحتلال القدرة على افتعال مثل هذه الزلازل.  ولا قدر الله في حال حدوث ذلك، تزعم دولة الاحتلال أن الضرر الذي لحق بالمسجد هو "قضاء و قدر" و ستمنع ترميمه و تفرض تواجد يهودي في حرمه.  أما المخطط الثاني فيتمثل باستدراج شعبنا لعمل عنيف على قاعدة ردود الأفعال نتيجة الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك و باحاته لتفرض على إثرها أمر واقع جديد يُعطيها المزيد من التحكّم عليه مع احتمال وضع نصب تذكاري أو أكثر في باحاته يكون بمثابة "مسمار جحا" الذي من خلاله تدعي أن لها حقوق في المكان الإسلامي المقدس مثلما حصل في الحرم الإبراهيمي في الخليل و مسجد النبي صموئيل على مشارف القدس و مسجد بلال بن رباح في بيت لحم.
 * كيف تتصدى حركتكم لمختلف الجرائم الصهيوينة...؟
حركة فتح تقود عملية المقاومة للاحتلال الإسرائيلي منذ عقود، و نتج عن هذه المقاومة أن غالبية شهداء فلسطين هم من أبناء و قيادات حركة فتح، و 62% من الأسرى الموجودين حالياً في معتقلات الظلم الصهيوني هم من أبناء حركة فتح، و من بين ال850 ألف أسير محرر فلسطيني هناك 600 ألف من أبناء و قيادات حركة فتح، أما بالنسبة إلى العمليات العسكرية ضد الاحتلال في فترة ما قبل اتفاقية أوسلو و ما بعدها فالغالبية العُظمي تم تنفيذها على أيدي كوادر و قيادات حركة فتح. بالتالي فإن النضال الفلسطيني بشكل عام مرتبط وجودياً بحركة فتح التي تقود اليوم المقاومة الجماهيرية في القدس و بلعين و نعلين و المعصرة و غيرها من نقاط الاشتباك مع الاحتلال.
وفي نفس الوقت تعمل فتح على خوض نضال سياسي يقوده الرئيس محمود عبّاس و هو جزء لا يتجزء من عملية المقاومة الشاملة، بل عنصر أساسي كون المقاومة تحتاج إلى جانب سياسي يُحقق أهدافها و بدونه لن تؤدي إلى شيء ملموس. ضف على ذلك أن عملية دعم صمود المجتمع الفلسطيني و ضمان تطويره و الحفاظ على مقدراته و مقوماته ليبقى مجتمعاً مقاوماً هو أيضاً جزء لا يتجزء من عملية المقاومة الشاملة حيث تقوم بهذا الدور حكومة الرئيس محمود عباس التي يرأس مجلس وزرائها الدكتور سلام فيّاض. 
*  كيف تستطيعون التصدي للهجمات الإسرائيلية ضد فلسطين المنقسمة على حركتين متنافرتين؟
القضية ليست قضية حركتين متنافرتين، القضية هي قضية انقلاب عسكري قامت به حكومة حماس في الوقت الذي ترأس فيه أحد قياداتها، إسماعيل هنية، حكومة الوحدة الوطنية التي شارك فيها جميع الفصائل و القوى الفلسطينية.  و تصوير الأمر على أنه نزاع بين فصيلين يبعدنا كثيراً عن حل الأزمة.
بالتأكيد سنكون أقوى في مقاومتنا، و خاصة في القدس المحتلة، إذا توحدنا وطنياً. وهذا الأمر أيقنته حركة فتح و قامت بالتوقيع على وثيقة المصالحة بالرغم من أن هذه الوثيقة مجحفة بشكل كبير بحق كل من التزم بالشرعية الفلسطينية، لكن القرار بهذا الشأن يقع بيد حركة حماس التي يؤيد كوادرها بشكل عام التوقيع على وثيقة المصالحة، و العائق الوحيد لتحقيق هذه الوحدة هو التزامات قيادة حركة حماس الإقليمية و ربط قرارها بمعادلات خارجة عن إطار المصلحة الوطنية الفلسطينية. 
*  كيف تقيمون جواز الحوار بينكم و بين حركة حماس؟
حركة حماس ليست حركة غريبة عن الشعب الفلسطيني، بل هي جزء من ألوان طيفه السياسي و عنصر مارس المقاومة لعدة سنوات و شاركنا عناصره زنازين السجون الإسرائيلية كما تقاسم معنا رصاص المحتل.  و حركة فتح اتخذت عدة قرارات تؤكد موقفها الثابت من الوحدة الوطنية: ففي ذروة عملية الانقلاب، امتنعت حركة فتح عن إصدار أوامر بإطلاق النار و فضّلت أن تستحوذ حركة حماس على المقرات الأمنية على أن تُريق الدم الفلسطيني.  كما تنازلت حركة فتح عن مطالبها برجوع حماس عن الانقلاب من أجل الحوار و خاضت حركة فتح حوارات عديدة مع حماس في ظل الانقلاب.  و الأهم من هذا أن حركة فتح قاومت الضغوطات الأمريكية و قامت بتوقيع وثيقة المصالحة الوطنية في الموعد المحدد بالرغم من أن هذه الوثيقة تُجحف إجحافا كبيرا بالحركة و أبنائها، ونحن ننتظر أن تقوم حركة حماس بالتحلي بشجاعة مماثلة و أن تضع المصلحة الوطنية فوق المصلحة الحزبية و توقع على وثيقة المصالحة الوطنية حتى نعيد ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي بمشاركة حماس و نُعزز مقاومتنا للاحتلال بمشاركتها.
*ما هي العوائق التي تحول دون إقامة الصلح بين فتح وحماس ؟
المصالحة الوطنية ضرورة أساسية لتعزيز فرص دحر الاحتلال و الذي يعيقها اليوم عدم توقيع حركة حماس على وثيقة المصالحة الوطنية و التزام حماس بأجندات سياسية إقليمية خارج إطار المصلحة الوطنية الفلسطينية..
  *هل تأملون الوصول إلى حل توافقي بينكما؟
نأمل بأن يتغلب تيار المصالحة الوطنية داخل حركة حماس على تيار التبعية الإقليمية، لتأخذ الحركة قرار التوقيع على وثيقة المصالحة الوطنية و تنهي انقلابها العسكري في قطاع غزة.
* ما الذي يمكن أن تقدمه مصر لدفع عجلة الحوار بين فتح و حماس؟
في إعتقادي أن جمهورية مصر العربية قد قدمت الكثير الكثير من أجل تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، وخلال جهودها المباركة هذه  تم المس بأمنها و كرامتها و مكانتها من قبل الجانب الرافض للمصالحة، و لا أتوقع كما لا أقبل كعربي فلسطيني يرى في مصر قلب الأمة العربية أن تُقدم قيادتها المزيد من أجل تحقيق المصالحة الوطنية. فمصر قدمت أكثر من اللازم حرصاً منها على المصلحة الفلسطينية و ما فعلته لغاية هذه اللحظة يعتبر تضحية حقييقة تعكس حرصها على الشعب الفلسطيني، و الكرة الآن في ملعب حماس و الدول المؤثرة في قرارها السياسي.
*     ألا ترون أن تجذر الخلاف الفلسطيني عمق الهوة بين الشعب الواحد و فتح المجال لتستثمر إسرائيل فيه؟
إسرائيل تستثمر في جميع نقاط الضعف العربي و الإسلامي و خاصة الفلسطيني. و الانقلاب الذي قامت به حماس، وهو ليس مجر خلاف أو هوة، خدم إسرائيل خدمة كبيرة ففتح المجال لها أن تتهرب من استحقاقات العملية السياسية، ووفر لها الغطاء السياسي الدولي لترتكب المجازر بحق أهلنا في قطاع غزة من خلال عدوانها و حصارها.  و هذا الأمر اعترف به سياسيو الاحتلال و قيادته العسكرية و الأمنية التي عبّرت في أكثر من مناسبة عن سعادتها باستمرار الانقلاب الذي قامت به حركة حماس في قطاع غزة.
*   ما تعليقكم على تفجير ملفات الفساد في محيط الرئيس ابو مازن؟
ملفات الفساد التي تم الكشف عنها في التلفزيون الإسرائيلي هي بمثابة شهادة على نجاح مكافحة الفساد في السلطة الوطنية الفلسطينية لأن جميع الملفات التي تم الحديث عنها هي قضايا تم تشكيل لجان تحقيق بها سابقاً و تم تقديم المتهمين فيها للمحاكمة و جرى حبس معظمهم و مصادرة أملاكهم و للأسف تمكن واحد منهم من الهروب خارج البلاد. فإذاً هي شهادة ايجابية، لكن سنكون أقوى في مقاومتنا، و خاصة في القدس المحتلة، إذا توحدنا وطنياً.  ضمن حملة التشهير التي تقودها دول إقليمية ضد شعبنا و قياداته، أدى إلى تضليل المواطن العربي عن حقيقة أن جميع هذه الملفات كانت في حقبة سابقة و تمت معالجتها. أما بخصوص الشريط المصور لرئيس ديوان الرئاسة فهو يحمل طابع الكمين فكيف إذا يُفسّر وجود كاميرات ليلية متطورة داخل حجرة نوم؟ و المقلق حقيقةً هو أن الناس انشغلت بهذا الملف رغم افتضاح أمر العميل مصعب حسن يوسف ابن قائد حماس في الضفة الغربية و مسئول الاتصال بين الضفة الغربية و  خالد مشعل، و اعتراف هذا العميل للمخابرات الإسرائيلية بأنه قام بتسليم قائد الانتفاضة الفتحاوي مروان البرغوثي للاحتلال  حيث تم إصدار حكم علية بالسجن خمس مؤيدات  و تسليم  إبراهيم حامد نائب قائد كتائب القسام في الضفة الغربية للاحتلال و معلومات أدت إلى اغتيال القائد العسكري الفتحاوي مهند أبو حلاوة، بالإضافة إلى معلومات استخباراتي كثيرة طيلة عشرة أعوام دفع ثمنها شعبنا و مقاوموه من جميع الفصائل ثمنا كلفهم حياتهم و حريتهم. من الأجدر معالجة تبعات هكذا فضيحة تخدم الاحتلال و تمس برموز المقاومة الفلسطينية بدل اللهث وراء قضايا منتهية.
*  ما الهدف من تفجير الملف عن طريق قناة إسرائيلية؟
الهدف هو زيادة الضغوطات على الرئيس محمود عبّاس ليتساهل في قضية المفاوضات مع الاحتلال و الهدف الآخر إضعاف حركة فتح كونها تقود المقاومة الفلسطينية و تحظى بازدياد في شعبيتها خاصة بعد مؤتمرها العام السادس الذي عقد في شهر آب الماضي.
*   هل سيؤثر هذا على الحركة و ثقلها التاريخي أمام الشعب الفلسطيني؟
بعد أن اتضحت حقيقة أن هذه الملفات تم التعامل معها وفقاً للقانون و لإرادة الشعب الفلسطيني و أنه لم يكن هناك عمليات تستر على أية تفاصيل فيها، ففي نهاية المطاف ستتعزز حقيقة أن حركة فتح التي تقود المقاومة هي التي عملت على القضاء على الفساد و جعلت قضيته جزءاً من تاريخها. فحكومة أبو مازن اليوم هي الحكومة الوحيدة في المنطقة التي تنشر موازنتها بشكل شهري على موقع وزارة المالية الالكترونية لتضرب مثلاً في الشفافية، و هنا أتحدى أية جهة و على رأسها حكومة الاحتلال الإسرائيلي أن تحذو حذو حكومة الرئيس أبو مازن فيما يتعلق بالشفافية.
*  كيف سيكون رد الفعل العربي خاصة و أن المساعدات تأتي من دول عربية؟
معظم المساعدات تأتي للشعب الفلسطيني من دول أجنبية خاصة الولايات المتحدة الأمريكية و دول الاتحاد الأوروبي. و لكل متبرع في العالم و خاصة الدول العربية أن يتحقق مما ذكرت سابقاً ليتأكد أن قضية الفساد في السلطة هي جزء من التاريخ تمت معالجتها و الآن نعيش حقبة الشفافية التي لا يواكبنا فيها أحد من دول الشرق الأوسط.
 *كيف ستواجهون هذا الفساد لو ثبت حقاً؟
تمت مواجهته و محاسبة الضالعين فيه و منهم من هو في السجن الآن و منهم من خرج من البلاد م تمت مصادرة أملاكه..
* أين محل حركتكم من قضية محاكمة إسرائيل في المحاكم الدولية؟
حركة فتح تنظر إلى هذا الأمر ببالغ الجدية و المسؤولية، و ممثلو منظمة التحرير و قيادتها الذين يتابعون هذا الملف و يقومون بطرحه في المحافل الدولية هم قيادات فتحاوية تعمل في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الفلسطيني المعترف به دولياً و القادر على طرح ملفات بهذا الحجم، طبعاً مع وجود دعم عربي كأساس في قوة الطرح.
* لماذا تبدو سلطة أبو مازن متحفظة من هذه القضية؟
   الجواب يكمن في كلمة "تبدو" في السؤال. فالسلطة الوطنية الفلسطينية ، و ليست سلطة أبو مازن، تعمل من خلال منظمة التحرير في هذا الملف في ظل أجواء سياسية مُعقدة لا تحتمل الشعارات الرنانة التي يطلقها بعض من لا علاقة عملية لهم في العمل السياسي الدولي.  التعقيدات تبدأ بالضعف العربي، و حسابات إقليمية همها إضعاف منظمة التحرير و حركة فتح و الرئيس أبو مازن أكثر من عملها لإحقاق الحق في المحاكم الدولية، و استغلال إسرائيل لهذه الظروف بمساعدة أمريكية للتهرب من الإدانة الدولية.  و كل هذا يحصل في أجواء إعلامية عربية يسيطر عليها تيار معادي للحركة الوطنية الفلسطينية مما يجعل الأمر "يبدو" متحفظا.ً
ديمتري دلياني
عضو المجلس الثوري لحركة فتح
مسئول العلاقات الخارجية في جمعية الصداقة الفلسطينية - الجزائرية









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق