الخميس، 22 أكتوبر 2009

كلمة السيد أحمد إينوبلي الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الوحدوي المرشح للرئاسية أكتوبر 2009


كلمة السيد أحمد إينوبلي

الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الوحدوي

المرشح للرئاسية أكتوبر 2009 في اجتماع مدينة اريانة

بسم الله الرحمان الرحيم

أيها الإخوة،أيتها الأخوات،

يدخل مناضلو ومناضلات الاتحاد الديمقراطي الوحدوي الانتخابات انطلاقا من رؤية مبدئية قوامها أنّ المشاركة الشعبية هي المدخل السليم للبناء... البناء الذي يثبت المنجز الوطني ويساهم إيجابا في التطوير والتحديث.

ندخل الانتخابات بهذه العقلية البنّاءة لأننا في حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ندرك تمام الإدراك أن المحافظة على الاستقلال الوطني ومكتساباته يشكل دائما المدخل الرئيس نحو الديمقراطية السليمة أسلوبا للتفاعل والتطور والتقدم بخطى ثابتة على كافة الدروب لذلك نؤكد دائما على أن الديمقراطية هي بوابة المداخل الحياتية العامة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية.

أيها الإخوة،أيتها الأخوات،

يا أبناء شعبنا إننا متمسكون بولائنا لوطننا تونس وبوفائنا لهذه الأرض ولرموز كفاحها ولرواد الإصلاح ورجالاته الأبرار... هذا مدخلنا للولاء لأمتنا العربية من المحيط إلى الخليج.

فالوحدوي العروبي لا يمكن أن يكون إلاّ وطنيا أصيلا مدافعا عن قاعدة المنطلق ومحصنا لها في مواجهة كل أشكال الهيمنة ومحاولات الاختراق من الداخل والخارج.

إن وطننا تونس هو منطلقنا نحن الوحدويون نحو الكل الشامل نحو أمتنا العربية الصامدة موحدة ومصانة.

نحن أيها الإخوة جزء من نسيج حماة وطننا تونس ووطننا الكبير الممتد من المحيط إلى الخليج في مواجهة الاستعمار بمختلف ألوانه وأعوانه وأذنابه من الخونة والمتخاذلين وسنظل على العهد أوفياء لتونس ولأمتنا العربية ونقول للمناوئين والمشككين في نهجنا وفي صدقيتنا وفي صدقية الوطنيين المخلصين لهذه الأرض أن الجبناء لا يصنعون تاريخ الأوطان وان الأيادي المرتعشة لا تقوى على البناء.

أيها الإخوة،أيتها الأخوات،

إن قراءة راهننا السياسي الوطني قراءة المسارات والعوائق والآفاق الممكنة هي المدخل الضروري لسلامة النهج السياسي….، "السياسة هي فن تحقيق الممكن" وهذا الممكن لا يمكن إدراكه إلا بعقل بَنَّاء لذلك انتهج حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي نهجا وسطا بِنَاءً على إدراكه لطبيعة المرحلة السياسية الوطنية ولمُحَرِّكاتها وعوائقها متجنبا المغامرات السياسية المسكونة بهواجس الذاتية وحَرَصَ أن يكون دائما مجانبا لمفاسد الانتهازية.

وانسجاما مع نهجنا هذا كان برنامجنا برنامجا واقعيا نأى بنفسه عن الشعاراتية والمزايدات المجانية، لكنه كان عميقا شخّص المشكلات وطرح البدائل الملموسة والممكنة.

نحن حين اعتبرنا أن البناء السياسي الوطني يحتاج اليوم إلى إطلاق جيل جديد من الإصلاحات السياسية لم يكن ذلك نكرانا لما تحقق في تونس من مكاسب كثيرة بل لأن هذا المحقق والمنجز يستدعي بذاته هذا الجيل الجديد من الإصلاحات للتقدم على درب النهوض بتونس الديمقراطية والعدالة والتنمية لبلوغ المراتب المتقدمة على كافة الأصعدة.

أيها الإخوة،أيتها الأخوات،

في الاجتماعات الشعبية السابقة التي نظمها حزبنا تحدثنا عن بديلنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي وشرحنا رؤيتنا لمفهوم الولاء للوطن والأمة... وفي هذه المناسبة أردنا أن نخصّص حديثنا في بعض الملفات المحدّدة لاعتقادنا أنّ الأمر يتطلب ذلك في ظل التجاذبات الموجودة... سنتحدث عن بعض المنظمات والجمعيات الحقوقية وعن تشغيل أصحاب الشهائد العليا وعن دور المرأة في المجتمع.

إننا نقف بكل جدية دعما لكل الجمعيات والمنظمات الوطنية التي بُنيت نتيجة لمطلب شعبي أو تتويجا لعمل نضالي شعبي أو مهني أو ثقافي.

إننا نعلن اليوم بأننا ضد كل أشكال وأساليب التفرد أو الاحتواء أو الإقصاء في تسيير هذه المنظمات والجمعيات، التي تحول دون مساهمتها في البناء الوطني لذلك نؤكد كما أكد غيرنا على أن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تمثل مكسبا وطنيا، لا نقبل أن تحتكر جهة سياسية ما هذه المنظمة وتنفرد بوضع سياساتها وتتحكم في مسالك الانخراط ضمن صفوفها أيا كانت هذه الجهة مضطلعة بأعباء الحكم أو في المعارضة.

وإننا نجدد الدعوة اليوم إلى حوار وطني حول الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تشارك فيه كل القوى الوطنية والديمقراطية ينبثق عنه مؤتمر ديمقراطي يفرز هيئة مديرة وطنية ديمقراطية مستقلة وممثلة بعيدا عن المُحاصصة السياسية.

إننا نعتقد أنّ الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان رابطة وطنية لكل التونسيين ولا يجب أن تتحول إلى منبر سياسي لفصيل أو بعض الفصائل السياسية تخدم أغراضها ولا تخدم المبادئ والقيم التي من أجلها قامت.

تلك هي رؤيتنا وهذا هو موقفنا.

أيها الإخوة،أيتها الأخوات،

إن الشباب عماد مستقبل المجتمع وأحد بناة صرح الوطن وقد شكل دوما (وفي أي مجتمع عَرَف الاستعمار والاحتلال) فرسان مقاومته.

كان لشباب تونس إبان الاحتلال الفرنسي دورا هاما في الحركة الوطنية التحريرية لذلك نعتبر أن الاهتمام بالشباب وتنشئته النشأة الوطنية وغرس روح المواطنة وروح المشاركة فيه، هي تأثيث لمستقبل أفضل.

وعلى الرغم مما تحقق للشباب من مكاسب وفتح باب الحوار حول شواغله فإن هذه الفئة العمرية تحتاج إلى هياكل تؤطرها وترسم توجهاتها الوطنية والمستقبلية وتذلل الصعوبات أمام إبداعها ومتطلبات حياتها خاصة في مجال الإدماج في الحياة العامة والشغل والأخذ بيده لدخول معترك الحياة المهنية وما تقتضيه من ضرورات.

لذلك نرى إضافة إلى الإجراءات والطرائق المعتمدة في التشغيل ضرورة البحث عن سبل جديدة تساعد شبابنا العاطل عن العمل وخاصة خريجي الجامعات.

انه كما لا يخفى عليكم أن قطاع التعليم بمراحله التحضيري والابتدائي والأساسي والثانوي يشغل حوالي 135 ألف مدرس وإن ساعات التدريس أسبوعيا تساوي 25 ساعة بالنسبة إلى المعلمين و20 ساعة لمعلمي التطبيق و18 ساعة لأساتذة التعليم الأساسي والثانوي فإننا ولغرض جودة التعليم والمساعدة على تشغيل الشباب خريجي الجامعات نرى ضرورة الحط من عدد ساعات التدريس الأسبوعي بالنسبة إلى المعلمين إلى حدود 18 ساعة لكافة الأصناف والحط من ساعات التدريس بالنسبة لأساتذة التعليم الثانوي إلى حدود 15 ساعة في الأسبوع، دون المساس بالمكتسبات المادية والمعنوية للمدرسين وهو ما سيوفر حوالي 20 ألف موطن شغل جديد بخطة معلم وحوالي 7 آلاف موطن شغل جديد بخطة أستاذ تعليم ثانوي أي ما يعادل إجمالا قرابة 27 ألف موطن شغل جديد.

وإذا أضفنا إلى هذا اقتصارنا على عدد 20 تلميذ لكل قسم فإن الحاجة للمدرسين في كل المستويات ستزداد بالخمس على الأقل أي ما يتجاوز 10 آلاف مدرس جديد.

إن التخفيض من ساعات التدريس لمدرسي التعليم الأساسي والثانوي فضلا عن كونه سيوفر سنويا مواطن شغل لأصحاب الشهائد العليا يمكن أن يساهم أيضا في تطوير الأداء البيداغوجي للمدرسين ويمكّنهم من أوقات إضافية لتقديم الإضافة إلى التلاميذ.

أيها الإخوة،أيتها الأخوات،

إن الشباب الطلابي بما يملكه من علم ومعرفة مؤهل أن يلعب دورا طلائعيا في المجتمع ويساهم مساهمة فاعلة في استقراره وتطوره وتقدمه في مجالات الفكر والثقافة فانه يحتاج اليوم وبإلحاح إلى إطلاق مبادرة وطنية تحل الأزمة التي تتخبط فيها منظمة الاتحاد العام لطلبة تونس ولخروجها من زاوية الفئوية السياسية الضيقة والتي أغلقت الباب أمام غالبية عموم الطلبة بمختلف توجهاتها الفكرية وأبقتها خارج التنظم داخل المنظمة الطلابية.

الاتحاد العام لطلبة تونس لا يجب أن يبقى أسيرا لأي من الفصائل السياسية بل يجب أن نُحافظ عليه هيكلا ومؤسسة وطنية لها هويتها وتوجهاتها التقدمية في ممارسة العمل النقابي الطلابي بما يخدم مصلحة عموم الطلبة دون تصنيف فكري أو سياسي....منظمة تخدم مصلحة الوطن وتساهم في بنائه بإعداد جيل طلابي عقلاني وحداثي بعيدا عن المحاصصة السياسية أو الحزبية.

أيها الإخوة،أيتها الأخوات،

تمثل المرأة في رؤيتنا المجتمعية نصف المجتمع و نعتبر أن محاولة فصل هذا الجزء عن المجتمع هي محاولة هدم وتفكيك له في جوهر كينونته لذلك فإن ما تحقق للمرأة من مكاسب تقدمية هي مكاسب للمجتمع بأسره لا بد من صيانتها والمحافظة عليها وتعزيزها.

لذلك نؤكد دائما من وجهة نظر الاتحاد الديمقراطي الوحدوي أن المرأة والرجل هما جناحا المجتمع وباختلال أحد جناحيه فان المجتمع لا يستطيع الإقلاع والتقدم والرقي فالمرأة والرجل متساويان في الحقوق والواجبات وحرية المرأة من حرية المجتمع وتقدمها مرتبط بتقدمه.

هذا مع ضرورة التأكيد على دور المرأة في الأسرة وتربية النشئ ممّا يدفع إلى ضرورة التفكير في إجراءات جديدة تساهم في مساعدة المرأة للقيام بهذا الدور.

أيها الإخوة،أيتها الأخوات،

وانسجاما مع انحيازنا لخط الممانعة والمقاومة العربية في مواجهة الصهيونية والاستعمار وانسجاما مع تمسكنا بأن الصهيونية حركة عنصرية وان صراع الأمة العربية ضدها في فلسطين صراع وجود لا صراع حدود...وان عِدائنا لدولة الكيان الصهيوني هو تجسيد لعِداء أمتنا العربية كلها لهذا العدو الغاصب.. فهو ليس عدوا لشعبنا العربي في فلسطين فحسب كما يروّج الاقليميون .

إن ما يؤكد هذا الموقف أن شعبنا العربي في تونس لا ولن ينسى العدوان الغاشم لدولة الكيان الصهيوني على تونس في حمام الشط يوم غرة أكتوبر 1985 والذي استشهد فيه عشرات من الإخوة لنا من تونس وفلسطين، كما لن ينسى شعبنا اغتيال المناضل أبو جهاد خليل الوزير على أرض تونس ولن ينسى أيضا أبناء تونس الذين رووا بدمائهم الزكية ارض فلسطين المحتلة منذ 1948.

لذلك أيها الإخوة أيتها الأخوات ندعو ومن على هذا المنبر كل القوى الوطنية من أحزاب ومنظمات ونقابات مهنية وفعاليات فكرية وثقافية إلى اعتبار يوم غرة أكتوبر من كل سنة يوما لمناهضة التطبيع بكل أشكاله وألوانه مع العدو الصهيوني يوما تقام فيه الفعاليات للتذكير بجرائم الصهيونية ضد الإنسانية.

أيها الإخوة،أيتها الأخوات،

ختاما ندعوكم إلى التصويت للورقة البنية – لون الأرض – في الانتخابات الرئاسية والقائمات البنية في الانتخابات التشريعية.

عاشت تونس حرة عربية منيعة

النصر للمقاومة الباسلة في فلسطين والعراق

وعلى كل شبر من أرض العروبة

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق